إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

وجهت الحرب الدائرة في السودان منذ عدة شهور ضربة قاضية للاقتصاد السوداني، الذي كان يمر بمرحلة صعبة أصلا، بسبب سنوات من الحروب والعزلة مع استمرار إغلاق المصارف وتوقف حركة الاستيراد والتصدير وانهيار قيمة العملة المحلية.

وخلفت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، التي اندلعت في أبريل/ نيسان، آلاف القتلى بينهم بين عشرة و15 ألف قتيل في مدينة واحدة في إقليم دارفور (غرب)، وفق تقديرات خبراء من الأمم المتحدة.

كما أدى القتال إلى نزوح أكثر من عشرة ملايين سوداني داخل البلاد وإلى دول الجوار.

دفع الرسوم للطرفين

كان رجل الأعمال السوداني أحمد الخير (اسم مستعار) الذي يعمل في تصدير الصمغ العربي خزّن قبل الحرب، كمية كبيرة من الصمغ جنوب الخرطوم من أجل تصديرها.

ويقول لوكالة الأنباء الفرنسية: "دفعت لإخراج كمية الصمغ من العاصمة أموالا كثيرة لأفراد من قوات الدعم السريع. وعند وصولي إلى منطقة سيطرة الحكومة طُلب مني دفع رسوم أخرى".

تحمّل أحمد الخير هذه الرسوم من أجل نقل بضاعته إلى مدينة بورتسودان في الشرق حيث الميناء الوحيد العامل في البلاد. ويقول "طلبت مني السلطات المحلية في بورتسودان رسوما جديدة، كما تضاعف إيجار المخازن ست مرات".

ويُستخلص الصمغ من عصارة صلبة مأخوذة من شجرة الأكاسيا، وهو مستحلب ذو أهمية كبيرة يُستخدم في صناعات شتى، من المشروبات الغازية إلى العلكة مرورا بالمستحضرات الصيدلانية.

اقرأ أيضاطفل يموت كل ساعتين... شبح المجاعة يهدد آلاف السودانيين النازحين فرارا من الحرب

والسودان في صدارة البلدان المنتجة للصمغ، ويستحوذ على حوالى 70% من تجارته العالمية، بحسب الوكالة الفرنسية للتنمية.

وعلى الرغم من كل هذه التكلفة وإيصال البضاعة إلى المدينة السودانية المطلة على البحر الأحمر، لم تكف أموال رجل الأعمال السوداني لإتمام عملية التصدير. ويقول "لم أستطع تصدير الصمغ حتى الآن".

وأفاد تقرير لهيئة الموانئ السودانية عن تراجع حجم الصادرات والواردات في العام 2023 بنسبة 23% مقارنة بالعام السابق له.

غياب الدولة ومعاناة المصدرين

ولا تتوقف التعقيدات عند هذا الأمر، إذ زادت معاناة المصدرين بشكل عام إثر قرار من وزارة المالية السودانية برفع قيمة "الدولار الجمركي"، أي مؤشر تعرفة الجمارك في حال تذبذب أسعار الصرف، ليسجل 950 جنيها بدلا من 650 جنيها.

ويقول الرئيس السابق للغرفة التجارية السودانية الصادق جلال "هذا القرار بمثابة تدمير للاقتصاد".

وانخفضت قيمة العملة المحلية السودانية إزاء الدولار الأميركي منذ اندلاع الحرب ليسجل سعر صرف الدولار حاليا 1200 جنيه مقابل 600 جنيه في نيسان/أبريل الماضي.

كما أدت الحرب إلى توقف 70% من فروع المصارف في مناطق القتال، بحسب تقرير لبنك السودان المركزي، و"تم نهب ممتلكات وأصول وموجودات البنوك".

ويقول المحلل الاقتصادي السوداني محمد شيخون لوكالة الأنباء الفرنسية: "الحرب زادت من قتامة وضع القطاع المصرفي السوداني الذي يعاني بالفعل من مشكلات هيكلية".

وللعام الثاني على التوالي، لا تقر موازنة الدولة في السودان. ويرى الخبير الاقتصادي هيثم فتحي أن ما يحدث "يعكس الغياب التام للدولة السودانية، ما يؤثّر على الاقتصاد بكل قطاعاته".

"استمرار معدلات النمو السلبية"

وأفاد صندوق النقد الدولي في تقرير الشهر الماضي بأن "الصراع في السودان أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، كما توقف النشاط الاقتصادي في أجزاء كبيرة من البلاد، ما ساهم في استمرار معدلات النمو السالبة (..) عقب الانكماش الحاد الذي شهده عام 2023".

وكانت المؤسسة المالية الدولية توقعت انكماش اقتصاد السودان لعام 2023 بنسبة 18%.

ومع توسع الحرب إلى ولاية الجزيرة في وسط السودان، والتي تضم أحد أكبر المشروعات الزراعية في القارة الأفريقية على مساحة مليوني فدان، تراجعت المساحة الزراعية في البلاد لتصبح المحاصيل المزروعة تغطي مساحة 37% فقط من إجمالي الأراضي المهيئة للزراعة، بحسب تقرير أعده مركز "فكرة" السوداني للدراسات والتنمية.

ويقول المحلل الاقتصادي السوداني محمد الناير لوكالة الأنباء الفرنسية: "امتداد العمليات العسكرية إلى ولاية الجزيرة أثر على  الإنتاج الزراعي في البلاد".

وحذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الأربعاء من أن الحرب  في السودان  دفعت البلاد إلى "شفير الانهيار"، إذ تعاني الغالبية العظمى من السكان من الجوع.

وقال مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان  إيدي رو لصحافيين في بروكسل "في هذه المرحلة، أقل من 5% من السودانيين يستطيعون تأمين وجبة كاملة في اليوم".

 

 

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج السودان نازحون السودان مجاعة منظمة الصحة العالمية اقتصاد فقر عبد الفتاح البرهان محمد حمدان دقلو حميدتي فرنسا الحرب بين حماس وإسرائيل غزة حصار غزة تونس الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا فی السودان

إقرأ أيضاً:

مصر تستعد لرئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي وتسعى لدفع الجهود لحل الأزمة السودانية

صرح السفير محمد جاد، مندوب مصر الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، بأن المجلس سيتجه إلى زيارة بورتسودان، وهي أول زيارة منذ بدء الحرب في السودان في 15 أبريل 2023..

التغيير: الخرطوم

تعمل مصر على تعزيز جهود الاتحاد الأفريقي للتعامل مع الوضع في السودان، وذلك من خلال رئاستها المقبلة لـ«مجلس السلم والأمن الأفريقي» في أكتوبر 2024، حيث تتطلع إلى دفع الحلول السلمية للأزمة السودانية.

وصرح السفير محمد جاد، مندوب مصر الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، بأن المجلس سيتجه إلى زيارة بورتسودان، وهي أول زيارة منذ بدء الحرب في السودان في 15 أبريل 2023.

وتهدف هذه الزيارة إلى تعزيز التضامن مع الشعب السوداني ودعم مؤسسات الدولة السودانية.

تأتي هذه الخطوة في إطار دور مصر في توجيه المجلس والاتحاد الأفريقي نحو الاطلاع عن كثب على الوضع في السودان وتحفيز المجلس لتحمل مسؤولياته في دعم عملية السلام.

وتأتي رئاسة مصر للمجلس في ظل تحديات إقليمية ودولية متعددة على مستوى القارة الأفريقية، حيث من المنتظر أن تعزز مصر دور المجلس في صون السلم والأمن الأفريقي.

ويشير السفير جاد، نقلاً عن الشرق الأوسط، إلى أن الرئاسة المصرية ستسعى لتفعيل جهود المجلس في مواجهة التحديات الأمنية والتنموية.

وخلال رئاسة المجلس، سيتم تنظيم عدة فعاليات تشمل زيارة إلى القاهرة لعقد اجتماع مع وزير الخارجية المصري، ومشاورات مع جامعة الدول العربية.

كما سيعقد المجلس جلسات لمناقشة قضايا متعددة، من بينها الأمن والتنمية، وتمويل عمليات السلام الأفريقية، والتطورات في الصومال، إلى جانب قضايا المرأة والسلم والأمن، وأثر المناخ على الأوضاع الأمنية في القارة.

يذكر أن مصر قد حصلت بالإجماع على عضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي لمدة عامين، بعد انتخابها ممثلة لإقليم شمال أفريقيا خلال اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في فبراير 2024.

الوسومأفريقيا السودان مجلس السلم والأمن الأفريقي مصر

مقالات مشابهة

  • توضيح من الخارجية السودانية تؤكد فيه التزام السودان بحرمة المقار الدبلوماسية
  • بيان جديد للخارجية السودانية حول اتهام الجيش باستهداف مقر سفير الإمارات بالخرطوم
  • قطر وبربادوس والوقوف مع الحق السوداني والإنساني
  • الخارجية السودانية: بيان الإمارات كاذب ودورها مستمر بتسعير الحرب في البلاد
  • مصر تستعد لرئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي وتسعى لدفع الجهود لحل الأزمة السودانية
  • وفاة الشاعر السوداني محمد المكي إبراهيم.. الموت في زمن الشتات ورحيل هرم شعري ناطق
  • شاهد بالصورة والفيديو.. “زردية” البرهان تتحول لترند عالمي.. مواطن “صيني” يثير ضحكات المتابعين بتقليده إشارة قائد الجيش السوداني ويقول: (مافي كلام)
  • عقار يناقش أداء الحكومة واستعدادات امتحانات الشهادة السودانية
  • الحرب ,,, والموبقات الثلاث
  • أهداف وحصاد التدخل الدولي في السودان