أبرز خمس فئات وترشيحات في حفل SAG Awards 2024
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
مباشرة من قاعة عرض (Shrine Auditorium & Expo Hall) في مدينة لوس أنجلوس الأميريكية تم تكريم الأفضل في التلفزيون والسينما تكهنا بالفائزون أيضا بجوائز الأوسكار أيضا، حيث سيقام حفل توزيع جوائز الأوسكار خلال أقل من شهر واحد، ولم يكن المرشحون لهذا العام محصورون بعدد قليل، فعلى عكس العام الماضي تضمن هذا العام زمرة كبيرة من أشهر نجوم السنيما.
وبالرغم من أداء مارغوت روبي وريان جوزلينج الرائع في باربي، وبالرغم أيضا من الإخراج المذهل الذي قدمته جريتا جيرويج، إلا أن باربي قد خسر في نهاية المطاف أمام أسطورة أوبنهايمر على الرغم من الأداء المتميز الذي قدمه فريق الممثلين في الفيلم.
وكانت المنافسة شديدة على الجانب التلفزيوني أيضا بين العديد من أعمال وإنتاجات التلفاز الرائعة التي قدمت في 2023، حيث حصل الموسم الرابع والأخير من (Succession) على خمسة ترشيحات (بما في ذلك ترشيحات سارة سنوك وكيران كولكين وماثيو ماكفادين وبريان كوكس) وجائزة الأداء المتميز لفرقة في مسلسل درامي.
ولمعرفة لمن ذهب تمثال الممثل في حفل توزيع جوائز (SAG) لعام 2024؟ تابعوا معنا قراءة المقال.
أداء متميز لممثل ذكر في مسلسل كوميديبريت غولدشتاين عن دوره في مسلسل تيد لاسوبيل هادرعن دوره في مسلسل في باريإيبون موس-باشراش عن دوره في مسلسل "ذا بير"جيسون سوديكيس عن دوره في مسلسل تيد لاسوالفائز: جيريمي ألين وايت عن دوره في مسلسل "ذا بير"
أداء متميز لممثلة في مسلسل كوميديهانا وادينغهام عن دورها في مسلسل تيد لاسو أليكس بورستين عن دورها في مسلسل السيدة الرائعة مايزلراشيل بروسناهان عن دورها في مسلسل السيدة الرائعة مايزلكوينتا برونسون عن دورها في مسلسل مدرسة أبوت الابتدائيةالفائزة: آيو إدبيري عن دورها في مسلسل "ذا بير"
أداء متميز لممثلة في فيلم تلفزيوني أو مسلسل محدودأوزو أدوبا عن دورها في مسكن للألم Painkillerكاثرين هان عن دورها في أشياء جميلة صغيرةPretty Little Thingsبري لارسون عن دورها في دروس في الكيمياء Lesson in Chmestryبيل باولي عن دورها في ضوء صغير Little Lightالفائزة: آلي وونغ عن دورها في Beef
أداء متميز لممثل ذكر في فيلم تلفزيوني أو مسلسل محدودمات بومر عن دوره في مسلسل زملاء المسافرين Fellow Travelersجون هام عن دوره في مسلسل فارجو Fargoديفيد أويلوو عن دوره في مسلسل رجال القانون Bass Reevesطوني شلهوب عن دوره في مسلسل القضية الأخيرة للسيد مونك: فيلم راهب Mr. Monk's Last Case: A Monkالفائز: ستيفن يون عن دوره في مسلسل لحم البقر Beef
أداء متميز لممثل ذكر في دور داعمستيرلنج ك. براون، الخيال الأمريكي American Fictionويليم دافو، Poor Thingsروبرت دي نيرو، قتلة زهرة القمر Killers of the Flower Moonالفائز: روبرت داوني جونيور، أوبنهايمر Oppenhimer
أعلى تصويت في مرتبة ثانية وبفارق بسيط، ريان جوسلينج، باربي Barbie
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: حفل توزيع جوائز أوسكار 2024 مارغوت روبي باربي فيلم oppenheimer عن دورها فی مسلسل عن دوره فی مسلسل أداء متمیز
إقرأ أيضاً:
الأثر الرجعي لطبقات ود ضيف الله: دورها في تقييد الفكر وتجذير الخرافة
إبراهيم برسي
20 أكتوبر 2020
كتاب “طبقات ود ضيف الله” يُعتبر واحدًا من أبرز الأعمال الأدبية والتاريخية في التراث السوداني، حيث يُقدم لنا نافذة على الحياة الدينية والاجتماعية في السودان خلال فترة السلطنة الزرقاء. ومع ذلك، فإن القراءة النقدية لهذا الكتاب تكشف عن إشكاليات جوهرية في مضمونه وأهدافه، تجعل من الضروري إعادة تقييم دوره وتأثيره، خصوصًا في السياق المعاصر. فبينما يُنظر إليه كوثيقة تاريخية مهمة، يُظهر تحليل أعمق أنه يفتقر إلى الموضوعية ويتسم بالنزعة العاطفية التي تضعف مصداقيته.
يعتمد كتاب “طبقات ود ضيف الله” على سرد الكرامات والخوارق التي يُنسبها إلى الأولياء والصالحين الذين وثق لسيرهم. هذا التركيز على الكرامات، مثل إحياء الموتى أو التنبؤ بالمستقبل، يضعف القيمة التاريخية للكتاب ويجعله أقرب إلى سجل شعبي مدفوع بالعاطفة الدينية، أكثر من كونه مصدرًا تاريخيًا موضوعيًا.
من الواضح أن ود ضيف الله تبنى رؤية تقديسية للأولياء، حيث غابت تمامًا محاولات تحليل الظواهر المرتبطة بهم بشكل نقدي، مثل استغلال النفوذ الديني أو التشدد. بدلاً من ذلك، اكتفى بتقديمهم كرموز مثالية خالية من العيوب، مما يجعل الكتاب أشبه بسجل للتبجيل لا يعكس الواقع المعقد الذي عاشته هذه الشخصيات.
إحدى الإشكاليات الكبرى في الكتاب هي تكريسه لثقافة الخرافة والغيبيات. من خلال تسليط الضوء على الكرامات والخوارق، يُعزز الكتاب نظرة تعتمد على الاتكال على القدرات الخارقة للأولياء، بدلًا من تعزيز قيم العمل والاجتهاد والعقلانية. مثل هذا السرد لا يخدم سوى تكريس التصورات الشعبية غير العلمية، مما يؤدي إلى تعزيز الجمود الفكري والابتعاد عن التفكير النقدي.
الأثر السلبي يظهر بشكل أكبر عندما يُستخلص الكتاب كمرجع يُعتمد عليه في تشكيل الهوية الدينية والثقافية، مما يؤدي إلى اعتماد تصورات مغلوطة وغير عقلانية عن الدين والحياة. الاعتماد على مثل هذه النصوص كمصدر رئيسي يُسهم في تغذية التخلف الفكري والثقافي، ويجعل المجتمع أكثر هشاشة أمام التحديات الفكرية الحديثة.
كما أن للمستعمر دوراً غير مباشر في تكريس هذه المرجعيات، إذ استغل البنى الثقافية والدينية التقليدية كوسيلة لضمان السيطرة على المجتمع السوداني. عبر إبقاء الخلاوي والمؤسسات التقليدية المصدر الوحيد للتعليم، وتحجيم التعليم النظامي الحداثي، عزز المستعمر من هيمنة الطرق الصوفية والمراجع القائمة على الخرافة، ما جعل المجتمع أكثر عرضة للتبعية الفكرية.
من خلال هذه الأدوات الناعمة، غُرس الجمود الفكري بطريقة طويلة النفس، جعلت المثقف وغير المثقف عرضة لغسيل المخ الجمعي الذي يُرسخ هذه المرجعيات كحقائق مطلقة لا يمكن التشكيك فيها.
ولعلَّ التحذير هنا واجبٌ على المثقفين السودانيين، الذين قد يقعون دون وعي في حبائل هذه الأدوات الناعمة التي تخدم تكريس التخلف. المثقف، بصفته طليعة المجتمع، يقع على عاتقه مسؤولية تفكيك هذه الموروثات ونقدها بوعي عميق، دون أن يُغرق نفسه أو مجتمعه في تقديسها.
كما قال عالم النفس إدوارد بيرنيز (Edward Bernays): “عندما تتحكم الموروثات الثقافية والعاطفة في عقول الناس دون نقد أو تمحيص، يصبح من السهل قيادتهم كما يُقاد القطيع”. هذا التحذير ورد في كتابه “Propaganda”، الذي يُبرز كيف يمكن للأفكار والموروثات أن تُستخدم كأداة للسيطرة على الجماهير.
هذا التحذير ينطبق تمامًا على مرجعيات مثل “طبقات ود ضيف الله”، التي قد تبدو بريئة أو إيجابية، لكنها في الواقع أداة لإبقاء المجتمع في حالة من الجمود.
يقدم الكتاب الدين من منظور صوفي يغلب عليه الطابع العاطفي، وهو منظور قد يكون مفهومًا في سياق عصر ود ضيف الله، لكنه يُبعد الكتاب عن الجوانب الإصلاحية أو الفكرية للدين.
هذا التوجه يغذي بناء مجتمع يعتمد على العاطفة أكثر من العقل، حيث يتم التعامل مع القضايا الدينية والاجتماعية من منطلقات وجدانية بدلًا من أسس عقلانية وعلمية. والنتيجة هي أن الكتاب يُساهم، بطريقة غير مباشرة، في إدامة ثقافة تعتمد على التلقين والتقديس بدل الحوار والنقد.
من الجوانب الأخرى التي تستدعي النقد في كتاب “طبقات ود ضيف الله” هو تجاهله التام للنقد الذاتي. لا يُشير الكاتب إلى أي سلبيات أو انحرافات في المجتمع الديني أو الشخصيات التي تناولها، مما يجعل الكتاب أحادي الجانب.
لا شك أن الشخصيات الدينية التي يتناولها الكتاب لها مكانتها في التاريخ السوداني، لكن تقديمها كرموز مثالية لا تخلو من العيوب يُفقد الكتاب مصداقيته ويجعله بعيدًا عن تقديم صورة واقعية متوازنة.
كما أن الكتاب يغفل تمامًا دور المرأة في الحياة الدينية والاجتماعية. في مجتمع كانت المرأة فيه جزءًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي، فإن غيابها شبه الكامل عن الكتاب يُظهر تحيزًا واضحًا وتجاهلًا لمساهماتها. هذا الإقصاء يُعمق الصورة النمطية التي تُصور المرأة كمجرد تابع في المشهد الديني، مما يُعزز رؤية ذكورية تُهمش دورها الحيوي.
أثر الكتاب يمتد إلى السياق الثقافي المعاصر، حيث لا يزال يُستخدم كمرجع للهوية الدينية والثقافية في السودان. ومع ذلك، فإن تأثيره السلبي يظهر في تعميقه للانقسام بين العلمانية والتقليدية، حيث يُستخدم كأداة لتبرير الفكر الصوفي التقليدي الذي يرفض التحديث والإصلاح.
الاعتماد عليه كمرجع رئيسي يعيق التجديد الديني ويُرسخ الجمود، مما يجعل السودان أكثر تأخرًا في مواجهة التحولات الفكرية والثقافية التي تتطلب خطابًا متزنًا ومرنًا.
في رأيي، كتاب “طبقات ود ضيف الله” يُعد وثيقة اجتماعية مهمة تعكس ملامح عصره، لكنه ليس مرجعًا متزنًا يمكن الاعتماد عليه بشكل موضوعي. قيمته الحقيقية تكمن في كونه سجلًا تاريخيًا يعكس تصورات مجتمع غارق في العاطفة الدينية، لكنه يفتقر إلى الحيادية والنقد الذاتي.
الجوانب الإيجابية التي يقدمها، مثل توثيق تاريخ الأولياء ودور التصوف، لا تعوض عن تأثيره السلبي في تعزيز الخرافة والجمود الفكري.
الكتاب يجب أن يُقرأ بحذر شديد، مع فهم واضح لسياقه التاريخي والاجتماعي. لا يمكن استخدامه كمرجع لبناء هوية دينية أو ثقافية في العصر الحديث دون الانتباه إلى أوجه القصور التي يحتويها.
السودان اليوم بحاجة إلى خطاب ديني وثقافي أكثر عقلانية وتحررًا من تأثيرات الماضي، خطاب يستند إلى التفكير النقدي والتجديد، وليس إلى سجلات التبجيل والخرافة.
zoolsaay@yahoo.com