شاركت دكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية نيابة عن السيد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء؛ باحتفالية إطلاق المساعدة الذكية للجهاز الإداري للدولة: منظومة "كيمت" والذي يعقدها الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، بحضور د.صالح الشيخ رئيس الجهاز، وعدد من السادة الوزراء، وممثلي المجالس النيابية.


وقالت  السعيد أن الحدث يأتي امتدادًا للجهود الملموسة التي يبذلها الجهاز لتطوير منظومة عمل الجهاز الإداري للدولة، وتتويجًا لمبادرة متميّزة تُسهِم بشكلٍ بنّاءٍ في دعم عملية التطوير المؤسسي من خلال الرقمنة ورفع كفاءة استخدام تطبيقات التكنولوجيا الحديثة، وفقًا لأحدث المعايير الدولية.
وتابعت السعيد أنه في ظِل ما يشهده العالم أجمع في الأعوام الأخيرة من أزمات متداخلة ومتزامنة والتي بدأت بأزمة كوفيد 19 مرورًا بما تشهده مختلف دول العالم من متغيّرات جيوسياسية تعوق مسيرة النمو والتنمية، فقد تحوَّل مفهوم التقدم التكنولوجي والابتكار من مُصطلح علمي إلى أسلوب متطوّر وقاسم مشترك لحلّ المشكلات في جميع مجالات التنمية والأنشطة اليومية، كما أصبحت تمثل ضرورة لتلبية احتياجات الفرد والمجتمع، بما يؤدّي إلى زيادة الثروة المعلوماتية، وتحسين أساليب التواصل وتوفير الوقت والجهد.


وأضافت السعيد أن في مجال الاقتصاد أصبح التحول إلى الاقتصاد الرقمي والتوسع في الخدمات المالية الالكترونية؛ يمثل توجهًا ونهجًا عالميًا تتبناه مختلف دول العالم سواء المتقدم منها أو تلك التي لازالت تتخذ خطواتها في طريق التنمية والتقدم، فالتحول إلى الاقتصاد الرقمي يعد أحد ثمار التفاعل بين تطبيقات الاقتصاد العالمي والثورة المعرفية والتطورات المتلاحقة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، موضحة أن التكنولوجيات المتطوّرة أثبتت جدواها في دعم كل أبعاد التنمية، ورفع معدلات النمو، وزيادة مردود الاستثمار، وخفض تكاليف الإنتاج، ورفع كفاءة الإنفاق العام. 
وفي السياق ذاته تابعت السعيد أن منصّات التكنولوجيا العالمية والمحلية تلعب دورًا مهمًا في تحفيز النهج التشاركي ودعم الإصلاح الإداري وتحسين كفاءة الأجهزة الحكومية وفاعليتها، وتعزيز الحوكمة، وتحقيق الاستقرار الداخلي والخارجي.


وأضافت د.هالة السعيد أن تعزيز التحوّل الرقمي يعد أحد المُمكّنات الأساسية التي تساعد على تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، حيث يعمل على إنشاء بنية تحتية مَرِنة للمؤسسات تَسمح بمواكبة مستجدّات الثورة التكنولوجية، كما يتيح القدرة على الابتكار والتكيّف باستمرار مع التغيّرات المتسارعة عالميًا ومتطلبات المستهلكين، موضحة أن التحوّل الرقمي يسهم في تخفيض تكلفة المعاملات وتحسين حوكمة المؤسسات، إذ يجري فصل متلقي الخدمة عن مقدّمها، مما يكفل كفاءة تقديم الخدمات وفاعليتها، ويُعزّز من الشفافية ومستوى الثقة لدى المواطن. 


وأشارت السعيد إلى أن إطلاق منظومة "كيمت" لتمثّل منصّة مُحادثــة آليــة قائــمة علــى تكنولوجيــا الــذكاء الاصطناعــي، تــم تطويــرها مــن خــلال الجهــاز المركــزي للتنظيــم والإدارة، وإحــدى الشــركات الوطنيــة الناشــئة المتخصّصــة فــي تكنولوجيــا المعلومــات فــي مصــر بدعــمٍ مــن مشــروع الحوكمــة الاقتصاديــة الممــوّل مــن الوكالــة الأمريكيــة للتنميــة الدوليــة USAID))، بهدف إتاحة المساعدة الذكية والمطوّرة باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للرد لحظيًا على الاستفسـارات القانونيــة والإداريــة المتعلقــة بقانــون الخدمــة المدنيــة رقــم 81 لســنة 2016 ولائحتـه التنفيذيـة الصـادرة بقـرار رئيـس مجلـس الـوزراء رقـم 1216 لسـنة 2017 والكتـب الدوريـة والقـرارات ذات الصلـة، متابعه أن المنظومة تسهم في اســتثمار التطــوّر التكنولوجــي لخدمــة قضايــا الإدارة العامــة، بالإضافة إلى توفيـر الوقـت والجهـد من خلال الـرد لحظيا علـى عشـرات الآلاف مـن الأســئلة، وتيسير التفاعــل المباشــر مــع المتعامليــن مع المنظومة علــى مــدار الســاعة طــوال أيــام الأســبوع.


وثمنت السعيد تميز منظومة "كيمت" بما تمثله من تجربة رائدة في مجال تعزيــز مبــادئ الحوكمــة والشفافية المعلوماتية، وتحسـين الخدمـات العامـة من خلال ما تُتيحه من الوصــول إلــى معلومــات موثوقــة ودقيقــة لكل من موظفــي الجهــاز الإداري للدولــة وللمواطنيــن، عبر الموقــع الإلكترونــي للمنظومة، وتطبيقــي الواتــس آب والفيســبوك الخاصيــن بالجهــاز المركزي للتنظيم والإدارة، بما يدعم رفع كفاءة تقديم الخدمات المعلوماتية، وتعزيــز رضــاء المتعامليــن.


كما أوضحت السعيد أن إطلاق منظومة "كيمت" جاء متوافقًا مع توجّه الدولة المصرية لدعم التحول الرقمي، في ظِل الأولوية التي توليها الدولة لدور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باعتباره أهم ركائز تحفيز التقدّم التكنولوجي، وذلك في ضوء توجّه أعم وأشمل حدّدته الدولة لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، من خلال رؤية مصر 2030 في نسختها المُحدَّثة التي حددت سبعة مُمكنات تُمثّل المتطلباتِ الضرورية والأدوات المُقتَرحة لتنفيذ السياسات والمبادرات والبرامج، لتَضمن فاعلية الوصول إلى التنمية المستدامة وتحقيق المستهدَفات بفاعلية وكفاءة في 2030، يأتي في القلب منها "تحقيق التقدم التكنولوجي والابتكار" و"تعزيز التحوّل الرقمي" و"إنتاج البيانات وإتاحتها"، بما يضمن تُحقّق الرؤية بسلاسة ويسر.


وأكدت السعيد إيمان الدولة بالعلاقة الوثيقة بين التحول الرقمي والحوكمة، حيث تتبنّى الدولة بكل مؤسساتها توجّهًا جادًا لتحقيق الحوكمة ورفع كفاءة المؤسسات والتحول الرقمي كسبيل لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، متابعه أنه تم تحديد ثلاثة قطاعات إنتاجية ذات أولوية رئيسية للبرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية، الذي أطلقته الدولة في أبريل 2021 ليستهدف تحويل مسار الاقتصاد المصري ليُصبح اقتصادًا إنتاجيًا يرتكز على المعرفة ويتمتّع بقدرات تنافسية في الاقتصاد العالمي، ويأتي من أبرز تلك القطاعات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. كما جاء محور "رفع كفاءة المؤسسات العامة من خلال التحوّل الرقمي والحوكمة" من بين أبرز المحاور الداعمة التي تتشابك وتَتداخل رأسيًا وأفقيًا في إطار البرنامج.


وتابعت السعيد أن هذا التوجه الجاد يتواكب من قبل الدولة للتحول الرقمي مع عملية الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة كفرصة جيدة نحو توفير بيئة رقمية حديثة، حيث تحرص الدولة على ألا يكون هذا الانتقال هو مجرد انتقال مكاني، وإنما انتقال وتطور في الفكر والأداء بما يتواكب مع نظم وأساليب الإدارة الحديثة وبما يتلاءم مع المستجدات في هذا المجال، موضحة أن انتقال المؤسسات الحكومية إلى العاصمة الإدارية الجديدة يمثل فرصة جيدة للتحول الرقمي حيث يعمل على خلق بيئة عمل جيدة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة.


وأكدت السعيد أن الدولة المصرية تعكف على التوسّع في مشروعات التحوّل الرقمي من خلال مشروع تكامل البنية المعلوماتية المكانية الذي تضمن إطلاق منظومة معلوماتية متكاملة للتخطيط القومي والمتابعة والتقييم باستخدام أحدث التقنيات والتكنولوجيا المتطورة في مجال تصوير الأقمار الصناعية ومُخرجات التصوير الجوي لإنتاج خرائط الأساس الموحّدة للدولة وتطبيقات مكانية لمختلف قطاعات الدولة، بالإضافة إلى تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين من خلال مشروع تطوير المراكز التكنولوجية المتنقلة التي تُتيح خدمات المحليات، والصحة، والهيئة القومية للتأمين الاجتماعي المتنقلة، والمراكز التكنولوجية بالأحياء والمدن، إذ تَم تطوير  ما يزيد عن  350 مركزًا تكنولوجيًا حتى الآن تقدم نحو 250 خدمة على مستوى دواوين عموم المحافظات والمراكز في المدن والأحياء، بالإضافة إلى تطوير 276 مركزًا تكنولوجيًا متنقلًا حتى الآن، ومنتظر وصول هذا العدد إلى 326 مركز متنقل قبل نهاية شهر يونيو القادم.


وأضافت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية أنه تكاملًا مع تلك الجهود، تم افتتاح مراكز خدمات مصر في كل من أسوان في ديسمبر 2022، وشرم الشيخ في مايو 2023، والإسكندرية في يوليو 2023، كما تم وضع حجر الأساس لمركز خدمات مصر بالعريش، وجاري تجهيز مراكز خدمات مصر بالقاهرة والجيزة والغربية، إضافة إلى تخصيص مواقع لإنشاء مراكز خدمات مصر بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد والقليوبية وبني سويف وسوهاج.


واختتمت السعيد مشيرة إلى تغير الأهمية النسبية لموارد الدول؛ حيث لم تعد الموارد الطبيعية وحدها هي العنصر الحاسم، إذ تمثل الموارد البشرية والبيانات والمعلومات الأساس لجهود تحقيق التنمية والتقدم، ومن ثم يحظى تدريب العنصر البشري وتأهيله بأولوية قصوى، باعتباره الركيزة الرئيسية لخلق ثقافة رقمية تساعد المواطن على استيعاب التطور التكنولوجي العالمي، وتطبيق الأساليب التكنولوجية الحديثة في الخدمات للمواطنين، موضحة أنه لا يمكن لأي دولة أن تتقدم وتساير التقدم العالمي بمعزل عن التحول الرقمي المعتمد على التكنولوجيا، والتي عملت على إعادة تشكيل الكثير من طرق الحياة الاعتيادية للأفراد ومنظمات الأعمال من اتصال وبحث وبيع وشراء وتوزيع وحتى قضاء أوقات الفراغ، وبالتالي فإن التقدم وسباق الزمن، لا يمكن أن يتم بمعزلٍ عن التكنولوجيا.
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: التحو ل الرقمی التحول الرقمی خدمات مصر السعید أن من خلال التی ت

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة: توفير غطاء تأميني وصحي للعاملين في منظومة المخلفات بالقليوبية

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن منظومة الإدارة المتكاملة للمخلفات تتسم بالتعقيد، حيث إن لكل منطقة أو محافظة نموذجًا تطبيقيًا خاصًا بها، ولا يمكن تطبيق نفس النموذج في مكان آخر.

وأشارت الوزيرة إلى أهمية منظومة الجمع السكني، التي تناولها قانون تنظيم إدارة المخلفات، نظرًا لدورها الكبير في الحد من ظاهرة النباشين، مما يسهم في الحفاظ على المخلفات بكامل أشكالها، وضمان وصولها إلى الأماكن المخصصة لفرزها بطريقة أفضل، لتحقيق أقصى استفادة منها.

تقنين أوضاع العاملين بالقطاع غير الرسمى

وأضافت وزيرة البيئة، على هامش استقبالها المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة ، لمناقشة آليات تنفيذ أنشطة البنك الدولى وعدد من القضايا البيئية فى محافظة القليوبية، أن وزارت البيئة والتضامن الإجتماعى والعمل قاموا بتقنين أوضاع العمالة غير المنتظمة بمنظومة إدارة المخلفات، حيث تم وضع المعايير والضوابط الخاصة بتقنين أوضاع العاملين بالقطاع غير الرسمى إجتماعياً ‏والتعريف بها كبيانات شخصية ببطاقة الرقم القومى، بالإضافة إلى منحهم غطاءً تأمينياً مناسباً لإلحاقهم بالشركات العاملة فى المنظومة مع القطاع الخاص والجمعيات الأهلية المؤهلة والجهات الحكومية، كما تم منحهم تأميناً صحياً، كما تلقوا تدريبا متكاملا لتأهليهم من أجل الحصول على ترخيص لمزاولة المهنة.

وأشارت وزيرة البيئة إلى أهمية إسناد عمليات الجمع والنقل لشركات القطاع الخاص ، مع إلزام تلك الشركات بتشغيل العمالة غير المنتظمة التابعين لنطاق عملها وإدراجهم بالمنظومة وبالتالى سيساهم هذا فى حل مشكلة تواجدهم وضمان عدم تفريغ القمامة من محتوياتها، مُشيرةً إلى إمكانية التعاون مع خلال مشروع البنك الدولى للمساعدة فى منظومة المخلفات بمحافظة القليوبية.

ومن جانبه أكد المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية أن المشكلة الأهم التى تواجه محافظة القليوبية هى إنتشار ظاهرة الفرز فى الشوارع وإفراغ القمامة من محتوياتها التى تعتمد عليها مصانع المخلفات وتقوم بتدويرها ، مقترحاً ضرورةً العودة إلى الجمع السكنى من المنازل كما كان يتم قديماً للقضاء على تلك الظاهرة.

ضرورةً العودة إلى الجمع السكنى من المنازل

ولفت محافظ القليوبية إلى إمكانية التنسيق مع وزارة البيئة لوضع حلول لضمان الإستغلال الأمثل للمخلفات ومنها تحويل المخلفات إلى طاقة كحل من حلول مشكلة الطاقة ، مُشيراً إلى أهمية استخراج غاز البيوجاز و الميثان الذى يشهد طلب متزايد من مصانع الاسمنت.

وقد تم الأتفاق على الإعداد لزيارة لمحافظة القليوبية ووضع حجر الاساس لمصنع تدوير المخلفات من خلال مشروع البنك الدولى، وتفقد موقع الخانكة بعد تطويره وتأهليه ورفع كفاءته.

مقالات مشابهة

  • وزيرة التخطيط تُشارك بالمؤتمر السنوي الأول للنمو الأخضر وفرص العمل
  • تنفيذ منظومة التحول الرقمي وميكنة الأعمال بالإدارات بدمياط
  • وزيرة التخطيط تبحث مع مدير مجموعة المؤسسات المالية لإفريقيا بمؤسسة التمويل الدولية الجهود المشتركة لتمكين القطاع الخاص في مصر
  • كفر الشيخ.. إطلاق حملة مكبرة لرفع كفاءة منظومة الإنارة العامة ببيلا
  • وزيرة التخطيط: مؤسسة التمويل الدولية قدمت 9 مليارات دولار للقطاع الخاص
  • رئيس جامعة حلوان: نتبنى استراتيجية شاملة للتحول الرقمي وتطوير منظومة التعليم
  • حلوان تتبنى استراتيجية شاملة للتحول الرقمي وتطوير منظومة التعليم للتعلم
  • وزير التربية والتعليم نذير القادري لـ سانا: ضمن عملية التنظيم الإداري للواقع التربوي، وبعد دراسة واقع الكوادر التعليمية والإدارية بالمحافظات، أصدرنا عدة قرارات نقل للكوادر التعليمية إلى محافظاتهم التي تقدموا بطلبات النقل إليها خلال العطلة الانتصافية
  • وزيرة التخطيط والتعاون الدولي تشارك في بقمة رأس المال المخاطر
  • وزيرة البيئة: توفير غطاء تأميني وصحي للعاملين في منظومة المخلفات بالقليوبية