بغداد بمواجهة العمال الكردستاني لأول مرة.. ما وراء سماح إقليم كردستان بذلك؟
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
لأول مرة منذ 30 عاماً، نشرت قوات عراقية تابعة لحرس الحدود في منطقة جديدة لم تطأها من قبل، على الحدود مع تركيا في محافظة دهوك شمالي العراق، التي تتبع إداريا لإقليم كردستان الفيدرالي.
تأتي هذه الخطوة في إطار خطة وزارة الداخلية العراقية لتحقيق السيطرة على الحدود الدولية ومنع التسلل والأنشطة المسلحة.
وهو ما جاء في بيان وزارة الداخلية قبل يومين، بأن قوة من لواء الحدود الأول نشرت في نقطة الصفر الحدودية مع تركيا في بلدة تابعة لمدينة العمادية بمحافظة دهوك.
وأوضح البيان أن المنطقة كانت غير مسيطر عليها سابقا وستشهد بناء مخافر مجهزة بأحدث التقنيات لرصد الحالات المشبوهة والتصدي للخارجين على القانون.
من جهته، قال المتحدث باسم القيادة المشتركة العراقية، اللواء تحسين الخفاجي، إن القوات العراقية تعمل على مسك كامل الشريط الحدودي مع جميع دول الجوار لضبط الحدود ومنع أي أنشطة غير قانونية.
وأشار إلى أن ذلك سيسهم في الاستقرار الأمني والمجتمعي في تلك المناطق.
"منفذ دخول للقوات التركية وعناصر PKK"
في السياق، أكد مصدر عسكري عراقي رفض الكشف عن اسمه لـ "عربي21"، أن الشريط الحدودي الذي وصلت إليه قوات حرس الحدود كان مهجورا وغير مسيطر عليه أمنيا لفترة طويلة.
وأشار إلى أن هذه المنطقة كانت تشهد "تسللا لعناصر حزب العمال الكردستاني، إضافة إلى دخول للقوات التركية إلى داخل الأراضي العراقية".
وبيّن المصدر أن مسك الشريط "سيمنع تنقلات القوات التركية داخل الأراضي العراقية وكذلك تسلل عناصر (بي كا كا) التي كانت تسفر عن اشتباكات بين الطرفين".
ويشن الجيش التركي باستمرار عمليات عسكرية برية وجوية ضد عناصر حزب "العمال الكردستاني ومواقعهم" في إقليم كردستان، وفي منطقة سنجار الجبلية، ومناطق شمال شرق سوريا.
وتقيم تركيا منذ 25 عاما عشرات القواعد العسكرية داخل الأراضي العراقية لمواجهة حزب العمال الكردستاني الذين لديهم معسكرات تدريب وقواعد خلفية في المنطقة.
وفي 17 نيسان/ أبريل 2022، أطلقت تركيا عملية "المخلب ـ القفل" ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في مناطق متينا والزاب وأفشين ـ باسيان بإقليم كردستان.
"صداع كبير"
في آخر لقاء إعلامي له، قال رئيس إقليم كردستان بشأن مشكلة تواجد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في الإقليم: "إن PKK حزب العمال صداع كبير لإقليم كردستان وللعراق أيضاً. هؤلاء لا يقيمون وزناً للمؤسسسات الشرعية لإقليم كردستان".
وأكد بارزاني أن حزب العمال "يهدد تركيا انطلاقاً من أراضينا، بينما نرفض تماما مبدأ تحويل أراضي إقليم كردستان إلى مصدر تهديد لجيراننا سواء أكان هذا الجار تركيا أم إيران".
وأضاف: "لا يمكن أن يتخذ معارضو هذه الدول من إقليم كردستان منطقة آمنة لخلق المشاكل لهذه الدول".
وأعرب عن أسفه في أن "حزب العمال PKK يلعب دورا سلبيا جدا في هذا السياق ويستخدم المناطق الجبلية لإقليم كردستان ويحاول خلق المشاكل لتركيا. هذا غير مقبول مطلقا من جانبنا".
"العمال الكردستاني" بيدق إيران
وتعتبر مدينة السليمانية، القرببة ميولها من إيران، أبرز المعاقل التي يلجأ إليها عناصر "العمال الكردستاني"، السياسيين والعسكريين، وهو ما أثار غضب أنقرة، حيث تنفذ عمليات استهداف محددة ضد شخصيات عملت ضد الدولة التركية في صفوف الحزب، الأمر الذي وتّر علاقة أنقرة والسليمانية.
بالعودة إلى الماضي، فقد تواجد حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان، بعد مهاجمة تنظيم الدولة لمنطقة سنجار في 2014 التي تقطنها الطائفة الإيزيدية، وأعلنت قيادتها أنها ستنسحب بعد تحريرها، لكنها خالفت الأمر وبقيت هناك إلى يومنا هذا.
وبحسب مراقبين، فإن إيران تدعم حزب "العمال الكردستاني" المصنف على لوائح الإرهاب، وتمد عناصره بالأعتدة، وهذا التعاون يعود إلى فترة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق، وقد اعتبروه "ورقة ضغط" بيد طهران في مواجهة أنقرة.
ويؤكد الباحث السياسي العراقي المقيم في الولايات المتحدة، هيثم الهيتي، أن إشكالية حزب "العمال الكردستاني" معقدة، إذ تستخدمه إيران كأداة سياسية وأمنية في المنطقة، لافتا إلى أن طهران تستفيد من الحزب المتمرد في إقليم كردستان في مسألة علاقته مع تركيا بغرض وضعه أمام وضع حرج.
أربيل وضعت بغداد في واجهة الصراع
يكمل الهيتي حديثه لـ"عربي21": "موافقة أربيل على نشر قوات اتحادية لأول مرة، وتحمل العلم العراقي في حدودها الإدارية، تعكس كمية الضغط الإيراني على إقليم كردستان، التي تتزايد عبر قرارات الحكومة العراقية".
ولفت إلى أن أربيل تبحث في خضم هذا الصراع أن يكون لهم ملجأ، والأقرب إليها هو الجانب التركي.
وتابع: "حتى لو كانت هناك علاقة كردية – كردية مع حزب العمال، فإنهم يرغبون ككرد التخلص من المسؤولية أمام تركيا من اتهامات توفير منافذ أو مواقع لحزب العمال".
الباحث السياسي، أشار إلى أن إقليم كردستان "سمح للحكومة العراقية بحماية المنطقة التي يتواجد بها حزب العمال، حتى تحرج سياسيا الحكومة العراقية مع إيران وتركيا وتحملها المسؤولية الكاملة أمام الطرفين".
وأوضح أن هذه الخطوة ستبين للأتراك أن الكرد في كردستان العراق ليسوا هم من يقومون بدعم حزب العمال الكردستاني، وفق حديثه.
ووصف الهيتي هذه الخطوة الكردية في التعامل مع الحكومة العراقية عبر سماح الوقات العراقية في الانتشار بتلك المناطق هي "استراتيجية سياسية ذكية جدا في جعل الحكومة في مواجهة مباشرة أمنية مع الإيرانيين والأتراك في الفترة المقبلة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية تركيا دهوك حزب العمال الكردستاني إيران إيران تركيا حزب العمال الكردستاني دهوك المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال الکردستانی لإقلیم کردستان إقلیم کردستان إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل أطلق بهجلي مسألة حل “الكردستاني” دون علم أردوغان؟
أنقرة (زمان التركية) – اكتسبت الدعوة التي أطلقها رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، بالإفراج عن رئيس تنظيم العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، مقابل تصفية التنظيم عبر منصة البرلمان بعدا مختلفا على خلفية الادعاءات المثارة مؤخرا حول عدم معرفة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالأمر.
وفي الثاني والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول، أطلق بهجلي دعوة لإجراء التعديلات القانونية المتعلقة بحق الأمل والسماح لأوجلان بإلقاء كلمة خلال اجتماع الكتلة البرلمانية للحزب الكردي بالبرلمان شرط تصفيته تنظيم العمال الكردستاني.
وعقب هذه الدعوة، تمحورت الكواليس السياسية التركية حول نقاشات “بدء مفاوضات جديدة لحل الأزمة الكردية”.
وفي ظل الادعاءات حول “مفاوضات السلام”، تسبب التزام أردوغان الصمت تجاه الأمر لفترة طويلة وتعيين وصاه على ثلاث بلديات تابعة للحزب الكردي وتجديد بهجلي دعوته في إثارة ادعاءات حول وجود اختلاف في المواقف بين الحليفين بتحالف الجمهور ووجود مساعي لعقد انتخابات مبكرة.
نظريات متفاوتة داخل الحزب الحاكمعقب دعوة بهجلي، زعم عضو حزب العدالة والتنمية الحاكم، شامل طيار، أن أردوغان لم يكن على علم بالدعوة. وعزز التزام أردوغان الصمت الجزئي تجاه دعوة بهجلي ادعاءات طيار.
وتفيد المصادر بالحزب الحاكم أن إدارة الحزب طرحت تساؤلات على بعض الشخصيات قبل أن يطرح طيار ادعاءه.
وعقب اجتماع بهجلي بالكتلة البرلمانية في الثاني والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول قام أعضاء الحزب بسؤال إدارة الحزب حول ما يجري لتبلغهم إدراة الحزب أنها لا تمتلك أية معلومات عن الأمر بعد ولا يوجد تنسيق بهذا الصدد.
وفي المقابل أفاد عدد قليل من أعضاء الحزب أنه تم الإبقاء على الموضوع سري لكونه يتعلق بالأمن القومي وأنهم يحترمون هذه الخطوة.
ويرجع أعضاء حزب العدالة والتنمية، الذين يرون أن أردوغان والحزب لم يكونوا على علم بالأمر، السبب إلى اختلاف الآراء.
وترى مجموعة من أعضاء حزب العدالة والتنمية أن دعوة بهجلي يصعب تنفيذها وأن سبب الدعوة هو التجهيز للحديث عن سحق التنظيم وأنصاره نظرا لأن التيار الحاكم بادر بمساعي الحل لكن لم يجد مستجيب لها.
وتفيد مجموعة أخرى من أعضاء حزب العدالة والتنمية أنهم تلقوا معلومات حول إجراء عدة لقاءات مع أوجلان خلال الآونة الأخيرة وأن بعض المسؤولين توجهوا إلى شمال العراق بالتزامن مع هذه اللقاءات مشيرين إلى عدم علم بهجلي بالأمر وهو ما دفعه إلى إطلاق الدعوة في خطوة متحدية للحزب الحاكم لاتخاذه خطوة دون علمه.
ويعد النواب الأكراد هم أكثر المؤيدين لهذا الاعتقاد، بينما يعارضها البعض الآخر بحزم.
ويزعم أعضاء حزب العدالة والتنمية، الذين يمتلكون رؤية مقاربة لرؤية طيار، أن عملية التصالح السياسي مع حزب الشعب الجمهوري أثارت قلق بهجلي وهو ما دفعه إلى إطلاق هذه الدعوة لاكتساب ورقة ضغط لعقد انتخابات مبكرة مشيرين إلى أن بهجلي يعلم بأن دعوته لن تلقى استجابة وهو ما سيدفعه لاستخدام بطاقة الانتخابات المبكرة.
وهناك أعضاء من حزب العدالة والتنمية يرون أن حركة تعيين الوصاة مؤخرا جاءت بناء على مقترح وهو ما وضعهم في موقف صعب.
ويرى البعض أن أردوغان لم يكن على علم بدعوة بهجلي وأنه سيعقد اجتماع معه لإنهاء الخلافات بهذا الصدد.
البعض الأخر يقول إن دعوة بهجلي “مسألة انتقام” وأنه ربط خلال اجتماع الكتلة البرلمانية للحزب الأخير إعادة انتخاب أردوغان رئيسا بشرط مسبق.
ويزعم أعضاء من الحزب أن بهجلي أشار إلى التعديلات القانونية بعد حديثه عن إنهاء الإرهاب وتحسين الاقتصاد من أجل إعادة انتخاب أردوغان واصفين تلك الخطوة “بدعوة للتوافق”.
ويؤكد أعضاء الحزب أن التوافق قد يشكِّل”أرضة مشتركة” ولن يضيع حديث بهجلي “هباء” وإلا فقد يدعو بهجلي لعقد انتخابات مبكرة.
الحركة القومية يرفض ادعاءات “اختلاف الآراء”
على الصعيد الآخر، يرى جناح حزب الحركة القومية أنه لا يوجد اختلاف في الآراء وأن بهجلي قدم فرصة تاريخية لتحالف الجمهور الحاكم وأن أردوغان متفق على هذا الأمر، غير أن غالبية أعضاء الحزب لم يستطيعوا إخفاء معرفتهم بالأمر خلال اجتماع الكتلة البرلمانية.
وذكر أعضاء بالحزب أنهم يتلقون نص كلمة بهجلي قبل فترة من الاجتماع غير أن هذه المرة لم يتلقونه مما دفعهم لسؤال الشخصيات المطلعة عن الأمر ليخبروهم أن هذه المرة لن يستملونه مسبقا.
ويكتفي نواب حزب الحركة القومية بالتأكيد على أنهم سيواصلون السير مع حزب العدالة والتنمية وأن ادعاءات الخلاف لا تعكس الحقيقة.
هذا ويؤكد أعضاء الحزب أن بهجلي التقى مع ممتازر تركونه من الحين للآخر، غير أنهم يكذبون بشكل حاسم ادعاءات التشاور معه.
Tags: الانتخابات المبكرة في تركياتنظيم العمال الكردستانيدولت بهجليرجب طيب أردوغانعبد الله أوجلان