الشراكة السرية .. دور وكالة المخابرات المركزية في تمكين أوكرانيا من محاربة بوتين
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
في صراع مستمر يتسم بالتوترات، برزت شراكة سرية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا كقوة محورية في مواجهة العدوان الروسي. وعلى مدار أكثر من عقد من الزمان، أدى هذا التعاون السري إلى تحويل أوكرانيا إلى مركز بالغ الأهمية لجمع المعلومات الاستخبارية، مما عزز بشكل كبير دفاعاتها ضد الهجمات التي يدعمها الكرملين.
ووفقا لما نشرته نيويورك تايمز، يقع تحت سطح الأرض مخبأ سري، يعمل بمثابة المركز العصبي لعمليات الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.
وشدد الجنرال سيرهي دفوريتسكي، أحد كبار قادة الاستخبارات، على المساهمة الكبيرة التي تقدمها وكالة المخابرات المركزية، مؤكداً أن دعم الوكالة يصل إلى نسبة مذهلة تبلغ 110%. وقد تطور هذا التعاون، الذي يسبق الصراع الحالي، إلى أصل لا غنى عنه لاستراتيجية أوكرانيا الدفاعية، الأمر الذي مكنها من توجيه ضربات صاروخية مستهدفة، ومراقبة تحركات القوات الروسية، وتحصين شبكات التجسس.
لقد تم وضع أساس هذا التحالف منذ أكثر من عقد من الزمان، وسط مشهد سياسي متغير وتهديدات متطورة. وعلى الرغم من التردد الأولي وانعدام الثقة المتبادل، فقد حاول مسؤولو الاستخبارات الأوكرانية التودد إلى وكالة الاستخبارات المركزية بكل جدية، الأمر الذي عزز تدريجياً مكانة أوكرانيا باعتبارها حليفاً حيوياً ضد التعدي الروسي.
وتمتد الشبكة السرية إلى ما وراء حدود أوكرانيا، وتضم 12 قاعدة تجسس سرية على طول الحدود الروسية. ومن خلال سنوات من التعاون، أثبتت وكالات الاستخبارات الأوكرانية قوتها، حيث قدمت معلومات استخباراتية مهمة أكدت تورط روسيا في أحداث محورية مثل إسقاط رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم 17 والتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.
وتمتد هذه العلاقة التكافلية إلى ما هو أبعد من مجرد تبادل المعلومات الاستخبارية. وظل عملاء وكالة المخابرات المركزية متمركزين في المواقع الأوكرانية النائية خلال المنعطفات الحرجة، وقدموا معلومات استخباراتية لا تقدر بثمن خلال التوغل الروسي في عام 2022.
ومع ذلك، فإن الحفاظ على هذه الشراكة وسط المناخات السياسية المتغيرة يطرح تحديات. ومن الممكن أن تؤدي الاضطرابات المحتملة في التمويل العسكري من الكونجرس إلى تعريض الدعم المستمر الذي تقدمه وكالة المخابرات المركزية للخطر، مما يسلط الضوء على الطبيعة الدقيقة لهذا التحالف السري.
وفي محاولة لإعادة التأكيد على الالتزام، قام مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام ج. بيرنز بزيارة سرية لأوكرانيا، مؤكدا على الأهمية الدائمة لهذه الشراكة وسط التوترات المتصاعدة.
تعود أصول هذا التعاون السري إلى المخاوف المشتركة بشأن أجندة فلاديمير بوتين التوسعية العدوانية. على الرغم من الشكوك الأولية التي أبداها المسؤولون الأمريكيون الذين يشعرون بالقلق من استفزاز موسكو، سعى كادر متخصص من ضباط المخابرات الأوكرانية إلى تعزيز الثقة، مما أدى في النهاية إلى ترسيخ مكانة أوكرانيا كحليف استخباراتي استراتيجي.
ومع ذلك، واجه التحالف عقبات حيث سعى العملاء الأوكرانيون إلى تجاوز الحدود، والانخراط في عمليات سرية خارج نطاق الشروط المتفق عليها. وعلى الرغم من الاحتكاكات العرضية، استمرت الشراكة، مدفوعة بالمصالح المشتركة والهدف المشترك المتمثل في مواجهة النفوذ الروسي.
فمن إعادة بناء البنية التحتية الاستخباراتية المدمرة إلى تنظيم العمليات السرية خلف خطوط العدو، كان الدعم الذي تقدمه وكالة المخابرات المركزية فعالاً في تحصين جهاز الدفاع الأوكراني. ومن خلال مبادرات مثل عملية السمكة الذهبية، تم تدريب العملاء الأوكرانيين على أساليب التجسس، مما عزز قدرتهم على جمع المعلومات الاستخبارية داخل روسيا.
ومع ذلك، فإن الخطوط الحمراء التي رسمتها وكالة المخابرات المركزية سلطت الضوء على الديناميكيات المعقدة لهذه الشراكة، وسلطت الضوء على التوازن الدقيق بين جمع المعلومات الاستخبارية والأعمال الاستفزازية.
في مواجهة التوترات المتصاعدة والمشهد السياسي المتغير، تقف الشراكة السرية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بمثابة شهادة على المرونة الدائمة للتحالفات الاستراتيجية في عالم متقلب بشكل متزايد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وکالة المخابرات المرکزیة المعلومات الاستخباریة
إقرأ أيضاً:
قائد ملهم لمسيرة تمكين الشباب
ناصر بن حمد العبري
في وطنٍ يفخر بشبابه، ويؤمن بأنهم عماد المستقبل وركيزة النهضة، يسطع نجم سيدي صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، وزير الثقافة والرياضة والشباب، قائدًا ملهمًا لمسيرة التمكين الشبابي، وداعمًا لمسيرة الطموح والإبداع.
ولقد أولى سموّه جلّ اهتمامه للشباب العُماني؛ إيمانًا من سموّه بأنهم الثروة الحقيقية للوطن، وأن الاستثمار في قدراتهم هو السبيل الأمثل لبناء مُستقبل مُشرق؛ فجاءت مبادراته ورؤيته الحكيمة لتكون منارة للأمل والطموح، حاملةً بشائر العطاء والتنمية في مختلف المجالات.
أدرك سموّه أن النهضة الحقيقية لا تُبنى إلا بسواعد شبابية مؤهلة، فكانت برامج التمكين والتأهيل التي أطلقها لتعزيز دور الشباب في مسيرة البناء الوطني. دعم الابتكار وريادة الأعمال، واحتضن المواهب الشابة، وسخّر كل الإمكانيات لتمكينهم من تحقيق أحلامهم على أرض الواقع.
ولم يكن اهتمام سموّه مقتصرًا على جانب دون آخر؛ بل شمل جميع المجالات، سواء في الرياضة، حيث دعم المنتخبات الوطنية، وحرص على تطوير البنية التحتية الرياضية، أو في الثقافة، حيث أطلق مبادرات تعزز الهوية العُمانية وتفتح آفاق الإبداع أمام الشباب، أو في التنمية الاجتماعية، حيث سعى لتعزيز روح العمل التطوعي وخدمة المجتمع.
وما يُميِّز سمو السيد ذي يزن بن هيثم، هو قربه من الشباب؛ فهو يستمع إليهم، يشاركهم طموحاتهم وتطلعاتهم، ويسعى جاهدًا لأن يكون لهم دور فاعل في صياغة المستقبل. خطابه دائمًا يحمل لغة الأمل والثقة، يدعوهم للعمل والاجتهاد، ويؤكد أن أبواب النجاح مفتوحة أمام من يسعى ويجتهد.
وما يقوم به سموّه اليوم هو امتدادٌ لمسيرة النهضة العمانية المتجددة، تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- التي جعلت من الشباب محورًا أساسيًا للتنمية، وعملت على توفير بيئة خصبة لنموهم وتطورهم.
والكلمات تعجز عن الوفاء بحجم التقدير والامتنان الذي يحمله أبناء عُمان لسموّه؛ فهو لم يكن مجرد مسؤولٍ يشرف على قطاعٍ معين، بل كان أخًا وداعمًا لكل شابٍ وشابة، يؤمن بقدراتهم ويعمل لأجل مستقبلهم.
إنَّ شباب عُمان يقولون شكرًا لك سيدي.. شكرًا لعطائك، لاهتمامك، ولإيمانك بنا. وسنمضي على درب العمل والإبداع، حاملين راية هذا الوطن العزيز، مستلهمين منكم العزيمة والإصرار.
رابط مختصر