مسقط - الرؤية

نظَّمت الجمعية العمانية للمسرح ندوة بعنوان "مسرح الطفل وأبعاده التربوية"؛ ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب بدورته الحالية، وذلك بقاعة الفراهيدي. وشارك في الندوة كلٌّ من: الدكتورة كاملة الهنائية، ويوسف البلوشي رئيس فرقة مزون المسرحية، والدكتورة رحيمة الجابرية عضوة مجلس إدارة الجمعية العمانية للمسرح، والدكتور عماد الشنفري رئيس الجمعية العمانية للمسرح، وأدارت الندوة الإعلامية المها العادية.

وقالت الدكتورة كاملة الهنائية خلال كلمتها: إنَّ صناعة مسرح الطفل هو علم، ينشأ من المدرسة، ففي بعض الدول يكون مسرح الطفل أساسيا منذ التنشئة، ولطالما حضرت عروض أطفال في الخارج، وقبل بداية العرض كان الأطفال يتهامسون بين بعضهم البعض للسكوت فالعرض سوف يبدأ بعد قليل، هذه الثقافة ربما نفقدها، ويفتقدها أبناؤنا لعدم اكتسابهم هذه الثقافة، فلن يتطور مسرح الطفل إذا لم تكن هناك دراسة حقيقية للطفل، ودراسة حقيقية لعلوم المسرح، الموهبة عامل أساسي بكل تأكيد، لكن يجب أن تُصقل بالدراسة، اليوم نحت بحاجة إلى خريجي مسرح وابتعاث طلبة لدراسة المسرح.

فيما استعرض يوسف البلوشي تجربة فرقة مزون المسرحية بمهرجان "مزون لمسرح الطفل"، قائلا: نحن بحاجة لمهرجان مؤسس بشكل حقيقي، فلقد خُضنا تجربة إقامة مهرجان في فرقة مزون المسرحية، انطلق في العام 2007 وكانت تجربة جديدة مثرية حقيقة على المستوى المحلي، وبعدها قدمنا النسخة الثانية بسنوات كنسخة عربية. وفي العام 2016، كانت نسخة مهرجان مزون لمسرح الطفل الدولية، وإلى الآن لم تُقَم نسخة أخرى. وتابع البلوشي: تؤكد تجربة فرقة مسرح الدن الأخيرة في مهرجانها شغف الأطفال بمسرح الطفل، فعلى سبيل المثال العرض الكويتي "الأرانب" امتلأ بالحضور، ونفدت التذاكر خلال فترة بسيطة، وهذا يحيلنا لأمر مهم، وهو أن أبناءنا اليوم مهوسون بالهواتف، وقد يكون ذلك بابا نستفيد منه للترويج للأعمال المسرحية، بمواقع التواصل الاجتماعية متاحة للجميع من خلالها يجب انتهاج طريقة ذكية في التسويق للأعمال المسرحية من خلالها.

وبدورها، قالت الدكتورة رحيمة الجابرية: إن مسرح الطفل صناعة مهمة، وهي صناعة مغيبة نوعا ما، رغم المحاولات من بعض الفرق لإنعاشه، ولكن بالمجمل يبقى مسرح الطفل مرهونا بالدعم المالي وحماس الشباب، وهذا لا يكفي، هذه الصناعة مهمة للطفل وتنمي حس النقد لديه والمفاضلة بين العروض، تنمي لديه الجرأة، والنطق، وجموح الخيال فربما يحول ما يقرأه من قصص إلى مشهد مسرحي ملهم، هنا لا بد من استثمار ذلك الشغف والحب والخيال.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد في القرآن … نظام متكامل للعدالة والتنمية

بقلم : الخبير المهندس:- حيدر عبدالجبار البطاط ..

الاقتصاد هو عصب الحياة وهو العامل الأساسي في استقرار المجتمعات وازدهارها.
وقد أولى القرآن الكريم اهتمامًا كبيراً بالمفاهيم الاقتصادية ووضع أسساً متينة لنظام اقتصادي عادل ومتوازن يحقق التكافل الاجتماعي ويمنع الظلم والاستغلال. ومن خلال استعراض آيات القرآن نجد أن الإسلام قدّم رؤية اقتصادية متكاملة تجمع بين الإنصاف والاستدامة والتوازن بين المصلحة الفردية والمصلحة العامة.

العدل في المعاملات المالية

القرآن الكريم يشدد على ضرورة العدل في التعاملات المالية ويحث على النزاهة في البيع والشراء ويحذر من الغش والتلاعب بالموازين حيث يقول الله تعالى
﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ (الأنعام: 152).
وهذا تأكيد على أهمية الصدق في التجارة وضبط الأسواق لمنع الظلم والتفاوت الاقتصادي غير العادل.

تحريم الربا والاستغلال المالي

يعد الربا من أخطر الظواهر الاقتصادية التي تكرّس الظلم والاستغلال، ولهذا جاء تحريمه صريحًا في القرآن
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ (البقرة: 278).
فالربا يؤدي إلى تكديس الثروات لدى فئة قليلة على حساب الفقراء والمحتاجين بينما الإسلام يدعو إلى استثمار المال بطرق مشروعة تضمن النمو الاقتصادي العادل.

التوازن بين الإنفاق والادخار

من القيم الاقتصادية المهمة التي يدعو إليها القرآن هي الاعتدال في الإنفاق، بحيث لا يكون الإنسان مبذرًا ولا بخيلًا، كما في قوله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾ (الفرقان: 67).
وهذا المبدأ يضمن استقرار الاقتصاد الفردي والمجتمعي، ويحول دون الوقوع في الأزمات المالية.

الزكاة والتكافل الاجتماعي

يعتبر نظام الزكاة من أهم وسائل إعادة توزيع الثروة في الإسلام، وهو ليس مجرد عبادة، بل هو آلية اقتصادية تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، حيث يقول الله تعالى:
﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ (البقرة: 43).
فالزكاة تعزز روح التضامن بين الأغنياء والفقراء وتسهم في الحد من الفقر مما يؤدي إلى استقرار المجتمع اقتصاديًا وأخلاقيًا.

محاربة الاحتكار والفساد الاقتصادي

الاحتكار والفساد المالي يؤديان إلى اختلال التوازن الاقتصادي، ولهذا نهى القرآن عن الممارسات التي تضر بالمجتمع، كما في قوله تعالى:
﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ (الأعراف: 85).
وهذا يشير إلى ضرورة وجود رقابة على الأسواق، لضمان التنافس العادل، ومنع الاستغلال الذي يؤدي إلى الإضرار بالطبقات الضعيفة.

أهمية العمل والكسب الحلال

القرآن يحث الإنسان على السعي في الأرض والعمل الشريف، ويجعل الكسب الحلال وسيلة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، كما في قوله تعالى:
﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ﴾ (الجمعة: 10).
وهذا يشجع على الإنتاجية والاعتماد على النفس، بدلًا من الاعتماد على الاقتراض والديون.

التوزيع العادل للثروة

من المبادئ الاقتصادية المهمة التي وضعها الإسلام، منع تكديس الأموال في أيدي فئة قليلة، وضرورة توزيع الثروات بشكل عادل، حيث يقول الله تعالى:
﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ﴾ (الحشر: 7).
وهذا يعزز التوازن الاقتصادي، ويمنع نشوء فجوات كبيرة بين الفقراء والأغنياء، مما يؤدي إلى استقرار المجتمع.

اخيرا ً ان الاقتصاد في القرآن الكريم ليس مجرد قوانين مالية، بل هو نظام متكامل يهدف إلى تحقيق العدل، والاستقرار والتكافل الاجتماعي.
ومن خلال هذه المبادئ يمكن بناء اقتصاد قوي ومستدام يحترم حقوق الأفراد، ويحقق التنمية الشاملة للمجتمع. فكلما اقتربت المجتمعات من هذه القيم زادت فرصها في تحقيق الازدهار والرخاء

حيدر عبد الجبار البطاط

مقالات مشابهة

  • “الشؤون الإسلامية” تنفذ برنامجي خادم الحرمين لتوزيع التمور وتفطير الصائمين في جنوب أفريقيا
  • أكاديمية الفنون تستعد لانطلاق الدورة الأولى لمهرجان دول البريكس لأفلام مدارس السينما
  • “توقعات صادمة”.. قد يظهر أول قلب بشري صناعي في عام 2025
  • المشاط محافظ مصر لدى بنك التنمية الجديد تشارك في مؤتمر التقييم متعدد الأبعاد
  • أخصائية تغذية: الصيام للأطفال تجربة روحانية.. والتدرج هو الأساس للحفاظ على صحتهم
  • الاقتصاد في القرآن … نظام متكامل للعدالة والتنمية
  • أمير القصيم يتسلَّم التقرير الختامي لمهرجان الصقور 2025 ويكرّم الفائزين
  • مهرجان «الفضاءات المسرحية» يكشف عن أسماء العروض المشاركة في دورته الأولى
  • استعراض المبادرات التربوية بجنوب الشرقية
  • طليق زارا البلوشي الأول ينشر مقطعًا لهما سويًا.. فيديو