أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه تأجيل العملية العسكرية في رفح جنوب قطاع غزة إذا تم التوصل إلى صفقة تبادل المحتجزين والأسرى، في حين أكدت واشنطن أن الوسطاء توصلوا إلى تفاهم بشأن الملامح الأساسية للصفقة.

وفي تصريحات أدلى بها لشبكة "سي بي إس" الأميركية، ونقلها مراسل موقع "أكسيوس" الأميركي، اتهم نتنياهو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتقديم مطالب غير واقعية.

وأكد نتنياهو أنه لا يعلم إن كان سيتم التوصل إلى اتفاق، لكنه أشار إلى أنه "إذا تنازلت حماس عن مطالبها غير الواقعية فسيكون هناك اتفاق وستتأخر العملية في رفح قليلا".

وقال نتنياهو إنه "إذا لم يُتوصل إلى اتفاق فإن القوات الإسرائيلية ستتحرك في رفح"، مضيفا أنه بعد بدء العملية في رفح فإن العملية في غزة ستنتهي في غضون أسابيع قليلة، نافيا إمكانية ترك آخرِ معاقل حماس بدون التعامل معها.

وأوضح أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي سيعرض خطته في رفح بما في ذلك إجلاء السكان، نافيا وجود خلافات مع الولايات المتحدة بشأن الحاجة إلى إجلاء المدنيين من رفح. وتعهد بالعمل على توجيههم إلى منطقة في شمال رفح.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن السلام مع مصر غير معرض للخطر وإن التنسيق جار مع الجانب المصري.

وفي السياق، نقل إعلام إسرائيلي عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن المفاوضات تجري بشكل غريب وصفقة إطلاق سراح الأسرى يجب أن تكون أفضل، مشددا على أنه سيصوت ضد أي صفقة ليست الأفضل بالنسبة لإسرائيل.

تفاؤل أميركي

وعلى صعيد الوساطة، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر توصلوا إلى تفاهم بشأن الملامح الأساسية للصفقة.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان لشبكة "سي إن إن" إن الاتفاق لا يزال قيد التفاوض، مشيرا إلى أنه يجب عقد محادثات غير مباشرة بين قطر ومصر مع حماس.

يأتي ذلك في وقت استؤنفت فيه محادثات في الدوحة ستعقبها جولة أخرى في القاهرة بمشاركة مسؤولين أميركيين وإسرائيليين ومن حركة حماس، بحسب ما نقل إعلام مصري عن مصادر مصرية.

وكانت القاهرة شهدت في وقت سابق من هذا الشهر محادثات على مستوى عال بين وفود أميركية وقطرية وإسرائيلية سعيا لوقف الحرب لم تفض إلى أي نتائج تذكر.

وفي وقت سابق اليوم، قالت قناة 12 الإسرائيلية إن مجلس الحرب قرر السماح لوفد إسرائيلي بالتوجه لقطر خلال الأيام المقبلة لمواصلة محادثات صفقة التبادل.

وأكدت القناة بذلك معلومات كشف عنها مسؤولون ووسائل إعلام إسرائيلية أخرى أمس السبت. وفي نفس الإطار، نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية مصرية أن قطر ستستضيف هذا الأسبوع محادثات بشأن الهدنة وتبادل الأسرى.

وكان رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (موساد) ديفيد برنيع شارك -يوم الجمعة الماضي- في جولة جديدة من المحادثات بشأن اتفاق محتمل يشمل تبادلا للأسرى وهدنة موسعة في غزة، إلى جانب رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

تفاؤل حذر

وفي وقت سابق اليوم، تحدثت هيئة البث الرسمية عن مصادر إسرائيلية عن تفاؤل بأن يتم التوصل إلى تفاهمات قبل شهر رمضان الذي يبدأ خلال أقل من أسبوعين، بيد أنها نقلت عن مسؤول أمني أن الصفقة المحتملة لن تمنع العملية البرية في رفح.

كما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي -لم تكشف عن هويته- أن هناك تقدما كبيرا وأساسا متينا للمحادثات، معبرا عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق بشأن صفقة التبادل المحتملة.

في المقابل، قال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إن نتنياهو يرفض "المفاتيح الأساسية لنجاح المفاوضات" والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.

وأفاد النونو بأن "الهدف الأساسي لنتنياهو من المضي قدما في الحرب (على قطاع غزة) هو تحقيق مصالح شخصية وانتخابية بحتة وحماية نفسه".

النونو قال إن "الهدف الأساسي لنتنياهو من المضي قدما في الحرب هو تحقيق مصالح شخصية وانتخابية بحتة وحماية نفسه" (الجزيرة)

وكان مصدر قيادي في حماس قال -اليوم الأحد- إن أجواء التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى المحتملة لا تعبر عن الحقيقة، وذلك بعد أن تحدثت تقارير عن تقدم في المفاوضات قد يتيح إبرام اتفاق قبل شهر رمضان.

وفي المحادثات التي جرت قبل أسابيع في باريس ثم في القاهرة، تم التوصل إلى إطار، وتلقى الوسطاء ردا من إسرائيل ومن حركة حماس، ورفضت تل أبيب مطالب الحركة واعتبرتها غير واقعية.

وكانت حماس والفصائل الأخرى أكدت أن أي اتفاق يجب أن يفضي إلى وقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، وهو ما ترفصه حكومة نتنياهو حتى الآن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التوصل إلى فی رفح فی وقت

إقرأ أيضاً:

محللون: الدعم الأميركي شجع نتنياهو ولا يمكن إنهاء حماس لا بالحرب ولا بالصفقات

يرى محللون سياسيون أن قرار إسرائيل باستئناف الحرب على قطاع غزة لن يؤدي إلى النتيجة التي يرجوها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحليفه الأميركي، لأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لن تستجيب للضغوط ولن تفرط بالورقة المتبقية لديها، وهي ورقة الأسرى الإسرائيليين الذين يحتجزون في غزة.

وكانت إسرائيل قد استأنفت الحرب على غزة فجر أمس الثلاثاء، وشنت غارات جوية عنيفة أسفرت عن استشهاد 429 شخصا وإصابة 528 آخرين، وذلك في أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.

ويرى الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى أن قرار نتنياهو باستئناف الحرب سببه الدعم الأميركي وسعيه للضغط على حركة حماس من أجل أن تعود لمقترح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، ولكن بالشروط الإسرائيلية والمتعلقة بالإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات في اليوم الأول للهدنة وإخراج الباقي في اليوم الأخير إذا تم التوافق على المخرجات السياسية لوقف إطلاق النار.

وخيار استئناف الحرب على غزة -يضيف الدكتور مصطفى- هو خيار إستراتيجي بالنسبة لإسرائيل، مؤكدا أن حكومة نتنياهو استغلت فرصة تعرقل المفاوضات لتنفيذ هذا الخيار.

إعلان

وبخصوص العملية البرية التي تلوح بها إسرائيل، يرى الدكتور مصطفى أنها عملية معقدة، بغياب إجماع على الحرب داخل إسرائيل، حيث إن المجتمع الإسرائيلي لا ينظر إلى الحرب الحالية كما كان ينظر إليها في السابق، "ولذلك من الممكن أن يتم تأجيل الهجوم البري".

ويعتقد الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي أن قرار استئناف الحرب هدفه الضغط على حماس لكي تقبل بشروط لم تكن مطروحة سابقا، لكنه يرى أن الضغط سينعكس على إسرائيل أكثر من حماس، "لأن العمل العسكري لم ولن يؤدي إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين".

وعن الضوء الأخضر الأميركي لنتنياهو، يرى مكي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تم إفهامه بأن حماس تعيش تحت النار والضغط وأنها بمبدأ "السلام من خلال القوة" يمكن أن تقبل بما يطرح عليها، غير أنه -أي ترامب- "لا يدرك أن حماس لم يعد لديها شيء لتخسره، وأنها لا يمكن أن تفرط بورقة الأسرى بدون ثمن حقيقي".

ورجح مكي أن يصل ترامب لاحقا إلى حقيقة أنه لا يمكن أن يؤدي الضغط العسكري إلى نتيجة مع حماس.

وعن خيارات حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، يؤكد مكي أن أي تنازل في هذه المرحلة سيكون خارج المطلوب، وسيحسب بأنه جاء نتيجة الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل في كل الأحوال لن تتوقف عن قتل الفلسطينيين.

إجراء مؤقت

وبحسب المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط توماس وريك، فإن المسار الذي يريده ترامب ومبعوثه ويتكوف هو الإفراج عن المزيد من الأسرى وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية كإجراء مؤقت لحين انتهاء الأعياد اليهودية في منتصف أبريل/نيسان القادم، وهذا سيسمح ببدء المفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة".

وأضاف أن ويتكوف أراد أن تقبل حماس بفكرته المتعلقة بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، مشيرا إلى أنه هو من جعل ترامب يوافق على استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة.

إعلان

وقال إن واشنطن ترى أن حماس هي العقبة أمام سلام دائم وليس إسرائيل، وأن حماس يجب أن تستثنى من حكم غزة، وكشف أن "ويتكوف أجرى لقاءات مع قادة عرب بهذا الخصوص وليس هناك أي مؤشر على أنهم توصلوا إلى اتفاق".

وحسب الدكتور مكي، فإن حماس رفضت حتى النقاش في موضوع خروج قادتها من غزة، وشدد على أن "حماس لا يمكن أن تنتهي بالحرب ولا بالصفقات".

وعن موقف الاتحاد الأوروبي من عودة الحرب على غزة، قال يونس عمرجي: نائب رئيس البرلمان الأوروبي إن "بروكسل أدانت الجرائم الإسرائيلية أمس"، ووصف ما حدث بأنه جريمة ضد الإنسانية، كما حمّل الولايات المتحدة مسؤولية ما حصل أمس، ودعا إلى احترام اتفاق وقف اطلاق النار والإفراج عن كل الأسرى.

ومن جهته، أكد وليام شاباس رئيس لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، بأن إسرائيل انتهكت بشكل صارخ وقف إطلاق النار على غزة، وقال إن العدوان الذي تمارسه يؤكد أنها لا تريد السلام وإنما تريد تدمير الشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • هآرتس: نتنياهو يكذب وإسرائيل هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • سري للغاية.. خطوات نتنياهو ودوافعه لاستئناف الحرب
  • هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • محللون: الدعم الأميركي شجع نتنياهو ولا يمكن إنهاء حماس لا بالحرب ولا بالصفقات
  • نتنياهو يتعهد باستمرار الحرب حتى تحقيق الأهداف.. ما حدث ليس إلا البداية
  • نيويورك تايمز: نتنياهو يعيد إشعال الحرب ضد غزة لفرض تنازلات من حماس
  • NYT: نتنياهو يعيد إشعال الحرب ضد غزة لفرض تنازلات من حماس
  • حماس: مقتل رهينة إسرائيلي جراء قصف غزة
  • حماس: نتنياهو انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار ويعرضون الأسرى للخطر
  • حماس: حكومة نتنياهو المتطرفة تأخذ قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف النار وتعرض الأسرى لمصير مجهول