مسقط- الرؤية

نظمت جامعة السلطان قابوس ملتقى تعريفي بالإجراءات المتعلقة بالشؤون الأكاديمية وخدمة المجتمع، تحت رعاية الأستاذ الدكتور سالم بن حمود الحارثي نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية وخدمة المجتمع.

ويأتي الملتقى في إطار استعداد الجامعة لتجديد الاعتماد المؤسسي من الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، إذ يهدف الملتقى إلى تسليط الضوء على الإجراءات المتعلقة ببعض الجوانب الأكاديمية وخدمة المجتمع، وتوعية أعضاء هيئة التدريس والطلبة بالإجراءات الأكاديمية، وتعزيز التواصل بين الوحدات المختلفة بالجامعة المعنية بتنفيذ الإجراءات المتعلقة بالشؤون الأكاديمية وخدمة المجتمع، ودعم المشاركة الفاعلة من قبل الطلبة وأعضاء هيئة التدريس في تطوير الإجراءات الأكاديمية، وتقديم نبذة مختصرة عن متطلبات الاعتماد المؤسسي والإطار الزمني لأعمال تجديد الاعتماد المؤسسي للجامعة.

واشتمل الملتقى على جلستي عمل، تضمنت الجلسة الأولى التعريف بالإجراءات المتعلقة باستحداث برنامج أكاديمي جديد، والمقررات القائمة على البحث، والربط بين البحث العلمي والتدريس، وتدريب الطلبة، وإقامة فعالية ملتقى الخريجين، بينما تضمنت الجلسة الثانية التعريف الإجراءات المتعلقة بالتعديل على البرامج الأكاديمية والخطط الدراسية والمقررات، وتقوية العلاقة مع قطاع العمل وأصحاب الأعمال، وتقييم الأقران لعملية التدريس، ومنظومة التعامل مع الطلبة ذوي الإعاقة، والتقييم الأكاديمي للطلبة، وخدمة المجتمع.

وبلغ عدد أوراق العمل المشاركة في الملتقى 11 ورقة عمل، وضمت قائمة المتحدثين الرسميين كلا من: أ. د. سالم الحارثي نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية وخدمة المجتمع ورئيس اللجنة الرئيسية لإعداد ملف الجامعة للاعتماد المؤسسي، وأ . د. سليمان البلوشي مدير مكتب ضمان الجودة.

وحضر الملتقى عمداء الكليات ومساعدي عمداء الكليات ورؤساء الأقسام الأكاديمية بالكليات، ومديرو مركز الدراسات التحضيرية، وحدات ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي بالكليات ومركز الدراسات التحضيرية، ورؤساء فرق إعداد وثيقة تقرير الاعتماد المؤسسي بالجامعة، ورئيس ونائب رئيس المجلس الاستشاري الطلابي، رئيس اللجنة الأكاديمية بالمجلس الاستشاري الطلابي، ومن طلبة ذوي الإعاقة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الإجراءات المتعلقة الاعتماد المؤسسی

إقرأ أيضاً:

أعظم سلاطين الشرق

 

محمد رامس الرواس

عندما كنت أقرأ فيما كتبه المورخون والرحّالة الغربيون عن السيد سعيد بن سلطان- طيب الله ثراه- شعرت وكأنني أقرأ سيرة السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله- فلا غرابة؛ فهو جده الرابع، وبلا شك تناسلت الجينات الوراثية في سلطان آخر بسماتٍ خاصة مرة أخرى في الدولة البوسعيدية.

والسلطان قابوس بن سعيد، حظي بشبهٍ عظيم مع جده في الخصال والسمات والصفات والطباع والأخلاق والمشاعر والمعاني العظيمة؛ منها الحزم والعزم، والتصميم على الإنجاز لصالح الشعب، إلى جانب العديد من الصفات التي جمعتهما وأولها السلوك المُستقيم، وحبهما الدائم للعدالة والرأفة التي اشتهرا بها، مع الالتزام بالأخلاقيات الإسلامية الحميدة، وتمتعهما بالمهابة التي كانا يتصف بها كلاهما، ومعاملة الرعية برفق، مع الصرامة في تنفيذ القوانين المُنظِّمة للدولة.

وهناك العديد أيضًا من الخصائل والصفات تجمع بينهما، ومنها: إخلاصهما الشديد لشعبهما، وعدم مُحاباتهما للقريب على حساب الرعية، فقد كانا- طيب الله ثراهما- نموذجين لسلاطين عُمان الأمجاد، اللذين تجمعت فيهما صفات البسالة والشجاعة والعدالة والتسامح؛ فهما عنوانان في التسامح العقائدي مع الآخر، هذا بجانب أن كلاهما كان يتمتع بثقافة الملاحظة الدقيقة والفاحصة في معالجة معاملات أمور الدولة، ولقد كانا قريبين جدًا من الناس؛ حيث يستطيع أي شخص أن يقترب منهما ويتحدث إليهما، وهو نهج استمر طويلًا؛ مما غرس وثبَّت محبتهما في قلوب الرعية. وكان خطابهما يتسم بالصدق الحقيقي، بجانب أن خطبهما لم تكن متكلِّفة بل مباشرة وتلج إلى القلوب والعقول، ولن يفوتنا هنا أن نذكر سعيهما الدائم والمستمر لصناعة السلام، والمضي على نهج الوئام.

أما من ناحية البر والإحسان، فقد كان كلاهما يزوران والدتهما بصفة مستمرة مع تميزهما باللطف وحسن المعاملة مع الآخر، وأقصى درجات الرأفة والنزاهة مع من حولهما، مع اهتمامهما الشديد بمصالح الناس والرعاية واحترامهما لهما مما عزز مكانتهما. واتصف السلطان سعيد والسلطان قابوس بالسخاء والشجاعة الشخصية؛ وكانا يتسمان بالوقار ويمتعان بحب فائق بين الناس، ولقد تحلّى كلاهما بأخلاق سامية، بجانب التشابه الكبير في ملامح الوجه، خاصة اللحية البيضاء المشتبكة مع الشارب، والعينين الرماديتين.

وجاء في كتابات الأوربيين ممن عاصروا السلطان سعيد أنه كان يتمتع بتلك الكف الدافئة التي تحمل الكثير من الود والاحترام لمن يصافحها، وعن نفسي لا أزال أذكر تلك المُصافحة التي تشرفتُ بها، عندما مَدَدتُ يدي للسلطان قابوس- طيب الله ثراه- بصلالة بعد انتهاء صلاة عيد الأضحى المُبارك بحي الشاطئ، فلمستُ تلك اليد الدافئة التي تحدَّث عنها أحد الأوروبيين الذي روى لنا دفء يد السلطان سعيد كذلك.

كان كلاهما يتمتع بتلك الخطوات الثابتة المرنة، فلقد ذكر لنا المؤرخون كثيرًا من الصفات التي كان يتمتع بها السلطان سعيد وشاهدناها بأنفسنا في السلطان قابوس، وعلى رأسها الإطلالة البهية والكرم ورقة الطباع، وكان يتسم بالهدوء الكامل والابتسامة الناعمة والروح الفياضة والطباع اللطيفة والمعشر الجميل. وكان ذلك دلالة واضحة على مكنون شخصيتهما من سمو المشاعر الإنسانية العظيمة والخصال الطيبة النادرة.. إنهما من جيل السلاطين النجباء في التاريخ الذين يجعلون الأقوياء يقدرونهم ويحترمونهم وينظرون إليهم بعين الاعتبار.

لن يفوتني قبل الختام، أن أذكر مدى اهتمامهما بالشأن العسكري وخاصة البحرية العُمانية، وبالعلاقات الدبلوماسية التي كان السلطان سعيد والسلطان قابوس قد أسَّساها مع دول العالم شرقًا وغربًا. ونذكر هنا رحلة السفينة "سلطانة" إلى نيويورك عام 1840؛ وهي واحدة من أهم الرحلات التي وُثِّقَت تاريخيًا؛ كونها أول علاقات دولة عربية مع الولايات المتحدة الأمريكية في الجوانب الدبلوماسية والتجارية، ولقد استمرت هذه العلاقات لعقود طويلة، ومع تولي السلطان قابوس الحكم ازدادت هذه العلاقات توثيقًا؛ إذ مد- رحمه الله- يدَ الصداقة مع زعماء العالم كافة، وعلى رأسهم رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، الذين كانوا يُكِنُون الكثير من الاحترام والتقدير للسلطان قابوس؛ كونه رجل سلام وذا رؤية ثاقبة في الأحداث الدولية والعلاقات الخارجية.

ختامًا.. يُمكننا القول إنَّ العظماء أناس تجمعهم صفات كثيرة، تكون مُتشابهة لدرجة كبيرة، ولن أنسى قبل أختم مقالتي هذه أن أذكُر هنا أنَّ فترة حكمهما اتسمت بطول الفترة الزمنية، فقد قُدِّرَت فترة حكم السلطان سعيد بخمسين عامًا تقريبًا، وكذلك فترة حُكم السلطان قابوس بن سعيد.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أكثر من 12 دولة.. .وزراء سابقون وأكاديميون عرب يشاركون في ملتقى المنيا لعمداء كليات الحقوق العرب
  • بحضور وزراء سابقين وأكاديميين.. محافظ المنيا يشارك في ملتقى عمداء كليات الحقوق العرب بجامعة المنيا
  • مؤتمر جامعة السلطان قابوس يوصي بتطوير الحماية الاجتماعية للأطفال وكبار السن
  • جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب
  • السعيطي يأذن بصرف مكافآت أعضاء هيئة التدريس في الأكاديمية الليبية للدراسات العليا
  • جامعة السلطان قابوس تحتفل بتخريج الفوج الأول من الدفعة الـ 35
  • بن علوي ما زال صائمًا
  • أعظم سلاطين الشرق
  • تسليم شهادة الاعتماد المؤسسي لأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة
  • الاحتفال بـ1613 طالبا في أولى حفلات التخريج بجامعة السلطان قابوس