إسرائيل تحول ممر النزوح القسري جنوب غزة إلى مصيدة لقتل الجوعى والنازحين
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
#سواليف
قال المرصد #الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه وثق قتل قوات الجيش الإسرائيلي #مدنيين #فلسطينيين عند حاجز وادي #غزة وسط القطاع، بعد إجبارهم على #النزوح من مدينة غزة إلى منطقة #المواصي جنوبي القطاع، إلى جانب استهداف المدنيين المتجمعين بانتظار #شاحنات #المساعدات بالقرب من الحاجز.
وأضاف الأورومتوسطي في بيان له أنه وثق مقتل وإصابة 30 فلسطينيًا بعد استهدافهم من قبل قوات الجيش الإسرائيلي مساء اليوم الأحد الموافق 25 شباط/فبراير، خلال تجمعهم في انتظار شاحنات المساعدات قرب دوار النابلسي على شارع الرشيد جنوب غربي مدينة غزة.
وأبرز الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثق كذلك شهادات مروعة عن إطلاق الدبابات الإسرائيلية قذائف مدفعية وأعيرة نارية تجاه أكثر من 300 مدني، كان معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، يوم الخميس الموافق 22 شباط/فبراير، وذلك خلال محاولتهم النزوح من مدينة غزة إلى جنوب وادي غزة وسط القطاع. وقد تم استهدافهم على نحو مباشر على الرغم من أنهم كانوا يحملون الرايات البيضاء، ويتبعون تعليمات الجيش الإسرائيلي ويسيرون في الشوارع التي حددها الجيش لهم.
تلقينا رسائل من الجيش الإسرائيلي أن نتوجه لشارع الرشيد ومنه للجنوب على المواصي، وكان من النازحين معنا أطفال ونساء وكبار في السن نرفع رايات بيضاء. وفجأة لدى وصولنا بدأت قوات الجيش بإطلاق النار تجاهنا وكان هناك عدد كبير من القتلى والجرحى
وبيّن الأورومتوسطي أن هؤلاء نزحوا بعد تلقيهم رسائل واتصالات من الجيش الإسرائيلي تهددهم بإخلاء منطقة سكنهم في حي الزيتون وأحياء أخرى في مدينة غزة، والتوجه إلى شارع الرشيد ومن هناك إلى منطقة “المواصي” جنوبي قطاع غزة، ورغم ذلك جرى استهدافهم بشكل مباشر بين الساعة 11:30 صباحًا إلى الساعة 12:30 ظهرًا.
ووفق الأورومتوسطي، فقد تزامن مع موجة النزوح القسري هذه تجمع مئات المدنيين بانتظار شاحنات المساعدات، ليتفاجأ الجميع بخروج دبابات إسرائيلية واستهدافها المدنيين بقذائف المدفعية وإطلاق النار المباشر، ما أدى إلى مقتل 28 مواطنًا وإصابة نحو 80 آخرين بجروح.
وأفاد “فايز جندية”، من سكان حي “الشجاعية” شرقي مدينة غزة، لطاقم الأورومتوسطي: “تلقينا رسائل من الجيش الإسرائيلي أن نتوجه لشارع الرشيد ومنه للجنوب على المواصي، فخرجنا الساعة 11:00 صباح يوم الخميس، وكان من النازحين معنا أطفال ونساء وكبار في السن نرفع رايات بيضاء. وفجأة لدى وصولنا بعد مفترق النابلسي [جنوب غربي مدينة غزة]، بدأت قوات الجيش بإطلاق النار تجاهنا، فهربنا، وكان هناك عدد كبير من القتلى والجرحى. لقد نجوت بأعجوبة. لم نكن نشكل أي خطر، هم أرسلوا لنا رسائل وأرسلوا اتصالات واتبعنا التعليمات … لم نجد الأمان وجدنا الموت. أنا حاولت التوجه للجنوب لأن الجوع قاتل، لا يوجد ما نأكله، سعر كيلو الطحين أصبح 120 شيكلًا [31.5 دولار]”
وأفادت “نداء محمد سويدان”، من سكان الشعف بمنطقة جبل الريس شرقي مدينة غزة، لفريق الأورومتوسطي: “أنا أنزح من بداية الحرب من مكان لآخر، زوجي مصاب نتيجة قذيفة إسرائيلية، وموجود في مستشفى غزة الأوروبي بخانيونس. الجيش طلب منا النزوح إلى الجنوب وقال بأن الطريق آمن، فخرجت مع ثلاثة من أبنائي أكبرهم 8 سنوات، وأخي “حسن الرفاعي” وكان يحمل طفلي “ضيف الله سويدان” (عامان)، وكان معنا ابن أختي الذي كان متوجهًا لانتظار شاحنات الطحين. كان هناك عدد كبير من المواطنين، وكان لدي أمل أن أصل إلى زوجي المصاب. عندما وصلنا شارع النابلسي، كانت هناك دبابات إسرائيلية، أطلقوا علينا قذيفة، ليسقط أخي [قتيلًا]، وابني “ضيف الله” أصيب وما يزال في حالة صدمة ولا يتحدث، وأنا أصبت أيضًا بشظايا، وهناك عدد كبير من القتلى والجرحى.”
وأفادت امرأة (4 عامًا) طلبت عدم ذكر اسمها: “توجهت برفقة أبنائي الثلاثة، وأعمارهم عامان، و7 و8 أعوام، وشقيقي 30 عامًا، إلى شارع الرشيد [جنوب غربي مدينة غزة]، بهدف النزوح إلى الجنوب، بعد معاناتنا الشديدة مع الجوع. وفجأة، وجدنا أنفسنا تحت القصف وإطلاق النار، كان هناك المئات من الناس، وهناك قتلى وجرحى في كل مكان على الطريق. وعندما رجعت إلى مستشفى الشفاء كانت أعداد الضحايا كبيرة، حيث لم نكم نستطيع أن نمشي من كثرة القتلى والجرحى. نحن بنموت من الجوع وبنموت من القصف”
وأفاد “بلال أحمد عبد الكريم” لفريق الأورومتوسطي: “توجهت إلى شارع الرشيد بهدف انتظار الشاحنات التي تحضر الطحين والمساعدات، وبدلًا من ذلك، وجدنا القذائف وإطلاق النار تجاهنا، كان هناك أيضًا العشرات من الناس التي تنزح للجنوب ممن تعرضوا للقذائف. الدبابات خرجت فجأة واقتربت منا وبدأت تطلق قذائف وأعيرة نارية وقتل وأصيب العشرات وأنا كنت من المصابين.”
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن عمليات القتل المتعمدة وغير القانونية والإعدامات خارج نطاق القانون والقضاء التي ينفذها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين بصفتهم هذه وبدون أن يكون لهم أية مشاركة في الأعمال الحربية، تشكل انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كجرائم قائمة بحد ذاتها، بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وتمثل هذه الجرائم في ذات الوقت أشكالًا لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي. بالإضافة إلى كونها تنتهك حق الفلسطينيين في الحياة وتحرمهم من هذا الحق بشكل تعسفي، وفقًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وطالب الأورومتوسطي بالإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة خاصة بالهجوم العسكري المتواصل على قطاع غزة، وتمكين لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة التي تم تشكيلها عام 2021 من القيام بعملها، بما في ذلك ضمان وصولها إلى قطاع غزة وفتح التحقيقات اللازمة في جميع الجرائم والانتهاكات المرتكبة ضد الفلسطينيين في القطاع، بما في ذلك عمليات قتل المدنيين الفلسطينيين عمدًا واعدامهم خارج نطاق القانون والقضاء.
كما دعا الأورومتوسطي المقرر الخاص المعنيّ بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفًا لإجراء زيارة قُطرية إلى قطاع غزة في أقرب فرصة ممكنة من أجل التحقيق في جرائم القتل غير المشروعة التي تندرج ضمن ولايته الموضوعية.
وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل بكافة الوسائل والطرق الفعالة لمنعها من الاستمرار بتنفيذ سياساتها التي تنتهك قواعد القانون الدولي، وبخاصة طرد السكان وإجبارهم على النزوح، واستخدام التجويع ضد الفلسطينيين في قطاع غزة كأسلوب من أساليب الحرب، والتي تهدف من خلالها إلى إهلاكهم كليًّا وعلى نحو فعلي.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأورومتوسطي مدنيين فلسطينيين غزة النزوح المواصي شاحنات المساعدات الجیش الإسرائیلی هناک عدد کبیر من القتلى والجرحى شارع الرشید قوات الجیش مدینة غزة کان هناک قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على مخيمي مدينة طولكرم ونور شمس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ35 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الــ22، وصعد من عمليات الاقتحام، والمداهمات للمنازل، والتهجير القسري للسكان، وسط عمليات تدمير وحرق لعدد منها.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية إلى المدينة ومخيميها "طولكرم ونور شمس"، وجابت الشوارع والحارات وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي، في الوقت الذي تمركزت فيه على طول شارع نابلس الرابط بين المخيمين، حيث مازالت تستولى على مبان سكنية في الشارع وحولتها إلى ثكنات عسكرية.
وذكر شهود عيان، أن قوات الاحتلال قامت بتخريب وتدمير محتويات عمارة العامر في شارع نابلس بعد أن استولت عليها وأجبرت من فيها على المغادرة قسرا، وألقت بالمقتنيات الخاصة من النوافذ.
وما زال الاحتلال يفرض حصارا مطبقا على مخيمي طولكرم ونور شمس، ويمنع الدخول إليهما أو الخروج منهما، وينشر فرق المشاه في محيطهما وداخل الحارات والأزقة برفقة الكلاب البوليسية، وسط مداهمته للمنازل وتخريبها وتدمير محتوياتها، وإخضاع من يتواجد داخلها من السكان للاستجواب.
وفي مخيم نور شمس.. أقدم الاحتلال فجر اليوم على حرق منازل سكنية في حي المنشية، حيث شوهدت ألسنة النيران تتصاعد منها، استمرارا لعمليات الهدم التي نفذها أمس /السبت/، والتي طالت أكثر من 11 منزلا وما يحيط بها.
كما أجبرت قوات الاحتلال سكان حارة "واد القلنسوة" على إخلاء منازلهم قسرا، بعد مداهمتها، وإطلاق القنابل الصوتية تجاههم مع اتخاذ أفرادها دروعا بشرية، حيث أفاد مواطنون بأن الاحتلال أمهل 7 عائلات في الحي على مغادرة بيوتهم حتى الساعة الثامنة من صباح اليوم.
كما داهمت قوات الاحتلال في وقت سابق المنازل في حارة جبل النصر، وأجبرت سكانها على تركها قسرا، وإمهالهم دقائق للمغادرة، بالتزامن مع إطلاق الأعيرة النارية والقنابل الصوتية لترويعهم وإرهابهم.
وفي مخيم طولكرم، قامت قوات الاحتلال بمداهمة المنازل والمحال الفارغة الواقعة على امتداد شارع الوكالة بعد خلع أبوابها وتفجيرها، في الوقت الذي أطلقت الرصاص الحي تجاه المنازل في المناطق القريبة من حارتي المطار والحدايدة، لإرهاب السكان من بقوا في منازلهم في تلك الحارات.
وشهد مخيما طولكرم ونور شمس منذ اليوم الأول لعدوان الاحتلال، حركة نزوح كبيرة بين سكانهما من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، فاق عددهم 16 ألف نازح، توجهوا إلى مراكز إيواء ومنازل أقاربهم في المدينة وضواحيها وريفها.
واستهدفت قوات الاحتلال بشكل مباشر البنية التحتية للمدينة والمخيمين، حيث دمرت الطرق وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات، ما جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة.
ووسط استمرار الحصار المشدد على المخيمين، تستمر يوميا مناشدات المواطنين الذين ما زالوا في منازلهم ويعيشون ظروفا صعبة وقاسية، لتأمين وصول مستلزماتهم الأساسية من طعام وماء وأدوية وحليب أطفال، والعمل على إصلاح شبكتي المياه والكهرباء، في الوقت الذي يعيق الاحتلال ويمنع عمل طواقم الإغاثة خلال محاولتها إيصال المواد الأساسية الضرورية لهم.
ولليوم الـ23 على التوالي، تواصل قوات الاحتلال إغلاق بوابة حاجز جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم وعزل المدينة عن قرى وبلدات الكفريات، وباقي محافظات الضفة.