بريطانيا.. فلسطيني يتعهد بتوثيق قصص ضحايا غزة في موقع لسنا أرقاما
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
لندن- تجرع أحمد الناعوق من الفراق ألوانا وأشكالا، وكانت أولاها حين فقد أخاه أيمن في عدوان الجرف الصامد على غزة عام 2015، وخرج من حزنه بمقالة رثاء ألهمت المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان لتأسيس مشروع (لسنا أرقاما) كموقع يدون قصص الضحايا ليس كرقم ولكن كقصة إنسانية.
لكن المفاجأة أنه وبعد 8 سنوات من التأسيس، أصبحت عائلة الناعوق وأفراد من فريق "لسنا أرقاما" في قوائم بنك أهداف الاحتلال الإسرائيلي، ومن أبرزهم الكاتب الدكتور رفعت العرعير المؤسس المشارك في لسنا أرقاما.
ما لبث أحمد أياما في صدمته الأخيرة، وتماما كما الأولى التي ألهم فيها تأسيس موقع يدون آلام غزة، حتى بدأت رحلة رثاء جديد هذه المرة في لندن، من خلال تلبية دعوات من جامعات ونقابات وصحف ومجالس محلية ليروي فيها قصة غزة من خلال قصته كناجٍ وحيد وشريك مؤسس في "لسنا أرقاما".
أحمد الناعوق مع أفراد من عائلته قبل استشهادهم (الجزيرة) الشرارة الأولىالتقت الجزيرة نت بأحمد الناعوق ليسرد الحكاية، والتي بدأت في 2015 منذ تواصله بالصحفية الأميركية بام بايلي سكرتيرة المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وقتها، لتحول استشهاد أخيه من رقم إلى قصة.
الشهيد أيمن الناعوق لم يكن قصة عادية، ليس فقط بسبب كونه المعيل الأساسي للأسرة، حيث كان الأب مريضا بالقلب، بل لأنه التحق بكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
للوهلة الأولى، كان من المفترض أن يؤدي ذلك إلى قلق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إلا إن بايلي أصرت على الاستمرار، ودفعها الفضول لمعرفة المزيد عن حياة أيمن، وعلى مدار شهرين متتاليين عملت مع أحمد الناعوق لكتابة قصة "أيمن الناعوق هدفا لإسرائيل وأخا وصديقا لأحمد".
أصرت بايلي أن تكون كتابة قصة شهيد تنبض بالحياة وساعدت أحمد في سرد العديد من التفاصيل، حيث كانت بايلي ترتب لنشر القصة للإعلام الغربي من اليوم الأول، وأوضحا في مقالة كيف فقد أيمن 340 طفلا من مدرسته الثانوية عندما كان عمره 17 عاما.
ولكن ما لبث أيمن أن عاش مرارا وتكرارا حصارا ودمارا حتى عام 2012 بعد الغزو الإسرائيلي، حين قرر الانضمام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، بحسب القصة التي سردها أحمد الناعوق بالتعاون مع بايلي والمنشورة في عام 2015 في صحف أجنبية عدة.
كانت هذه القصة باكورة المشروع "لسنا أرقاما"، حيث تبنى المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان التدوين، ليكون منصة توثيق مفتوحة لأهل غزة وليس "أيمن وحده"، حيث يوجد الآلاف مثل أحمد الناعوق يحتاج ذووهم لرثائهم وإحياء ذكراهم في قصص إنسانية تخلدهم لا أن يكونوا مجرد رقم في إحصائية.
العرعير والتأسيس
تحدث الناعوق للجزيرة نت عن دور الدكتور رفعت العرعير في المرحلة التأسيسية لمشروع "لسنا أرقاما" كمدرب وشريك، والذي ساعد العديد من الكُتاب والأهالي على سرد قصصهم وخروجها للنور.
ومع العدوان الحالي على غزة قُصف منزل العرعير، وبعد مشواره المهني الثري انضم كقصة فقد مؤلمة جديدة في هذا المشروع.
تطور "لسنا أرقاما" بشكل كبير، وتم تعيين أحمد الناعوق مديرا للمشروع في عام 2016، وخلال 3 سنوات حصل الناعوق على منحة دراسية لدراسة ماجستير الصحافة بجامعة ليدز البريطانية بمنحة تشفنينغ، محاولا التعافي والمضي قدما في التوسع بمشروع "لسنا أرقاما".
وأضاف الناعوق "كان رفعت العرعير مدربا رائعا وبمنزلة أب روحي ولن يتكرر، وكل من عمل معه يعلم أنه لن يعوض ولا يمكن لأي إنسان أن يسد الفراغ الذي تركه العرعير" .
ويقول للجزيرة نت "لقد أسهم "لسنا أرقاما" وتدريب الدكتور العرعير بشكل عميق في المجتمع في غزة، ليس فقط بتحويل الأرقام إلى قصص إنسانية تنبض بالحياة، بل طورنا الموقع ليذكر جوانب إيجابية في غزة، لأن غزة ليست الحرب فقط هناك مشاريع وريادة أعمال وإنجازات".
وأضاف "لسنا أرقاما كان سببا في تخريج دفعات من الصحفيين والكُتاب للحياة العملية من غزة إلى العالم. العديد من الكتاب والصحفيين بدؤوا حياتهم المهنية في لسنا أرقاما يعملون الآن في لندن وعدة عواصم دولية".
الغارات الإسرائيلية تستهدف عائلات كاملة مما أدى إلى مسح بعضها من السجلات المدنية (الأناضول) فراق مرعبشكلت الحرب الحالية ضربات موجعة لأحمد الناعوق بفقده الدكتور العرعير، وفقده 21 فردا من عائلته، أباه وأمه وإخوته وأولادهم، 3 أجيال انتهت حياتهم تحت الركام، بضربة جوية واحدة خلال العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة.
وصله الخبر مغتربا وحيدا في لندن ولم يستطع قول أي شيء تعليقا عن هذا الفقد سوى كونه "صدمه"، رغم خبرات أحمد في سرد القصص وقصص الفقد بالتحديد إلا إنه حتى الآن لم يتمكن بعد من السرد هذه المرة.
أصدقاء أحمد وزملاؤه قاموا بتقديم واجب العزاء، وحاول بعضهم بعفوية أن يقول له "العوض بمن تبقى" فكان رده "لم يتبق أحد".
ربما تكون قصة أحمد الناعوق موجعة فهو "الناجي الوحيد" من دار الناعوق، لكن هناك الآلاف مثل أحمد بل ومنهم أطفال وخدج نجوا وحدهم من القصف والقنابل دون أي فرد من عائلتهم.
وإذا كانت دار الناعوق عرفت ناجيا وحيدا فإن العديد من العائلات في غزة مُسحت من السجلات المدنية بعدما استشهد جميع أفرادها من كل الأجيال، ولم يتبق منها ولا ناج وحيد يخبر العالم قصتهم.
ويخطط الناعوق لتأليف كتاب عن عائلته، ولذلك تعهد بأن يستمر مشروع "لسنا أرقاما" لسرد القصص رغم الفواجع، لتخليد الذكريات المؤلمة، تعزي محبيهم وتشهد على جلاديهم للأبد، فالعدالة التي لم يحققها القانون الدولي سيسجلها التاريخ في "لسنا أرقاما".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأورومتوسطی لحقوق الإنسان العدید من
إقرأ أيضاً:
ردًا على قرارات بايدن "الرحيمة".. ترامب يتعهد بإعادة عقوبة الإعدام
مرة أخرى، يثير الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الجدل بتصريحاته. فقد توعّد الثلاثاء بأنه سيعمل، فور توليه منصب الرئاسة، على إعادة تطبيق عقوبة الإعدام بحق المغتصبين، والقتلة، ومن وصفهم بـ"الوحوش"، مشددًا على أن ذلك يهدف إلى حماية الشعب الأمريكي.
اعلانوقد جاءت تصريحات ترامب كرد فعل على قرار الرئيس الحالي جو بايدن الذي ألغى عقوبة الإعدام عن 37 سجينًا، مما أثار استياءً واسعًا لدى بعض الأوساط المحافظة.
وقال ترامب عبر موقعه "تروث سوشيال": "بمجرد تنصيبي، سأوجه وزارة العدل إلى متابعة عقوبة الإعدام بقوة حمايةً للعائلات والأطفال الأمريكيين من المغتصبين العنيفين والقتلة والوحوش".
وكان بايدن قد خفف الأحكام الصادرة بحق 37 من أصل 40 سجينًا فيدراليًا محكومًا بالإعدام، فتم تحويلها إلى السجن مدى الحياة دون إفراج مشروط.
Related"قرار غبي وغير مدروس".. ترامب ينتقد سماح بايدن لكييف بضرب العمق الروسي بصواريخ أمريكيةقبل تسلم ترامب الرئاسة.. بايدن يوقف تنفيذ الإعدام بحق عشرات السجناء الفيدراليينترامب والصحة العالمية كلاكيت ثاني مرة.. الرئيس المقبل ينوي الانسحاب من المنظمة فهل يفعلها مجددا؟ومن المعروف أن الزعيم الديمقراطي معارض شديد لعقوبة الإعدام، حيث أوقف تنفيذها فور توليه منصبه في يناير/كانون الثاني 2021.
ومع اقتراب نهاية ولايته، يواجه الرئيس بايدن ضغوطًا متزايدة من الديمقراطيين في الكونغرس، والنشطاء المناهضين لعقوبة الإعدام، وكذلك الزعماء الدينيين، بما في ذلك البابا فرانسيس، الذين يعربون عن قلقهم من احتمال إعادة ترامب تفعيل عقوبة الإعدام، فبين عامي 2017 و2021، استأنف الأخير تنفيذ العقوبة بعد توقف دام نحو عقدين.
وبالرغم من تصريحات ترامب الجريئة، والمثيرة للقلق عند البعض، فإن القانون الأمريكي يمنع الرؤساء من إلغاء قرارات الرئيس السابق في هذا المجال.
في هذا السياق، وصف فريق ترامب قرار بايدن بـ"المقيت" و"المتعاطف مع المجرمين" الذين هم "من بين أسوأ قتلة في العالم".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تقرير: تأثير الضائقة الاقتصادية على التبرعات الخيرية في موسم الأعياد 2024 حصار للمستشفيات وقتلى وجرحى بقصف على غزة وإسرائيل تتوعد الحوثيين وأردوغان يهدد أكراد سوريا "قرار غبي وغير مدروس".. ترامب ينتقد سماح بايدن لكييف بضرب العمق الروسي بصواريخ أمريكية جو بايدنحكم السجندونالد ترامبالولايات المتحدة الأمريكيةعقوباتحكم إعداماعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. حصار للمستشفيات وقتلى وجرحى بقصف على غزة وإسرائيل تتوعد الحوثيين وأردوغان يهدد أكراد سوريا يعرض الآن Next أردوغان يهنئ الشعب السوري على رحيل "الأسد الجبان الذي فرّ" ويحذر الأكراد من استغلال الظروف يعرض الآن Next نجاة 32 شخصًا على الأقل من بين 67 كانوا على متن طائرة أذرية تحطمت في كازاخستان يعرض الآن Next بيت لحم تُحْرَمُ فرحة عيد الميلاد.. قدّاسٌ هادئ وسط غياب للحجاج بسبب الحرب على غزة يعرض الآن Next هجوم روسي ضخم بالصواريخ الباليستية على قطاع الطاقة في خاركيف وإحباط محاولة اغتيال في روسيا اعلانالاكثر قراءة جنين: إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات في الأسبوع الثالث من حملة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على مخيمها غواتيمالا: السلطات تستعيد عشرات الأطفال والنساء من قبضة طائفة يهودية متشددة مقتل اثنين وإصابة آخرين في انفجار سيارة ملغومة بمركز مدينة منبج شرقي حلب المرصد السوري لحقوق الإنسان: اغتيال 3 قـضاة في ريف حماة الغربي 12 قتيلًا على الأقل بإنفجار في مصنع للمتفجرات شمال غرب تركيا اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادسورياالسنة الجديدة- احتفالاتالمسيحيةالشرق الأوسطأمنهيئة تحرير الشام عمالكوارث طبيعيةقطاع غزةبشار الأسدإسرائيلالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024