موقع النيلين:
2024-10-07@05:16:20 GMT

الحسد الانتخابي: الفشل وإدمان الفشل

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT


(أدناه تسجيل لمحاضرة قدمتها في مدينة ديموين بولاية أيوا الأمريكية بدعوة كريمة من ابننا عمر الجعلي. وأنتهز السانحة لإبداء تقديري لضيافته لي وزوجتي وللأنس الذي تجاذبت أطرافه مع زوجته فدوى حفيدة أستاذنا مكي شبيكة. وأعبر أيضاً هنا عن بالغ تقديري لمن لبوا الدعوة للمحاضرة وأحسنوا إلي بالاستماع السخي والأسئلة الحفية)
.


هذا حديث عن عود على بدء لما عرفنا ب”الدورة الخبيثة” التي هي العنوان الأعظم في قولنا “فشل الصفوة وإدمان الفشل” مما روج لها منصور خالد وصارت على لسان الكثيرين يغني مجرد التصريح بها عن تحليها. ونعني بهذه الحلقة من جهنم تقلبنا في الحكم بين ديمقراطية وديكتاتورية. وجرى تصوير هذه الدورة كتعاقب مواسم الطبيعة لا سلطان لنا عليها حتى مثلها منصور خالد بدورة الحيض عن النساء.

وأنزع في حديثي هذا الغموض عن هذه الدورة ناظراً إلى الأسباب من ورائها. وسأوظف للغاية مفهوم “الحسد الانتخابي”. وأعني به أن الحداثيين هم أسرعنا إلى اعتزال الديمقراطية الليبرالية متى استرددناها لأن الذي يكسب منها في نهاية الأمر هم أهل الغزارة، أي القوى التقليدية أو المحافظة، لاهم. فهم يتنادون لها، ويضحون بفدائية لها، ولكن ما استعادوها حتى ضاقوا ذرعاً بها ناظرين إلى ضآلة كسبهم منها. وسلقوها بألسنة حداد بقولهم إنها “ديمقراطية طائفية” يرغبون استبدالها بديمقراطية جديدة أو اجتماعية. وهذا فرار من الحداثيين من القاعدة في الديمقراطية الليبرالية التي هي الصوت الواحد للرجل أو المرأة الواحدة لا محالة.

فالدورة الجهنمية هي بنت هذه البيئة السياسية التي يلهب “الحسد الانتخابي” جسدنا بسياطه فنقع من حالق ديمقراطية إلى درك ديكتاتورية. ونرمي هذه الدورة ب”الخبيثة” وكأن هذا قصارى ما نفعله من جهة فهمها والقبض على مقودها.

ELECTORAL ENEVY AND THE CYCLE FROM HELL
I want in this talk to revisit the “hellish cycle” which is the hallmark of the historical debacle of the Sudan momentalized in Mansour Khalid’s phrase that our elites not only failed, but also got addicted to it. And by the cycle from hell, they mean our falling from a democracy into a dictatorship unceasingly. This cycle has been represented as seasons of nature over which we have no control. Khalid has even said it keeps repeating itself like a menstrual cycle with women. In my talk I will demystify this cycle by looking for its underlying causes. Of the many analyses that would explain the phenomenon, I would devote the talk to explaining the recurrence of this cycle to what I called the elite “electoral envy. By this I mean that liberal democracy does not sit well with the modernist elites comprising the political range from Marxists to Muslim brothers.
The objection of the modern and radical marginal forces against the liberal democracies
instituted after the two revolutions in 1964 and 1985 violate the “one man one vote” democratic principle. The tribal and Sufi brotherhood leader, they argue, has his vote and thousands of others of his followers at his disposal. As a result, this leader would have the sole key to several constituencies called “dawayr maqfula” (sealed constituencies).
In protesting this monopoly on votes by birth right, modernist in the urban centers and the margin are not troubled by going against a more straightforward democratic principle, namely, universal suffrage. They may have excused themselves to tamper with this principle because for them ignorant, illiterate, duped members of the brotherhoods are outside the realm of politics anyway.

عبد الله علي إبراهيم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

40 مشاركا في الدورة العلمية لتنمية الكادر الديني بـ"أوقاف الرستاق"

الرستاق- خالد بن سالم السيابي

اختتمت إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة جنوب الباطنة دورتها العلمية لتنمية مهارات الكادر الديني بالمحافظة في الجوانب المهارية والمعرفية، بعنوان "التعايش السلمي في مجتمع متعدد الثقافات.. فريضة شرعية ومصالحة ضرورية "، وهي من تقديم الشَّيخ الدّكتور عبد الله بن سعيد المعمري بالتَّعاون مع معهد النَّجاح للإدارة والتَّدريب.

وشارك في الدورة 40 موظفا من الكوادر الدينية، حيث تضمنت المحاور التالية: شرح مفهوم التعايش وتوضيحه، بيان المظاهر والأسباب التي تتنافى مع التَّعايش السّلمي وآليات العلاج النظرية والتطبيقية بالأدلة الشريعية والشواهد التاريخية.

مقالات مشابهة

  • الفشل الأمريكي في البحر الأحمر: استنزاف الموارد دون فائدة حقيقية
  • بعد محاولة اغتياله في بنسلفانيا.. ترامب يعود ويحث أنصاره على تحقيق النصر الانتخابي
  • 40 مشاركا في الدورة العلمية لتنمية الكادر الديني بـ"أوقاف الرستاق"
  • تونس تدخل مرحلة الصمت الانتخابي
  • تونس تبدأ اليوم مرحلة الصمت الانتخابي عشية انطلاق الانتخابات الرئاسية بالداخل
  • بدء مرحلة الصمت الانتخابي في تونس استعدادًا للانتخابات الرئاسية
  • معالم الفشل.. تشنج الخطاب (1-2)
  • مش بخاف من الحسد.. مجدي عبدالغني: ثروتي مليار جنيه والبحر يحب الزيادة
  • شاهد بالفيديو.. في أجواء رومانسية عريس سوداني يحضن عروسته ويضع يده على رأسها ليحصنها بآيات قرانية خوفاً عليها من الحسد والسحر والجنس اللطيف: (نحنا يجينا السيل وتطير عيشتنا)
  • إعادة تموضع الفشل الإسرائيلي من غزة إلى جنوب لبنان