حمزة يوسف يتضامن مع خان: أصبحت الإسلاموفوبيا مقبولة ومنتشرة بمجتمعنا
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
قال رئيس الوزراء الأسكتلندي حمزة يوسف؛ إن المزاعم التي أطلقها نائب عن حزب المحافظين بحق رئيس بلدية لندن المسلم صادق خان؛ هي دليل على أن "الإسلاموفوبيا أصبحت مقبولة ومنتشرة" في بريطانيا.
وادعى النائب عن حزب المحافظين لي أندرسون خلال حديثه لقناة "GB News"، أن عمدة لندن المسلم خاضع لسيطرة الإسلاميين، زاعما أنه "سلّم عاصمتنا لرفاقه".
وقال يوسف في منشور على منصة إكس (تويتر سابقا) تعليقا على مقطع لخان يعلق فيه على مزاعم أندرسون: "صادق خان لديه نزاهة وكرامة وحكمة في إصبعه الصغير أكثر مما لدى الآلاف من (أمثال) لي أندرسون".
وأضاف: "تعليقات لي أندرسون هي مثال على كيف أصبحت الإسلاموفوبيا مقبولة ومنتشرة في مجتمعنا. علينا مسؤولية لاجتثاثها من جذورها.. التضامن مع صادق خان".
من جهته أشار خان في حديث لمحطة سكاي نيوزح إلى ارتفاع مستويات الإسلاموفوبيا في الأشهر الماضية، مضيفا: "الأمر ليس حول أمني وأمن عائلتي أو أمن فريقي، بل هو حول الناس في مختلف أنحاء البلد؛ الذين يواجهون العنصرية والكراهية ضد المسلمين والإسلاموفوبيا".
والسبت أعلن حزب المحافظين تعليق عضوية أندرسون، عقب الانتقادات الواسعة لكلماته. وقال الحزب إنه قرر أنه لا يمكن لأندرسون أن يمثل الحزب في البرلمان. لكن رغم ذلك فإن قيادة الحزب رفضت وصف تصريحاته بالعنصرية أو الإسلاموفوبيا.
وقال خان: "العنصرية هي العنصرية.. ليس واضحا لديّ لماذا (رئيس الوزراء) ريشي سوناك وأعضاء حكومته لا يدينون هذا"، مضيفا: "يبدو أنهم متواطئون في هذا النوع من العنصرية".
وحذر من الرسالة التي يرسلها أندرسون أن "المسلمين من المبرر استهدافهم عندما يتعلق الأمر بالعنصرية والكراهية ضدهم".
وأشار خان إلى أن حزب المحافظين أعلن تضامنه مع اليهود في ظل الحديث عن ارتفاع أرقام الكراهية ضدهم، متسائلا عن سبب عدم التضامن مع المسلمين الذين يواجهون كراهية متزايدة أيضا.
وجاء حديث أندرسون في سياق هجومه على شرطة لندن، بزعم عدم تدخلها ضد المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، الذين يتظاهرون بشكل متواصل في لندن، وقال: "نحن ندير البلد، وإذا كانت الشرطة لا تقوم بوظيفتها، وهي لا تقوم بوظيفتها، فإننا نحتاج للتدخل وتولي الأمر".
واحتشد يوم الأربعاء الماضي مئات المحتجين المؤيدين للفلسطينيين أمام البرلمان خلال تصويت على وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال لندسي هويل، رئيس مجلس العموم، إنه خالف الإجراءات البرلمانية المعتادة المتعلقة بالتصويت بسبب تهديدات سابقة بالعنف تلقاها بعض أعضاء البرلمان بسبب موقفهم من قضية وقف إطلاق النار.
وواجه أندرسون انتقادات حتى من داخل حزبه، فكتب الوزير السابق ساجد جافيد معلقا على مقطع لحديثه: "شيء سخيف أن يقال".
وقال جافين بارويل، النائب السابق عن المحافظين وكبير موظفي رئيسة الوزراء السابق تيريزا ماي: "هذيان حقير بحق صادق خان واللندنيين"، مضيفا: "في أول خطاب لرئيس الوزراء ريشي سوناك، قال إنه سيوحد البلد. إذا سمح لأمثال أندرسون بنشر الكراهية والانقسام مثل هذا، فهذه الكلمات ستكون عارا".
وقالت وزيرة المرأة والمساواة في حكومة الظل العمالية، أنلييس دودس: "تعليقات لي أندرسون ودون أي لبس، عنصرية و(قائمة على "الإسلاموفوبيا"، مطالبة سوناك بمعاقبته.
ونقلت صحيفة الإندبندنت عن مصدر في حزب العمال قوله، إن "هذا النمط من الإسلاموفوبيا الشريرة هو بالضبط كيف خاض المحافظون الحملة ضد صادق خان في 2016".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية المحافظين صادق خان الإسلاموفوبيا بريطانيا المسلمين بريطانيا المسلمين الإسلاموفوبيا المحافظين صادق خان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب المحافظین
إقرأ أيضاً:
عن موت (السواقة)!
* في سودان اليوم، لم تعد “السواقة” ممكنة، إذ لم يعد المواطن بحاجة إلى وسيط يحدد له من شرَّده من داره ونهبه وقتل أهله. فالحقيقة الآن تُعاش ولا يُسمَع عنها، تُلمَس ولا تنتظر التوصيف. لا تعيش ”السواقة” في بيئة المعرفة المباشرة. حين تكون الحقيقة قد عمَّدت نفسها بالدم والدموع، وزارت بيوت المواطنين، وخطفت أحبابهم، وسكنت ذاكرة أطفالهم.
* ماتت “السواقة” حين صارت الحرب في الدار، في الصالون والمطبخ وغرفة النوم، حين صار كل مواطن شاهداً لا متلقياً، ماتت لأن الميدان صار أصدق من المانشيت الملون، والواقع أبلغ من البيان الرمادي.
* ماتت السواقة عندما أصبح اللقاء مع جنود الميليشيا هو لقاء مع الموت، والنجاة منه مِنَّة، والسلامة من الخطف تفضُّل، والنهب دون ضرب قمة الإحسان. ماتت “السواقة” لأن الناس قد التقوا بالمجرم كفاحاً، وحدثهم ــ بأفعاله قبل أقواله ــ بألا يصدقوا خطاب الحرب الذي يدار كحملة علاقات عامة له يعيد إنتاج تجربتك معه.
* ماتت السواقة حين أصبح ما يمارسه “السواقون” ليس مجرد قراءة مغايرة، بل هو تواطؤ مع الجريمة، يهدف إلى تغيير المعنى لا كشف الواقع. إنها محاولة احتكار للحق في تفسير الحرب، ومصادرة لحق المواطن في أن يكون شاهداً لا متلقياً. ولهذا، يُقابل هذا الخطاب بسخط شعبي واسع، لأنه يُرى بوصفه امتداداً للعدوان.
* ماتت السواقة حين أصبحت مادتها تصاغ بتعاون الأجنبي الطامع، والسوداني التابع، والمرتزق النهاب ، وحين أصبح “السواقون” يرتعبون من لقاء المواطنين ومخاطبتهم، وهربوا إلى الفضائيات لممارسة استفزازهم بلا عواقب مباشرة وفورية.
* ماتت “السواقة” حين اختار جزء من “السواقين” ذروة إجرام الجلاد توقيتاً لإزالة قناع الحياد، وإشهار تحالفهم معه، لكن دون أن يحتاجوا لتغيير مفردات خطابهم، فخطاب “الحياد” القديم يصلح لواقع التحالف.
* ماتت السواقة حين أصبحت “مقاومة” القتل والاغتصاب عدوان، والوقوف ضد المعتدي الأجنبي جريمة، والحديث عن النهب خروج عن معادلة التجريم المقبول. ماتت عندما أصبحت الحقيقة أصلب من أن تُميَّع، وأمتن من أن تُعدَّل، وأوضح من أن تُعكَس. ماتت مع موت الميليشيا التي لم يبق لها إلا الابتزاز بالتقسيم، والمساومة بالقتل والمقايضة بالتخريب.
* ماتت السواقة حين بلغت فجوة الخطاب بين “السواقين” والمواطن حداً جعل من كل محاولة لإعادة تشكيل الواقع، أو توجيه الحكم عليه، مجرد استفزاز لوعي شعبي خَبِرَ الحرب وعاشها بأكملها. فالمواطن لا يحتاج إلى من يفسر له ما رأى، ولا من يعطي للحقائق “أوزاناً نسبية” وفق ما تقتضي مصلحة الميليشيا.
* ماتت السواقة حين أصبحت الحكومة في حاجة لتخبئة محطات الكهرباء التي تتعرض للضرب الممنهج، تماماً كما احتاج المواطنون لتخبئة الأموال والحرائر من سارقي الأموال والعروض، ماتت حين أصبح الظلام طاقة نور تضيء على العدو، وتشير إلى حقده، وتفضح مقاولي التبرير.
* مَن يُجرب الآن “السواقة”، إنما يُجرب حظه مع الانتحار الرمزي. لأن الوجع الذي تسببه الميليشيا للوطن والمواطن، لم يعد قابلاً لأن يُعاد توصيفه ببيان باهت، أو تهوينه بتغريدة مراوغة، او تبريره ببلاغة ميتة. فلا أحد يملك حق تسمية الأشياء نيابة عن شعب يشاهد، ويشهد، ويختار، ويقاوم.
*لقد ماتت السواقة، وشبعت موتاً، عندما تحولت، أكثر من ذي قبل، إلى دكتاتورية معنى، وإمبريالية مفهوم، وفاشية سردية. وهذا ليس موت وسيلة، بل سقوط منظومة كاملة كانت تعتاش على تجميل القبح، وتسترزڨ من أنقاض المعنى، وتتربح من جثة الحقيقة.
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب