مناقشة ديوان "وانت قصاد عينى" بفرع ثقافة الفيوم
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
شهد فرع ثقافة الفيوم عددا من اللقاءات الثقافية والأدبية، ضمن برنامج الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، ضمن برامج وزارة الثقافة.
يأتي هذا فى إطار الفعاليات التي ينظمها الفرع تحت إشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، بقصر ثقافة الفيوم وبيوت الثقافة.
خلال ذلك عقد بيت ثقافة اطسا مناقشة لديوان "وأنت قصاد عينى"، للشاعرة إيمان العقيلى الصادر عن دار روافد للنشر والتوزيع ويتكون من 25 قصيدة من شعر العامية، وذلك بمكتبة الفيوم العامة، أدار اللقاء الأديب عويس معوض رئيس نادي أدب اطسا، وسط حضور عدد كبير من النقاد، المخرجين، وأدباء ومثقفي الفيوم.
استهل اللقاء بأغنية للمطرب والملحن فايد عبد العزيز، تلاها إلقاء عدد من القصائد للشاعرة إيمان العقيلى من ديوانها منها "واحشنى"، أعقبها أبيات شعرية للشاعر صلاح جاهين ألقاها الشاعر سيد لطفى، والذي أثني علي الرومانسية الغير متكلفة فى الديوان قائلا أن الديوان جاء بسيطا في ظاهره عميقا في جرحه، موضحا أن الشعر رسالة بلغة البيئة المعاصرة، تعكس مابداخلنا.
من جانبه ناقش الكاتب الصحفي الدكتور رحاب الدين الهوارى الأستاذ بكلية الإعلام عدد من قصائد الديوان منها قصيدة "ذكرى" وجمال الصور الشعرية بها كأنها أغنية رومانسية، أما البناء والتركيب فيتميز بالتلقائية، كما تحدث الشاعر مصطفى الجارحى عن إستخدام المفردات الشعرية.
وفي كلمته، تحدث القاص عويس معوض عن عنوان الديوان الذي يعطي انطباعا رومانسيا، ونحن أشد ما يكون إلي الرومانسية، وأضاف "معوض" أن جمال الشعر في تضاده، فالشعر الجميل يكون معطياته المترادفات والمتضادات لتبرز ما فيه من جمال، كما أن الديوان يستخدم بحور وموسيقي بسيطة تتماشي مع معطيات الديوان، وتضمن اللقاء عدد من الأغنيات للمطرب والملحن فايد عبد العزيز.
ندوة بعنوان "في رحاب البادية" بفرع ثقافة الفيوموفي سياق متصل، عقد نادي أدب البادية باطسا ندوة بعنوان "فى رحاب البادية"، بالساحة الشعبية بقرية المحمودية، شارك فيها الشاعر عصام ياسين والشاعر عيد مؤمن أبو سدير الفايدى، ألقي خلالها الشاعر عصام ياسين قصيدة من وحي البادية، ثم تحدث عن حياة البادية قديما، وأخلاقهم، والعادات والتقاليد فيما بينهم، كما ناقش الشاعر عيد مؤمن عن عادات البادية بعدد من القصائد الشعرية، ثم تحدث حول فض النزاعات فيما بين أهالي البادية عن طريق المجالس العرفية والحكم فيها بالعدل واعطاء الحق لصاحبه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفيوم الديوان البادية أدب البادية ثقافة الفيوم بوابة الوفد جريدة الوفد ثقافة الفیوم عدد من
إقرأ أيضاً:
"حد يخبر سهيل"
علي بن سالم كفيتان
في زاويتي الأسبوعية سأقتبس كلمات نشرها الشاعر الكبير سالم بن عويدة الدارودي (المسافر) على حسابه في منصة "إكس" مؤخرًا. الكلمات فيها من الدارجة الظفارية وتحمل الكثير من الصور الشعرية المُعبِّرة؛ فرغم أبياتها الثمانية إلّا أنها تحمل في طياتها معاني مُعلَّقة، حسب تقديري، وأنا لست بشاعر؛ بل مُتذوِّق للشعر، وخاصةً النبطي.
شاعرنا غني عن التعريف من حيث تاريخه الشعري بكل صنوفه واقتران كلماته المُغناة بأشهر الفنانين على المستوى المحلي والخليجي، ولا شك أنَّ بن عويدة له بصمته التي لا يُخطئها كل من تابع ذلك الهاجس الغامض والروح الحزينة والغموض السهل والرمزية القوية للكلمات، بحيث يجعل المتلقي سابحًا في عوالمه المختلفة؛ فكلٌ سيجد ضالته في فكر هذا الأديب والشاعر الكبير. لم ألتقِ بالرجل إلّا إذا كان بمحض الصدفة في مُناسبة عامة، لكننا نتابع بعضنا في العالم الافتراضي منذ سنوات. تأسرني أفكاره الغائرة، وتأخذني كلماته الملتصقة بالتراب، فكل ما يطرح بن عويدة هو من أديم الأرض التي يُحبها، وأحسُ أنها تُعبِّر عني واعتقد أن كثيرًا من مُتابعيه ينتابهم نفس الشعور.
تابعتُ بشغفٍ مقابلة يتيمة أجراها (المسافر)- كما يكني نفسه- مؤخرًا مع إحدى محطات التلفزة المحلية، تحسستُ من خلالها بعضًا من شخصيته الجميلة وروحه الطاهرة وسموه وترفعه في كل ما يكتب عن الزلل. فسألت نفسي: هل لا زلنا نمتلك هكذا قامات رفيعة؟ ولماذا باتت بعيدة عن الساحة؟ لم أجد إجابات مُقنعة لهذا التساؤل من خلال تلك المقابلة، ولا من خلال متابعتي للرجل، وربطت لا شعوريًا هذا الإبداع الشعري بشاعر كبير آخر هو علي بن عبد الله بن يوسف بن صواخرون أو كما يعرف في الوسط العام (علي الصومالي) عليه رحمة الله، وحقيقةً لا أعلم صلة القرابة بينهما، لكن كليهما أبدعا في سماء الأغنية العُمانية منذ البدايات وأنتجا نصوصًا لا يُمكن نسيانها؛ حيث شدت بها نخبة من الفنانين العُمانيين البارزين، منهم من رحل عن عالمنا أمثال سالم بن علي، ومنهم من لا يزال يحاول مجابهة تيار حداثة الأغنية، ومنهم من انزوى بعيدًا عن الساحة الفنية وانضم للمشاهدين.
عنوان المقال هو عنوان لتغريدة للشاعر بن عويدة على منصة "إكس"، وتحتها ثمانية أبيات من نسج بن عويدة، وجدتُ فيها روح الماضي بأصالة الكلمات التي أتت من الماضي، وكثيرًا من الحاضر الذي نعيشه اليوم. ويظل كما يقولون المعنى في جوف الشاعر؛ فسُهيل هو بطل القصيدة شبهه الشاعر بمن يسقي (يسني) المزرعة (الذبر) فخاطبه قائلًا:
ما دمت تسني هذا الذبر يا سهيل
لا تأمل الضامي وتخليه عطشان
خلي مجاري السيل ....... للسيل
ما حد يريد يبات خايف وهمران
نخشى الطواريش كلما خيم الليل
والغارف اللي حارسه دوم نعسان
يا فلان بُنَّك مُر.. يحتاج إلى هيل
ما ينشرب من قهوتك نص فنجان
وكانت سقاية المزارع في ظفار توكل في الماضي لرجل مقابل أجر، وغالبًا ما يُشرف على جر الماء إلى السطح من العمق، عبر إبل مربوطة تسير بحركة دؤوبة، لتجُر القرب من أعماق البئر، مُحمَّلة بالمياه، ليتم سكبها في الساقية التي تُغذي الذبر (البستان). وفي هذه القصيد يبدو أن سهيل مكلف بهذه المُهمة الصعبة والحساسة، وعليه أن يكون محافظًا على صحة الركاب التي تعمل مكان الآلة، وفي ذات الوقت يُشرف على ارتواء كل أطراف البستان، ولا يأمل الضامي- وهو الزرع وربما رمزية لشيء آخر- ويخليه عطشان. ومعلوم أن مجرى السيل لا أحد يبني فيه، ولا يبات، خوفًا من مُداهمة الطوفان. وبعدها يتوجس الشاعر من الطواريش كلما جَنَّ الليل، خاصة إذا كان حارس الغارف (المزرعة) "دوم نعسان"، كما تقول القصيدة. فقد ينهبون المحصول وهو نائم وتضيع الغلة التي ينتظرها أهل الغارف. وختم الشاعر قصيدته بعتبه على (فلان) كرمزية لمن ضيَّع المحصول مخاطبًا بقوله: "يا فلان بُنَّك مُر.. يحتاج إلى هيل.. ما ينشرب من قهوتك نص فنجان".
يظل هذا الأدب الراقي الخفي الظاهر إحدى أدوات التعبير عمَّا يدور في خلجات النفس، وغالبًا الشاعر يُعبِّر عن حالة جماعية. لهذا يبقى الشعر بأصالته؛ سواءً كان بالفصحى أو النبطي أو الحُر، مثارًا لاهتمام الناس، وفي كثير من الأحيان يُسقطونه على واقعهم المُعاش، حتى ولو كان الشاعر يرمي إلى شيء يدور في خلجات نفسه؛ بعيدًا عنهم، وعن حياتهم وهمومهم.
رابط مختصر