أقمار مصغرة حول الأرض تكشف أسرار النظام الشمسي
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
يخفي النظام الشمسي العديد من الأسرار التي يحاول العلماء كشفها. وتساعد دراسة الصخور الفضائية المختلفة، التي قد تحمل أدلة على تاريخ النظام الشمسي الماضي، في إلقاء الضوء على هذه الألغاز.
وأثبت هذا النهج فاعليته بالفعل، في أكتوبر 2023، حين اكتشف مسبار أوزوريس ريكس التابع لناسا وجود الماء والكربون - اثنين من الأسلاف المطلوبة للحياة على الأرض - على كويكب بينو البالغ من العمر 4.
بين آلاف الكويكبات التي تحوم بالقرب من مدار الأرض، قد تكون الأقمار المصغرة - أجرام سماوية صغيرة، تحكم مداراتها جزئيًا بواسطة الأرض وجزئيًا بواسطة أجرام أخرى في النظام الشمسي - خيارات مثالية لمعرفة المزيد عن أصول النظام الشمسي، كما يقول ريتشارد بينزيل، أستاذ علوم الكواكب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وقال بينزيل لموقع Live Science: "الأقمار المصغرة ربما خاضت تجربة مشابهة للعبة البينبول في النظام الشمسي الداخلي، حيث تتقاذفها وتجرها الكواكب المختلفة. لقد وجدت نفسها أخيرًا بطريقة تم جرها إلى مدار دائري إلى حد ما بالقرب من الأرض."
يعني قرب الأقمار المصغرة النسبي من الأرض أن السفر إليها وأخذ عينة منها سيستغرق وقتًا أقل بكثير ووقودًا أقل بكثير مما يترتب على الوصول إلى كويكبات مثل بينو.
على الرغم من أن العلماء ليسوا متأكدين بعد من أين أتت الأقمار المصغرة، إلا أن النظرية الرائدة تشير إلى أنها نشأت في حزام الكويكبات الرئيسي، الذي يقع بين المريخ والمشتري.
وقال بول أبيل، كبير العلماء لاستكشاف الأجسام الصغيرة في ناسا، لموقع Live Science، إن الكويكبات القريبة من الأرض من هذه المنطقة، مثل بينو أو قمر مصغر، "مثل كبسولات زمنية"، إنها تعطينا مؤشرات على ما كان عليه النظام الشمسي المبكر ما كانت عليه الظروف."
وتابع أبيل “على سبيل المثال، في عام 2019، استعادت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA) عينات من كويكب ريغو ذي الشكل الماسي، الذي يقع على بعد أكثر من 200 مليون ميل (322 مليون كيلومتر) من الأرض”.
كشف تحليل لاحق أن الصخرة الفضائية تحتوي على غبار نجمي يسبق نظامنا الشمسي، بالإضافة إلى "مواد عضوية ما قبل حيوية"، بما في ذلك العديد من الأحماض الأمينية التي يستخدمها الكائنات الحية لبناء بروتينات تشكل أشياء مثل الشعر والعضلات.
يمكن أن يساعد جمع عينات من الأقمار المصغرة في التخفيف من بعض المشاكل الكبيرة في أبحاث الكويكبات الحالية.
في معظم الحالات، يدرس العلماء قطعًا من الكويكبات التي سقطت على الأرض على شكل نيازك.
لا يزال بإمكانهم أن يعلمونا عن التركيب المبكر للنظام الشمسي، لكن قد يصعب تحليلها اعتمادًا على الحالة التي تم العثور عليها فيها، كما قال أبيل.
وقال كبير العلماء لاستكشاف الأجسام الصغيرة في ناسا : "عندما يكون لدينا نيزك يسقط على الأرض، فإنه يتلوث بالفعل" بالرطوبة والغازات في الغلاف الجوي للأرض.
وأضاف "عندما تتحدث عن جزيئات عضوية وماء - مواد أكثر تقلبًا - فإن الذهاب إلى المصدر ومعرفة ما هو موجود هناك مهم حقًا. لهذا السبب نود القيام بمهام إعادة العينات هذه، مثل أوزوريس ريكس."
سلمت مركبة الفضاء أوزوريس ريكس عينة بينو على الأرض في سبتمبر، لتكتمل أول مهمة ناجحة لناسا لجمع عينات من كويكب بعيد.
وتتجه المركبة الفضائية الآن إلى مهمتها التالية لاستكشاف كويكب أبوفيس ومن المتوقع أن تصل في عام 2029 عندما يمر الصخرة الكونية على بعد 19800 ميل (31865 كيلومترا) من كوكبنا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: النظام الشمسی على الأرض من الأرض
إقرأ أيضاً:
تقنيات الاستشعار «عن بُعد» تعيد رسم ملامح المستقبل الفضائي
آمنة الكتبي (دبي)
أخبار ذات صلةشهدت تقنيات الاستشعار عن بُعد قفزات نوعية في العقود الأخيرة، حيث باتت الأقمار الاصطناعية قادرة على توفير صور فائقة الدقة، تسهم في تحسين تحليل البيانات الجغرافية، ومراقبة البيئة، ودعم التخطيط الحضري، وإدارة الموارد الطبيعية، والتي تستخدم اليوم في مجالات حيوية، مثل التنبؤ بالطقس، وتتبع التغيرات المناخية، وإدارة الكوارث، ما يعزز من قدرتنا على اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة ومحدثة.
ويلعب برنامج الإمارات للأقمار الاصطناعية دوراً رائداً ومحورياً في تحقيق أهداف الدولة فيما يتعلق بمجال علوم الفضاء وقطاع التكنولوجيا، وتتمحور استراتيجية المركز حول الابتكارات العلمية، والتقدم التكنولوجي بوصفها أدوات مهمة لدعم مسيرة التقدم القائمة على المعرفة في إطار تحقيق هذا الهدف الوطني.
وبات الاستثمار في قطاع الفضاء في دولة الإمارات ركيزة أساسية نحو المستقبل، حيث تبنت الدولة نهجاً استراتيجياً لتطوير تقنيات الاستشعار «عن بُعد»، وتعزيز استقلاليتها في هذا المجال من خلال مجموعة من الأقمار الصناعية المتقدمة، ويأتي في مقدمتها «محمد بن زايد سات»، الذي يُعد واحداً من أكثر الأقمار تقدماً في مجال الاستشعار، إذ يتميز بقدرة تصويرية عالية الوضوح تدعم التطبيقات المدنية والعسكرية.
كما يمثل «الاتحاد سات» نموذجاً آخر للتطور في قطاع الفضاء الإماراتي، إذ يعكس الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والتقنية في الدولة لتطوير حلول مستدامة لدراسة الأرض من الفضاء، أما «خليفة سات»، فقد شكل علامة فارقة كأول قمر صناعي يتم تطويره بالكامل بسواعد إماراتية، مما عزز من مكانة الدولة في نادي الدول الرائدة في صناعة الأقمار الاصطناعية.
هذا التقدم لم يكن ليحدث لولا الجهود الكبيرة التي بذلها المهندسون الإماراتيون، الذين لعبوا دوراً رئيساً في تصميم وتطوير هذه الأقمار، ليؤكدوا قدرة الدولة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع الاستراتيجي، وأسهمت البرامج التدريبية والتعاون مع المؤسسات العالمية في صقل مهارات الكوادر الوطنية، مما مكنهم من قيادة مشاريع الفضاء المستقبلية بكفاءة عالية.
حلول تكنولوجية
لا يقتصر دور الإمارات على امتلاك أقمار صناعية متقدمة فحسب، بل يمتد إلى تطوير حلول تكنولوجية جديدة تعزز من دقة صور الأقمار الاصطناعية وتسهم في دعم التنمية المستدامة، سواء داخل الدولة أو على مستوى العالم، ومع استمرار التوسع في مشاريع الفضاء، تتجه الإمارات بثقة نحو مستقبل تكون فيه إحدى القوى الكبرى في مجال استشعار الأرض وتحليل البيانات الفضائية.
وأطلقت دولة الإمارات 4 أقمار اصطناعية منذ بداية العام الجاري منها محمد بن زايد سات والاتحاد سات والعين سات والقمر «HCT-Sat 1» في إنجاز جديد يضاف إلى سجل الإمارات الحافل في مجال الفضاء، ويعكس هذا الإطلاق رؤية الإمارات الطموحة لتعزيز مكانتها قوة إقليمية وعالمية في علوم الفضاء والتكنولوجيا، كما تمثل هذه الأقمار خطوة أخرى في مسيرة الإمارات نحو تحقيق طموحاتها الفضائية، مع التركيز على تطوير تقنيات متقدمة تخدم البشرية. وتعكس هذه الجهود رؤية القيادة الرشيدة لدفع عجلة التنمية المستدامة من خلال الاستثمار في الكفاءات الوطنية والمشاريع الفضائية المستقبلية.