عواصم «وكالات»: قالت روسيا اليوم إن قواتها اتخذت مواقع أفضل قرب أفدييفكا ودونيتسك بعد أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين الجيش بالتوغل أكثر داخل أوكرانيا مع مرور عامين على بداية الحرب الشاملة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية صد القوات الأوكرانية بالقرب من ثلاث بلدات في منطقة دونيتسك والتمركز في مواقع أفضل بالقرب من أفدييفكا التي سقطت في أيدي روسيا في وقت سابق من هذا الشهر.

وقالت الوزارة إن القوات الروسية صدت سبع هجمات مضادة أوكرانية في المنطقة. وأوضحت أنه تم تدمير إجمالي 77 طائرة مسيّرة أوكرانية.

وقال بوتين يوم الثلاثاء الماضي: إن القوات الروسية ستتوغل داخل أوكرانيا للاستفادة من الزخم في ساحة المعركة بعد سقوط بلدة أفدييفكا، مضيفًا: إن القوات الأوكرانية اضطرت للفرار في حالة من الفوضى.

وتسيطر روسيا حاليا على ما يقل قليلا عن خُمس أراضي أوكرانيا المعترف بها دوليا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لن يهدأ قبل طرد آخر جندي روسي.

وتقول روسيا إن الأراضي التي تسيطر عليها قواتها جزء منها ولن تتخلى عنها أبدا. فيما تعهّد الغرب بتقديم مساعدات بقيمة 250 مليار يورو (271 مليار دولار) لأوكرانيا سعيًا لهزيمة القوات الروسية.

وأعلن وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف اليوم أن نصف الأسلحة التي يَعِد الغرب بتوريدها إلى أوكرانيا تُسلّم بعد تأخير. وقال خلال منتدى بمناسبة الذكرى الثانية لبدء الحرب الروسية الأوكرانية «في الوقت الحالي التعهد ليس مرادفًا للتسليم، 50 بالمائة من الالتزامات لم يتم الإيفاء بها في الوقت المحدد». وأضاف أنه بسبب هذه التأخيرات «نخسر أشخاصًا وأراضي».

وانسحب الجيش الأوكراني الذي يواجه وضعًا صعبًا جدًا على خط الجبهة من بلدة أفدييفكا (شرق) بعد أشهر من القتال العنيف، بسبب نقص الرجال والذخيرة.

وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه الغربيين مرارًا في الأيام الأخيرة على تسليم المساعدات العسكرية «في الوقت المحدد»، مطالبًا خصوصًا بذخيرة وبالمزيد من أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة.

وقال زيلينسكي أمس خلال اجتماع افتراضي لمجموعة السبع، تزامنًا مع الذكرى الثانية للحرب الروسية الأوكرانية «تعلمون جيدا ما نحتاج إليه لحماية أجوائنا، لتعزيز قواتنا البرية، ما نحتاج إليه لدعم نجاحاتنا البحرية والاستمرار فيها، وتعلمون تمامًا أننا نحتاج إلى ذلك في الوقت المناسب ونعوّل عليكم» على هذا الصعيد. واعتبر الرئيس الأوكراني أيضًا أنّ التأخير في تسليم الأسلحة ساهم في فشل الهجوم المضاد الذي شنّته كييف في صيف 2023.

وقال الرئيس الأوكراني الجمعة: «العام الماضي، خلال الهجوم المضاد، حصلنا على الكثير من الأشياء المفيدة جدًا، والكثير من الأشياء المهمة جدًا، ولكنها لم تصل في الوقت المحدد».

وقال وزير الصناعات الاستراتيجية الأوكراني أولكسندر كاميشين اليوم إن بلاده زادت إنتاجها من الأسلحة إلى ثلاثة أمثال العام الماضي، وإن 500 شركة تعمل حاليا في قطاع الدفاع في البلاد.

وأضاف كاميشين خلال مؤتمر في كييف بثه التلفزيون، أن 100 شركة حكومية و400 شركة خاصة منخرطة في هذا الجهد وأن أوكرانيا تخطط هذا العام «لزيادة إنتاج الذخيرة زيادة كبيرة».

وفي خطاب منفصل، قال ميخايلو فيدوروف وزير التحول الرقمي الأوكراني: إن 90 بالمائة من الطائرات المسيرة المستخدمة في ساحة المعركة ضد القوات الروسية أُنتجت في أوكرانيا.

وأشار إيهور كليمينكو وزير الداخلية الأوكراني خلال المؤتمر إلى عدم عبور سلاح واحد الحدود من أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي خلال عامين من الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقال دينيس شميهال رئيس وزراء أوكرانيا اليوم: إن الدولة تتوقع الحصول على دعم اقتصادي بقيمة 11.8 مليار دولار هذا العام من الولايات المتحدة.

وأضاف شميهال خلال مؤتمر نقله التلفزيون في كييف أنه يأمل أن يوافق المشرعون الأمريكيون على المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي طال انتظارها.

وتتوقع أوكرانيا كذلك الحصول على 18 مليار يورو من مرفق أوكرانيا التابع للاتحاد الأوروبي والذي تم إقراره في وقت سابق من العام الحالي.

من جهة أخرى، حض رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الغرب اليوم على اتباع نهج «أكثر جرأة» في مصادرة الأصول الروسية وإرسال الفوائد المتراكمة حتى الآن نتيجة تجميدها إلى أوكرانيا.

وقال سوناك في الذكرى الثانية للحرب الروسية الأوكرانية: إن على الحلفاء الغربيين الذهاب «أبعد» في عقوباتهم لتقويض ثقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن اهتمام الغرب بأوكرانيا سيتراجع.

وأفاد في مقال نشرته صحيفة «ذي صنداي تايمز»: «يجب أن نكون أكثر جرأة في مصادرة مئات المليارات من الأصول الروسية المجمّدة».

وأضاف: «يبدأ ذلك بأخذ الفوائد بالمليارات التي تراكمها هذه الأصول وإرسالها إلى أوكرانيا. ومن ثم، مع مجموعة السبع، علينا إيجاد سبل قانونية لمصادرة الأصول نفسها وتسليم هذه الأموال إلى أوكرانيا أيضا».

تأتي تصريحات سوناك في أعقاب تعهّد قادة مجموعة السبع، السبت، البحث في «كافة الطرق الممكنة التي يمكن من خلالها الاستفادة من الأصول السيادية الروسية لدعم أوكرانيا».

وأشار قادة دول مجموعة السبع في بيان إلى أن أي تحرّكات ينبغي أن «تتوافق مع أنظمتنا القانونية المعنية والقانون الدولي». وأضافت المجموعة: إن الأصول السيادية الروسية التي تمّت مصادرتها حتى الآن ستبقى مجمّدة إلى أن «تدفع روسيا ثمن الأضرار التي تسببت بها في أوكرانيا». وتحتاج كييف إلى نصف تريليون دولار تقريبا لتغطية تكاليف إعادة الإعمار، وفق ما أفاد تقرير مشترك صدر هذا الشهر عن البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والحكومة الأوكرانية.

وأفاد رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال بأن الأصول الروسية المصادرة يجب أن تسهم في الجزء الأكبر من الكلفة. وتطالب كييف الغرب بالإفراج عن مبلغ قدره حوالي 300 مليار دولار من الأصول الروسية المجمّدة لتمويل إعادة بناء مدنها وطرقاتها وجسورها ومنشآت الطاقة التابعة لها التي تضررت أو دمرت خلال الهجوم الروسي المتواصل منذ عامين.

وتؤيّد بريطانيا هذه الخطوة بشكل متزايد فيما أكد وزير خارجيتها ديفيد كاميرون في المنتدى الاقتصادي العالمي الشهر الماضي وجود مبررات قانونية وأخلاقية وسياسية لتحرّك من هذا القبيل. وقال في تصريحات نقلتها عنه وسائل إعلام: «علينا أن نستعد للتفكير بشكل مبتكَر في كيفية استخدام هذه الموارد لمساعدة أوكرانيا».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الرئیس الأوکرانی القوات الروسیة الأصول الروسیة إلى أوکرانیا فی الوقت

إقرأ أيضاً:

الإمارات تواجه مخططات «تغذية الاقتتال» في السودان

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الإمارات.. تاريخ حافل في دعم لبنان ومستقبل واعد لعلاقات البلدين الإمارات تحتفي باليوم العالمي للعمال

شكل نجاح أجهزة الأمن في الدولة إحباط محاولة لتمرير أسلحة وعتاد عسكري إلى القوات المسلحة السودانية بطريقة غير مشروعة، ضربة موجعة للمخططات المشبوهة الرامية لتغذية حالة الاقتتال الداخلي في السودان.
وأوضح خبراء ومحللون، تحدثوا لـ«الاتحاد»، أن إحباط أجهزة الأمن في الإمارات لمحاولة تمرير أسلحة وعتاد عسكري إلى القوات المسلحة السودانية بطريقة غير مشروعة، يعكس مصداقية، ما تؤكد عليه الإمارات، بشأن استفادة بعض الأطراف داخل القوات المسلحة السودانية من استمرار النزاع في السودان، إضافة إلى التورط في شراء أسلحة من شركات مدرجة ضمن قوائم العقوبات الدولية، ما يمثل انتهاكاً صارخاً للعقوبات والقوانين الدولية.

يقظة إماراتية
قال المحلل السياسي التونسي، نزار الجليدي، إن واقعة القبض على المتورطين في تهريب الأسلحة إلى القوات المسلحة السودانية، تؤكد الاستمرار في عمليات الإبادة الجماعية للشعب السوداني، عبر تعميم الحرب، وإزهاق الأرواح، وتقطيع أوصال السودان من دون أي مبرر، ما يبرهن للعالم أن القوات المسلحة السودانية لا تريد سوى استمرار الاقتتال الداخلي.
وأضاف الجليدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن القبض على أعضاء الخلية المتورطة في عمليات الوساطة والسمسرة والإتجار غير المشروع في العتاد العسكري، تكشف يقظة الإمارات، مؤكداً أن هذه الواقعة ترد على الادعاءات الباطلة التي تروجها القوات المسلحة السودانية ضد الدولة أمام محكمة العدل الدولية؛ بهدف تشويه صورتها، عبر الصفحات المأجورة والمواقع المشبوهة.

تأجيج الصراع
من جانبه، شدد هيثم عمران، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، على أن العملية الإماراتية تؤكد التزام الإمارات الراسخ بمبادئ القانون الدولي، ورفضها تحويل أراضيها إلى منصة لتمويل أو تمرير أي شكل من أشكال الدعم العسكري للأطراف المتنازعة في السودان.
وأشار عمران لـ«الاتحاد» إلى أنه في ظل استمرار الاقتتال بين المكونات العسكرية في السودان، وفي الوقت الذي تنشط فيه المساعي الدولية والإقليمية لوقف الحرب وإنهاء معاناة المدنيين، تثبت الإمارات أنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، ولا تنخرط في أي أنشطة من شأنها تأجيج الصراع أو إطالة أمده، موضحاً أن العملية الإماراتية تعكس يقظة مؤسسات الدولة وموقفها الثابت في رفض أي انتهاك لسيادتها أو استغلال أراضيها لأغراض غير مشروعة.

عمليات السمسرة
في السياق، أوضح الأستاذ المشارك في الأكاديمية الرئاسية الروسية، ومدير مركز خبراء رياليست، الدكتور عمرو الديب،  لـ«الاتحاد»، أن عملية القبض على متهمين بنقل أسلحة وذخائر إلى السودان باستخدام المطارات الإماراتية، يفسر سبب الحملة الإعلامية والاتهامات الباطلة التي أطلقتها القوات المسلحة السودانية ضد الإمارات، وتؤكد أن الإمارات لن تسمح باستخدام أراضيها أو أي مرفق آخر لنقل أسلحة تؤجج الحرب الدائرة في السودان. 

التزام راسخ
بدورها، أكدت الباحثة في العلاقات الدولية، إيرينا تسوكرمان، لـ«الاتحاد» أن اعتراض الإمارات لشحنة أسلحة غير القانونية مرسلة إلى القوات المسلحة السودانية يؤكد التزامها الراسخ بمبادئ القانون الدولي، وتحقيق الاستقرار العالمي. 

مقالات مشابهة

  • الإمارات تواجه مخططات «تغذية الاقتتال» في السودان
  • واشنطن وكييف بصدد توقيع اتفاقية المعادن
  • الولايات المتحدة تتفق مع أوكرانيا على قضايا لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
  • السجن 20 عاما لمتهمين في قضية دعم المقاومة بالأردن
  • ترامب: أوكرانيا على وشك سحقها وأحاول إنقاذها
  • الدفاع الروسية تعلن السيطرة على بلدة جديدة شرقي أوكرانيا وإسقاط 189 مسيرة
  • الدفاع الروسية تعلن السيطرة على بلدة جديدة شرقي أوكرانيا
  • بوتين يعلن هدنة مؤقتة لثلاثة أيام في أوكرانيا، وكييف تدعو لهدنة ثلاثين يوماً
  • الاعيسر: نأمل من شعبنا الكريم تفهُّم الحيثيات التي أدت إلى تأخر البيان
  • وزارة الدفاع الروسية تنشر مشاهد للقوات الكورية الشمالية التي ساعدت في تحرير كورسك