«جناح وزارة الإعلام».. تصميم بالذكاء الاصطناعي بمحتوى إعلامي مميز
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
تفرَّد جناح وزارة الإعلام هذا العام في معرض مسقط الدولي للكتاب بشكله المختلف، الذي اعتمد في تصميمه على تدخل الذكاء الاصطناعي، تماشيا مع ثيمة المعرض، وجمع الجناح عددا من الأركان كوكالة الأنباء العمانية، ومنصة عين، وركن مجلة نزوى، وركن المطبوعات.
وفي حديث مع مصمم الديكور للجناح «المعتصم السلامي» قال لـ«عمان»: فكرة الجناح جاءت مرتبطة بالكتاب في حياتنا واستمرارية وأهمية وجوده ومواكبته لكل عصر وزمان وتطوره بالأساليب والطرق من قديم الزمان إلى وقتنا الحالي، حيث إنه أصبحت هناك كتب إلكترونية وكتب صوتية وغيرها، فقمتُ بتنفيذ هذا المبدأ بشكل غير مباشر من خلال ديكور الجناح، حيث قمتُ باستخدام الخطوط المستقيمة مع الزوايا شبه المستديرة التي تعطي شعور الاستمرارية والانطلاق والتجدد، ويتّضح ذلك في شكل السقف الذي يبدو ضيقا في البداية ويخترق بصريا الغرفة المغلقة ويواصل الاستمرار لتغطية السقف في الجهة الأخرى من الديكور، ثم يتواصل مع جدار الديكور نزولا للأرضية بشكل متواصل، واستخدام خطوط مستقيمة في إضاءة الأرضية التي تتواصل من بداية الديكور إلى نهايته، وصعودا في بعض الأحيان إلى الجدران، كما قمت بعمل جميع الرفوف والأدراج لعرض الكتب والمجلات بشكل مستقيم.
وحول استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم الجناح قال السلامي: «بعد توجيه معالي الدكتور عبدالله الحراصي وزير الإعلام، بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تصميم الجناح ومناقشة فريق العمل، حيث إن الاستفادة من كل البرامج والتطبيقات الحديثة ومن ضمنها الذكاء الاصطناعي ومواكبتها لها دور كبير في صقل وتطوير الأعمال والتصاميم ورفع مستواها الفني، لتظهر بشكل حديث ومعاصر ومتميز. حيث قمتُ برسم عدة تصاميم بالذكاء الاصطناعي والاستقرار في النهاية على التصميم الأقرب لفكرة تصميمي مستعينا بالزميلة أماني الربيعية (مصممة جرافيك) في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، ثم قمتُ بتصميم ديكور الجناح باستلهام الأفكار من تصاميم ديكور الذكاء الاصطناعي. علما أن برامج الذكاء الاصطناعي تقوم بإعطاء تصوُّر ديكور دون مقاسات وإبعاد حقيقية ودون مخططات هندسية ودون توصيف مواد التنفيذ».
وأشار السلامي إلى أن الجناح يحوي أربعة أقسام متنوعة وكل قسم له هوية بصرية مختلفة، وقال: «كانت الفكرة أن أجمع جميع الأقسام في ديكور واحد متواصل بهوية بصرية واحدة ومختلفة عن هوية الأقسام الأربعة ثم أقوم بتوظيف هوية كل قسم على حدة داخل المساحة المخصصة له بطريقة بسيطة وحاضرة دون التأثير على الهوية البصرية العامة للجناح»، وفيما يخص المساحات وتوزيعها قال: «كان توزيع المساحات حسب احتياجات كل قسم والجمع بينها بتقسيمات مغلقة من الخلف ومفتوحة من الأمام للتفاعل مع الجمهور تفصلها بعض الجدران والرفوف، وأحيانا أخرى تفصلها الفواصل الديكورية المخصصة للعرض أو المعلق بها الشاشات بطريقة لا تعطي عزلا كاملا لكل قسم عن الآخر».
فيما يخص الألوان والمواد المستخدمة قال مصمم ديكور جناح الوزارة: «قمتُ باختيار الألوان المحايدة مع جميع ألوان الهوية البصرية لأقسام الجناح الأربعة، حيث استخدمت اللون الخشبي شبه الغامق كلونٍ أساسي ليعطي طابعا فخما حديثا مع دمج اللون الأبيض بحيث يكون هناك تباين في اللونين بطريقة متناغمة».
وأضاف: «أما المواد المستخدمة فقمتُ باستخدام الخشب ذي اللون والملمس الطبيعي في الأرضية، واستخدام بديل الخشب في الجدران بالدرجة اللونية نفسها، والملمس لإيصال شعور الفخامة والحداثة واستخدام الخشب المصنّع المضغوط بطبقة قشرة الخشب في الرفوف والأدراج، وتنفيذ بعض الجدران بالزجاج العازل للصوت لغرفة تدقيق الكتب».
وحول تنفيذ الجناح قال السلامي: «تم التنفيذ بطريقة احترافية من ناحية اختيار المواد، وطريقة التصنيع والتركيب حيث كان عمل تصنيع الديكور (كقطع) والصباغة في ورشة النجارة، وتم نقلها إلى موقع المعرض وتجميعها وتركيبها بحيث تسهل عملية التركيب والتثبيت للديكور ويكون في وقت قصير وسريع».
الأقسام الأربعة
واشتمل الجناح على أربعة أقسام تبدأ بقسم وكالة الأنباء العمانية الذي يحوي بين جنباته شاشات تفاعلية مختلفة، تستقطب الجمهور صغارا وكبارا لا سيما بشكلها اللافت والمميز، وقال زعيمة الحراصية من وكالة الأنباء العمانية إن «الإقبال على القسم ممتاز جدا؛ لما يتميز به من شكل حديث ومتطور في العرض حيث اعتمد القسم على عرض الصور القديمة والحديثة».
وأضافت: «تأتي مشاركة وكالة الأنباء العمانية في معرض مسقط الدولي للكتاب للمرة الأولى، ويحوي الركن على صور من الماضي والحاضر من السبعينيات حتى العهد الزاهر، حيث تُعرض الصور من خلال شاشات إلكترونية تفاعلية، كما تم توظيف الذكاء الاصطناعي من خلال رجل كبير يقوم بتقديم شرح بسيط عن الصور الموجودة».
وعن الفكرة قالت: «الفكرة نبعت من رغبتنا في عرض الصور لا سيما تلك الأرشيفية التي حتمًا هي لافتة لانتباه الجمهور، خصوصا مع مسألة الربط بينها وبين الحاضر، والصور شاهدة على التطورات والتغيرات الحاصلة في سلطنة عمان سواء في المشاريع التنموية أو القطاعات الخدمية أو العمران».
وأضافت: «الركن يعرّف الزوار بوكالة الأنباء العمانية من خلال البطاقات التعريفية الموجودة في الركن، إضافة إلى الفيديو المعروض الذي يعرّف كذلك بالوكالة وأهم ما تقدمه من خدمات، وحساباتها في شبكات التواصل الاجتماعية».
«عين» كتب صوتية وتجربة تفاعلية
وتأتي منصة عين في الركن الثاني من الجناح حيث تحدّث سيف بن سلطان الشيذاني من قسم إعداد المحتوى الإلكتروني بالمديرية العامة للإعلام الإلكتروني حول المشاركة في الركن فقال: «مشاركة منصة عين ضمن جناح وزارة الإعلام بالكتب الصوتية كونها مشاركة في معرض الكتاب، لكن المنصة تعرّف الجمهور بالمحتوى الذي تقدمه، ومحتواها يتعلق بالإعلام الإلكتروني، فهناك محتوى مرئي ومحتوى سمعي، يتمثل في المحتوى الأرشيفي لإذاعة سلطنة عمان من عام 1970 حتى الآن، فبالتالي المحتوى ضخم جدا، إضافة إلى المحتوى الذي تصنعه المنصة بنفسها، فنحن ننتج برامج مرئية ومسموعة لا تكون متاحة إلا في منصة عين، ولكن إنتاجنا يكون مختلفا عما يقدم في الإذاعة والتلفزيون، فنحن ننتج ما يتناسب مع الإعلام الإلكتروني».
وأضاف: «الركن يحوي على شاشات تفاعلية تتيح للزائر الاستماع للكتب الصوتية الموجودة في المنصة، إلى جانب وجود تجربة تفاعلية، حيث يمكن لكل شخص يأتي إلى هنا أن يجرّب صوته من خلال التسجيل للكتب الصوتية».
وأشار الشيذاني إلى أهمية المشاركة في معرض الكتاب حيث قال: «المنصة تحقق عدة أهداف من مشاركتها في المعرض، من ضمنها التواصل مع صنّاع المحتوى، حيث يمكن الحصول على أفكار، أو التعاون معهم لاحقا، وكذلك فإن التجربة التفاعلية مع الجمهور يمكن من خلالها اكتشاف أصوات جديدة، والمعارض يمكنها أن تعرّف الجمهور بالمنصة بشكل أكبر، فربما هناك فئة إلى الآن لا تعرف عن المنصة، لا سيما الجمهور من خارج سلطنة عمان، وهذه فرصة للتعريف بالمنصة، فالمعارض هي فرصة للترويج بالمنصة، كما أن المشاركة في معارض الكتب هي شكل من أشكال التفاعل مع الجمهور، حيث يمكن للزائر أن يقدم رأيه، أو مقترحاته، وقد يكون لديه سؤال ما، فمن خلال الركن تكون قريبا من الجمهور إذ تتبادل معه وجهات النظر المختلفة».
مجلة نزوى والمطبوعات
وفي القسم الثالث للجناح تأتي مجلة نزوى التي احتفت هذا العام بإكمال ثلاثين عاما منذ إصدارها، ويقدم الركن الأعداد التي أصدرت حتى العدد الأخير، ويعرض القسم الرابع الأخير من ركن وزارة الإعلام أبرز المطبوعات الحديثة للوزارة، وتحدثت عنها بدرية الزدجالية حيث قالت: «القسم يعرض أهم الإصدارات والكتب الحديثة منها: كتاب عمان السنوي، والروزنامة العمانية، وكتاب عمان من السماء بجزئيه الأول والثاني، وكتاب خطب وكلمات باللغتين العربية والإنجليزية، وكتاب عمان في التاريخ باللغتين العربية والإنجليزية، وكتاب فلسفة النهضة، وكتاب سلطنة وسلطان، وكتاب أنماط المأثور الموسيقي، وكتاب استكشاف 12 واديا في عمان، وكتاب وفاء الكلمة، وكتاب آلة العود، وكتاب نقش الضوء، وكتاب المواطنة في سلطنة عمان، وكتاب السلطان قابوس الحياة من أجل عمان، وكتاب أحاديث جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- مع وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وكتاب ديوان العشق العماني، وكتاب رواد الصحافة، وكتاب موسوعة عمان في التراث العربي بأجزائه الثلاثة، وكتاب أوائل عمانية، وكتاب رؤية عمان 2040، وكتاب مسيرة الخير، وكتاب بشائر السيوح، وكتاب فكر الدولة.. رؤية جلالة السلطان لعمان الحديثة، وكتاب قابوس الأمل المتحقق، وذاكرة عمان.. أحداث وصور، وكتاب السياسة الخارجية العمانية، وكتاب مكونو.. حكاية ملحمية وطنية عمانية».
وأضافت أن الإقبال على القسم جيد لا سيما على شراء نسخة من العدد الأول لجريدة عمان، كما أن بعض الزوار يأتون لتصفح المجلدات الخاصة بأعداد جريدة عمان الأرشيفية، منذ عدد الجريدة الأول في عام 1972م، ولاحظنا أن بعض الزوار كانوا من العاملين في الجريدة سابقا ويأتون لتصفح هذا الأرشيف وتذكُّر أعمالهم المميزة».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأنباء العمانیة الذکاء الاصطناعی وزارة الإعلام سلطنة عمان لا سیما من خلال فی معرض
إقرأ أيضاً:
كتاب “تشريح إعلامي”.. آراء عن صناعة المحتوى وإستراتيجيات وتحديات الإعلام
وقع الإعلامي محمد الشقاء كتابه الجديد “تشريح إعلامي” في معرض الكتاب الدولي في جدة حيث حظي بحضور واهتمام من الوسط الإعلامي والمهتمين بالقضايا الإعلامية وصناعة المحتوى.
الكتاب الذي يقع في نحو 145 صفحة وصادر عن دار جداول للنشر يحوي آراء المؤلف في صناعة المحتوى وإستراتيجيات وتحديات الإعلام كما يحتوي على أربعة أبواب.
الشقاء ناقش في كتابه جملة من الموضوعات توزعت بين إستراتيجيات الاتصال، والإعلام في مؤسساتنا الإعلامية، وحتى إدارات الإعلام في منظّماتنا الحكومية والخاصة، وأيضًا ما يتعلق بصناعة المحتوى، إضافة إلى التّحديات التي تواجه الإعلاميين، والموضوعات عن الثّقافة الإعلامية التي يرى ضرورة أن يتسلَّح بها الإعلاميون وخاصة الجدد منهم.
وحاول الإعلامي محمد الشقاء أن يكون سرده مختصرًا وخاليًا إلى حد ما من لغة التوجيه، وقام بسرد بعض المواقف والتجارب التي شاهدها أو عاشها خلال مشواره الإعلامي، كما حاول من خلال الموضوعات المطروحة أن ينطلق بفكرة مختلفة وقضية ذات قيمة لدى المنتمين للإعلام والاتصال بشكل عام.
ويشير المؤلف إلى أن صناعة وإنتاج المحتوى أعظم تحدٍ لإدارات ومراكز الإعلام في منظّماتنا الحكومية أو الخاصة، وهو النتاج الذي لا يستوعب أو يفهم حجم تأثيره وقوته صُنّاع القرار بتلك المنظمات؛ لاختلاف تخصصهم؛ فكثير منهم لا يهمه المحتوى والمخرج بقدر ما يهمه ما يحققه ذلك لأهداف جهته، ولا يشعر بأهمية وجودة المخرجات الإعلامية أو التسويقية إلا مَن هو في إطارها ويعمل في مجالها؛ لذا قلّ أن يفهم صناع القرار الدور المهم لمراكز وإدارات الإعلام، بل إن بعضهم يتخّوف من هذا الدور، ويجعله في آخر اهتماماته، جرّاء ضعف الثقة أو الخوف من محتوى قد يتسبب في إحراجه منظمته، فتجده يختار الطريق الأسلم، وهؤلاء قلة؛ لكنهم يتحملون تراجع جهاتهم إعلاميًا، وضعف التسويق لمخرجاتهم مقارنة بغيرهم، من هنا تظهر جليًا أهمية فهم الدور الحقيقي لإدارات أو مراكز الإعلام أو إدارات التسويق وتأثيرها البالغ في إظهار مؤسساتنا بالشكل المناسب ودورها الكبير في رسم الصورة الذهنية وتحقيق الأهداف المتضمنة في إستراتيجياتها، انطلاقًا من الإستراتيجية الاتصالية، وأهدافها التي هي بالأصل مستمدة من الإستراتيجية الكبرى المنظّمة.
اقرأ أيضاًالمنوعاتفي ظل مخاوف انخفاض الطلب و”الفائدة الأمريكية”.. النفط والذهب يتجهان لتسجيل تراجع أسبوعي
وبيّن أن على كاتب المقال إن أراد أن يكون ذا قيمة وتأثير؛ أن يأتي بفكرة جديدة مثيرة للانتباه والاهتمام، كما أنه مُطالب بنقل تجربته ومعرفته وفكره للمجتمع ولصناع القرار.
وتطرق الشقاء إلى “الذّكاء الاصطناعي” الذي أصبح يقوم بمعظم أعمال صانعي المحتوى، ويُعتبر مرجعًا موثوقًا يحوي معلومات دقيقة يمكن الاستناد إليها والإشارة إليها في محتواها الصحفي، وفي هذا إشكالية يجب التنبه لها، وهي أن مخرجات الذكاء الاصطناعي ما هي إلا مصادر (تحتاج إلى تدقيق)، ولا تُقارن بمحركات البحث الاعتيادية؛ فهذه الأخيرة عادة نتائجها صحيحة؛ لأن المصدر والمرجع واضح وبعضه مرتبط بالصفحات الرسمية للجهات صاحبة المعلومات الأصلية، ويمكن القول: إن الذكاء الاصطناعي ليس ذكيًا على كل حال، فهو يعتمد على مدخلات ويخرج بنتائج لمعلومات وحقائق متداخلة، وطريقة عمله أشبه “بـحاطب ليل”، فهو لا يستخدم عقله وذاكرته، بل عينيه في توليد المعلومة.
ومما جاء في الكتاب أن الصحافة الاستقصائية فنّ عظيم لم يعد حكرًا على المؤسسات الصحفية، بل وُجد صحفيون يمارسون ذلك على منصّاتهم ونجحوا، وحاولت مؤسسات إعلامية الاستحواذ عليهم؛ خاصة بعض القنوات الإخبارية، ولا شك أن الصحافة الاستقصائية تحتاج إلى جهد وعمل مُضن ٍ كبير ولا تتوقف مصادرها على المصادر المفتوحة، بل تتعداها إلى الملفات المغلقة ودهاليز المنظمات والبيانات الضخمة المتاحة، وإلى كل معلومة ووثيقة مختبئة لم يسبق أن رأت النور، وأكّد محمد الشقاء حاجة مؤسساتنا الصحفية إلى مزيد من الصحفيين الاستقصائيين، وإلى توسيع دائرة هذا الفن وتشجيعه، واكتشاف المزيد من المهتمين بهذا الشأن، سواءً في جامعاتنا أو من خلال البحث عن من لديه علامات نضج بتبنيه وتحفيزه من خلال ابتعاثه وتدريبه من قبل الهيئات والمنظمات المعنية؛ لأن مثل هؤلاء هم من سيكونون واجهة البلد الإعلامية ووجهها المشرق وخط دفاعها الإعلامي الأول مستقبلًا.
من جانب آخر دشن الإعلامي الشقاء في ذات اليوم كتابه الأخير “مع محمد الوعيل.. ذكريات وحكايات” والصادر عن دار صوت المؤلف الذي وثق فيه الكاتب حياة ومسيرة ومهنية الراحل الوعيل وذكريات الشقاء معه خلال عمله معه في عدة محطات صحفية.