بوابة الوفد:
2024-11-09@02:17:29 GMT

«المشكل» فى المدنية والحداثة

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

غمرتنى السعادة البالغة جداً خلال استضافة مؤسسة الوفد الإعلامية للمفكر الكبير عبدالجواد يسن، فى ندوة حوارية رائعة، بمشاركة عدد من أصحاب الفكر والرأى، وتم تناول العديد من القضايا المهمة حول الدولة الوطنية المدنية، وفى هذه الندوة تم التركيز الشديد على نشأة الدولة المدنية، وتفكيك الخطاب الأصولى، الذى يعد عدواً لدوداً لفكرة الحداثة والدولة المدنية.

والمعروف أن المفكر الكبير عبدالجواد يسن له باع طويل فى تفكيك الخطاب الأصولى الذى عرقل كثيراً مشروع الدولة المدنية والحداثة. وفى مقارنة سريعة بين دستورى عام 1923 و2014، وجدنا أن دستور «23» جاء فى توقيت بالغ الأهمية، حيث كانت الحركة المدنية فى أوج قمتها، وجاء الدستور مواكباً لذلك تماماً، أما دستور 2014 فيعد تعديلاً لدستور 2012 الذى وضعته جماعة الإخوان، إضافة إلى أن هذا الدستور كرس بطريق غير مباشر لفكرة الأصولية، وأحال مواد دستورية إلى أخرى بالدستور، ما يناهض تماماً فكرة المدنية والحداثة.

كما أن الدستور الحالى «2014»، تضمن مواد انفعالية كثيرة، قد يكون السبب فيها هو الحالة الثورية التى شهدتها البلاد بعد ثورة 30 يونيو. ولا يخفى على أحد أن فكرة الأصولية- السلفية، كانت ضمن الذين أعدوا هذا الدستور، وبالتالى فإن تفكيك الفكر الأصولى بات معطلاً، والحقيقة الغائبة لدى الكثيرين هى أن الفكر الأصولى واحد سواء كان عند السلفيين أو جماعة الإخوان أو الجماعة الإسلامية أو أية جماعات أخرى. وبالتالى فإن فكرة الأصولية تضم كل التيارات بلا استثناء، وستظل عائقاً كبيراً أمام فكرة المدنية والحداثة والليبرالية.

ويظل «المشكل» كما يرى المفكر الكبير عبدالجواد يسن يحتاج إلى ثلاثة أمور بالغة الأهمية وهى دور الوعى الجمعى لدى الجميع بأهمية المدنية والحداثة، ودور الدولة فى أهمية الخروج من نفق الأصولية المظلم، ودور المفكرين أنفسهم، وفى هذا الإطار لا بد من تغيير شامل لمناهج التعليم المعمول بها حالياً التى تكرس لفكرة الأصولية، إضافة إلى أهمية استغلال الفن فى تفكيك الفكر الأصولى الذى لا علاقة له بالأديان السماوية، لأن العلاقة بين المرء وربه علاقة فردية ولا تحتاج إلى أى نوع من الكهنوت الدينى، لأنه مع عظيم الأسف الكل يسبح فى فلك تاريخ الأديان، وليست الأديان ذاتها.

ويظل «المشكل» المهم فى هذه الأزمة أمراً قائماً يحتاج إلى الكثير من الأدوات حتى تنجح فكرة المدنية والحداثة والمواطنة، وضرورة التخلى تماماً عن الفكر الأصولى الذى يقف بالمرصاد للمواطنين والحداثة ويمنعها بشتى الطرق والوسائل، حتى يظل الجميع أسرى الأصولية بشكل مخيف ومدمر للمدنية والتطور الذى هو الأساس منذ نشأة الخليقة حتى الآن. فالمجتمعات فى الأصل قائمة على التطور والتحديث لصالح البشر فى المقام الأول، وهو ما يتنافى تماماً مع فكر الأصولية الذى يسبح فى التراث وتاريخ الأديان وسطوة الكهنوت الدينى.

أكرر شكرى للمفكر الكبير عبدالجواد يسن الذى سعدت به مؤسسة الوفد الإعلامية فى ندوة فكرية من أروع ما شهدت المؤسسة على مدار تاريخها الليبرالى الذى يهتم بالمدنية والحداثة والمواطنة، وأقدم الشكر أيضاً للزميل مصطفى عبيد رئيس التحرير التنفيذى الذى كان وراء استضافة المفكر الكبير، وإدارته الرائعة للندوة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مؤسسة الوفد الإعلامية

إقرأ أيضاً:

شركة الكهرباء: مستمرون في الأعمال المدنية في محطة تحويل الحامية في المرج

ليبيا – أكدت الشركة العامة للكهرباء الاستمرار في تنفيذ الأعمال المدنية بمشروع محطة تحويل الحامية جهد 11/30 كيلوفولط في مدينة المرج.

بيان صحفي صدر عن الشركة طالعته صحيفة المرصد أشار إلى المضي حاليا في مرحلة بناء الحوائط.

وبحسب البيان سيسهم المشروع بعد استكماله في تحسين مستوى أداء الشبكة الكهربائية في المدينة والحفاظ على استقرارها.

 

مقالات مشابهة

  • فكرة إقامة مناطق آمنة على الحدود هي جزء من مشروع التهجير الكامل
  • القبض على مروج فكرة “سيارة لقتل الزوجات” بالعراق
  • ريحته هتجيب أول الشارع وطعمه يجنن.. أسرار عمل المحشي المشكل بين إيديك
  • النائبة مرثا محروس: فكرة الكوتة للمرأة المصرية حق دستوري أصيل
  • الهيئة الإنجيلية تنظم دورة تدريبية عن القيادة الناجحة والتواصل الفعال لقادة الفكر والرأي.. صور
  • شيخ الأزهر: مستعدون لتكثيف دورات تدريب أئمة بوركينا فاسو في تفنيد الفكر المتطرف
  • محافظ الجيزة: تنظيم قافلة دعوية في مركز الواحات البحرية لنشر الفكر الوسطي
  • فكرة الأقاليم.. وزير الداخلية يرد !
  • شركة الكهرباء: مستمرون في الأعمال المدنية في محطة تحويل الحامية في المرج
  • تركي السهلي: بيولي لديه أفكار تدريبية وأعاد فكرة اللاعب الملتزم .. فيديو