الجزيرة:
2024-11-15@20:26:27 GMT

حمزة.. فتى فلسطيني يشكو الجوع ويحلم برغيف خبز

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

حمزة.. فتى فلسطيني يشكو الجوع ويحلم برغيف خبز

غزة– "والله نفسي في رغيف خبز وأشبع"، يقولها الفتى حمزة الكحلوت، وقد مضى عليه 3 أسابيع لم يتذوق خلالها طعم الخبز المصنوع من الدقيق الأبيض، المفقود في مناطق شمال قطاع غزة.

يقول حمزة للجزيرة نت "جربنا كل شيء، وأكلنا الذرة والشعير وأعلاف الحيوانات (..) فش حاجة بالسوق والناس ما معها مصاري (نقود) تشتري القليل المتوفر بالسوق بأسعار خيالية".

ويقيم حمزة (13 عاما) مع أسرته في منزل جده في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، التي كانت بمنزلة "السلة الغذائية" لتلك المناطق، وقد جرفت قوات الاحتلال أراضيها الزراعية، ودمرت كل سبل الحياة فيها.

حال حمزة كغالبية الغزيين في شمال القطاع، خاصة الأطفال، الذين تمنع عنهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي كل الإمدادات الإنسانية، وتعرقل وصول المساعدات إليهم، وتفرض عليهم عزلة خانقة، بعدما رفضوا الامتثال لأوامر عسكرية بالنزوح جنوبا في الأسبوع الأول لاندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

ووجد هذا الفتى نفسه مسؤولا عن أسرته المكونة من والدته وأشقائه الـ4، بعد اعتقال سلطات الاحتلال والده من بين مئات آخرين، وأفرجت عنه بعد شهر في معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب شرقي مدينة رفح، ويقيم حاليا في هذه المدينة المكتظة بالنازحين، حيث يمنع الاحتلال وصول الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله.

شاحنات المساعدات تصطف في انتظار إذن الدخول لقطاع غزة (ديوان محافظة شمال سيناء) نوم ضد الجوع

وتتهم منظمات محلية ودولية، إسرائيل باستخدام الجوع سلاحا ضد مئات آلاف الفلسطينيين الذين لا يزالون في مدينة غزة وبلدات شمال القطاع، وتتركهم للمجاعة تفتك بأجسادهم، من أجل إجبارهم على النزوح جنوبا.

ولم تعد تتوفر في أسواق النصف الشمالي من القطاع أي مقومات للحياة، ويقول حمزة إن سعر كيس الدقيق الصغير (وزن 25 كيلو غراما) وصل إلى 2600 شيكل، في حين كان ثمنه الحقيقي قبل اندلاع الحرب لا يزيد عن 40 شيكلا فقط (الدولار يعادل 3.9 شواكل).

وتتسرب أكياس قليلة من الدقيق إلى شمال القطاع على فترات متباعدة، يستولي عليها شبان من شاحنات مساعدات قليلة تسمح سلطات الاحتلال بوصولها إلى الأطراف الجنوبية الغربية من مدينة غزة، حيث تكون في استقبالها حشود من الفلسطينيين، الذين استشهد وأصيب عدد منهم بنيران دبابات الاحتلال.

ويقول حمزة إن والده وفر له مبلغا من المال بطريقة معقدة لشراء 5 كيلوغرامات من الأرز وأقل من 3 كيلوغرامات من السكر بقيمة 350 شيكلا وهي لا تساوي أكثر من 50 شيكلا في الوقت الطبيعي.

"وأخيرا رز" كانت ردة فعل شقيقات حمزة عندما أعدت لهم والدتهم "شوربة الرز"، وقد مضى عليهن وقت طويل من دون تذوقه، ويقول هذا الفتى "ما في حدا بالشمال بينام شبعان"، ويضطر هو وباقي أشقائه وشقيقاته إلى النوم مبكرا هربا من الشعور الدائم بالجوع.

الحلم رغيف

وتزداد معاناة هذا الفتى وشعوره بالعجز والقهر من رؤيته شقيقته الصغرى شام (3 أعوام) التي تعاني من الهزال، لعدم توفر الغذاء المناسب لها، ويتنازل عن جزء من نصيبه في الطعام من أجل إطعامها وإشباعها.

ويتحدث حمزة عن تجارب المحيطين به مع الجوع، ويقول: "عمي أحمد كان وزنه قبل الحرب 140 كيلو والآن أصبح 80 كيلو، ويعاني من مرض السكري، وما في أكل ولا علاج في الشمال كله".

"طيب لمتى نستطيع الصبر والصمود" يتساءل حمزة، ويتبعه بسؤال آخر: "معقول أصبح رغيف الخبز حلما بالنسبة لنا؟".

ليس حمزة وحده من يحلم برغيف الخبز الأبيض. يقول عبد الهادي عوكل من منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا شمال القطاع، وهو يتحدث عن ابنه الأصغر أمير (5 أعوام)، الذي لا يتوقف عن الحديث عن الأكلات التي كان يحبها قبل الحرب.

بالأمس كان أمير يحدث أشقاءه عن الأرز بالدجاج والمسخن الفلسطيني، وهي من الأكلات المفضلة لديه، ولم يتذوقها منذ الشهر الأول للحرب، يقول والده عبد الهادي للجزيرة نت، ويتابع "أصبح الأكل في الشمال أسمى أماني الصغار والكبار".

المنطقة اللوجستية لاصطفاف شاحنات المساعدات المتوجهة لغزة قرب معبر رفح (الجزيرة) أسعار فلكية

واختفى الدجاج من أسواق شمال القطاع تماما، فيما تتوفر كميات قليلة جدا من اللحوم الحمراء بأسعار يصفها عبد الهادي بالفلكية، وباستثناء نبتة الخبيزة والقليل من الجزر والحلويات المنزلية فإن الأسواق خاوية تماما.

وبحسب عبد الهادي فإن أسعار القليل المتوفر في الأسواق ارتفعت من 200 إلى 1000%، ولا تتناسب مع أحوال غالبية الغزيين، الذين فقدوا أعمالهم ونفدت أموالهم خلال الحرب وليس لديهم ما يملكونه من أجل تدبر شؤون حياتهم الأساسية.

ويشعر هذا الرجل الأربعيني بالقلق الشديد على أطفاله وأقرانهم في الشمال، الذين تظهر عليهم علامات الضعف والهزال، نتيجة الجوع الشديد، ومن هؤلاء الأطفال نجل صديقه أحمد عبد الحكيم (5 أعوام)، الذي كان مدللا لدى أسرته ويعشق الأكل في المطاعم.

ويقول عبد الهادي إن قوات الاحتلال دمرت كل المخابز والمطاعم في شمال القطاع، والكثير منها في مدينة غزة، "لقد أعادوا غزة 500 عام إلى الوراء وليس 50 عاما فقط"، مشيرا بذلك إلى تصريح لوزير جيش الاحتلال يوآف غالانت مع بداية الحرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: شمال القطاع عبد الهادی

إقرأ أيضاً:

استمرار تعطل الدفاع المدني شمال قطاع غزة بسبب عدوان الاحتلال

أكد جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، أن عمله في شمال القطاع لا يزال معطلا منذ 22 يوما، بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر.

وقال الجهاز في بيان صحفي إن "آلاف الفلسطينيين باتوا دون رعاية طبية وإنسانية، بسبب تعطل عمل الدفاع المدني"، منوها إلى أنه "لليوم الـ22 الدفاع المدني ما يزال معطل قسرا في كافة مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنين هناك بدون رعاية إنسانية وطبية".

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي هاجم طواقم الدفاع المدني في شمال قطاع غزة في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسيطر على مركباته وشرد معظم عناصره إلى وسط وجنوب القطاع واختطف 10 منهم.

وطالب الدفاع المدني بغزة المنظمات الإنسانية بالاستجابة لاستغاثات ومعاناة آلاف المواطنين المحاصرين في شمال قطاع غزة بفعل استمرار الجرائم الإسرائيلية، والسعي الجاد لعودة عمل الدفاع المدني وتشغيل مركباته المعطلة هناك في بلدة بيت لاهيا.

ويقول فلسطينيون ومؤسسات حقوقية محلية ودولية وإسرائيلية إن "الجيش الإسرائيلي ينفذ ما تسمى خطة الجنرالات في شمال قطاع غزة".



وتقضي الخطة بإخلاء شمال قطاع غزة من السكان وإجلائهم إلى الجنوب، وحصار شمال القطاع ومنع دخول المساعدات الإنسانية إليه.

وفي 5 أكتوبر الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحا بريا في شمال قطاع غزة، بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".

وأصيب اليوم، فلسطينيون بينهم أطفال ونساء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة أبو جراد في حي المنشية ببلدة بيت لاهيا شمال القطاع، في إطار حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يشنها الاحتلال لليوم الـ40 على التوالي في البلدة وجباليا وبيت حانون.

ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات نسف المباني والمربعات السكنية في المناطق الغربية من مخيم جباليا ومنطقة الصفطاوي، فيما كثفت مدفعية الاحتلال قصفها باتجاه غرب جباليا ومناطق متفرقة في بيت لاهيا وتل قليبو في بلدة بيت حانون.

وفي وقت سابق، أدانت حركة حماس المزاعم الأمريكية حول اتخاذ الاحتلال إجراءات لتحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مشددة على أن واشنطن شريكة في حرب الإبادة والتطهير العرقي المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023.

وقالت الحركة في بيان، إنها تستنكر "ما صَدَرَ عن الإدارة الأمريكية من مزاعم تدّعي اتخاذ الاحتلال إجراءاتٍ لـتحسين الوضع الإنساني في غزة".

وأوضحت أنها تعد تلك التصريحات "تأكيداً للشراكة الكاملة لإدارة الرئيس (الأمريكي جو) بايدن في حرب الإبادة الوحشية بحق شعبنا في قطاع غزة منذ أكثر من عام، وعمليات التطهير العرقي والمجازر والتجويع المستمرة في شمال القطاع منذ خمسة وثلاثين يوماً".

مقالات مشابهة

  • غزة - 11 شهيدا في غارات إسرائيليةعلى القطاع
  • 11 شهيدا وعشرات الجرحى في غارات الاحتلال على غزة ورفح
  • مجزرة إسرائيلية ترفع حصيلة الشهداء إلى 37 في غزة
  • 42 يومًا من الإبادة الجماعية والتجويع شمالي القطاع
  • ما حقيقة زيادة الاحتلال لكمية المساعدات الواردة لغزة بعد ضغط أمريكي؟
  • الدفاع المدني في غزة يرصد آخر التطورات شمال القطاع
  • الإعلامي الحكومي : استشهاد 2000 فلسطيني في شمال غزة
  • استمرار تعطل الدفاع المدني شمال قطاع غزة بسبب عدوان الاحتلال
  • حكومة غزة: مجازر الاحتلال خلفت 2000 شهيد شمال القطاع
  • استمرارًا لجرائم الاحتلال.. استشهاد 45 فلسطينيًا في غزة والضفة