جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-26@08:04:26 GMT

التعليم والذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

التعليم والذكاء الاصطناعي

 

 

أحمد بن موسى البلوشي

يُعدّ التعليم والذكاء الاصطناعي مجالين مترابطين بشكل وثيق؛ حيث للذكاء الاصطناعي إمكانات هائلة لإحداث ثورة في التعليم وتحسين جودته بشكلٍ كبير، كما يمكن أن يُسهم في تحسين جودة التعليم وتوفير تجارب تعلم أكثر فعالية للطلبة في مختلف مستوياتهم الدراسية واحتياجاتهم التعليمية.

وهناك الكثير من الطرق التي يمكن أن يُسهم الذكاء الاصطناعي بها في تحسين جودة التعليم وتوفير تجارب تعلم أكثر فاعلية للطلبة؛ منها على سبيل المثال: تخصيص التعليم بحيث يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تجارب تعلم مخصصة لكل طالب بناءً على احتياجاته ومستواه الفردي.

تحسين الأداء الطلابي: حيث يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات أداء الطلاب، وتقديم توصيات لتحسين النتائج التعليمية. توفير تعلم تفاعلي: حيث يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تجارب تعلم تفاعلية ومشاركة الطلبة بشكل أفضل. تقديم تغذية راجعة فورية: حيث يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تغذية راجعة فورية للطلبة بناءً على أدائهم؛ مما يساعدهم على تحسين أدائهم وفهم المواد بشكل أفضل. توفير التعلم عن بُعد والتعلم الذاتي: ففي ظل الظروف التي يمر بها النظام التعليمي أصبح التعلم عن بُعد أمرًا شائعًا. يمكن للذكاء الاصطناعي تطوير منصات تعليم عن بعد فعالة وتوفير تجارب تعلم ذاتية الاتجاه للطلاب. تطوير مناهج تعليمية مبتكرة: حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الضخمة المتعلقة بأداء الطلاب واستجاباتهم للمحتوى التعليمي؛ مما يساعد في تطوير مناهج تعليمية مبتكرة وفعالة.

وكذلك هناك الكثير من أدوات الذكاء الاصطناعي التي قد تلعب دورًا مهمًّا في تحسين النظام التعليمي وتوفير تعلم مبتكر وفعال، وقد يستفيد منها المعلم والمتعلم في تطوير وتجويد التعليم منها على سبيل المثال: منصات التعلم الذكي: حيث تعتمد هذه المنصات على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم تجارب تعلم مخصصة وتفاعلية للطلاب. نظم التعلم الذاتي: حيث إنَّ تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامها لتطوير أنظمة تعلم ذاتية التكيف؛ حيث توفر توجيهات وتوصيات للطلاب لمساعدتهم في تحسين مهاراتهم بشكل فعّال. أنظمة التقييم الآلي: حيث تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي إمكانية إنشاء نظم تقييم آلية لتقدير أداء الطلاب وتقديم تغذية راجعة فورية بناءً على تحليل البيانات. منصات التعلم الإلكتروني الذكية: حيث توفر منصات التعلم الإلكتروني الذكية مثل (Coursera) و(edX) تجارب تعلم مبتكرة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ مما يمكن الطلاب من الوصول إلى موارد تعليمية متقدمة ومخصصة.

ونشرت العديد من الدراسات والأبحاث حول التعليم والذكاء الاصطناعي منها: في العام 2023 نشر المنتدى الاقتصادي العالمي دراسة سلطت الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في مستقبل التعليم، وركزت الدراسة على كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحويل مجال التعليم بشكل كبير. وفقًا للدراسة، وجدت أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يُساعد في تحويل التعليم بشكل كبير؛ مما يُتيح للجميع إمكانية الوصول إلى تعليم عالي الجودة، ويعكس هذا التوجه تحولًا مهمًّا في المنهج والتقنيات التي يتم استخدامها في التعليم؛ مما يسهم في توفير فرص تعليمية متساوية ومتاحة للجميع.

ونشرت منظمة اليونسكو عام 2021 دراسة سلطت فيها على إمكانيات استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم على مستوى العالم، وقد ركزت الدراسة على تحليل كيف يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في مجال التعليم. ووفقًا للدراسة، وجدت أنَّ استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يُساعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ وذلك من خلال تحسين جودة التعليم وتوفير فرص تعليمية متساوية للجميع، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساعد في تخصيص التعليم وتقديم تجارب تعلم مبتكرة وشاملة تلبي احتياجات الطلاب بفاعلية أكبر.

وفي العام 2020، نشرت مجلة "التعليم العالي" نتائج مهمة حول تأثير التعلم الآلي على نتائج التعلم في التعليم العالي. ووفقًا لتركيز الدراسة، تمَّ تحليل كيفية استخدام التعلم الآلي وتأثيره على تحسين نتائج التعلم للطلاب في مؤسسات التعليم العالي، ووجدت الدراسة أنَّ استخدام أدوات التعلم الآلي يُمكن أن يُحسّن بشكل كبير من نتائج التعلم للطلاب، خاصة في مجالات مثل "STEM" (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات)، وهذا يشير إلى أن التكنولوجيا وتطبيقات التعلم الآلي يمكن أن تلعب دورًا بارزًا في تحسين فعالية التعلم في مجالات العلوم والتقنية.

وفي العام 2019، نشرت مجلة "التعلم والتعليم الإلكتروني" دراسة تسلط الضوء على أهمية وفاعلية استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم ونتائج التعلم للطلاب من خلال استعراض 114 دراسة حول هذا الموضوع، وجدت الدراسة أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُحسّن بشكل كبير من نتائج التعلم للطلاب، خاصة في مجالات مثل الرياضيات والعلوم. النتائج التي حصلت عليها الدراسة تبرز الفوائد الكبيرة لتطبيق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في المجال التعليمي؛ وتشير إلى أنَّ استخدام التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على تحسين فعالية التعليم وتحقيق نتائج أفضل للطلاب.

يُمكننا القول بأنَّه ومن خلال تقديم أدوات الذكاء الاصطناعي، يُمكن تحسين تجربة التعلم للطلاب من خلال تخصيص التعليم وتوفير تغذية راجعة فورية وتحليلات تعلم متقدمة. وبهذه الطريقة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا حيويًّا في تطوير نظم التعليم وتعزيز جودته، مما يؤدي في النهاية لتعزيز فرص التعلم وتحقيق تحسينات ملموسة في مجال التعليم في المستقبل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جهاز ذكي يساعد المكفوفين على التنقل باستخدام الذكاء الاصطناعي

تمكن العلماء في الصين من تحقيق إنجاز علمي بارز في مجال دعم ذوي الإعاقة البصرية، حيث قاموا بتطوير جهاز ذكي قابل للارتداء يساعد المكفوفين وضعاف البصر على التنقل بحرية واستقلالية تامة.

ويعتمد الجهاز على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتمكين المستخدمين من التنقل دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين.

ويعمل الجهاز، الذي تم الكشف عن تفاصيله في دراسة حديثة نُشرت في دورية Nature Machine Intelligence، باستخدام مزيج من الفيديو، الاهتزازات، والإشارات الصوتية لتوفير إرشادات لحظية للمستخدم، مما يساعده على التعرف على محيطه واتخاذ القرارات بشكل فوري أثناء التنقل.

ويعتمد النظام على كاميرا صغيرة تُثبت بين حاجبي المستخدم، حيث تقوم هذه الكاميرا بالتقاط صور حية لبيئة المستخدم المحيطة، ثم يحلل المعالج الذكي هذه الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي ليرسل أوامر صوتية قصيرة وواضحة عبر سماعات توصيل عظمي.

وتتمثل ميزة هذه السماعات في أنها لا تعزل المستخدم عن الأصوات المحيطة، مما يتيح له الاستماع إلى محيطه بشكل طبيعي أثناء تلقي الإرشادات الصوتية.


ولزيادة مستوى الأمان، تم تزويد الجهاز بحساسات دقيقة تُرتدى على المعصمين، وهذه الحساسات تهتز تلقائيًا في حال اقتراب المستخدم من جسم أو حاجز، مما يعطي إشارة لتنبيه المستخدم بتغيير اتجاهه لتفادي الاصطدام.

وتم تطوير هذا الجهاز من خلال تعاون بين عدة مؤسسات أكاديمية وعلمية بارزة، من بينها جامعة شنغهاي جياو تونغ، مختبر شنغهاي للذكاء الاصطناعي، جامعة شرق الصين للمعلمين، جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، والمختبر الوطني الرئيسي لعلم الأعصاب الطبي في جامعة فودان.

وما يميز الجهاز أيضاً هو خفة وزنه وتصميمه المدمج الذي يراعي راحة المستخدمين أثناء تنقلهم طوال اليوم. حيث يسمح للمستخدمين بالتنقل بحرية دون إجهاد، مما يسهم في تحسين جودة حياتهم اليومية.


وخضع النظام لاختبارات أولية في الصين شملت 20 متطوعاً من ضعاف البصر، وأظهرت النتائج أن معظم المشاركين تمكنوا من استخدام الجهاز بكفاءة بعد تدريب بسيط استغرق ما بين 10 إلى 20 دقيقة فقط.

وفي نسخته الحالية، يتمكن الجهاز من التعرف على 21 عنصراً شائعاً في البيئة المحيطة مثل الكراسي والطاولات والمغاسل وأجهزة التلفزيون والأسِرّة وبعض أنواع الطعام. ومع تطور الأبحاث، يطمح الفريق البحثي إلى توسيع قدرات الجهاز ليشمل التعرف على المزيد من العناصر في المستقبل.

ويعد الجهاز خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلالية التامة للمكفوفين في تنقلاتهم اليومية، ويعد نموذجًا للتطورات المستقبلية التي قد تحدث في مجال التكنولوجيا المساعدة للمكفوفين، مما يبشر بمستقبل أكثر إشراقًا لهذه الفئة من المجتمع.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي سيغير أسلوب الحياة البشرية بشكل جذري
  • لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!
  • جهاز ذكي يساعد المكفوفين على التنقل باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • مؤتمر بإسطنبول يصدر توصيات حول الذكاء الاصطناعي
  • اتفاقية لجمعية الصحفيين توفر الذكاء الاصطناعي بلغة الإشارة
  • استشاري نفسي: «توحد الموبايل» خطر يهدد الأطفال.. والإدمان السلوكي يقود للعنف ومشكلات تعلم
  • وزير الاتصالات: نتوسع في البرامج التدريبية للمهارات الرقمية والذكاء الاصطناعي
  • يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟
  • وزير الأوقاف يصل "العاصمة الكرواتية" للمشاركة في مؤتمر العلم والدين والذكاء الاصطناعي
  • 130 بحثاً علمياً في المؤتمر العلمي العاشر لـ«نوعية طنطا» حول الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم النوعي