يمانيون:
2025-01-05@10:10:55 GMT

القبضة الأمنية

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

القبضة الأمنية

يمانيون/ بقلم/ وديع العبسي|

لم يكن بالأمر المستغرب أن تتحرك خلية الخشعة في البيضاء للبدء بتنفيذ عمليات قاتلة في غير منطقة من المحافظات الحرة وفي المقدمة العاصمة صنعاء، فالوجع الذي أصاب أمريكا وأتباعها – هذه المرة في البحر الأحمر آثاره وتداعياته – يمس حاضرها ومستقبلها، لذلك كان من الطبيعي أن تحرك أوراقها النائمة، فهي الوسيلة المؤجلة التي تستعين بها دائما لضرب الخصم من الداخل بقصد تشتيته وإشغاله بمواجهتها.

ولأن جهازنا الأمني صار يعي كيف تفكر واشنطن التي لا تتجدد أصلا في طريقة تعاطيها مع التحديات، فقد استنفر وحداته أكثر، بالتوازي مع اليقظة الاستخباراتية، مدرِكاً من أين يمكن أن تظهر أمريكا لتعوض هزيمتها النكراء في البحر الأحمر، لذلك استطاع بمهارة ومهنية فائقة استباق أي تحرك تخريبي وإحباطه قبل أن يرى النور.

وما حدث في البيضاء لن يكون الأخير، وتجارب الدول التي قررت النهوض بعيداً عن الوصاية والإملاءات الخارجية تبين كيف أن الغرب بقيادة البيت الأبيض عمل وسيظل يعمل لإحباط هذا التوجه، وبأكثر من شكل، وليست خلايا التدمير إلا الشكل الأبسط من أساليبها لضرب الجبهة الداخلية للدول، وصولا إلى إضعاف قدراتها على مواجهة الضربات الأقوى، ومن ثم الوقوع في شِرك الهزيمة.

ولا يشير إحباط هذه الخلايا إلا على يقظة الحس الأمني لدى الجهاز الدفاعي عموما، مع بروز واضح للعمل الاستخباري.

وربما من المهم الإشارة إلى أن خطر التحرك الأمريكي لا يكمن فقط في قدرته على تحريك الخلايا، وإنما في استمرار قدرته على تكوينها والتأثير عليها وتوجيهها، الأمر الذي صار يفرض على الجهاز الأمني التحول بالعمل إلى ما هو أعمق من إفشال المخططات والمؤامرات الدموية، إلى «كيّ» جذور التكوين لهذه الخلايا، سواء بمحاولة معالجة أسباب ضعف البيئة القابلة لتلقي أفكارها العدائية ضد الوطن، أو محاصرة نشاط الوكلاء، وصولا إلى تحجيمهم وشل حركتهم، كما والاستمرار في توجيه الخطاب المضاد والفاضح للنزعة الأمريكية التي ستظل تسعى إلى الهيمنة على الشعوب والسيطرة على المناطق الاستراتيجية ونهب ثرواتها.

انتقال الجهاز الأمني إلى هذا الطور من النجاح، سيكون من شأنه – بلا شك – خلق بيئة غير قابلة لحياة السلوكيات المنحرفة والهدامة، وبخاصة تلك الصادرة من نفوسٍ تبيع وتشتري بمبادئها وقيمها.

فأمريكا ستظل تناضل من أجل ترسيخ قيمه المشوهة وسلب المجتمعات إرادتها، إذ لا يمكنها أن تعيش في عالم لا يسوده منهجها الشيطاني، لذلك عندما يكون الفعل متحللا من أي قيم أو مرجعيات فإنه لا يعنيه ولا يهتم بأي أثر يمكن أن يُحدثه، المهم تحقيق الهدف، وهذا تماما ما تلجأ إليه أمريكا التي لا يعنيها شيء سوى أن تكون هي القطب الأوحد القادر على تمرير رغباته كيف ما كان وأين ما كان.

ولمّا شهد العالم كله غرق وهم القوة والهيلمان الأمريكي في أعماق البحر الأحمر – بما يعنيه ذلك من جرح لكبريائها أمام الملأ – رتبت واشنطن أوراقها وبدأت بإخراجها الواحدة تلو الأخرى، من التلويح بعودة العدوان الذي تقوده وتموله السعودية، إلى عرض الإغراءات، إلى ورقة التصنيف، وأخيرا تفعيل مجموعاتها المسلحة، ورغم احتراق كل الأوراق السابقة إلا أن أمريكا ثبت أنها لا تتعلم، ولذلك جاء الاستباق الأمني ليؤكد ما هو مؤكد بأن كل اليمن في حالة من اليقظة ومن الصعب تمرير أي مخطط والنيل من أمنه القومي اليمني.

اليوم يصير اليمن – وبشهادة الأمريكان – تحدياً عارماً لا يبدو الفكاك منه بالأمر السهل، فهو الذي ظهر باقتدار مفاجئ واستثنائي، ليس نظرا لكونه الأضعف والأفقر في الذهنية العالمية ومنذ عقود، وإنما لأنه الذي لا يزال يضمد جراح تسع سنوات من العدوان والحصار الدولي، ووفق الحسابات الدولية كان الطبيعي أن يبقى عقودا أخرى يرزح تحت العجز عن الوقوف والنهوض، لكنه نهض بصورة عاصفة، وقارع ما تسمى بالقوى العظمى، ومرّر إرادته ومنع بالفعل النفط والغذاء من الوصول إلى الكيان، وهذا ما يبدو مُهيناً لأمريكا.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

تراجع صادرات الهند النفطية اثر اضطرابات البحر الأحمر

تضررت صادرات المنتجات النفطية في نوفمبر/تشرين الثاني، متأثرة بتباطؤ الطلب في الاقتصادات المتقدمة، وارتفاع الاستهلاك المحلي، والانخفاض الكبير في واردات النفط الرخيصة من روسيا.

 

وخلال الفترة من أبريل إلى نوفمبر، بلغت صادرات المنتجات البترولية 44.61 مليار دولار بانخفاض حاد من 55.02 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي، وفقًا لبيانات وزارة التجارة والصناعة.

 

وبلغت هذه الصادرات 3.72 مليار دولار في نوفمبر، بانخفاض عن 7.39 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.

 

ويعزو الخبراء أيضًا هذا الانكماش إلى تراجع الطلب في الأسواق الرئيسية والاضطرابات اللوجستية على طول طرق الإمداد الرئيسية، خاصة في البحر الأحمر.

 

ومع استمرار هذه الرياح المعاكسة، حذروا من أن التعافي قد يستغرق بعض الوقت.

 

“لقد لعب انخفاض أسعار المنتجات وفروق الفروقات وسط استمرار انخفاض أسعار النفط دورًا في انخفاض قيم الصادرات. علاوة على ذلك، أثر حصار قناة السويس أيضًا إلى حد ما على الصادرات من الهند. لقد كان الطريق المعتاد للصادرات إلى أوروبا، ولكن وقال براشانت فاشيشت، نائب الرئيس الأول ورئيس المجموعة المشاركة لتصنيفات الشركات في ICRA: “يتم الآن استخدام طريق أطول عبر رأس الرجاء الصالح”.

 

“كما ظهرت العديد من المصافي الكبيرة على مستوى العالم، بما في ذلك مصفاة دانجوتي في نيجيريا، والتي تتمتع بموقع أفضل لتلبية الطلب الأوروبي، مقارنة بالهند. علاوة على ذلك، قد يكون انخفاض الطلب من صناعة المواد الكيميائية التي تستخدم المنتجات البترولية مثل النافتا، قد أدى أيضًا إلى وأضاف أن ذلك أثر على إجمالي الصادرات.

 

ومما زاد من تفاقم المشكلة انخفاض واردات الهند من النفط الخام الروسي في نوفمبر إلى أدنى مستوياتها منذ يونيو 2022، وفقًا لتقرير حديث صادر عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (CREA).

 

والهند مستورد صافي للنفط وتستهلك جزءا كبيرا من وارداتها النفطية. ومع ذلك، تقوم البلاد أيضًا بمعالجة وارداتها من النفط الخام وتحويلها إلى منتجات بترولية مكررة، حيث تعمل أوروبا كواحدة من أكبر أسواق التصدير.

 

وبرزت الهند كمشتري كبير للخام الروسي الرخيص منذ الغزو الأوكراني في فبراير 2022، حيث ارتفعت واردات النفط الروسية بشكل كبير إلى حوالي 40% من إجمالي مشتريات البلاد من النفط.

 

ومع ذلك، شهد هذا الاتجاه انعكاسًا حادًا في نوفمبر، حيث انخفض إجمالي واردات الهند من النفط الخام بنسبة 11% على أساس شهري، بينما شهد الخام الروسي أكبر انخفاض بنسبة 55% تقريبًا.

 

وفي الوقت نفسه، أثرت أزمة البحر الأحمر، التي بدأت في أكتوبر 2023، مع قيام المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران بتعطيل التجارة في المنطقة، على الصادرات الهندية.

 

وتتجاوز سفن الحاويات التي تنقل السلع قناة السويس وتعيد توجيه مسارها حول رأس الرجاء الصالح، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف وأوقات عبور أطول بالنسبة للمصدرين الهنود.


مقالات مشابهة

  • ‏يديعوت أحرونوت: الاجتماع الأمني الذي دعا إليه نتنياهو لن يتناول قضية التباد
  • تداول 15 ألف طن بضائع بمواني البحر الأحمر
  • تداول 15 ألف طن و954 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر
  • تداول 15 ألف طن بضائع بموانئ البحر الأحمر
  • ضربات أمريكية من البحر استهدفت صنعاء والحديدة
  • تراجع صادرات الهند النفطية اثر اضطرابات البحر الأحمر
  • تحليل.. الفراغ الأمني بسوريا وما يقلق أمريكا من داعش إلى الذئاب المنفردة
  • هل تتعاون الصين سراً مع الحوثيين؟ وما المقابل الذي تحصل عليه؟ الإستخبارات الأمريكية تكشف معلومات خطيرة
  • قناديل البحر هذه تندمج وتصبح كيانًا واحدًا.. الأمر الذي أذهل العلماء!
  • كلية الملك فهد الأمنية تنظّم مشروع “السير الطويل” بمعهد التدريب الأمني النسائي