دبي (الاتحاد)
أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، شراكة استراتيجية مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، تهدف إلى صقل وتنمية قدرات الناشئة وتأهيلهم ليكونوا جزءاً من تكوين الحركة المسرحية المحلية، وتعزيز مشاركة المدارس في المهرجانات المسرحية التي تشهدها الإمارة، وتأتي هذه الشراكة في إطار التزامات الهيئة الرامية إلى ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.


تعكس الشراكة حرص الطرفين على تحقيق رؤى حكومة دبي وتطلعاتها المستقبلية، الهادفة إلى تحويل الإمارة إلى وجهة جاذبة للمبدعين من حول العالم، كما تجسد اهتمامها بالمحافظة على استدامة الفنون الأدائية، عبر تهيئة بيئة إبداعية قادرة على استقطاب وتمكين أصحاب المواهب الناشئة في مجال الفنون المسرحية المتنوعة، ما يساهم في دعم قوة الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارة. 
تنص الشراكة على قيام «دبي للثقافة» بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، بتنظيم مجموعة من الورش المتخصصة لطلبة أندية المسرح في المدارس والمشاركين في «مهرجان دبي للمسرح المدرسي»؛ بهدف تطوير مهاراتهم الفنية والإبداعية، وتعزيز مشاركتهم في الحركة المسرحية لإثراء الحراك الفني في دبي، والارتقاء بذائقتهم الفنية والجمالية.

أخبار ذات صلة 100 طالب يتدربون على إنتاج المحتوى الرقمي بالذكاء الاصطناعي 40 مشاركاً في دورة «معلم شطرنج» فاطمة الجلاف

في هذا الإطار، لفتت فاطمة الجلاف، مدير إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في «دبي للثقافة»، إلى أهمية ودور المسرح في تشكيل ثقافة ووعي الطلبة، ودفعهم نحو مواصلة تطوير شغفهم في الفنون الأدائية. وقالت «تعكس شراكتنا الاستراتيجية مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي حرص «الهيئة» على رفد القطاع المسرحي المحلي بمواهب ناشئة، لضمان استمراريته في إنتاج مشاريع فنية ومسرحية متنوعة تبرز ثراء المشهد الثقافي والفني الإماراتي»، مشيرة إلى أن الشراكة تساهم في تعزيز حضور «مهرجان دبي للمسرح المدرسي» الذي تنظمه الهيئة سنوياً بهدف الارتقاء بالبيئة المدرسية، وتحفيز كافة مدارس الإمارة ومؤسساتها التعليمية والتربوية على المشاركة في الفنون الأدائية، والاستفادة منها عبر توظيفها في تحويل المواد المنهجية إلى نصوص درامية ومشاهد بصرية تساعد على ترسيخها في عقول الطلبة.
من جانبها، أكدت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي حرصها على الارتقاء بمهارات الطلبة في مجال الفنون المسرحية وصقل مواهبهم، بالتعاون مع «دبي للثقافة» وكافة الجهات الثقافية المعنية في الدولة، بما يلبي شغف الطلبة في هذا المجال ويضمن تطورهم وفقاً لمنهجيات مدروسة، ترسّخ لديهم قيم المسرح الأدبية والثقافية والوطنية، لافتة إلى أن الشراكة مع «دبي للثقافة» ستكون بداية لتعاون وثيق مستقبلاً في مجالات فنية وثقافية متنوعة تثري مسيرة الطلبة المعرفية، بما يعزز مكانة المنظومة التعليمية كحاضنة لأجيال من المبدعين والموهوبين في مختلف المجالات.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: دبي للثقافة مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي شراكة استراتيجية فنون الأداء مؤسسة الإمارات للتعلیم المدرسی الفنون الأدائیة دبی للثقافة

إقرأ أيضاً:

«الرزفة».. فن الحربية والفروسية

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

أخبار ذات صلة معرض فني لـ«العوالق البحرية» حمدان بن مبارك يلتقي لاعبي «الأبيض» في جبل علي رمضانيات تابع التغطية كاملة

«الرزفة».. فن تقليدي أصيل يجمع بين الأداء والشعر، ويمتد عميقاً في تراث دولة الإمارات وثقافتها منذ سنوات طويلة، وهو عبارة عن لوحة فنية تعبيرية تتميز بنغماتها وإيقاعاتها، ويشارك في أدائها الرجال من مختلف الأعمار، وتمارس غالباً في المناسبات الوطنية والاجتماعية، والمهرجانات التراثية والثقافية.
«فن الرزفة» الذي أُدرج ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في «اليونسكو» عام 2015، ويُعرف بأنه «فن الحربية» باستعراض الشجاعة بالسيوف والبنادق والعصي، حيث يعد من الفنون الشعبية الأصيلة التي تنتمي للمدرسة العسكرية، وتعبر عن فنون الحرب المتمثلة عادة في حب الفروسية وانتزاع النصر، والقوة والعزيمة، إلى جانب القيم الطيبة النبيلة مثل مكارم الأخلاق، الشهامة، البطولة، والإقدام.

صون الشعر
وحول ما يميز «الرزفة» عن فنون الأداء التقليدية الأخرى، قال مبارك العتيبة، عضو جمعية أبوظبي للفنون الشعبية: يتميز «فن الرزفة» عن غيره من الفنون الأخرى، بأنه يشجع على المشاركة المجتمعية، والشعور بالانتماء، إضافة إلى أنه وسيلة مهمة للحفاظ على حيوية الشعر التقليدي، حيث إنه يُعتبر شكلاً من أشكال الاحتفال وتعبيراً أدائياً عن مشاعر الامتنان والبطولة، حيث تقوم الرزفة بدور محوري في إثراء الشعر وصونه، لأن شعراء الرزفة يكتبون أبياتاً شعرية مخصصة لكل عرض من عروض الرزفة على حدة.

تناغم حركي
وأوضح العتيبة أن «فن الرزفة» يؤدى عن طريق اصطفاف الرجال في صفين متقابلين بينهما مسافة من 10 وحتى 20 متراً، بينما يجتمع قارعو الطبول وغيرهم من الموسيقيين في الجوار، حيث يمارس مؤدو «فن الرزفة» استعراضاتهم حاملين عِصي الخيزران الرفيعة، ويؤدونها في تناغم حركي ينسجم مع إيقاعات الطبول. 
وأكد أن أداء «فن الرزفة» الذي أدرجته اليونسكو ضمن قائمة التراث، يبدأ بمجموعة صغيرة من الأفراد وسرعان ما يزداد عددها، ويتحرك الصفان في تراص جميل ويتناوبان في إنشاد شطر من الشعر بينهما بالتبادل، حيث يخلق «الرزفة» جواً من التلاحم المجتمعي وشعوراً بالانتماء والهوية المشتركة بين من يؤدونه، خصوصاً في الفعاليات الاجتماعية، والمناسبات الوطنية، والمهرجانات التراثية والثقافية.

استعراض مميز
لفت العتيبة إلى أن «فن الرزفة» استعراض مميز يقدمه عدد من المؤدين، وينقسمون إلى: قائد الفرقة الذي يتولى القيادة والتوجيه، وشاعر الفرقة، وهو الشخص الذي يلقن الفرقة الأشعار، والرزيفة وهم المشاركون في أداء الرزفة والذين يتوزعون في صفين متقابلين حاملين عصي الخيزران، واليويلة وهم مجموعة من الأشخاص يتوزعون بين صفوف المؤدين، حاملين العصي والبنادق.

حضور بارز
وأوضح العتيبة أن لـ «فن الرزفة» حضوراً بارزاً في المهرجانات التراثية والثقافية، ويتفاعل معه الكبار والصغار على حد سواء، ويشجع الآباء أبناءهم على المشاركة في أداء الرزفة أثناء الفعاليات، وهذا التشجيع واحد من أسباب جذب هذا الفن للعديد من المشاركين لكونه أداءً يعتمد على المشاركة الجماعية.
وأشاد بالدور المهم الذي تلعبه دولة الإمارات في التعريف بفنون الأداء الإماراتية التقليدية الأصيلة، ومنها «فن الرزفة» بين مختلف الفئات العمرية، إلى جانب حرص الجهات المعنية بالفن على مشاركة فرق الفنون الشعبية في مهرجانات الدولة لتقديم فقرات فنية، واستعراضات شعبية لهذه الفنون، الأمر الذي أثمر زيادة عدد فرق «فن الرزفة».

«رزفة مطورة»
صرح مبارك العتيبة، بأن «فن الرزفة» أو فن الحربية كما يطلق عليه، شهد عدة تطورات في السنوات الأخيرة، حيث أصبح يؤدى حالياً برفقة آلات موسيقية متنوعة، مثل العود والأورج والأدوات الإيقاعية الأخرى، ويطلق عليها اسم «الرزفة المطورة».

مقالات مشابهة

  • جمال بوزنجال: «مهرجان رمضان الشارقة» يهدف لإضفاء البهجة على سكان الإمارة
  • “البرنامج الوطني للتقويم والتصنيف والاعتماد المدرسي” يحصل على جائزة “جستن” للتميز في دورتها الرابعة
  • شركة التوفيق للإبداعات Eltawfiq.. حيث تتحول الأفكار إلى تصاميم إبداعية تخطف الأنظار
  • «الشارقة الرقمية» تستهدف تعزيز الشراكة المجتمعية
  • جمعية تتهم المدير الجهوي للثقافة بالسمارة بالتضييق الممنهج
  • نجوم العراق.. زاخو يعتلي القمة وميمي يفض الشراكة مع غوستافو بصدارة الهدافين
  • «الرزفة».. فن الحربية والفروسية
  • الاحتفاء بأربعة كُتّاب مصريين في ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي
  • غرفة عجمان: 1549 منشأة صناعية في الإمارة خلال 2024
  • رأس الخيمة.. قلاع وحصون وحضارة عريقة وإرث ثقافي كبير