بوابة الوفد:
2025-02-23@16:47:45 GMT

العودة إلى القرية

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

عندما كنت صغيرًا فى قريتنا «العويضات» بمركز قفْط كانت القرية هى العالم الأكبر بالنسبة لى.. مَجالس السمر، الكُتّاب، حلقات الذِّكر، الأغانى الشعبية، عازف الربابة، شاعر المناسبات، الكتب الصفراء التراثية؛ خطيب المسجد، مجالس المنادر، عدّيد النساء فى الجنائز، أغانى الحَصَّادين، القوانين غير المكتوبة التى تحدّد المباح والعيب.

. كلُّ هذا وذاك كان منبع الثقافة وبوصلة الاتجاه.. كنتُ أتساءل: ما الذى يفرض على ذلك الرجل الذى يأتى فوق حماره إذا مرَّ على مجلس عزاء يترجّل ويمشى جارًّا حماره حتى يفارق الكبار ثم يركب حماره ويذهب بعيدا؟ لماذا يحافظ الكبار على الصناديق والمكتبات القابعة فى دواليب الحيطان المغروزة بالجدار فغدت تلك الحوائط تحوى المخطوطات التى يحافظ الكبار عليها محافظة دقيقة ويتبرَّكون بها؟ القرية تختزل الحضارات والثقافات وتحلّ أزمة الإنسان المعاصر... كنت أعجبُ من أستاذى الألمانى عندما كان يهرب أيام الآحاد من بون وهى مدينة صغيرة قياسا إلى برلين وميونخ وهامبورج يفر من بون إلى قرية مجاورة ويقول لي: فى القرية أشعر بذاتى. القرية عالم فريد مدهش قائم بذاته، والطريف أن كل واحد فى القرية يعتقد أن هذه القرية تمثل العالم له، وأحداثها أشبه بحوادث العالم، يجتمع الناس فى حلقات بالمَلَقَة يهتمون بأدق الأخبار التى حدثت بالقرية، بَيْع وشراء، أو غنى مفاجئ، زواج أو طلاق، مشكلات المياه والحدود فى الأراضى الزراعية، بقرة فلان التى رفَصَتْ امرأته وهى تحلبها، والمجبّر الذى استقدموه ليجبر كَسْرها؛ علان الغائب الذى لم يعد يرسل لأمه نقودا، هذه الحكايا لا تُسرد كحدث فقط وإنما بالتحليلات والرؤى المتباينة، والمناقشات العِراكية، وعندما يصلون للأهلى والزمالك تتباين الآراء ويختلف الإخوة والأبناء مع آبائهم وأقاربهم، وتعلو الأصوات وقد تصل إلى شجار عنيف ثم يعرجون لحل مشاكل العالم فى سوريا والعراق وليبيا وكوريا الجنوبية وعلاقتها بالشمالية وأزمة الغذاء العالمى وربما طبقة الأوزون وحرائق غابات الأمازون، وتعلو الأصوات والعجيب أنهم يحللون مشكلات العالم ويقترحون لها حلولا لكنهم لا يفكرون فى مشكلاتهم الخاصة؛ ويبدأ بعضهم فى الانصراف فُرادى ليعم الصمت على الملَقة، الأعجب أن العادات والتقاليد مقدسة، ربما زحزحتها العولمة قليلا لكن الأصول أصول، وكل واحد فى القرية خبير أنساب وتواريخ مهما طال الزمن.

مختتم الكلام

كُلُّ يومٍ قطيعةٌ وعتابُ

ينقضى دهرُنا ونحنُ غِضابُ

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العودة إلى القرية العويضات

إقرأ أيضاً:

هذه مواقيت إستغلال الترامواي والميترو والقطارات في رمضان

سطرت مديرية النقل لولاية الجزائر برنامجا خاصا لتنقل المواطنين خلال شهر رمضان الفضيل لسنة 2025. بالتنسيق مع مسيري المرافق العمومية لاسيما الميترو، الترامواي والمصاعد الهوائية في الجزائر، مؤسسة ETUSA القطاع الخاص ، شركة النقل بالسكك الحديدية.

وقال حسين عمران إطار بمديرية النقل في تصريح صحفي، أن مؤسسة إيتوزا سطرت برنامجا خاص بالشهر الفضيل، حيث يتضمن قسمين فترة النهار ” قبل الإفطار” يتم عبر 182 خط نقل. بواسطة 326 حافلة من الساعة 05:50 صباحا إلى غاية 18:00 مساء. وفترة “بعد الإفطار” يتم عبر 79 خط بواسطة 85 حافلة من الساعة 19:50 إلى غاية الساعة 02:30 طيلة أيام هذا الشهر. كما سيتم تعديل هذه المواقيت وفقا لمواقيت آذان المغرب.

وأشار عمران إلى أن القطاع الخاص للنقل العمومي للأشخاص يتضمن نفس البرنامج ونفس التوقيت لمختلف الخطوط المستغلة من طرفهم.

أما بالنسبة للميترو فسيبدأ العمل من الساعة 07:00 صباحا إلى غاية الساعة 01:30 منتصف الليل.

أما الترامواي فسيكون من 06:30 سا صباحا إلى 01:30 سا بعد منتصف الليل. الترامواي (SETRAM ) من 06:30 صباحا إلى غاية 00:45 مساء. و آخر انطلاق من الرويسو باتجاه درقانة على 01 سا 30 د واخر انطلاق من درقانة باتجاه الرويسو على 00 سا 20.

أما فيما يخص المصعد الهوائي باب الوادي و مقام الشهيد، فاكد المتحدث أنه لا يوجد استغلال ليلي، وإنما خلال النصف الأول من رمضان وقت الافتتاح سيكون من  08:00 وقت الإغلاق على 17:45. و بدءًا من اليوم السادس عشر فترة النهار وقت الافتتاح 08:00 وقت الإغلاق غاية 18:00. أما فترة الليل وقت الافتتاح من 20:30 وقت الإغلاق غاية 23:30.

في حين النقل بالسكك الحديدية بالنسبة للقطارات الليلية، فسيكون الإنطلاق من زرالدة على الساعة 20 سا 00، والانطلاق من العفرون على الساعة 20 سا 20. الانطلاق من الثنية على الساعة 20 سا 30د،
العودة الى زرالدة على الساعة 02 سا 00، العودة الى العفرون على الساعة 02 سا 10. بينما العودة الى الثنية على الساعة 02 سا 20

مقالات مشابهة

  • هذه مواقيت إستغلال الترامواي والميترو والقطارات في رمضان
  • «بنت سمير ودلال».. دنيا سمير غانم موهبة فطرية ونجاح من أول لحظة
  • مسلسل عايشة الدور في رمضان.. حكاية مطلقة وأم لطفلين تنقلب حياتها بسبب ابنة شقيقتها
  • دي زيربي: “غويري يذكرني بالمهاجمين الكبار مثل غونزالو هيغواين”
  • محمد مغربي يكتب: تداعيات «DeepSeek».. انقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي
  • العودة للدولة ونهاية الميليشيات!
  • مسلسل «ظلم المصطبة» يرصد سطوة التقاليد العرفية في الريف
  • إياد نصار.. ملك الأدوار المركبة
  • «ياسمين»: «لم أفقد الأمل» وأتمنى عدم عودة الهجمات على قطاع غزة
  • طالبات مدرسة ثانوية بقنا يوفرن مصروفهن لشراء هدايا رمزية لمعلم بلغ سن المعاش