قادة الأعمال يتحدثون عن الوضع الاقتصادي في مصر بمؤتمر Business Forward بالجامعة الأمريكية ... وظهور الأفاتار البشري "فيكي" للحديث عن الذكاء الاصطناعي ووظائف المستقبل
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
عميد كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية: الذكاء الاصطناعي سيغير الحياة وسبل العيش الأفاتار البشري "فيكي" تتحدث عن آثار الذكاء الاصطناعي في النمو الاقتصادي.. تفاصيل
عمر الشنيتي: رفع الحد الأدني الأجور في مصر قرار عادل من الناحية الاجتماعية
نظمت كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، اليوم في حرم الجامعة الأمريكية بالتحرير، النسخة السادسة من الفعالية السنوية لبوابتها المعرفية Business Forward التي تركز هذا العام على الموضوع الأكثر مناقشة وهو الذكاء الاصطناعي وأثاره المتوقعة في عالم المال والأعمال وتأثيره على النمو الاقتصادي والتنمية.
يشارك قادة الصناعة معارفهم وخبراتهم العملية مع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لأعمالهم، مع تسليط الضوء على إمكانات وكفاءاتهم وتحدياتهم.
وقال الدكتور شريف كامل، عميد كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، اننا ننظم اليوم النسخة السادسة من الفعالية السنوية لبوابتها المعرفية Business Forward، وموضوع هذا العام حول موضوع الرائج عالميًا الا وهو الذكاء الاصطناعي.
واضاف كامل أننا هنا "بالكاد نخدش السطح ولقد عملت في مجال التكنولوجيا لأكثر من 30 عامًا ويمكنني أن أقف هنا وأخبركم أن أي شخص يقول أننا نعرف نهاية اللعبة لا يقول لك الحقيقة".
وأوضح عميد كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أننا نعلم أن الذكاء الاصطناعي سيغير الحياة وسبل العيش، لكن إلى أي مدى لا نعرف بعد - فالمرحلة التي نمر بها اليوم هي مجرد مرحلة أخرى من مراحل التحول التكنولوجي".
وأقيمت الجلسة الأولى تحت عنوان “التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر: هل هناك انفراج؟” تحدث فيها حنان عبد المجيد، الرئيس التنفيذي لشركة كامليزر، عمر الشنيتي، الشريك الإداري، زيلا كابيتال، ومينوش عبدالمجيد الرئيس التنفيذي لشركة ميزان للاستثمارات، حول التحديات الاقتصادية الحالية في مصر وكيفية التعامل مع أعمالهم التجارية والانجازات المحتملة، ويشمل هذا خفض قيمة العملة، وارتفاع التضخم، ودور الحكومة والإصلاحات المؤسسية اللازمة، ويدير الجلسة: وائل عبد الله، أستاذ المالية المساعد بمدرسة الأعمال التجارية في AUC.
وقال عمر الشنيتي، الشريك الإداري، زيلا كابيتال، أن أزمة التضخم ضربت الجميع وأن بعد ارتفاع نسبة التضخم لحد كبير فقد اتخذت الدولة المصرية قرار برفع الحد الأدني الأجور في مصر، وأن هذا القرار قرار عادل من الناحية الأجتماعية بل كان ضروري، ولكن هذا القرار يوجه الكثير من الصعوبات والتحديات لتطبيقه في شركات القطاع الخاص تطبيقه.
واضاف الشنيتي، أن رفع الحد الأدني الأجور في مصر خلق الكثير من التوتر في شركات القطاع الخاص، وانه من المنظور الاقتصادي لم يكن بالقرار الضروري ولكن من الناحية الاحتماعية ضروري، مشيرآ إلي اننا يجب علينا العمل للحد من التضخم وأن زيادة الأجور لم يؤثر في التضخم وأن التضخم للعرض وليس للطلب.
وكانت المتحدثة الرئيسية في هذه الفعالية هي الأفاتار البشري "فيكي" أول نموذج مرئي للذكاء الاصطناعي التوليدي، كما انها شاركت الجمهور مناقشة حول الذكاء الاصطناعي والتحويلات التي يمكنه إحداثها للأفراد والأعمال والاقتصاد.
فيكي أفاتار الذكاء الاصطناعي البشري، المتحدث الرئيسي للحدث، سيقدم حديثًا تفاعليًا حول الذكاء الاصطني ونظرته المستقبلية.
وتتضمن الفعالية أيضا العديد من الحلقات النقاشية التي تضم مجموعة متنوعة من المتخصصين وقادة الفكر ورجال الأعمال الذين سيناقشون التحديات التي تواجه الاقتصاد المصري والتضخم وانخفاض قيمة العملة وارتفاع أسعار الفائدة والحلول الممكنة وغيرها من الموضوعات المهمة.
ويتبادل خبراء الأعمال تجاربهم في التطبيقات الناجحة للذكاء الاصطناعي لأعمالهم مع ما ينتج عن ذلك من تأثير واسع النطاق، وستضم الفعالية أيضا حلقة نقاشية مخصصة للعلاقة بين الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية.
وتقام الجلسة الأولى تحت عنوان “التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر: هل هناك انفراج؟” يتحدث فيها حنان عبد المجيد، الرئيس التنفيذي لشركة Kamelizer، Angel Investment Studio، ومارك ويلي، الرئيس التنفيذي لشركة Beyti، وعمر الشنيتي، الشريك الإداري، زيلا كابيتال، مينوش عبد المجيد، الرئيس التنفيذي لشركة ميزان للاستثمارات، ويدير الجلسة: هاني جنينة، أستاذ مساعد في المالية بكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: کلیة إدارة الأعمال بالجامعة الأمریکیة بالقاهرة الرئیس التنفیذی لشرکة الذکاء الاصطناعی فی مصر
إقرأ أيضاً:
الخبرات النادرة والمعادلة الجديدة في الذكاء الاصطناعي
تشير الدراسات الاستشرافية إلى أهمية تبني معادلة جديدة في الموازنة بين الذكاء البشري، والذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال، ومع التقدم العلمي، واتساع وتعقيد التحديات التي تواجه المؤسسات والاقتصاد والمجتمع، أصبح إدماج الذكاء الاصطناعي ضرورة لا بد منها، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: أين ينتهي حدود الخبرات النادرة للعقل البشري لتبدأ أدوار الذكاء الاصطناعي وفق نهج يقوده الإنسان، وتعززه التكنولوجيا؟
إذا عدنا بالذاكرة إلى بداية ظهور الجيل الأول من الذكاء الاصطناعي التوليدي، نجد أن الحوار الفكري قد تركز خلال تلك المرحلة عن تأثيرات هذه التقنيات على ملف التشغيل، وبمعنى أدق، عن إحلال الآلة في بعض الوظائف التي لا تتطلب المهارات الكاملة للعقل البشري، ولكن مجالات النقاش في الوقت الراهن قد تحولت بشكل جذري لتتمحور حول الفرص والتحديات المتمثلة في استخدام الذكاء الاصطناعي لدفع الكفاءة والإنتاجية، وما هي أنجح الطرق للجمع بين الإبداع البشري مع الفهم المناسب لحدود إمكانات التكنولوجيا، وكيفية اكتساب القيمة من توظيف التقنيات المتقدمة، والاستثمار في البيانات والمهارات، وعلى رأس هذه المحاور، يأتي الموضوع الأكثر أهمية؛ وهو المحافظة على الخبرات البشرية النادرة في وسط ضجيج الآلات الذكية.
وهذا يفرض الكثير من التساؤلات؛ فإذا كانت الملامح المثالية للمعادلة الجديدة هي قيادة الإنسان للمهام مع الاستفادة من توظيف التقنيات، فإن الحاجة ملحة لإعادة تعريف معايير ومحددات النجاح في هذا المشهد، هذا بالإضافة إلى معرفة الحدود الفاصلة بين الخبرات العملية والمهنية، والخبرات النادرة، وأين ينتهي حدود هذه الخبرات، وكيف يمكن تعريف دور الذكاء الاصطناعي في ظل وجود الخبرات المفاهيمية، وهل هي ممكنة وداعمة، أو أنها مكررة ولا تتقاطع معها بشكل تكاملي، وكذلك يظهر موضوع التدريب كأحد أهم الموضوعات المرتبطة بهذا الشأن، إذ لا بد من تعريف الموجهات التي تحدد متى تتخذ المؤسسة قرار الاستثمار في تدريب فرق العمل على مهارات وأدوات الذكاء الاصطناعي، ومتى يمكنها إحلال الوظائف والمهام وأتمتها.
ولكن الوضع الراهن في عالم المؤسسات والأعمال لا يزال في وضع المترقب، ويكاد يكون من النادر وجود التوجه الفعلي لإدماج الذكاء الاصطناعي التوليدي في المهام والتخصصات العملية المؤسسية، وذلك رغم أن نماذج اللغة والبرمجيات تتطور بشكل لا يصدق، ويمثل هذا بحد ذاته تحديًا كبيرًا، وتتعد أسباب قلة خوض تجربة إدماج الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل، وإن كان يعود معظمها إلى الحواجز الثقافية التي تحول دون تبني هذه التقنيات، وكذلك الحاجة إلى الوصول لكميات هائلة من البيانات العامة والنوعية، والتي يمكن استخدامها لأغراض التنبؤ، وبناء النماذج، وتحديد الأنماط، وتشمل التحديات كذلك العوامل الفردية المتمثلة في وجود المخاوف من العمل مع التكنولوجيا، والتفاعل مع الآلة، والتحولات العميقة التي سوف ترافق عملية التحول هذه، والتي تتطلب كذلك الكثير من الوقت والجهد لتأصيل الواقع الجديد، وتمكين أنماط العمل الهجين، مع المحافظة على المصداقية المهنية، وخصوصا في الجوانب التي تتطلب الكثير من الموضوعية، وتستند في ذات الوقت إلى الاعتبارات الأخلاقية، مثل تقييم أداء الموظفين الذين يؤدون مهامهم في الواجهة بين الآلة، وبين أقرانهم الذين لا يتعاملون مع التقنيات.
وفي عمق كل هذه المسارات المتقاطعة، تظهر الحاجة الملحة للمحافظة على الخبرات النادرة، التي لا يوجد لها في الواقع تعريف مباشر وبسيط، ففي عالم الأعمال والمؤسسات، هناك خبرات مهنية تكتسب صفة الندرة النسبية، والتي يصعب إحلالها بأدوات وإمكانيات الذكاء الاصطناعي، ولكن المخاطر الحقيقية ليس في هدر هذه الخبرات النادرة، وإنما في صعوبة التعرف إليها، والاستفادة منها، وكذلك في بناء خبرات مناظرة لها بعد أن أصبحت الاتجاهات الرئيسية للرؤى الداعمة لإدماج الذكاء الاصطناعي في الأعمال المؤسسية تؤكد أن تبني هذه التقنيات يعزز الإنتاجية والابتكار، وكذلك يسهم في اتخاذ قرارات تعتمد على البيانات، وكذلك يقلل من التكاليف التشغيلية من خلال الأتمتة، ويسمح للموارد البشرية بالتركيز على الجوانب الإبداعية، والمهام الأكثر استراتيجية، وجميع هذه العوائد قد تؤثر على احتمالية استمرار المؤسسات في الاستثمار في بناء المهارات الفردية النادرة، وهنا تأتي المخاطر ذات المدى الطويل لإدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ مثل تعمق فجوات المعرفة والمهارات بين فرق العمل، والنزوح الوظيفي المحتمل، وغيرها من التحديات التي تتطلب وجود التقييم المسبق، وتحديد الجاهزية الشاملة لتنفيذ التحول الذي يخدم الأهداف المؤسسية بنطاقها الأوسع.
إن إمكانات الذكاء الاصطناعي في عالم المؤسسات والأعمال لا حصر لها، ولكن المعادلة الجديدة لإدماج التقنيات المتقدمة تتطلب تحقيق التوازن النوعي بين توظيف الخبرات النادرة للعقل البشري، والاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي والأتمتة، مع إيلاء الأهمية لاستبقاء الكفاءات والمعارف والخبرات، وإعادة تدريبها لتزويدها بخبرة الذكاء الاصطناعي، ويجب ألا تشمل مسارات التدريب التركيز على مجموعة المهارات الفنية والتقنية فحسب، بل يجب أن تشمل أيضا التعلم المستمر لتأصيل عقلية وثقافة النمو، والتكيف مع تطور تقنية الذكاء الاصطناعي، وذلك مع تعزيز الفهم العميق لأهداف العمل في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع، وأهمية الاستفادة من الخبرات النادرة كمورد استراتيجي للمؤسسة وللعمل، وعلى سبيل المثال، تُعد خوارزميات الذكاء الاصطناعي من أهم الأدوات التحليلية لخلق القيمة من مجموعات البيانات الكبيرة، وذلك لتحديد الأنماط والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية، مما يساعد في التخطيط الاستراتيجي، وتخصيص الموارد، ولكن الاستفادة الفعلية من نتائج هذا التحليل الذي يقوم به الذكاء الاصطناعي لا يكتمل سوى بوجود الخبرات المهنية الرصينة القادرة على قراءة الاتجاهات بالمقارنة مع الأداء السابق للعمل، وبالعودة إلى اعتبارات كثيرة أخرى، وبذلك تكتسب عملية اتخاذ القرار جميع الأبعاد التي من شأنها تحقيق الإنتاجية، مع مراعاة أهمية تجريب وتقييم مسارات تبني النهج المتكامل بين الخبرات النادرة والتقنيات المتقدمة وذلك قبل توسيع نطاق دمجها في العمليات المؤسسية، لضمان الانتقال السلس في سير الأعمال، مع الإدراك بأهمية وضع مسارات موازية للكشف عن الخبرات الفردية النادرة، واستبقائها وتفعيل دور المهارات الرئيسية لهذه الخبرات في عملية التحول نحو النهج المتكامل، فالإنتاجية تتطلب وجود العلاقة التكافلية بين الخبرات وإمكانات الذكاء الاصطناعي.