دبلوماسية روسية تتحوّل إلى خبّازة بعد ترك وظيفتها احتجاجا على الحرب في أوكرانيا
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
في أوروغواي، على بُعد آلاف الكيلومترات من حرب شنّها البلد الذي تحمل جنسيته على البلد الذي وُلدت فيه، تحوّلت الدبلوماسية الروسية السابقة إيكارينا جيرمانوفيتش إلى خبّازة فازت بالجائزة الكبرى في برنامج تلفزيوني.
وبعدما تخلت عن وظيفتها كمستشارة اقتصادية في السفارة الروسية في مونتيفيديو احتجاجا على الحرب الروسية على أوكرانيا، شقّت جيرمانوفيتش طريقا جديدا لنفسها ووجدت سلواها في الخبز، ما مكّنها من الفوز بمسابقة وطنية في أوروغواي.
وفي مقابلة أجرتها معها وكالة الصحافة الفرنسية بعدما أصبحت شخصية معروفة في الدولة الصغيرة الواقعة في أميركا اللاتينية، اعتبرت جيرمانوفيتش أن الحرب في أوكرانيا "أَلَم لن يزول أبدا". وقالت في منزلها في مونتيفيديو "ولّدت الحرب شرخا سيستغرق إصلاحه عقودا. تحطمت عائلات وانفصلت عن بعضها".
وُلدت جيرمانوفيتش قبل 40 عاما في زاباروجيا، التي كانت حينها جزءا من الاتحاد السوفياتي لكنها أصبحت اليوم منطقة أوكرانية، وانتقلت إلى موسكو حيث نشأت مع والدَيها وأشقائها.
وتحمل جيرمانوفيتش الجنسية الروسية فقط، لكنها أمضت فترات العطل خلال طفولتها في أوكرانيا ولديها أقارب في البلدَين، غير أنها انقطعت عن الكثير من أقاربها منذ بدء الحرب في أوكرانيا، وأوضحت أنه "في أوكرانيا، أي تواصل مع أشخاص في روسيا يُعتبر خيانة، والأمر كذلك في الجانب الروسي، بعض أقاربنا في أوكرانيا توقفوا عن التواصل معنا لأننا نحمل الجنسية الروسية".
من الاكتئاب إلى الحلوياتاستقالت جيرمانوفيتش من منصبها الدبلوماسي في مارس/آذار 2022، وقالت "كانت لديّ مسيرة مهنية واعدة جدا، لكنني وجدت أنه من المستحيل أن أستمر بتمثيل حكومة تقصف بلدي الأصلي.
ولفتت الدبلوماسية السابقة الناطقة بـ7 لغات إلى أنها كافحت للعثور على وظيفة أخرى عندما وضعت حدا لمسيرتها الدبلوماسية التي استمرت 10 أعوام، وعاشت "اكتئابا".
وبتشجيع من أصدقاء، اشتركت جيرمانوفيتش في برنامج "بيك أوف أوروغواي" (Bake Off Uruguay) التلفزيوني الذي تصل الجوائز فيه إلى 600 ألف بيزو (16 ألف دولار تقريبا)، وتوجت باللقب في 12 يوليو/تموز الحالي متفوقة على 14 منافسا في المسابقة. وأشارت إلى أن مخبوزاتها مستوحاة إلى حد كبير من جدتها الأوكرانية لأمّها، التي توفيت خلال فترة المسابقة.
وتعتزم جيرمانوفيتش فتح قسم للحلويات في مطعم مملوك لأحد أصدقائها، وتأمل أن يكون لها يوما ما مقهى خاص بها.
وأكّدت "الخبازة" الحامل حاليا بطفلها الثالث، أنها لا تخشى التعبير عن آرائها علانية، لكنها لا تنوي العودة إلى روسيا "في السنوات المقبلة"، وقالت إنها لا تريد المخاطرة بمستقبل ابنَيها، خصوصا البكر البالغ 16 عاما، باصطحابهما إلى بلد فيه الخدمة العسكرية إلزامية لجميع المواطنين اعتبارا من سن 18 عاما.
وقالت "لا أعلم ما قد يحدث إذا سافرت إلى روسيا، بعض الأشخاص يقولون لي: ليس الأمر بهذه الأهمية، لن يحدث لك شيء. لكنني تحدثت علنا ضد الحرب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
مسؤولة تهاجم ترامب: لا يفهم.. أوكرانيا لن تصبح روسية أبدا
هاجمت مسؤولة أوكرانية، يوم الاثنين، الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب تصريحاته المثيرة بأن تصبح أوكرانية يوما ما روسية.
وقالت أولينا تريجوب، زعيمة المجتمع المدني ومستشارة في وزارة التنمية الاقتصادية والتجارة الأوكرانية: "ترامب لا يفهم الأمر - أوكرانيا ليست شركة فاشلة جاهزة للاستيلاء عليها بشكل معادٍ".
وأضافت "الأوكرانيون شعب فخور وذو روح عالية وسيقاتل حتى النهاية من أجل استقلاله وحق وجوده"، مؤكدة "لن تكون أوكرانيا روسية أبدًا".
وكان ترامب قد صرح بأن هناك احتمالا أن تصبح أوكرانيا روسية، وهو الأمر الذي علق عليه الكرملين، الثلاثاء، بأن أجزاء من أوكرانيا أصبحت روسية بالفعل.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين إن الوضع في أوكرانيا "يتوافق إلى حد كبير مع كلمات الرئيس ترامب".
وفي حديثه عن الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات بين موسكو وكييف في مقابلة مع قناة فوكس نيوز بثت الاثنين، قال ترامب إن الأوكرانيين "ربما يتوصلون إلى اتفاق وربما لا يتوصلون إليه. ربما يصبحون روسا يوما ما، وربما لا يصبحون روسا يوما ما".
وجدد ترامب رغبته في الحصول على كميات ضخمة من المعادن النادرة الأوكرانية مقابل المساعدات التي دفعتها واشنطن لكييف في التصدي للهجوم الروسي.
ورحبت موسكو بتركيزه على إنهاء الصراع وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه مستعد لإجراء محادثات مباشرة مع ترامب بهذا الشأن.
وتخشى كييف أن أي تسوية لا تتضمن التزامات عسكرية صارمة تضمن أمنها مثل عضوية حلف شمال الأطلسي أو نشر قوات حفظ سلام غربية ويستفيد منها الكرملين لإعادة تجميع صفوفه وإعادة التسلح لشن هجوم جديد.