لجريدة عمان:
2024-12-28@06:37:21 GMT

على أمريكا أن تُفصح عن السلاح النووي الإسرائيلي

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

ترجمة: بدر بن خميس الظـّفـري -

مع تصاعد الحرب بين إسرائيل وحماس، تم الإفصاح عن الأسلحة النوويّة الإسرائيلية بشكل لا شكّ فيه، فقد أشار اثنان من المسؤولين الإسرائيليين المنتخبين - وزير في الحكومة وعضو في البرلمان - علناً إلى امتلاك إسرائيل أسلحة نووية، ولم يكتفيا بذلك بل اقترحا تفجيرها فوق غزة. ونحن نعلم أنه قد صدر أمر سري في واشنطن منذ فترة طويلة يمنع المسؤولين الأمريكيين من مجرد الاعتراف بامتلاك إسرائيل أسلحة نووية.

ونظراً للمخاطر المتزايدة المتمثلة في انتشار الأسلحة النووية، والأسوأ من ذلك استخدامها، فإن الاستمرار في مثل هذا التكتّم عن الترسانة النووية الإسرائيلية ليس بالأمر الغريب فحسب؛ بل إنه ضار.

يدير أحدنا مركز أبحاث أمن قومي، وقد قمنا الشهر الماضي بمحاكاة لعبة حربية نووية غير سرية بين إسرائيل وإيران. أطلقت إسرائيل في اللعبة أسلحة نووية ضد إيران مرتين باستخدام 51 سلاحا، فردّت إيران بضربة نووية. ومن المثير للدهشة أن المخاطر الاستراتيجية التي أعقبت تبادل إطلاق النار كانت أكبر من تلك التي سبقت المحاكاة.

الأسئلة التي كانت تدور في أذهاننا خلال المحاكاة هي: ما حجم الضرر الذي قد تلحقه الضربات النووية الإسرائيلية بالمواقع النووية والصاروخية الإيرانية والبنية التحتية والسكان؟ وهل ستصبح قدرات إيران النووية والصاروخية عاجزة، أم أنها مدفونة على عمق كبير بحيث لا يمكن تدميرها؟ وهل ستتعرض اقتصادات المنطقة للضربة القاضية بسبب مثل هذا التبادل النووي أم أنها ستهتز فحسب؟ وهل ستنجر واشنطن أو موسكو أو بكين إلى الصراع؟ وكيف سيحدث ذلك؟

لم يستطع أي من المشاركين في المحاكاة الحربية الإجابة على أي من هذه الأسئلة. إحدى أفضل الطرق لتوضيح هذه الأمور هي أن يقوم الخبراء والمسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون بإلقاء نظرة خاطفة على المستقبل من خلال توقع سيناريوهات مختلفة لحرب نووية.

ومع ذلك، فإن سياسة الولايات المتحدة تجعل هذا الأمر مستحيلاً. لماذا؟ لأن مسار العمل الذي تم تبنيه قبل نصف قرن يحظر على الموظفين الأمريكيين المطلعين على معلومات سريّة من الاعتراف علنًا بامتلاك إسرائيل أسلحة نووية. ربما كان هذا الأمر منطقيًا في أواخر الستينيات والسبعينيات، فآخر شيء كانت ترغب به واشنطن أو تل أبيب هو حث السوفييت على تقاسم الأسلحة النووية أو التكنولوجيا مع مصر أو سوريا من أجل «موازنة» أي أسلحة نووية تمتلكها إسرائيل.

ومع انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط جدار برلين، أصرّت واشنطن على موقفها بكتمان هذا الأمر، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الضغط الإسرائيلي، إذ طالبت تل أبيب الرئيس بيل كلينتون وكل رئيس أمريكي بعده بالالتزام باتفاق سري ينص على أن الولايات المتحدة لن تضغط على الدولة اليهودية للتخلي عن أسلحتها النووية طالما أنها لا تزال تواجه تهديدات وجودية.

وعلى إثر ذلك، أصدر البيت الأبيض قانونا نشر في مجلة وزارة الطاقة تهدد موظفي الحكومة الحاليين والسابقين باتخاذ إجراءات تأديبية، بما في ذلك الفصل من العمل، إذا اعترفوا علنًا بامتلاك إسرائيل أسلحة نووية. وحتى الآن، تم حجب القانون عن الرأي العام.

ولكن مع التصريحات الغاضبة العلنيّة الأخيرة للمسؤولين الإسرائيليين بشأن استخدام الأسلحة النووية في غزة، فقد تبخرت أي فائدة محتملة لهذه السياسة، بل إن الإبقاء عليها لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور.

كان أحدنا ضابطاً في وكالة الاستخبارات المركزية وكان له دور في منع كوريا الجنوبية من الحصول على أسلحة نووية، وقد نشر للتو كتاباً بعنوان «مطاردة الأسلحة النووية»، يعرض بالتفصيل هذا الأمر والجهود المرتبطة بمنع الانتشار النووي. وبعد موافقة لجنة الرقابة التابع لوكالة المخابرات المركزية على نشر الكتاب، طالب البنتاغون بحذف أي إشارة إلى البرنامج النووي الإسرائيلي.

وقد بادر أحدنا إلى رفع السرية عن العديد من الوثائق الأرشيفية المتعلقة ببرنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي. ومع ذلك، قام البنتاغون مؤخرًا بحذف جميع الإشارات إلى البرنامج النووي الإسرائيلي من مذكرة عمرها 60 عامًا كتبها دبلوماسيون أمريكيون حول الحاجة إلى محادثات نزع السلاح النووي في الشرق الأوسط، حتى قبل أن تنتج إسرائيل سلاحًا نوويًا.

ما الذي يحميه البنتاغون؟ هل يعتقد حقاً أن إبقاء البرنامج النووي الإسرائيلي سرياً يصب في مصلحة أمننا القومي؟ إذا تظاهرنا بأننا لا نعرف الوضع النووي لإسرائيل، ألا يجعل ذلك من السهل على إيران والمملكة العربية السعودية ومصر وتركيا وكوريا الجنوبية واليابان وغيرها المضي قدمًا في برامج الأسلحة النووية الخاصة بهم؟

والأسوأ من ذلك، ألا يوفر لصناع السياسات الغطاء اللازم للتعامل ببراعة وصدق مع تحديات الانتشار النووي التي يفضلون تجاهلها، كما هي الحال في كوريا الشمالية؟ هنا، ولأسباب دبلوماسية أيضًا، يعلن المسؤولون الأمريكيون بإصرار أنهم لن يقبلوا أبدًا أن تصبح بيونغ يانغ دولة تمتلك أسلحة نووية على الرغم من تجاربها النووية المتكررة وترسانتها المتزايدة.

وأيضاً، مع تزايد احتمالات حصول إيران على الأسلحة النووية واحتمال قيام إسرائيل وإيران بمهاجمة بعضهما البعض، فما الذي قد نكسبه من منع حوار رسمي مفتوح لما قد يتكشف؟ ألا ينبغي للحكومة الأمريكية بدلاً من ذلك أن تجري مفاوضات حول كيفية تشجيع المزيد من ضبط النفس النووي من قبل الطرفين وفي الشرق الأوسط بشكل عام؟

بالنسبة لنا، هذه الأسئلة كلها نظريّة. أما من الناحية العملية، فلم تعد إسرائيل صامتة بشأن برنامجها النووي، ولذلك يجب أن ينتهي صمت حكومتنا الأمريكية المفروض علينا أيضًا.

ويليام بور هو أحد كبار المحللين في أرشيف الأمن القومي بجامعة جورج واشنطن.

ريتشارد لوليس هو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية ومساعد وزير الدفاع السابق لشؤون آسيا والمحيط الهادئ.

هنري سوكولسكي هو المدير التنفيذي لمركز تعليم سياسات منع الانتشار النووي.

عن واشنطن بوست

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إسرائیل أسلحة نوویة النووی الإسرائیلی الأسلحة النوویة الأسلحة النووی هذا الأمر

إقرأ أيضاً:

اليمن وفلسطين.. تحالف تعمد بالدم ضد طغيان أمريكا و”إسرائيل”

اليمن وفلسطين.. تحالف تعمد بالدم ضد طغيان أمريكا و”إسرائيل”

مقالات مشابهة

  • ضابط مخابرات أمريكي سابق يدعو الولايات المتحدة إلى التخلي عن فكرة الهيمنة النووية
  • الصين تفرض عقوبات على سبع شركات عسكرية أمريكية بسبب بيعها أسلحة لتايوان
  • الإشعاعات النووية تلوث مساحة كبيرة.. موقع إخباري يؤكد الهجوم النووي الإسرائيلي على طرطوس / فيديو
  • ما هي أسباب تمديد تسجيل الأسلحة في العراق؟
  • إسرائيل تستهدف "أسلحة حزب الله" على الحدود السورية اللبنانية
  • روسيا تحذر من خطورة مواقف "ترامب" بشأن التجارب النووية
  • سيؤول تفرض عقوبات على 15 كورياً شمالياً بسبب البرنامج النووي
  • بايدن يعلن مواصلة أمريكا إرسال الأسلحة لأوكرانيا
  • مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل.. تدريبات عسكرية ومخاوف من الأسلحة النووية
  • اليمن وفلسطين.. تحالف تعمد بالدم ضد طغيان أمريكا و”إسرائيل”