شويغو يتفقد قواته.. وقائد الجيش الأوكراني يتعهد بالنصر
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قواته في مناطق تسيطر عليها في أوكرانيا، بينما أعلنت القيادات الأوكرانية تعهدها بالنصر، وأعلنت استهداف مصنع روسي للصلب.
المزيد من الانسحابات
أفاد الجيش الروسي، أمس السبت، أن شويغو قال للجنود في أحد مراكز القيادة «اليوم، من حيث نسبة القوات، فإن الأفضلية لنا». وجاء في بيان الجيش أن شويغو أُبلغ أن القوات الروسية في وضع هجومي بعد السيطرة على مدينة أفدييفكا الصناعية الاستراتيجية.
قال إيغور كيماكوفسكي، مستشار رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، إن الفصائل المسلحة والأوكرانية انسحبت من عدة مواقع بالقرب من مدينة أفدييفكا التي سيطر عليها الجيش الروسي مؤخراً. وأضاف أن التشكيلات المسلحة الأوكرانية التي انسحبت من أفدييفكا، تحت ضغط المدفعية الروسية والقنابل المنزلقة، اضطرت إلى التخلي عن مواقعها بالقرب من بلدة لاستوشكينو. وأوضح أن الهجمات على القوات الأوكرانية في هذا الجزء من الجبهة، تتم من عدة اتجاهات في وقت واحد. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس السبت، أن قواتها أسقطت طائرتين من طراز «ميغ-29» قرب بلدتي ياسينوفويه وسيليدوفو في دونيتسك الشعبية، و92 مسيرة في مناطق متفرقة خلال آخر 24 ساعة.
وذكرت الوزارة في تقرير لها أن إجمالي خسائر القوات الأوكرانية خلال اليوم قبل الماضي وصل إلى 1035 جندياً على مختلف محاور القتال.
تعهد بالنصر
قال القائد الأعلى للجيش الأوكراني، ألكسندر سيرسكي، السبت، إن أوكرانيا ستنتصر على «الظلام»، في الذكرى السنوية الثانية للحرب . وكتب سيرسكي على تلغرام «أنا مقتنع بأن انتصارنا يكمن في الوحدة. وهذا سيحدث بالتأكيد. لأن النور دائماً ينتصر على الظلام!».
وقال لا تزال أوكرانيا مصممة على القتال من أجل «كل شبر من أرضنا».
هجوم على مصنع للصلب
قال مصدر أوكراني، أمس السبت، إن مسيرات أوكرانية هاجمت مصنعاً روسياً كبيراً لصناعة الصلب خلال الليل قبل الماضي، ما تسبب في اندلاع حريق ضخم. وأضاف «تُستخدم المواد الأولية من هذه المنشأة في تصنيع الصواريخ والمدفعية والطائرات المسيرة الروسية. لذلك هي هدف مشروع لأوكرانيا». ولم يحدد موقع المصنع. وذكر حاكم منطقة ليبيتسك الروسية أن إنتاج المصنع، الواقع في المدينة التي تحمل نفس الاسم وتبعد نحو 400 كيلومتر شمالي الحدود الأوكرانية، يمثل نحو 18 بالمئة من إنتاج روسيا من الصلب. وقُتل شخص وجُرح ثلاثة آخرون على الأقل إثر تحطم مسيّرة روسية في ساعة متأخرة الجمعة على مبنى سكني في مدينة أوديسا بجنوب أوكرانيا.
ضبط النفس
دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إلى «أقصى درجات ضبط النفس» بعد سلسلة انفجارات وقعت الأسبوع الماضي قرب محطة زابوريجيا النووية الخاضعة لسيطرة روسيا. وجاء في بيان لغروسي أن خبراء في الوكالة «متمركزون في محطة زابوريجيا أفادوا بسماع انفجارات يومية في الأسبوع الماضي، بما في ذلك انفجار في وقت متأخر الجمعة يبدو أنه وقع قرب المحطة». والخميس سمع دوي انفجارات عدة أحدها «قوي على نحو غير اعتيادي، ما يشير إلى أنه وقع على مقربة من الموقع».
وأعرب غروسي عن «قلقه البالغ» حيال سلامة المحطة وأمنها.
تحقيق في 122 ألف جريمة حرب
قال المدعي العام الأوكراني أندريه كوستين إن كييف بدأت تحقيقات في أكثر من 122 ألف حالة يشتبه في أنها جرائم حرب منذ بدء الحرب الروسية قبل قرابة عامين. وأضاف كوستين لرويترز على هامش مؤتمر حول القانون الجنائي الدولي في برلين «حددنا بالفعل 511 جانياً. وصدرت في المحاكم الأوكرانية بالفعل 80 إدانة» أغلبها أحكام غيابية. وقال كوستين إن عدد جرائم الحرب المشتبه في ارتكابها من المتوقع أن يزداد.
صحيفة الخليج
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
وقف الحرب الأوكرانية فرصة لإعادة ترتيب العلاقات الأمريكية الروسية
في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وقف النار بين روسيا وأوكرانيا، بدأت موسكو وواشنطن مناقشات حول العلاقات الاقتصادية في المستقبل. ولطالما كانت العقوبات الاقتصادية من أقوى أدوات السياسة الخارجية الأمريكية طيلة عقود.
عقوبات اليوم هي أكثر دقة، وتستهدف أفراداً بعينهم ومؤسسات
وكتب أليكس ليتل في مجلة ذا ناشيونال إنترست الأمريكية، أن القيود على الوصول إلى الشبكات المالية العالمية والتقنيات المتقدمة، والأسواق المربحة، أدت إلى عقوبات اقتصادية فعّالة على الدول المستهدفة. كما استخدمت هذه الإجراءات ضد شخصيات، ما أدى إلى تعطيل الأنشطة المهنية، بينما أضعفت العقوبات المفروضة على الشركات أو الحكومات، قدرتها التنافسية.
وعدلت الولايات المتحدة استخدامها للعقوبات مع مرور الزمن. وعقوبات اليوم هي أكثر دقة، وتستهدف أسماء بعينها ومؤسسات، بينما تقلل الضرر على اقتصادات أمريكا والحلفاء، بحيث تعزل العوامل السيئة، وتتجنب التسبب في أزمات انسانية غير مقصودة.
The U.S. placed 16,000 sanctions on Russia to isolate its economy.
It fueled war in Ukraine to isolate Russia politically and militarily.
Yet Putin is now more embraced than ever by the Global South.
The BRICS Summit is proof. Not even the Western media can deny it anymore. pic.twitter.com/hY8bfiEzUb
ومع ذلك، ورغم تعقيداتها، فإن العقوبات تخفق أحياناً في تحقيق غرضها الرئيسي، فرض تغييرات في السياسات الخارجية للدول المُستهدفة، والسبب واضح، فالسياسة الخارجية لا تعمل في فراغ، وهي تعكس أساساً الطموحات والإيديولوجيات والمصالح وديناميات السياسة الداخلية، لزعماء الدول. وتُفرض العقوبات عادة على دول مستبدة، يكون هدفها الأساسي الحفاظ على النظام السياسي. وعندما تستهدف أمة بالعقوبات، فإن الولايات المتحدة تضع نفسها عدواً وجودياً لتلك الأمة، ما يقوي هيكلية السلطة التي ترمي إلى إضعافها وإرغامها على الدخول في مواجهة.
سردية قويةوعندما تفرض واشنطن عقوبات، فإنها تسلّم هذه الأنظمة سردية قوية مفادها أن الدولة المُستهدفة، المُهددة من قوة أجنبية معادية، يجب أن تتكاتف حول قيادتها. في حالة روسيا، أتاحت العقوبات لنظام الرئيس فلاديمير بوتين التهرب من المسؤولية عن إخفاقاته السياسية والاقتصادية وسوء إدارته، بدل أن تكون شكلاً من أشكال الإكراه. وهذا لا يسهم إلا في تعزيز التماسك الداخلي، وإطالة أمد النظام، وتقليل احتمال أي إصلاح ذي معنى.
وإذا ثبّت أن العقوبات غير فعّالة في عكس مسار الحرب أو انضاج تغيير ديموقراطي، فما الذي يجب أن يكملها أو يحل محلها؟ إن الجواب معقد ويختلف باختلاف الطيف الجيوسياسي. وفي حالة روسيا، فإن العقوبات الغربية لم تغير سياستها الخارجية. وفي واقع الأمر، فإن الولايات المتحدة تتحول في مقاربتها لموسكو.
US expands sanctions against Russia
The new measures target companies in countries such as China in a bid to 'discourage' trade with Moscowhttps://t.co/04MCiKwNR3 pic.twitter.com/6XGWnf1xPG
إن روسيا المثالية، من منظور الولايات المتحدة، دولة مستقرة وديموقراطية وبناءة، تعيش في سلام مع جيرانها، وتحافظ على توازن القوى في أوراسيا، خاصةً مع الصين. وبصفتها "عامل توازن"، يمكن لروسيا نظرياً مواجهة طموحات الصين المتنامية، والمساعدة في معالجة التحديات الاقتصادية والديموغرافية التي تواجه أوروبا، وإعادة توجيه نفسها نحو التنمية الاقتصادية بدل الانخراط في المواجهة الجيوسياسية. لم تقترب عزلة روسيا الاقتصادية والمالية والسياسية من تحقيق هذه الأهداف، رغم أنها بعيدة المنال. بل عززت المصالح الراسخة والمجمع العسكري الصناعي، الذي يستفيد من الصراع الدائر.
المصالح الأمريكيةوبعد أن تنتهي الحرب في أوكرانيا، فإن رفع العقوبات وتعزيز التنمية الاقتصادية في روسيا، من شأنهما خدمة المصالح الأمريكية على نحوٍ أفضل، مع الإجراءات العقابية الحالية. وبطبيعة الحال، لن ترحب كل الأطراف الموجودة في روسيا بمثل هذا التحول. إذ أن العقوبات أفضت إلى بروز "اقتصاد ظل".
إن بعض المنتفعين مثل ميخائيل شيلكوف، الذي يملك غالبية الأسهم في شركة "فسمبو-أفيسما" الرائدة في إنتاج التيتانيوم، وطاهر غارييف، الذي يسهل صادرات النفط الروسي، انتفعا إلى حد كبير من اقتصاد الحرب، الذي فكك بفاعلية أي رمز للرأسمالية المنافسة.
إن احتمال وضع حد للحرب في أوكرانيا، يوفر فرصة جديدة لإعادة انتاج العلاقات الروسية الأمريكية. إن مساراً جديداً يمنح الأولوية للانخراط الاقتصادي على حساب سياسة الإكراه، من شأنه تمهيد الطريق لروسيا مستقرة وقادرة على التعاون مع الغرب.
إن مثل هذه السياسة لن تكون خالية من المخاطر، لأن التغيير لن يحصل فوراً. ورغم ذلك، فإن التاريخ أثبت أن الأمم القوية لا تتجاوب مع محاولات الإذلال، وأن الانخراط المستدام يبنى على الاحترام المتبادل بدل فرض الطاعة. ويبدو أن ترامب راغب في تعديل السياسة الأمريكية. ويمكن أن يجد أن الشراكة الاقتصادية مع موسكو، مفيدة للشركات الأمريكية، ولجعل أوروبا أكثر سلمية.