يمانيون:
2024-09-18@05:39:57 GMT

القبضة الأمنية

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

القبضة الأمنية

يمانيون/ بقلم/ وديع العبسي|

لم يكن بالأمر المستغرب أن تتحرك خلية الخشعة في البيضاء للبدء بتنفيذ عمليات قاتلة في غير منطقة من المحافظات الحرة وفي المقدمة العاصمة صنعاء، فالوجع الذي أصاب أمريكا وأتباعها – هذه المرة في البحر الأحمر آثاره وتداعياته – يمس حاضرها ومستقبلها، لذلك كان من الطبيعي أن تحرك أوراقها النائمة، فهي الوسيلة المؤجلة التي تستعين بها دائما لضرب الخصم من الداخل بقصد تشتيته وإشغاله بمواجهتها.

ولأن جهازنا الأمني صار يعي كيف تفكر واشنطن التي لا تتجدد أصلا في طريقة تعاطيها مع التحديات، فقد استنفر وحداته أكثر، بالتوازي مع اليقظة الاستخباراتية، مدرِكاً من أين يمكن أن تظهر أمريكا لتعوض هزيمتها النكراء في البحر الأحمر، لذلك استطاع بمهارة ومهنية فائقة استباق أي تحرك تخريبي وإحباطه قبل أن يرى النور.

وما حدث في البيضاء لن يكون الأخير، وتجارب الدول التي قررت النهوض بعيداً عن الوصاية والإملاءات الخارجية تبين كيف أن الغرب بقيادة البيت الأبيض عمل وسيظل يعمل لإحباط هذا التوجه، وبأكثر من شكل، وليست خلايا التدمير إلا الشكل الأبسط من أساليبها لضرب الجبهة الداخلية للدول، وصولا إلى إضعاف قدراتها على مواجهة الضربات الأقوى، ومن ثم الوقوع في شِرك الهزيمة.

ولا يشير إحباط هذه الخلايا إلا على يقظة الحس الأمني لدى الجهاز الدفاعي عموما، مع بروز واضح للعمل الاستخباري.

وربما من المهم الإشارة إلى أن خطر التحرك الأمريكي لا يكمن فقط في قدرته على تحريك الخلايا، وإنما في استمرار قدرته على تكوينها والتأثير عليها وتوجيهها، الأمر الذي صار يفرض على الجهاز الأمني التحول بالعمل إلى ما هو أعمق من إفشال المخططات والمؤامرات الدموية، إلى «كيّ» جذور التكوين لهذه الخلايا، سواء بمحاولة معالجة أسباب ضعف البيئة القابلة لتلقي أفكارها العدائية ضد الوطن، أو محاصرة نشاط الوكلاء، وصولا إلى تحجيمهم وشل حركتهم، كما والاستمرار في توجيه الخطاب المضاد والفاضح للنزعة الأمريكية التي ستظل تسعى إلى الهيمنة على الشعوب والسيطرة على المناطق الاستراتيجية ونهب ثرواتها.

انتقال الجهاز الأمني إلى هذا الطور من النجاح، سيكون من شأنه – بلا شك – خلق بيئة غير قابلة لحياة السلوكيات المنحرفة والهدامة، وبخاصة تلك الصادرة من نفوسٍ تبيع وتشتري بمبادئها وقيمها.

فأمريكا ستظل تناضل من أجل ترسيخ قيمه المشوهة وسلب المجتمعات إرادتها، إذ لا يمكنها أن تعيش في عالم لا يسوده منهجها الشيطاني، لذلك عندما يكون الفعل متحللا من أي قيم أو مرجعيات فإنه لا يعنيه ولا يهتم بأي أثر يمكن أن يُحدثه، المهم تحقيق الهدف، وهذا تماما ما تلجأ إليه أمريكا التي لا يعنيها شيء سوى أن تكون هي القطب الأوحد القادر على تمرير رغباته كيف ما كان وأين ما كان.

ولمّا شهد العالم كله غرق وهم القوة والهيلمان الأمريكي في أعماق البحر الأحمر – بما يعنيه ذلك من جرح لكبريائها أمام الملأ – رتبت واشنطن أوراقها وبدأت بإخراجها الواحدة تلو الأخرى، من التلويح بعودة العدوان الذي تقوده وتموله السعودية، إلى عرض الإغراءات، إلى ورقة التصنيف، وأخيرا تفعيل مجموعاتها المسلحة، ورغم احتراق كل الأوراق السابقة إلا أن أمريكا ثبت أنها لا تتعلم، ولذلك جاء الاستباق الأمني ليؤكد ما هو مؤكد بأن كل اليمن في حالة من اليقظة ومن الصعب تمرير أي مخطط والنيل من أمنه القومي اليمني.

اليوم يصير اليمن – وبشهادة الأمريكان – تحدياً عارماً لا يبدو الفكاك منه بالأمر السهل، فهو الذي ظهر باقتدار مفاجئ واستثنائي، ليس نظرا لكونه الأضعف والأفقر في الذهنية العالمية ومنذ عقود، وإنما لأنه الذي لا يزال يضمد جراح تسع سنوات من العدوان والحصار الدولي، ووفق الحسابات الدولية كان الطبيعي أن يبقى عقودا أخرى يرزح تحت العجز عن الوقوف والنهوض، لكنه نهض بصورة عاصفة، وقارع ما تسمى بالقوى العظمى، ومرّر إرادته ومنع بالفعل النفط والغذاء من الوصول إلى الكيان، وهذا ما يبدو مُهيناً لأمريكا.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

أسبيدس: إجلاء ناقلة نفط من البحر الأحمر

كشفت بعثة "أسبيدس" الأوروبية ، عن إجلاء ناقلة نفط تحمل العلم اليوناني من البحر الأحمر، مشتعلة منذ أسابيع بعد هجوم شنه الحوثيون، وفقًا لما أعلنته وكالة" روسيا اليوم".

موعد مباراة ريال مدريد وشتوتجارت في دوري أبطال أوروبا.. والقنوات الناقلة وزير المالية: فرص كبيرة لتعميق التعاون مع الاتحاد الأوروبي


وبحسب بيان البعثة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، المعروفة باسم عملية أسبيدس، "السفينة "سونيون" تم سحبها بنجاح إلى منطقة آمنة بدون أي تسرب نفطي.. بينما تستكمل شركات خاصة في عملية الإنقاذ ستواصل أسبيدس مراقبة الوضع.
يأتي ذلك، بعد أيام من تصاعد الحرائق على متن السفينة "سونيون" الأسبوع الماضي، وابتعاد السفن اللوجستية من محيطها، وذلك غداة إعلان مهمة "أسبيدس"، تعثر عملية إنقاذ السفينة المحملة بـ 150 ألف طن من النفط الخام، مشيرة إلى أن "الشركات الخاصة المسؤولة عن عملية الإنقاذ توصلت إلى أن الظروف لم تكن مناسبة لإجراء عملية السحب وأنه ليس من الآمن المضي قدماً فيها"، مؤكدةً "دراسة حلول بديلة".

وفي 28 أغسطس الماضي، أعلنت حركة "أنصار الله"، موافقتها على قطر السفينة "سونيون"، مشيرة إلى تواصل جهات دولية عدة معها خصوصا الأوروبية، للسماح بسحب سفينة النفط التي تحترق منذ أغسطس الماضي.

وكان الحوثيون استهدفوا الناقلة "سونيون" اليوونانية بقذائف ونيران أسلحة، ونشروا مشاهد من إحراق السفينة في البحر الأحمر بعد "خرقها قرار الحظر" المفروض على الموانئ الاسرائيلية، وفق تعبيرهم.

وقد تم إنقاذ طاقم الناقلة المكون من 25 فردا بعد الهجوم.

مقالات مشابهة

  • إيبارشية البحر الأحمر تكرم أبناءها الحاصلين على الدبلوم الفني
  • المتحدث العسكري: القوات البحرية تنقذ 3 سائحين في البحر الأحمر
  • أسبيدس: إجلاء ناقلة نفط من البحر الأحمر
  • مباحثات بين وزيري دفاع أمريكا و”إسرائيل” بشأن الصاروخ اليمني الذي استهدف “تل أبيب”
  • مصر: نحن أكثر دولة متضررة من التصعيد في البحر الأحمر.. ويجب إنهاء حرب غزة
  • وزير الخارجية المصري: بلادنا أكثر دولة متضررة من التصعيد في البحر الأحمر
  • ضبط مخدرات بقيمة مليونى جنيه فى البحر الأحمر
  • رأس بناس.. مصر تطرح وجهة سياحية واعدة للاستثمار
  • مصر تبدأ بوضع مخطط استثماري لمنطقة "رأس بناس"
  • فصل الكهرباء اليوم الأحد عن مرسى علم