تمكَّنت مُديريَّة تحقيق الهيئة في مُحافظة البصرة، اليوم الاحد، من ضبط أكثر من (40) مُتَّهماً مُتلبّسين بنقل الأتربة وتجريف الأراضي الزراعيَّة بصورةٍ غير قانونيَّةٍ، والتحرُّز على قرابة (30) آلية كان يستخدمها المُتَّهمون في أعمالهم المُخالفة للقانون. وذكر بيان لمكتب الإعلام والاتصال الحكومي في الهيئة، انه تم "تأليف فريق عملٍ من مُديريَّة تحقيق الهيئة في البصرة؛ للتحرّي والتقصّي عن المعلومات التي وردتها حول قيام مجموعةٍ من الأشخاص يستخدمون آليات ومعدَّاتٍ؛ لغرض قلع مادة التراب في منطقة شط العرب، ونقلها إلى مكانٍ آخر بدون أي إجازاتٍ رسميَّةٍ، وتجريف أراضٍ زراعيَّـةٍ".



وبين، أنَّ "الفريق بادر إلى إجراء عمليَّات التحرّي والتقصّي والتدقيق في المعلومات الواردة في الإخبار، وبعد التأكُّد من صحَّة المعلومات واستحصال قرار قاضي التحقيق المُختصّ، انتقل الفريق بصحبة قوَّةٍ من إنفاذ القانــون إلى المـوقع، حيث تمكَّن من ضبط (41) مُتَّهماً، وعددٍ من العجلات تمثَّلت بـ(21) لوري قلاب، و(8) شفلات".

وأضاف إنَّ "المُتَّهمين كانوا يستخـدمون الآليات المُتـحرَّز عليها؛ لقلع مادة التراب ونقلها إلى مكانٍ آخر وإجراء عمليَّة تجريف في الأراضي الزراعيَّة، وإحداث تجاويف وخنادق عميقةٍ وكبيرةٍ في الأراضي الزراعيَّة، مُنبّهاً إلى أنَّ الفريق توصَّل بعد أخذ الإفادات الأوليَّة من المُتَّهمين إلى أنَّ عمليَّة نقل مادة التراب التي كانوا يقومون بها تتمُّ لمصلحة أراضٍ تابعةٍ لمجموعةٍ من الضُّبَّاط".

ونوَّه "بتنظيم محضر ضبطٍ أصوليٍّ بالعمليَّة، التي نُفِّذَت وفق أحكام المادة (34) من قانون حماية وتحسين البيئة رقم (27 لسنة 2009)، بغية عرضه مع المُتَّهمين والآليات المضبوطة على قاضي التحقيق المُختصّ؛ من أجل استكمال الإجراءات القانونيَّة وتقرير مصير المُتَّهمين".

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

معركة قانونية جديدة تعمّق الانقسام السياسي في تركيا

أنقرة- تفاقمت حدة التوتر في المشهد السياسي التركي مع اندلاع مواجهة قضائية بين المؤسسة العسكرية وأكبر أحزاب المعارضة، بعد أن رفع وزير الدفاع التركي يشار غولر، ورئيس الأركان العامة وقائد القوات البرية وقائد القوات البحرية، دعاوى تعويض منفصلة ضد رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال، بسبب انتقاداته قرار فصل خمسة ملازمين من الجيش التركي.

والخطوة، التي تعد غير مسبوقة في العلاقة بين الجيش والسياسة، فجّرت سجالا واسعا؛ حيث اتهمت المعارضة الحكومة بتوظيف القضاء أداة للضغط على خصومها السياسيين، بينما رد الرئيس رجب طيب أردوغان بلهجة صارمة، محذرا المعارضة من تجاوز "الخطوط الحمراء".

وزير الدفاع التركي يشار غولر وثلاثة من القادة العسكريين يقاضون أحد زعماء المعارضة التركية (الجزيرة) خلفية الأزمة

بدأ الجدل بعد قرار المجلس الأعلى للانضباط العسكري بفصل خمسة ملازمين وثلاثة ضباط من صفوف الجيش، على خلفية ما يُعرف بـ"مظاهرة الضباط" خلال حفل التخرج العسكري من الأكاديمية العسكرية التابعة لجامعة الدفاع الوطني في أنقرة، في 30 أغسطس/آب الماضي.

وفي الحفل، نظم نحو 400 ملازم فعالية موازية عقب انتهاء القسم العسكري، إذ رفعوا سيوفهم ورددوا شعارات تمجد مصطفى كمال أتاتورك، في خطوة أثارت جدلا واسعا، واعتبرتها القيادة العسكرية "إخلالا بالانضباط العسكري"، مما دفع وزارة الدفاع إلى اتخاذ قرار الفصل مطلع فبراير/شباط الماضي، مشددة على أنها لن تتهاون مع أي تجاوزات داخل الجيش.

إعلان

لكن القرار أثار غضب المعارضة، حيث اعتبره حزب الشعب الجمهوري استهدافا لضباط يعبرون عن هويتهم الأتاتوركية، متهما الحكومة بمحاولة إقصاء العناصر المؤمنة بمبادئ الجمهورية من المؤسسة العسكرية.

وفي تصعيد غير مسبوق، هاجم رئيس الحزب، أوزغور أوزال، قادة الجيش واتهمهم بالانصياع للضغوط السياسية، مشيرا إلى أن القرارات لم تكن قائمة على معايير مهنية، بل جاءت نتيجة "تدخلات لتصفية تيارات معينة داخل الجيش".

أردوغان يتدخل

تصاعدت الأزمة مع رد فعل قوي من المؤسسة العسكرية، التي اعتبرت تصريحات رئيس حزب الشعب الجمهوري إساءة مباشرة لهيبة القوات المسلحة، مؤكدة أن الجيش يعمل وفق القوانين الدستورية ولن يسمح بأي تدخل سياسي في قراراته.

وفي خطوة غير مسبوقة، لجأ وزير الدفاع ورئيس الأركان وقادة القوات البرية والبحرية إلى القضاء، حيث رفعوا دعاوى قضائية على أوزغور أوزال، مطالبين بتعويضات مالية بدعوى "الإضرار بسمعة الجيش التركي".

وزاد دخول الرئيس رجب طيب أردوغان على خط المواجهة من حدة التوتر؛ إذ وجه تحذيرا مباشرا إلى أوزال في خطاب جماهيري، مؤكدا أن المؤسسة العسكرية ليست ساحة لتصفية الحسابات السياسية، ومشددا على أن أي تجاوز في هذا السياق لن يكون بلا رد.

كما أعلن أردوغان، أن الحكومة ستدعم القضايا المرفوعة على أوزال، مؤكدا أن القضاء سيحسم الأمر لصالح الجيش، حفاظا على هيبته واستقلاله عن التجاذبات السياسية.

أوزغور أوزال (يسار) مع زعيم المعارضة السابق كمال كليجدار أوغلو (يمين) (الأناضول) موقف المعارضة

اعتبرت نائبة رئيس الحزب، غامزة تاشجيير، القضايا المرفوعة بأنها "محاولة لاستخدام القضاء أداة لقمع المعارضة"، متهمة الحكومة بتسييس المؤسسة العسكرية لضرب خصومها.

وأضافت "هذه القضايا ليست سوى امتداد لسياسات الضغط التي تمارسها السلطة، وهي تهدف إلى ترهيب الأصوات المنتقدة داخل المجتمع".

إعلان

وذهبت تاشجيير أبعد من ذلك، معتبرة أن الإجراءات ضد الضباط المفصولين تُضعف تماسك الجيش، قائلة إن "من يرفعون الدعاوى باسم الجيش هم من يضرون بسمعته وليس المعارضة".

من جانبه، يقول بدري أغاج، النائب في حزب الشعب الجمهوري، إن رفع قادة الجيش التركي دعاوى قضائية على أوزغور أوزال جاء بناء على تعليمات مباشرة من الرئيس رجب طيب أردوغان، معتبرا أن هذه الخطوة "تكشف بوضوح مدى تداخل السياسة بالمؤسسة العسكرية في تركيا، وهو ما أسفر في الماضي عن نتائج كارثية"، وفق تعبيره.

وأضاف أغاج في حديث للجزيرة نت، أن أردوغان الذي كان في التسعينيات من أشد المنتقدين لتدخل الجيش في السياسة، هو اليوم يفعل الشيء ذاته، لكن بأسلوب مختلف، عبر استغلال القضاء، مشددا على أن الجيش يجب أن يبقى بعيدا عن التجاذبات السياسية، تماما كما يجب أن يكون القضاء مستقلا عن الضغوط الحكومية.

وختم "الجيش التركي هو ملك الشعب، وليس لحزب أو شخص، وقادته يجب أن يتصرفوا وفقا لهذه الحقيقة، لا وفقا لحسابات سياسية ضيقة".

تحول طبيعي

في هذا السياق، يرى المحلل السياسي جنك سراج أوغلو، أن لجوء قادة الجيش إلى القضاء ضد أوزغور أوزال يعكس تحولا طبيعيا في العلاقة بين المؤسسة العسكرية والسياسة في تركيا، مشيرا إلى أن هذه الخطوة لا تعني بالضرورة تسييس الجيش، بل هي محاولة للحفاظ على استقلاليته وهيبته في وجه اتهامات علنية تمس سمعته وشرعية قراراته.

وأضاف سراج أوغلو، أن المؤسسة العسكرية التركية، التي كانت لعقود فاعلا رئيسيا في السياسة، تبنت في السنوات الأخيرة نهجا أكثر انضباطا وابتعادا عن التدخل المباشر في الشأن السياسي، موضحا أن التعاطي مع الخلافات عبر الأطر القانونية، يعد تطورا إيجابيا يعكس ترسيخ دولة القانون والمؤسسات.

وأشار إلى أن أوزغور أوزال، كرئيس لحزب معارض، يملك الحق في انتقاد قرارات الجيش، "لكن تصريحاته تجاوزت النقد السياسي إلى التشكيك في نزاهة القادة العسكريين واتهامهم بالرضوخ لتدخلات سياسية، وهو أمر يستوجب الرد من خلال القنوات القانونية".

إعلان

مقالات مشابهة

  • معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة يواصل دعم التنمية الزراعية بمصر
  • الزراعة: معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة يواصل دعم التنمية الزراعية بمصر
  • نائب محافظ دمياط تناقش ملف التعديات على الأراضي الزراعية
  • عمرو محمود ياسين: أنا أهلاوي متعصب جدًا وماندو العدل عملي بلوك بسبب الزمالك
  • إقليم كوردستان: عوائق قانونية لنقل معلمي الدراسة الكوردية بكركوك إلى التربية الاتحادية
  • إزالة 5 حالات تعد على الأراضي الزراعية بالشرقية
  • إزالة 47 حالة تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالمنوفية
  • معركة قانونية جديدة تعمّق الانقسام السياسي في تركيا
  • إزالة 5 حالات تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة
  • وزارة الإعلام: نهيب بالمواطنين التحلي بالوعي وعدم الانجرار وراء الأخبار المضللة التي تستهدف النسيج الاجتماعي، ونؤكد على ضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة، لما لذلك من أهمية في الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي