دراسة أميركية: نوع من خلايا المناعة قد يكافح أمراض الشيخوخة
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
أظهرت دراسة أميركية حديثة أن نوعا من خلايا المناعة قد يحسن الصحة من خلال القضاء على الخلايا الهرمة المرتبطة بالأمراض.
وأجرى الدراسة باحثون من مركز "ميموريال سلون كيترنج للسرطان" (Memorial Sloan Kettering Cancer Center) بالتعاون مع باحثين من مختبر "كولد سبرينج هاربور" (Cold Spring Harbor Laboratory) في الولايات المتحدة، ونشرت في مجلة "نتشر أيجنج" (Nature Aging)، وكتب عنها موقع "يوريك أليرت "(EurekAlert).
وأجريت الدراسة على الفئران. وتعرف الخلايا المعنية باسم الخلايا التائية ذات مستقبلات المستضدات الخيمرية (Chimeric antigen receptor (CAR) T cells).
وتساعد الخلايا "التائية" في تنسيق الاستجابة المناعية في الجسم، وهي تقوم بقتل الكائنات الممرضة بشكل مباشر. قام الباحثون بهندسة هذه الخلايا لتصبح علاجا حيا. منذ العام 2017 قامت منظمة الغذاء والدواء الأميركية بالموافقة على 6 علاجات مناعية تنتمي لهذه العائلة تستخدم في علاج سرطانات مختلفة.
يتم جمع الخلايا التائية من المريض ومن ثم يعاد هندستها في المختبر ليتم إنتاج بروتينات تظهر على سطح هذه الخلايا تسمى مستقبلات المستضدات الخيمرية أو ما يعرف اختصارا بـ(CARs). يتم تكثير هذه الخلايا في المختبر ليصبح تعدادها بالملايين ثم يتم حقن المريض بها وإذا سارت الأمور على ما يرام فإن هذه الخلايا تتضاعف داخل الجسم وتقوم بالتعرف على الخلايا غير السليمة من خلال المستقبل الذي تم تطويره على سطحها ومن ثم تقوم بقتلها.
نقلت الخلايا التائية ذات مستقبلات المستضدات الخيمرية علاج سرطانات الدم نقلة نوعية خلال السنوات السابقة. وقد ظهر عدد من المؤشرات الإيجابية لإمكانية تسخير هذا الدواء الحي لعلاج أمراض أخرى مثل اضطرابات المناعة الذاتية.
ماذا وجدت الدراسة؟وجد العلماء من خلال هذه الدراسة أن استخدام هذه الخلايا يحمل بريق أمل لعلاج الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.
خلايا الشيخوخة هي خلايا مدمرة وضعت نفسها في حالة تأهب وانطفاء فقد توقفت عن الانقسام وبدأت بإطلاق نداء استغاثة للخلايا المناعية في الجسم. هذا الوضع يساعد على المدى القصير لا سيما في حالة التئام الجروح أو لمنع تكاثر الخلايا في حالة أمراض السرطان، ولكنه على المدى البعيد يؤدي إلى حدوث التهاب مزمن مرتبط بتراكم الخلايا الهرمة مع تقدم العمر.
أظهرت دراسات سابقة أن خلايا الشيخوخة تحمل على سطحها بروتينا مميزا لا يظهر على أسطح الخلايا الأخرى. البروتين المسمى مستقبل منشط البلازمينوجين يوروكيناز (urokinase plasminogen activator receptor) (uPAR) هو البروتين المميز الذي يظهر على أسطح الخلايا الهرمة والذي سيصبح هدفا للخلايا التائية المعدلة.
وقد تمكن الباحثون من خلال التجارب من إثبات أن الخلايا تزيد من إظهار هذا البروتين على سطحها مع تقدمها في العمر وأنها تسهم بشكل كبير بإحداث خلل مرتبط بالعمر في أنسجة الجسم.
قام العلماء بضخ الخلايا التائية ذات مستقبلات المستضدات الخيمرية المصممة لاستهداف الخلايا الهرمة، وقد عمل هذا على تحسين وظائف الأيض في خلايا الفئران الهرمة أو الفئران التي أعطيت وجبات غذائية تحتوي على نسبة عالية من الدهون. بالإضافة إلى ذلك فإن إعطاء جرعة واحدة من هذه الخلايا منع حدوث هبوط في وظائف الأيض (وهي عمليات البناء والهدم في الجسم، والأيض الجديد يرتبط بالصحة) في خلايا الفئران الشابة وفق لنتائج الدراسة.
قام الباحثون في هذه الدراسة بإطعام فئران المختبر الصغيرة وجبات تحتوي على نسبة عالية من الدهون لمدة شهرين مما جعل الفئران بدينة وتسبب بإجهاد أيضي لديها. بعد أن تم ضخ العلاج الحي (CAR T cells) انخفض وزن الفئران وتحسنت مستويات الجلوكوز في دمهم أثناء الصيام، وقد تحسن أيضا تحملهم للإنسولين والجلوكوز على الرغم من بقائهم على الحمية العالية الدهون.
بالإضافة إلى ذلك فقد انخفض عدد خلايا الشيخوخة في البنكرياس والكبد والأنسجة الدهنية بالمقارنة مع الفئران الذين لم يتلقوا العلاج الحي. نتائج إيجابية مشابهة ظهرت لدى الفئران الأكبر عمرا الذين تلقوا العلاج.
أما الفئران الأكبر عمرا الذين تلقوا العلاج فقد تحسنت صحتهم لدرجة جعلتهم يستغرقون وقتا أطول للوصول لمرحلة الإنهاك بعد التمارين الرياضية. لم يظهر لدى الفئران أي مؤشرات على وجود آثار جانبية للعلاج.
يشير الدكتور أمور فيغاس الباحث المشارك في هذه الدراسة إلى أن الخلايا التائية تتذكر وتبقى في الجسم لفترة طويلة مما يجعلها مختلفة كعلاج عن الأدوية الكيميائية.
علاج لمرة واحدةبعض المرضى يعانون من أمراض تستدعي عدة جرعات، وهذا العلاج يعطيهم الفرصة لتلقي العلاج مرة واحدة والبقاء بصحة جيدة لعدة سنوات لاحقة.
ويجب أن يجرى المزيد من الأبحاث لمعرفة إذا ما كانت هذه المقاربة قادرة على زيادة العمر الافتراضي الذي تقضيه الفئران بصحة جيدة ودون أمراض.
وأشار كبير الباحثين في هذه الدراسة ورئيس برنامج بيولوجيا السرطان في معهد سلون كترينج الدكتور سكوت لوي إلى أن العلماء لا يزالوا يتعلمون المزيد عن الشيخوخة على المستوى الخلوي وأن الأمر سيستغرق بعض الوقت.
يعاني الإنسان من عدد من الامراض المرتبطة بالشيخوخة والتي من الممكن أن تساعد في شفائها هذه المقاربة الجديدة مثل الانسداد الرئوي الحاد والتهاب الكبد الدهني غير الكحولي وبعض الأمراض العصبية التنكسية.
وقد أشار الدكتور لوي إلى أن ما يخطر في بالك عند سماع العلاج بالخلايا التائية ذات مستقبلات المستضدات الخيمرية هو السرطان، ولكن استخدام هذه المقاربة في هندسة الخلايا المناعية لعلاج الأمراض يحمل أفقا أوسع مما نتصور.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هذه الدراسة هذه الخلایا فی الجسم من خلال
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة: التقلبات الحرارية المفاجئة تهدد حياة الملايين بحلول نهاية القرن| فيديو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة علمية جديدة عن خطر متزايد يهدد البشر مع نهاية القرن الحالي، يتمثل في التقلبات الحرارية المفاجئة التي من المتوقع أن تتسبب في مقتل عدد غير مسبوق من الأشخاص، خاصةً في المناطق الفقيرة والأكثر هشاشة.
شدة التقلبات الحراريةوأظهرت الدراسة ارتفاعًا بنسبة 60% في شدة التقلبات الحرارية منذ عام 1961، حيث أصبحت هذه الظواهر تؤثر على 60% من مناطق العالم. وتوقعت الدراسة أن تزداد شدة هذه التقلبات بنسبة 8% إضافية بحلول عام 2100، مما ينذر بكوارث بيئية وصحية خطيرة.
https://youtu.be/jigq83ZACqg
انبعاثات الكربون: المتهم الأول
بحسب نتائج البحث، فإن السبب الأساسي وراء هذه الظواهر المناخية القاتلة يعود إلى ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 151% خلال العقود الماضية، مما أدى إلى إحداث اضطرابات عميقة في النظم البيئية، أبرزها تدمير المحاصيل الزراعية نتيجة تغيرات حرارية غير متوقعة.
وسجلت الدراسة خسائر اقتصادية بمليارات الدولارات في كل من أوروبا والولايات المتحدة نتيجة موجات حر غير مسبوقة، بينما كانت المناطق الفقيرة مثل إفريقيا جنوب الصحراء وأمريكا اللاتينية الأشد تضررًا، حيث واجهت آثار التقلبات بمعدل 6 أضعاف مقارنة بباقي أنحاء العالم.
تداعيات صحية مدمرةلم تتوقف التأثيرات عند الجانب البيئي والاقتصادي، إذ سجلت الدراسة زيادة حادة في الوفيات المُبكرة بسبب موجات البرد القاتلة، إلى جانب ارتفاع معدلات أمراض القلب ومشاكل الجهاز التنفسي المرتبطة بالحرارة الشديدة.
وأكدت النتائج أن الأطفال الذين يولدون اليوم سيواجهون ما لا يقل عن سبع كوارث مناخية قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الاحترار العالمي.
الحاجة إلى تحرك عالمي عاجلحذّرت الدراسة من أن تجاوز ارتفاع الحرارة العالمي حاجز 1.5 درجة مئوية سيؤدي إلى تفاقم الكوارث المناخية بشكل لا رجعة فيه. كما أكدت أن التقلبات الحرارية لا تتيح وقتًا كافيًا لبناء بنى تحتية قادرة على مواجهة الكوارث، مشيرةً إلى أن أنظمة الإنذار الحالية غير كافية أمام سرعة وشدة الظواهر "المُباغتة".
ولفت الباحثون إلى ظهور تأثيرات مركبة مثل: الجفاف، الفيضانات، وحرائق الغابات، مما أربك خطط الاستجابة للكوارث البيئية وزاد من صعوبة السيطرة عليها.
توصيات الدراسة: خفض الانبعاثات ودعم الدول الناميةفي مواجهة هذا السيناريو الكارثي، أوصت الدراسة بضرورة:
خفض انبعاثات الكربون بنسبة 6% سنويًا بدءًا من الآن.دعم الدول النامية وتمويل مشاريع التكيُّف مثل أنظمة الري الذكية.التحول الكامل نحو الطاقة المتجددة والتخلي عن الوقود الأحفوري بحلول عام 2050.كما حذرت الدراسة من أن كل زيادة بمقدار 0.1 درجة مئوية ستؤدي إلى تعريض 140 مليون شخص إضافي لخطر الموت الحراري.