جامعة قطر تسلط الضوء على أهمية دور الممارسات الفنية لتحقيق استدامة بيئية
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
نظم قسم التربية الفنية بكلية التربية في جامعة قطر معرضا فنيا وندوة تحت عنوان "ممارسات فنية لاستدامة بيئية".
وسلطت الندوة والمعرض الضوء على أهمية دور الممارسات الفنية لتحقيق استدامة بيئية.
وركزت مداخلة الدكتورة لطيفة المغيصيب، رئيس قسم التربية الفنية، على الأبعاد السيكولوجية لتحقيق السلوك البيئي المستدام، وتوضيح دور الفن المستدام في زيادة الوعي العام تجاه القضايا البيئية عبر الأعمال الفنية، وكيفية توظيف تقنية إعادة التدوير في الفن لمنح البيئة جمالا مبتكرا وحمايتها من الخطر.
فيما تناول الأستاذ الدكتور أياد طعمه، عضو هيئة التدريس بقسم التربية الفنية، أهمية الفن الرقمي كأداة قوية للتوعية بقضايا البيئة والمناخ، ونشر الوعي كحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية إذ يتيح الفن الرقمي استخدام التقنيات والوسائط المتعددة لتصميم قطع فنية مبتكرة تلهم وتثير الاهتمام والتفكير في قضايا البيئة.
من جهتها، ركزت الدكتورة فائزة الذماري، الأستاذ المساعد بقسم التربية الفنية، على حرفية الممارسات اليدوية التقليدية وأثرها الفعال في تفعيل دور الاستدامة البيئية على عدة قضايا، حيث طرحت محورين رئيسيين، هما: محور الكشف عن هوية الحرفة التقليدية بين الماضي والحاضر ودورها في النهوض الحضاري والبيئي، إلى جانب محور استعراض التحديات والصعوبات التي تواجه تنمية وتطور الحرف التقليدية في الكثير من الدول العربية.
من جانبه، تناول الدكتور عمرو أبو الهدى، أخصائي معايير تربية بصرية بإدارة التوجيه التربوي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، محور الممارسات الإبداعية في مادة الفنون البصرية للتوعية البيئية من خلال استعراض أعمال طلاب المدارس.
أما الفنان التشكيلي، إسماعيل عزام، فقد تناول محور التوعية البصرية لمواطن الجمال في البيئة التي نعيش فيها، من خلال التركيز على أماكن طبيعية نراها بشكل يومي دون الانتباه إلى مواطن الجمال فيها، سواء كانت بيئة بحرية أم برية.
وفي تصريح لها بهذه المناسبة، أكدت الدكتورة لطيفة المغيصيب أن قسم التربية الفنية يواكب دائما أحداث المجتمع بشكل خاص وأحداث العالم بشكل عام، وعليه فقد شارك القسم بفعالية ثقافية فنية ضمن فعاليات معرض /إكسبو 2023 الدوحة/ للبستنة، الذي يقام تحت شعار "صحراء خضراء.. بيئة أفضل" نظرا لأهمية الحدث لكونه يقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط وبدولة ذات مناخ صحراوي، وإيمانا بدور الفن في التوعية البيئية، وفي توظيف مجالات الفن العديدة في إنتاج أعمال فنية صديقه للبيئة، ومن خلال إعادة التدوير بطرق فنية إبداعية.
وأقيم معرض فني مصاحب للندوة من إنجاز طالبات قسم التربية الفنية في كلية التربية جامعة قطر، تختص بموضوع البيئة والاستدامة والتصحر.
وحول هذا المعرض، أكد الدكتور أياد طعمه أهمية "الفن الرقمي" في التعبير عن العديد من القضايا والأحداث في المجتمع، حيث أصبح دوره الخدمي والمجتمعي أحد أهم عوامل إدراك المتلقي له، وذلك لسرعة انتشاره عبر منصات التواصل الاجتماعي والإنترنت، مضيفا: "أهم دور تم توظيفه ضمن مقرر الفن الرقمي والميديا هو في بث رسائل إبداعية رقمية من إنجاز طالبات قسم التربية الفنية في كلية التربية جامعة قطر، جاء تماشيا مع الحدث العالمي معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة.
وقال إن أعمال الطالبات أنتجت كشكل من أشكال الإبداع التقني المعتمد على ابتكارهن وقدرتهن على التعبير عن أفكارهن الإنسانية بأدوات رقمية، توفرها لهن الأجهزة الإلكترونية المختلفة، مثل: أجهزة الحاسوب والأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة، وببرامج متنوعة، منها: برنامج الرسم البرو-كرييت، وغيرها من البرامج.
كما تمثلت مشاركة طالبات الحرف اليدوية وبعض المقررات الأخرى بعمل جداريات من الفسيفساء وبخامات معاد تدويرها من البيئة لتعكس الجانب الجمالي للبيئة والمناقض لمفهوم التصحر والجفاف، ومن هنا جاءت رسالتهن الفنية التي شاركن بها في معرض /إكسبو 2023 الدوحة/ للبستنة والتي تحمل صيغا فنية بحتة، وبمضمون حرفي لكي يساهمن بدور بارز في معالجة قضية التصحر.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: جامعة قطر
إقرأ أيضاً:
معلومات الوزراء يستعرض أهمية الاستثمار في تعليم الفتيات لتحقيق النمو المستدام
استعرض مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بعنوان "لماذا يعد الاستثمار في تعليم الفتيات ضرورة اقتصادية وأخلاقية؟"، والذي يسلط الضوء على أهمية تعليم الفتيات في تعزيز الإنتاجية العالمية وتقليل الفقر، ويؤكد على ضرورة التوسع في الاستثمارات الموجه لمجالات مثل برامج التعليم المعجل والتعلم الرقمي لضمان تكافؤ الفرص وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.
أوضح التقرير أن الاستثمار في تعليم الفتيات يُعد أمرًا ضروريًا من الناحيتين الاقتصادية والأخلاقية، حيث تشير الأبحاث إلى أن تمكين الفتيات من إكمال تعليمهن الثانوي يمكن أن يضيف ما بين 15 إلى 30 تريليون دولار إلى الإنتاجية والأرباح العالمية على مدار حياتهن. ورغم أن الوصول المتساوي إلى التعليم يُعتبر حقًا إنسانيًا أساسيًا، فإن الفوائد الاقتصادية المترتبة على تعليم الفتيات تتجاوز ذلك، إذ يساهم بشكل مباشر في الحد من الفقر، وتعزيز النمو الاقتصادي، والتصدي للتفاوتات الهيكلية في المجتمعات.
أشار التقرير إلى أن تقدم المساواة بين الجنسين في التعليم لا يزال غير متوازن عبر العالم، خصوصًا في أفريقيا، حيث تحقق الأسر الغنية في المناطق الحضرية مكاسب ملحوظة، في حين أن العديد من المجتمعات الريفية لم تشهد تغيرًا يُذكر. ففي جنوب السودان، على سبيل المثال، يواجه 2.8 مليون طفل وشاب حرمانًا مستمرًا من التعليم، حيث تُظهر الإحصاءات أن واحدة فقط من كل عشر فتيات تُكمل تعليمها الابتدائي، بينما لا يمثلن سوى ثلث طلاب المرحلة الثانوية. ولمعرفة أسباب التسرب من التعليم، تُشير 40% من الفتيات إلى أن الزواج المبكر أو الحمل كانا السبب الرئيس في ترك الدراسة، كما أن الأولوية تُمنح عادةً لتعليم الذكور على حساب الإناث في تلك المجتمعات.
أوضح التقرير أن قطاع التعليم يواجه تحديات متعددة، إذ رغم التركيز المستمر على توسيع البنية التحتية التعليمية، إلا أن ذلك لم ينعكس على تحسين نتائج التعلم، وفي أفريقيا، لا يستطيع 9 من كل 10 أطفال قراءة جملة بسيطة بحلول سن العاشرة، وهو ما يشكل أزمة تربوية لها تبعات اقتصادية خطيرة. إضافةً إلى ذلك، فإن نقص المعلمين المؤهلين والموارد الأساسية يؤدي إلى تدهور جودة التعليم.
ولحل هذه الأزمة، أشار التقرير إلى وجود حاجة إلى استثمارات أذكى وحلول أكثر ابتكارًا في مجال التعليم. فبعض الدول مثل كينيا وسيراليون نجحت في تنفيذ برامج منخفضة التكلفة تعتمد على مناهج تدريس منظمة، وتعليم الصوتيات، والتعلم الرقمي، وبرامج تدريب المعلمين المستهدفة، مما أدى إلى تحقيق نتائج إيجابية.
ومن جانب آخر، توفر التكنولوجيا إمكانيات تحوّلية إذا ما أُتيحت للجميع بشكل متكافئ، حيث تتيح منصات التعلم التكيفي تقديم دروس مخصصة لكل طالب، بينما تظل أساليب التعلم عبر الراديو والهواتف المحمولة - التي توسعت خلال جائحة "كوفيد-19" - وسيلة فعالة للوصول إلى الطلاب الذين لا يمكنهم الالتحاق بالمدارس التقليدية.
أكد التقرير أن إحدى المبادرات الناجحة التي أثبتت فعاليتها في القارة الإفريقية هي برامج التعليم المعجل، التي لا تتطلب الوصول إلى المدارس التقليدية، بل تعتمد على إشراك المجتمعات المحلية مع توفير الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب، مما يعزز الشعور بالانتماء والكرامة، لا سيما للفتيات والشابات.
أشار التقرير في ختامه إلى أنه بحلول العقد القادم، ستشهد إفريقيا قوى عاملة تصل إلى مليار شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و65 عامًا، مما يجعل الاستثمار في التعليم، لا سيما للفتيات، عاملًا حاسمًا للاستفادة من هذه الطفرة الديموجرافية. ومع اختتام "عام التعليم" الذي أطلقه الاتحاد الإفريقي، يوصي التقرير الحكومات والشركاء في التنمية تكثيف الاستثمارات في الحلول المبتكرة والفعالة من حيث التكلفة لمواجهة أزمة التعلم التي تعاني منها القارة، وإلا فإن تكلفة الإهمال ستكون باهظة على مستقبل الاقتصاد والمجتمعات.