عدوان صهيوني يستهدف شاحنة في منطقة القصير قرب الحدود السورية اللبنانية
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
نفّذ العدو الصهيوني، اليوم الأحد، عدواناً استهدف شاحنة في منطقة القصير غرب حمص في سوريا، قرب الحدود مع لبنان.
وفي التفاصيل بحسب الميادين.. ارتقى شهيدان جراء غارة بمسيرة صهيونية استهدفت شاحنة قرب مدينة القصير، غرب حمص في سوريا.
ويأتي ذلك بعدما شنّ العدو الصهيوني، الأربعاء الماضي، عدواناً جوياً بعدد من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفاً أحد المباني السكنية في حي كفرسوسة في دمشق، ما أسفر عن استشهاد مدنيَين وإصابة آخر.
وقبل ذلك بأيام، شن العدو الصهيوني عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل أيضاً، استهدف عدداً من النقاط في ريف دمشق، علماً أنّ وسائط الدفاع الجوي “تصدّت لصواريخ العدوان، وأسقطت بعضها”.
وتؤكد سوريا مع تكرر الاعتداءات الصهيونية على أراضيها، أنّ السياسات العدوانية الصهيونية تنذر بإشعال المنطقة وتدفعها نحو تصعيد شامل يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي.
وتشدد على أنّ العدوان المستمر على سيادة الأراضي السورية يأتي في إطار سعي سلطات العدو لتوسيع عدوانها وتصعيده في المنطقة، وللتغطية على جرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية والمجازر الوحشية التي ترتكبها بشكل يومي بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وكانت سوريا قد طالبت الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بتحمل المسؤولية في وضع حد للسياسات العدوانية الصهيونية، وذلك في أكثر من مرة من دون أي جدوى، نظراً إلى الدعم الأمريكي للعدو الصهيوني وإفشاله أي قرار في هذا الصدد بسبب حق “الفيتو”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
سوريا في وجه الغطرسة الصهيونية: حين تنهض الشعوب لا تُهزم
ليس غريبا أن يمدّ الاحتلال الصهيوني أنيابه نحو الجنوب السوري، متوهما أن الجراح المفتوحة تعني غياب الوعي أو غفوة الروح. لكنه يجهل أن سوريا، وإن أُنهكت بالحروب، لا تنكسر. فالشعوب التي أرهقتها الدماء قد تستفيق في لحظة، وتُشعل بركان المقاومة من تحت الركام. وما بين القنيطرة ودرعا، تتوقد شرارات الرفض الشعبي، في أرضٍ لا يمكن للاحتلال أن يستقر فيها، ولا للغزاة أن يتنفسوا بحرية على ترابها.
لكن سوريا ليست وحدها في هذا الطريق، فالتاريخ زاخر بشعوب قاومت وانتفضت وأسقطت مشاريع استعمارية كانت تبدو، في لحظات كثيرة، عصيّة على الهزيمة.
هذه النماذج تلهمنا وتُذكّر العدو أن الغطرسة لم تكن يوما ضمانة بقاء، وما صمود غزة المحاصرة منذ ثمانية عشر عاما عنا ببعيد.
فيتنام.. الأرض التي كسرت جبروت أمريكا
حين اجتاحت جيوش الولايات المتحدة أرض فيتنام، كانت واثقة أن النصر مسألة وقت. لكن "الڤييت كونغ" كان له رأي آخر.
الدعوة إلى مقاومة شعبية لا تعني دفع الجيش النظامي إلى مواجهة شاملة، بل تعني إرسال رسالة واضحة: هذه الأرض ليست خالية، هذا الشعب حيّ، يرفض الاحتلال، ويقاومه بكل الوسائل الممكنة. فالمحتل لا يرهب الجيوش وحدها، بل يرهب الرفض الشعبي، والشعور الجمعي بأن كل بيت في سوريا يرفضه
حفروا الأنفاق، زرعوا الفخاخ، وصمدوا تحت أعتى قصف جوي في التاريخ. وعلى مدى عشرين عاما، قاوم الفيتناميون بأسنانهم، حتى خرجت أمريكا تجرّ أذيال الهزيمة عام 1975، بعد أن خسرت أكثر من 58 ألف جندي، وتركت وراءها هيبة محطّمة.
جنوب أفريقيا.. مقاومة تحطّم العنصرية والصهيونية
لم يكن نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ليصمد لولا الدعم الصهيوني اللامحدود. لكن مقاومة شعبية قادها نيلسون مانديلا ورفاقه، أسقطت ذلك النظام القذر. سُجن القادة، وقُتل الأبرياء، لكنهم انتصروا في النهاية. وسقط وهم التفوّق العنصري تحت أقدام شعب أبيّ، رفض الاستسلام.
كوبا.. جزيرة التحدي في وجه الحصار الأطول
منذ أكثر من ستين عاما، تواجه كوبا حصارا أمريكيا خانقا. بلد صغير، محدود الموارد، لكنه رفض أن يخضع. صمدت كوبا رغم العزلة، وعلّمت العالم أن الكرامة أغلى من الرغيف، وأن الحرية لا تُشترى.
* * *
إلى دعاة "النأي بالنفس": ماذا تنتظرون؟
الشعوب الحرة لا تستكين لظالم، ولا ترضخ لمستعمر. أما "العقلانيون" جدا، و"الواقعيون" حدّ التخلي، فأسألهم بكل ود:
ماذا تنتظرون أكثر؟
هل تنتظرون إعلان نتنياهو رسميا احتلال محافظة درعا؟ أم تترقبون اعترافا صريحا بأن الجنوب السوري بات "منطقة نفوذ" صهيوني؟
هل استباحة الأجواء السورية ليلا ونهارا لا تكفيكم؟
هل اختطاف سوريين من داخل أراضيهم -كما جرى في القنيطرة وريف دمشق- لا يحرّك فيكم شيئا؟
ماذا بقي من السيادة لتنتظروا المسّ بها؟
أيّ منطق يرى في الصمت سياسة، وفي اللاموقف وطنيّة؟
وأنا أتحدث هنا عن نشطاء ومؤثرين وقادة رأي مجتمعي، لا عن الدولة التي لها حساباتها.
المقاومة الشعبية: الصوت الذي لا يُقهر
المشروع الصهيوني ليس مجرد عدوان على الأرض، بل هو اعتداء على الذاكرة، على التاريخ، على الكرامة. ومن هنا، فإن المقاومة الشعبية في سوريا اليوم ليست مجرد رد فعل على توغّل عسكري، بل هي انتفاضة على مشروع صهيوني يحاول أن يرسم خريطة
الدعوة إلى مقاومة شعبية لا تعني دفع الجيش النظامي إلى مواجهة شاملة، بل تعني إرسال رسالة واضحة: هذه الأرض ليست خالية، هذا الشعب حيّ، يرفض الاحتلال، ويقاومه بكل الوسائل الممكنة. فالمحتل لا يرهب الجيوش وحدها، بل يرهب الرفض الشعبي، والشعور الجمعي بأن كل بيت في سوريا يرفضه.
أيها الصهاينة.. سوريا ليست هشّة كما تظنون.. ربما تظنون أن الجراح أضعفتها، وأن غبار الحرب أنسى أبناءها الأرض، لكن من يجهل التاريخ، يعيد أخطاءه.. من فيتنام إلى جنوب أفريقيا، ومن كوبا إلى كل أرض قاومت، تعلّموا: الشعوب حين تثور تطيح بالإمبراطوريات، وتكسر الاحتلالات، وتكتب نهايات لم تكن على بال.
المشروع الصهيوني ليس مجرد عدوان على الأرض، بل هو اعتداء على الذاكرة، على التاريخ، على الكرامة. ومن هنا، فإن المقاومة الشعبية في سوريا اليوم ليست مجرد رد فعل على توغّل عسكري، بل هي انتفاضة على مشروع صهيوني يحاول أن يرسم خريطة من النيل إلى الفرات، في غفلةٍ من الزمن.
لا أمان لكم على أرض تعرف معنى التضحية.. سوريا اليوم ليست سوريا الضعف، بل سوريا الوعي، وحين يستيقظ الوعي الشعبي، تتحطم آمال الغزاة. وإن كانت درعا والقنيطرة أولى الجبهات، فإن قلب سوريا كله جبهة، وما دامت الشعوب تنهض، فالصهاينة إلى زوال.. مهما طال الليل.