قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن الصور التي بثتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس– تؤكد استمرار المقاومة في مواجهة قوات الاحتلال، وإن مواصلة حصار مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة تعني أن قوات الاحتلال لا تزال عاجزة عن دخولها.

وأضاف الدويري -في تحليله اليومي على الجزيرة- أن جيش الاحتلال عاد للعمل بمنهجية المرحلة الأولى من العملية البرية -التي تقوم على الاجتياح الكامل بقوات كبيرة- في شمال القطاع بعدما فشلت منهجية المرحلة الثالثة -التي تقوم على تنفيذ عمليات نوعية بقوات قليلة- في تحقيق أي هدف.

وتحتدم المعارك حاليا في حي الزيتون -شمالي القطاع- لأن الإسرائيليين يعتبرونه ثقبا أسود تنطلق منه المقاومة لتنفيذ عمليات في العديد من مناطق الشمال بما في ذلك جحر الديك، كما يقول الدويري.

تماسك المقاومة في خان يونس

أما في الجنوب، فإن غالبية قوات المقاومة تتمركز في محيط وداخل مدينة خان يونس بينما تواصل قوات الاحتلال -التي تتكون من 5 ألوية- محاصرة المدينة مما يعكس عجزها عن اقتحامها حتى الآن، حسب الدويري.

وفيما يتعلق بالعملية البرية المحتملة في رفح -أقصى جنوب القطاع- قال الدويري إن الإطار العام لهذه العملية سيخضع لمقاربات محلية ودولية وإقليمية لأن هناك مليونا ونصف مليون إنسان في هذه المنطقة.

وقال الدويري إن جيش الاحتلال تلقى أوامر بوضع خطة أولية للعملية تتمثل في إجلاء السكان وذلك بعدما طلبت الولايات المتحدة إيجاد حل للمدنيين المتواجدين في المنطقة، وأيضا بسبب الموقف المصري الذي لا يبدو حازما بما يكفي لوقف العملية.

وأضاف أن إسرائيل حاليا لا تمتلك قوات كافية في الجنوب لتنفيذ عملية برية واسعة في رفح، مؤكدا أن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إنهاء الحرب كلها خلال أسابيع من السيطرة على رفح "ليس واقعيا".

وختم بالقول إن المعارك قد عادت مجددا إلى شمال القطاع بعد 5 أشهر من الحرب وهو ما سوف يحدث في خان يونس، مؤكدا أن إسرائيل لن تحسم هذه الحرب بالسهولة التي تتحدث بها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: خان یونس

إقرأ أيضاً:

ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع

توشك المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس أن تصل إلى ذروتها بإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. ورغم أن جانب دولة الاحتلال غير مأمون بناء على التجارب التاريخية وبناء على تجارب مفاوضات الحرب الحالية، لكن المؤشرات والتسريبات التي رشحت خلال الأيام الماضية والمشهد العام في المنطقة والمزاج الأمريكي كلها تشير إلى أن إسرائيل مضطرة هذه المرة إلى التوقيع قبل بدء الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي ترامب.

إن هذه الخطوة كان يمكن أن تحدث منذ أكثر من عام لولا تعطش رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته اليمينية المتطرفة للدماء ولولا الأحقاد التي تستعر في نفوسهم ضد الشعب الفلسطيني، ولو حدثت في ذلك الوقت لكان يمكن لآلاف الأطفال الذين استشهدوا في هذه الحرب أن يكونوا من بين الذين سيفرحون بالقرار وهم يعودون إلى قراهم المدمرة ليبحثوا عما تبقى من ذكرياتهم وألعابهم وبعض طفولتهم.

لكن قتلة الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء لا يفهمون معنى الطفولة ولا قدسيتها حتى خلال الحرب ومن باب أولى لا يفهمون معنى أن تعود الأمهات الثكلى بأطفالهن فلا يجدن حتى قميصا فيه رائحة طفلها قد يخفف بعض حزنها أو يوقف دموع عينها المبيضة من الحزن والبكاء.

من حق الفلسطينيين أن يشعروا بالنصر رغم كل الخسائر التي منوا بها: خسائر في الأرواح التي قد تصل الآن بعد أن تتلاشى أدخنة الحرب إلى نحو 50 ألف شهيد وأكثر من 200 ألف جريح وبنية أساسية مهدمة بالكامل وغياب كامل لكل مظاهر الحياة الإنسانية وانعدام كامل للمواد الغذائية والطبية.. وشعور النصر مصدره القدرة على البقاء رغم الإبادة التي عملت عليها قوات الاحتلال، الإبادة المدعومة بأعتى الأسلحة الغربية التي جربها العدو خلال مدة تصل إلى 18 شهرا.

في مقابل هذا لا أحد يستطيع أن ينكر أن الموازين في المنطقة قد تغيرت بالكامل خلال هذه الحرب، والمنطقة في اليوم التالي لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار ليست هي المنطقة التي كانت عليها قبل يوم 7 أكتوبر.

وإذا كانت إسرائيل قد صفَّت الكثير من خصومها في هذه الحرب وفككت محور المقاومة وأثخنت الكثير من جبهاته وآخرها الجبهة السورية إلا أنها كشفت عن ضعفها في المواجهات المباغتة، وفضحت أسطورة أجهزتها الأمنية وقبتها الحديدية.

وفي مقابل ذلك فإن حركة حماس رغم ما تعرضت له من خسائر فادحة في رجالها وقياداتها الميدانية إلا أنها أثبتت في الوقت نفسه أنها منظمة بشكل دقيق ومعقد وأنها قادرة على الصمود وتجديد نفسها وتقديم قيادات جديدة.

والأمر نفسه مع حزب الله ومع إيران التي دفعتها هذه الحرب إلى دخول مواجهة مباشرة لأول مرة في تاريخها مع إسرائيل، ولا شك أن تلك المواجهات كشفت لإيران نفسها عن مواطن الضعف في منظوماتها كما كشف مواطن القوة.

ورغم أن بعض الخبراء يرون أن حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله يمكنهم تجديد قوتهم خلال المرحلة القادمة إلا أن الأمر يبدو مختلفا في سوريا التي يظهر أنها خرجت من المحور تماما سواء كان ذلك على المستوى الأيديولوجي أو حتى مستوى العمل الميداني واللوجستي.

وأمام هذا الأمر وتبعا لهذه التحولات ما ظهر منها وما بطن فإن الموازين في المنطقة تغيرت بالكامل، ولا يبدو أن ذلك ذاهب لصالح القضية الفلسطينية في بعدها التاريخي أو في جوهر ما تبحث عنه وهو دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المحتلة ولو على حدود 5 يونيو 1967.

لكن هذا لا يعني أن المقاومة ستنتهي أو تنتهي نصرة القضية الفلسطينية من الشعوب الحرة المؤمنة بالقضية، بل ستزهر في كل مكان في فلسطين أشكال جديدة من المقاومة والندوب الذي أحدثتها الحرب في أجساد الفلسطينيين وفي أرواحهم، ستبقى تغلي وستكون بذورا لمواجهات أخرى أكثر ضراوة وأكثر قوة وإصرارا على النصر.

مقالات مشابهة

  • درس غزة القاسي.. لماذا انهزمت إسرائيل إستراتيجيا رغم فداحة التدمير؟
  • مع اقتراب صفقة التبادل.. ما هي الوحدة التي احتفظت بأسرى الاحتلال 15 شهراً؟
  • استشهاد 23 فلسطينيًا في قصف للاحتلال الإسرائيلي على غزة وخان يونس
  • طائرات الاحتلال تشن غارات على مناطق في جباليا البلد شمال قطاع غزة
  • ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
  • غزة تنتصر
  • غزة.. وعد النصر والحرية المؤكد
  • هكذا وضعت إسرائيل مستشفيات غزة في بؤرة الاستهداف
  • كيف بددت عمليات المقاومة أوهام الجنرالات شمال غزة؟
  • عاجل- أبو عبيدة: المقاومة تقتل 10 من الاحتلال واتفاق التهدئة قيد النقاش