ماذا وراء ربط صندوق النقد مساعداته لمصر بقضية النازحين من غزة؟
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
تسارعت وتيرة مباحثات مصر المعلقة مع صندوق النقد الدولي، بشأن حزمة المساعدات المالية منذ عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وبدء العدوان على قطاع غزة، الذي أثر بشكل واسع على اقتصاد مصر، على أكثر من صعيد وقطاع اقتصادي حيوي مثل قناة السويس والسياحة والاستثمارات المباشرة.
ودأب صندوق النقد على ربط برنامج القرض وزيادته بتداعيات الحرب على دول المنطقة، وكان آخرها أن مصر بحاجة ماسة وقوية إلى حزمة دعم شاملة للتعامل مع الضغوط التي يشكلها نزوح اللاجئين بسبب الحرب في غزة، مشيرا إلى أن المحادثات لتعزيز برنامج القرض تحرز تقدما ممتازا، ما أثار انتقادات واسعة بشأن ربط زيادة القرض بقضية النازحين.
وقالت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي جولي كوزاك -في مؤتمر صحفي - إن فريق الصندوق والسلطات المصرية اتفقوا على العناصر الرئيسية في تعديل البرنامج في إطار المراجعتين الأولى والثانية اللتين تم دمجهما لقرض مصر الحالي البالغ ثلاثة مليارات دولار، وإن "السلطات عبرت عن التزام قوي" بها، دون الكشف عن تفاصيل الحزمة لأن المفاوضات ما زالت مستمرة.
وفيما يتعلق بالضغوط التي تفرضها قضية النزوح من قطاع غزة على المحادثات، قالت كوزاك "هناك حاجة إلى حزمة دعم شاملة جدا لمصر، ونعمل عن كثب شديد مع كل من السلطات المصرية وشركائها لضمان ألا يكون لدى مصر أي احتياجات تمويل متبقية، وأيضا لضمان قدرة البرنامج على تحقيق استقرار الاقتصاد الكلي والاستقرار المالي في مصر".
تراجع الإيرادات
وأقر رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، أن إيرادات قناة السويس تراجعت، بنسبة تراوحت بين 40% و50%، والتي بلغت نحو 10 مليارات دولار؛ بسبب اضطراب حركة الملاحة في البحر الأحمر على خلفية هجمات الحوثيين.
وهو ما أشارت إليه منصة بيانات "بورت واتش" التابعة إلى صندوق النقد الدولي إلى أن حركة الشحن عبر قناة السويس في الأيام السبعة المنتهية في 13 فبراير انخفضت 55 بالمئة عن الفترة نفسها من العام السابق، بينما زادت حركة الشحن حول رأس الرجاء الصالح نحو 75 بالمئة.
ورغم نفى مصدر مسؤول مصري لقناة إكسترا نيوز التابعة لمجموعة المتحدة للإعلام (التي تمتلكها السلطة) ما تم تداوله بشأن إجراء مباحثات مصرية مع صندوق النقد؛ للحصول على دعم إضافي بسبب حرب غزة.
في السياق، قال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الجمعة، إن الحكومة تعمل حاليا على إنهاء الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، كما أنها مستمرة في إجراءاتها التي أقرتها وثيقة سياسة ملكية الدولة، من حيث تمكين القطاع الخاص، وزيادة فرص مشاركته في القطاعات التنموية.
وأعلنت الحكومة المصرية، الجمعة، عن أكبر صفقة في تاريخها مع دولة الإمارات لتنفيذ مشروع تطوير وتنمية مدينة "رأس الحكمة" على الساحل الشمالي الغربي، باستثمارات مباشرة تصل إلى 35 مليار دولار تصل في غضون شهرين فقط.
يعني منع دخول المساعدات من #معبر_رفح ، لم يكن بسبب الضعف والفشل في حماية الشاحنات من الاستهداف الإسرائيلي، كما قال لنا "ضياء رشوان"... بل كان خسة وخيانة وتآمر على تهجير ابناء #غزة .. من أجل حفنة قروض جديدة!!!
* المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، تقول أنها بدأت مناقشات مع السلطات… pic.twitter.com/pP0XXqmsbh
ماذا تفهم من هذا الخبر؟ ماذا تفهم من إعلان صندوق النقد الدولي أنه ينسق مع مصر بخصوص "اللاجئين المحتملين من غزة" ؟! pic.twitter.com/npCUWHmuyU
— جمال سلطان (@GamalSultan1) February 22, 2024معناه ايه الكلام ده؟؟؟#صندوق_النقد يضمن عدم تعرض #مصر لأي احتياجات مالية زائدة في حالة تعرضها "للائجين محتملين من #غزة" ؟!؟
هوا بالصلاة على النبي كده فيه احتمال للائجين من غزة؟ وفيه مناقشات مع الصندوق انه يغطي احتياجاتهم؟؟
وبعد كده، يطلع يقولك والله ما هيحصل؟
طول عمركم كدابين… pic.twitter.com/sKbp1GLNYP
لم يستبعد السياسي المصري، محمد شريف كامل، أن يعجل صندوق النقد الدولي من صرف الشرائح المعلقة ويرفع حجم المساعدات إلى مصر على خلفية قضية النازحين المحتملين من قطاع غزة، وقال إن "تصريحات صندوق النقد الدولي عن حزمة مالية لمصر لمواجهة ضغوط النازحين، هي رسالة للشعوب العربية بأن من يقبل التعايش مع المخطط (الأمريكي – الإسرائيلي) سيجد بعض الدعم من المنظومة العالمية المسيرة لصندوق النقد الدولي والمتسببة في كل الأزمات السياسية والاقتصادية التي يواجهها الشعب العربي".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21": أن "سياسة صندوق النقد التي تمارسها بتأييد كامل من الدول الغربية والولايات المتحدة على وجه الخصوص، لم تبدأ من فراغ ولكن منظومة كامب ديفيد التي تسيطر على الأمور وتفتت التضامن العربي مهدت لما وصلنا إليه الآن".
فيما يتعلق بالتنسيق المصري الإسرائيلي، بين كامل "أنه بلا شك وللأسف فالتنسيق بين مصر والكيان الصهيوني هو أمر واقع فرضته كامب ديفيد على الشعوب العربية التي استسلمت لهذا الوهم، الذي بدأ بتسليم أوراق اللعبة للولايات المتحدة وتفاقم حتى يومنا هذا".
إشارة ضمنية
من جهته، اعتبر الباحث في الشؤون الأمنية، أحمد مولانا، أن "تصريحات صندوق النقد الدولي تشير ضمنا إلى ربط زيادة القروض بتماهي مصر مع المطالب الإسرائيلية، والموقف المصري منذ بداية العدوان المقيد لمرور المساعدات أو خروج الجرحى بموافقات إسرائيلية مسبقة ، يمثل عمليا مشاركة في خنق قطاع غزة وحصار أهله، وإيجاد بيئة دافعة للتهجير".
وأضاف لـ"عربي21": "وفي المقابل يجني النظام المصري المزيد من التمويل والمساعدات الأجنبية لحل أزماته الاقتصادية التي لا تنتهي مثل لاعب القمار الدائم الخسارة ودائم الاستدانة، ونظام السيسي لا يرفض التهجير ولكنه يساوم للحصول على أكبر مقابل مالي ومكتسبات، وشعاره لو ينفع اتباع لاتباع".
ورأى مولانا أنه "لا يمكن المراهنة على نظام السيسي من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية أو حقوق الفلسطينيين، فإذا كان قد تنازل عن جزء من سيادة مصر بالتخلي عن جزيرتي تيران وصنافير، وثروات المصريين في البحار والأنهار هل يتوقع أن يحافظ على أرض الفلسطينيين".
في وقت سابق من الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال مؤتمر ميونخ للأمن، إن: "حماس خارج الأغلبية المقبولة، المعترفة بإسرائيل، والتي تريد التسوية، مثل السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، بسبب رفضها التنازل عن دعم العنف، لكن يجب أن تكون هناك محاسبة لماذا تم تعزيز قوة حماس في غزة، وتمويلها من أجل إدامة الانقسام بينها وبين بقية الكيانات الرئيسية لصنع السلام".
وعلى صعيد تهديدات الاحتلال لرفح، اعتبر أن الهجوم هناك سيشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري، وسيكون هناك تبعات كارثية لتهجير السكان، ويعد انتهاكا للقانون الدولي الإنساني داخليا وخارجيا، ولكنه أشار إلى استعداد بلاده للتعامل مع الأمر إنسانيا إذا تم فرضه كأمر واقع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر غزة اقتصاد صندوق النقد النازحين مصر اقتصاد غزة صندوق النقد النازحين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صندوق النقد الدولی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بالصور.. الدور المصري في تطوير الفلسفة في ثاني أيام مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد اليوم، بيت الفسلفة بالفجيرة فعاليات اليوم الثاني من الدورة الرابعة من مؤتمر الفجيرة الدولى للفلسفة، المقام هذا العام تحت شعار "النقد الفلسفى".
تضمن برنامج اليوم عدة محاضرات لأبرز أساتذة الفلسفة العرب والأفارقة، حيث تضمنت الجلسة الأولى التي أدارتها د. دعاء خليل محاضرتين، جاءت الأولى تحت عنوان "الأساس الفلسفي للنقد الأدبي" وطرحت فيها الناقدة الإماراتية د. مريم الهاشمي عدة تساؤلات عن فلسفة الفوضى وفلسفة الآلة، ومدى قدرة النقد على احتواء الفلسفة، وماذا تريد الفلسفة في الأساس من النص الإبداعي.
وتناولت "الهاشمى" خلال محاضرتها المراحل التي مر بها النقد مع التطور الإنسانى والفكرى حتى أصبح له منهجية واضحة.
بينما تحدث د. سليمان الضاهر أستاذ الفلسفة اليونانية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية عن "النقد وبداية التفلسف" من خلال طرح بعض النقاط في ورقة عمل اعتبرها ملخصا لأحد أبحاثه، فسلط الضوء على كيف انتقل الإنسان القديم خلال مرحلة الوعي الأسطورى التي كان يتقبل فيها الخلق دون نقد أو طرح أي سؤال - لأنه كان يتوافق مع رغباته الإنسانية - إلى مرحلة النقد الفسلفي.
وشرح "الضاهر" كيف انتقل الفكر الفلسفي من السؤال النظرى إلى مرحلة السؤال العملى التي جعلت النقد الفلسفي اكثر إلتصاقا بالإنسان.
وفي نفس السياق، جاءت الجلسة الثانية التى رأسها د. سليمان الضاهر، فجاءت المحاضرة الأولى تحت عنوان "الإنصات بوصفه شرطا أوليا للنقد" حيث تحدث فيها د. عبد الله المطيري عن العلاقة الوثيقة بين الإنصات والنقد، وكيف يسهم الإنصات في تطوير الحوار والفكر النقدي، كما أكد أن الإنصات هو النداء الذي تستجيب له اللغة لتلد حوارا.
تلى ذلك محاضرة بعنوان "النقد والسؤال" تحدث فيها د. عبد الله الجسمي عن طبيعة العلاقة بين النقد والسؤال على مستوى التقديم والتفكير وطبيعة الوظيفة النقدية للفلسفة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المنهج النقدي في المدارس الفلسفية التقليدية الذي كان مقيد بالمسلمات وخاضع لطبيعة الحقيقة الكلية التي يؤمن بها الفيلسوف.
وعلى صعيد آخر، جاءت الجلسة الثالثة والأخيرة التى قدمت باللغة الإنجليزية والتي رأسها د. مشهد العلاف، حيث حاضر في تلك الجلسة الناقد الأفريقي د. إيدوين إيتييبو بعنوان "الخطاب الفلسفي العربي والإفريقي ودوره في تجاوز المركزية الأوروبية" والذي أكد على أن تطور الفلسفة الغربية اعتمد في الأساس على نظريات وفلاسفة العرب، بالرغم من أنهم يعتبرون تاريخ الفلسفة الأوروبية وكأنه هو التاريخ الوحيد والأساسى في جميع أنحاء العالم.
مشيرا إلى رفضه لتهميش دور الفلسفة العربية والأفريقية رغم تميزها وتفردها، خاصة الفلاسفة الإسلاميين الذين أحدثوا تطورا كبيرا في هذا المجال، وانتقلت أفكارهم من خلال الترجمات من العربية إلى اللغات المختلفة، كما ضرب أيضا مجموعة من الأمثلة على وجود فلاسفة في مصر أسهموا بكثير من الدراسات في مجال الفلسفة منذ العصور الفرعونية القديمة، وكان أغلبهم يجمعون بين الفلسفة والطب والعلوم.
جديرا بالذكر أن هذا المؤتمر يقام بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة، ومن المقرر أن تختتم أعمال تلك الدورة غدا السبت باجتماع حلقة الفجيرة الفلسفية ورؤساء الجمعيات الفلسفية العربية، بجانب عرض نتائج دراسة حالة "أثر تعليم التفكير الفلسفي على طلاب الصف الخامس"، ثم توقيع اتفاقية تعاون بين "بيت الفلسفة" بالإمارات وجامعة بارى ألدو مورو.