دعاء لأبي المتوفي في ليلة النصف من شعبان .. 20 كلمة أدركها قبل المغرب
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
دعاء لأبي المتوفي في ليلة النصف من شعبان ، يكثر البحث مع اقتراب أذان المغرب اليوم النصف من شعبان، عن دعاء لأبي المتوفي في ليلة النصف من شعبان، خاصة وأن دعاء الصائم في هذا اليوم المبارك مستجاب، فما هو دعاء لأبي المتوفي في ليلة النصف من شعبان الثابت في السنة أو المأثور عن الصحابة؟
دعاء لأبي المتوفي في ليلة النصف من شعبانالدعاء للميت مندوب إليه، وحول كيفية الدعاء للميت وهل يكون سرًّا أو جهرًا، قالت دار الإفتاء إن الأمر في ذلك واسع، والتنازع من أجل ذلك لا يرضاه الله ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، بل هو من البدع المذمومة؛ إذ من البدعة تضييق ما وسَّع الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا شرع الله سبحانه وتعالى أمرًا على جهة الإطلاق وكان يحتمل في فعله وكيفية إيقاعه أكثر من وجه فإنه يؤخذ على إطلاقه وسعته ولا يصح تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الأغلوطات وكثرة المسائل، وبيَّنَ أن الله تعالى إذا سكت عن أمر كان ذلك توسعة ورحمة على الأمة؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا، وَحَرَّمَ حُرُمَاتٍ فَلَا تَنْتَهِكُوهَا، وَحَدَّ حُدُودًا فَلَا تَعْتَدُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رَحْمَةً لَكُمْ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ فَلَا تَبْحَثُوا عَنْهَا» رواه الدارقطني وغيره عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه، وصححه ابن الصلاح وحسنه الإمام النووي، قال العلامة التفتازاني في "شرح الأربعين النووية": [«فلا تبحثوا عنها» ولا تسألوا عن حالها؛ لأن السؤال عما سكت الله عنه يفضي إلى التكاليف الشاقة، بل يحكم بالبراءة الأصلية] اهـ.
وبيَّن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فداحة جُرْم من ضيَّق على المسلمين بسبب تنقيره وكثرة مسألته فقال: «أَعْظَمُ الْمُسْلِمِينَ فِي الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا رَجُلٌ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ وَنَقَّرَ عَنْهُ فَحُرِّمَ عَلَى النَّاسِ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ» رواه مسلم من حديث عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيه رضي الله عنه، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا»، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ، حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ»، ثُمَّ قَالَ: «ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ؛ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ» متفق عليه، قال العلامة المناوي: [أي اتركوني من السؤال مدة تركي إياكم فلا تتعرضوا لي بكثرة البحث عما لا يعنيكم في دينكم مهما أنا تارككم لا أقول لكم شيئًا؛ فقد يوافق ذلك إلزامًا وتشديدًا، وخذوا بظاهر ما أمرتكم ولا تستكشفوا كما فعل أهل الكتاب، ولا تكثروا من الاستقصاء فيما هو مبيَّن بوجه ظاهر وإن صلح لغيره لإمكان أن يكثر الجواب المرتب عليه فيضاهي قصة بني إسرائيل شددوا فشدد عليهم، فخاف وقوع ذلك بأمته صلى الله عليه وآله وسلم] اهـ. "فيض القدير شرح الجامع الصغير" (3/ 562).
على أن الدعاء في الجمع أرجى للقبول وأيقظ للقلب وأجمع للهمة وأدعى للتضرع والذلة بين يدي الله تعالى خاصةً إذا كانت هناك موعظة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَدُ اللهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ» رواه الترمذي وحسنه والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
1.اللهم اجعل أبي وأمي من أهل جنة الفردوس الأعلى.
2.اللهم اجعل الحوض موردا لهما والرسول شافعًا لهما والولدان المخلدين خدما لهما والقصور سكنًا لهما.
3.اللهم أطعم أمي وأبي من ثمار الجنة واسقهما من الجنة وأرهما مكانهما من الجنة وقل لهما ادخلوا من أي باب تشاؤون برحمتك وجودك واحسانك يا أرحم الراحمين.
4.(رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
5. (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ).
6. اللهم أرحمهما فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض عليك.
7.اللهم ارحمها، وأغفر لهما، وأنظر إليهما بعين لطفك وكرمك يا أرحم الراحمين.
8.اللهم أرفع درجاتهم في المهديين، وأغفر لنا ولهم يا الله، وأفسح لهم في قبرهم.
9.(رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وعلى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ).
10. اللهم قهم عذابك يوم تبعث عبادك.
11.اللهم أكفيهما كل هول دون الجنة حتى تُبَلِّغْهما إياها برحمتك يا أرحم الراحمين.
12.اللهم أغفر لهما، وعافهِما، وأعفو عنهما، وأكرم نزلهُما، ووسع مدخلهُما، وأغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقّهِم من الذنوب والخطايا كما ينقّى الثوب الأبيضُ من الدنس.
13.اللهم أبدلهم دارًا خيرًا من دارهم، وأهلًا خيرًا من أهلهما، وأدخلهم الجنة، وأعذهم من عذاب القبر ومن عذاب النار.
14.اللهم عاملهُم بما أنت أهله، ولا تعاملهم بما هم أهله.
15. اللهم أجزهم عن الإحسان إحسانًا، وعن الإساءةِ عفوًا وغفرانًا.
13.اللهم إن كانا محسنين فزد في حسناتهما، وإن كانا مسيئين فتجاوز عنهما يا رب العالمين.
14.اللهم أدخلهُما الجنة من غير حساب ولا سابقةِ عذاب.
15.اللهم ارحم والديّ، واغفر لهم وارض عنهم رضًا تحلّ به عليهم جوامع رضوانك، وتحلّهم به دار كرامتك وأمانك ومواطن عفوك وغفرانك.
16.اللهم اغفر لهم مغفرةً جامعةً تمحو بها سالف أوزارهم، وسيّئ إصرارهم، وارحمهم رحمةً تنير لهم بها المضجع في قبورهم، وتؤمّنهم بها يوم الفزع عند نشورهم.
17.اللهم ارزقهما الجنة وما يقربهما إليها من قول أو عمل، وباعد بينهما وبين النار وبين ما يقربهما إليها من قول أو عمل.
18.اللهم شفّع فيهم نبينا ومصطفاك، واحشرهم تحت لوائه، واسقهم من يده الشريفة شربة هنيئة لا يظمأ بعدها أبدًا.
19.اللهم مدّ لهم في قبرهم، مد بصرهم.
20.اللهم أنزل على قبرهم الضياء والنور والفسحة والسرور.
21.اللهم افسح لهم في قبرهم، ونوّر لهم فيه برحمتك يا أرحم الرحمين.
22.اللهمّ اجزهم عن الإحسان إحسانًا، وعن الإساءة عفوًا وغفرانًا.
23.اللهمّ أنزلهم منازل الصدّيقين والشّهداء والصّالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
25.اللهم يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، أن تبسط على والداي من بركاتك ورحمتك.
27.اللهم و أقر أعينهما بما يتمنياه لنا في الدنيا.
28.اللهم اجعل أوقاتهما بذكرك معمورة.
29.اللهم أسعدهما بتقواك.
30.اللهم اجعلهما في ضمانك وأمانك وإحسانك.
31. اللهمّ إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحم أبي وأمي ولا تعذّبهما، وأن تثبّتهما عند السّؤال.
32. اللهمّ اجز أبي وأمي عن الإحسان إحسانًا، وعن الإساءة عفوًا وغفرانًا.
33. اللهمّ أدخل أبي وأمي الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب.
34. اللهمّ اّنس أبي وأمي في وحدتهما، وفي وحشتهما، وفي غربتهما.
35. اللهمّ أنزل أبي وأمي منزلًا مباركًا، وأنت خير المنزلين.
36. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأبي وأمي، وارْحمْهُما، وعافِهِما، واعْفُ عنْهُما ، وَأَكرِمْ نزُلَهما، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُما، واغْسِلْهُما بِالماءِ، والثَّلْجِ ، والْبرَدِ ، ونَقِّه منَ الخَـطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس، وأَبْدِلْهُما دارا خيرًا مِنْ دَارِهما وَأَهْلًا خَيّرًا منْ أهْلِهِما، وأدْخِلْهما الجنَّةَ، وَأَعِذْهما منْ عَذَابِ القَبْرِ، ومِنْ عَذَابِ النَّار.
دعاء للميت أبيدعاء للميت، عندما يموت ابن آدم ينقطع عمله في الحياة الدنيا إلا من أمور ثلاث منها ولد صالح يدعوا له، ومن الأمور المستحبة في الدعاء للميت أن ينتظر الأهل بعد دفن الميت في الوقوف دقائق للدعاء للميت وتلاوة القرآن الكريم وأن يدعوا الله عز وجل أن يبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وأن يدخله الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب.
-اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف الأرض عن جنبيها.
-اللهمّ إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحم ابي ولا تعذّبه، وأن تثبّته عند السّؤال»،
-اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور.
ويستحب في دعاء للميت أن نقول اللَّهُمَّ اغْفِرْ له ، وارْحمْهُ، وعافِهِ، واعْفُ عنْهُ ، وَأَكرِمْ نزُلَه، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ، واغْسِلْهُ بِالماءِ، والثَّلْجِ ، والْبرَدِ ، ونَقِّه منَ الخَـطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس، وأَبْدِلْهُ دارا خيرًا مِنْ دَارِه وَأَهْلًا خَيّرًا منْ أهْلِهِ، وزَوْجًا خَيْرًا منْ زَوْجِه، وأدْخِلْه الجنَّةَ، وَأَعِذْه منْ عَذَابِ القَبْرِ، ومِنْ عَذَابِ النَّار.
-اللهمّ إن كان محسنًا فزد من حسناته، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيّئاته.
اللهم إليك مددت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل توبتي، وارحم ضعف قوتي، واغفر خطيئتي، واقبل معذرتي، واجعل لي من كل خير نصيباً، وإلى كل خير سبيلاً برحمتك يا أرحم الراحمين.
-لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت بيده الخير وإليه المصير وهو علي كلّ شئ قدير.
-اللهم أبعد عنا وعن أحبتنا متاعب الدنيا، ولا تذقنا طعم الحزن، ولا دموع الضيق، اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
- اللهمّ يا نور السماوات والأرض، يا عماد السماوات والأرض، يا جبّار السماوات والأرض، يا ديّان السماوات والأرض، يا وارث السماوات والأرض، يا مالك السماوات والأرض، يا عظيم السماوات والأرض، يا عالم السماوات والأرض، يا قيّوم السماوات والأرض، يا رحمن الدّنيا ورحيم الآخرة.
-ونقول أيضا في دعاء للميت اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار، اجمعنا في دار لا يتغير جمالها ولا يفنى نعيمها ولا يبلى حسنها، يارب أرزقنا جنتك اللّهم إنّي أسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا ويا رحيم الآخرة، ارحمني برحمتك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: النصف من شعبان اذان المغرب اليوم الدعاء للميت دعاء للميت أبي 100 دعاء للمتوفي أفضل دعاء للمتوفي دعاء للمتوفي صلى الله علیه وآله وسلم أرحم الراحمین السماوات والأرض رضی الله عنه دعاء للمیت اللهم ا خیر ا م ا خیر ا لهم فی ا لهما
إقرأ أيضاً:
كشف الستار عن حالة ظَفَارِ للشيخ عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط (46)
تحقيق: ناصر أبوعون
يقول الشَّيخُ القاضِي الأجَلّ عِيَسى بِنْ صَالِحٍ بِنْ عَامِرٍ الطَّائِيُّ: [("الْاحْتِفَالُ بِمَوْلِدِ النَّبِي (صلى الله عليه وسلم) بِـ(ظَفَارِ)". وَفَي لَيْلَةِ اِثْنَا عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَبِيْعٍ الْأَوَّلِ الْمُبَارَكِ، أَمَرَ السُّلْطَانُ بِتَزْيِيْنِ حِصْنِ ظَفَارِ وَمَا حَوْلَهُ بِالْأَعْلَامِ، وَأَغْصَانِ الْأَشْجَارِ الْخَضْرَاءِ؛ اِسْتِبْشَارًا وَسُرُورًا بِطُلُوْعِ شَمْسِ الرِّسَالَةِ، وَبُزُوْغِ النُّوْرِ النَّبَوِيّ مِنْ سَمَاءِ الْفَضْلِ وَالْكَمَالِ فَخْرِ الْكَائِنَاتِ نَبِيِّنَا الْهَادِي إِلَى أَقْوَمِ سَبِيْلٍ بِأَوْضَحِ دَلِيْلٍ مُحَمَّدٍ بِنِ عَبْدِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم). فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْبِلَادِ جَمِيْعًا بِالْحِصْنِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَقُرِأَتْ قِصَّةُ الْمَوْلِدِ الشَّرِيْفِ)].
...
لطائف ليلة 12 من ربيع الأول
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(الْاحْتِفَالُ بِمَوْلِدِ النَّبِي (صلى الله عليه وسلم) بِـ(ظَفَارِ) وَفَي لَيْلَةِ اِثْنَا عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَبِيْعٍ الْأَوَّلِ الْمُبَارَكِ]
[(الْاحْتِفَالُ)] مصدر من الفعل الخماسي اللازم (احتفل)، ومعناه: (اجتمع الناس واحتشدوا)، وشاهده اللغويّ نقرأه في قول الزِّبْرِقان بن بدر الفزاريّ التميميّ: [أَتَيْنَاكَ كَيْمَا يَعْلَمَ النَّاسُ فَضْلَنَا/ إِذَا (اِحْتَفَلُوا) عِنْدَ اِحْتِضَارِ الْمَوَاسِمِ(01)] بِـ[(مَوْلِدِ النَّبِي)]، وكلمة (الْمَوْلِد) اسم زمان، والجمع (مَوَالِد)، ومعناه: زمان ولادة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وشاهده اللغويّ نقرأه في قول مجمع بن هلال البكريّ: [مَضَتْ مِئَةٌ مِنْ مَوْلِدِي، فَنَضَوْتُهَا/ وَخَمْسٌ تِبَاعٌ بَعْدَ ذَاكَ، وَأَرْبَعُ(02)]. [(وَفَي لَيْلَةِ)] كلمة (ليلة) زمن كان يتعامل به العرب منذ بدأ التأريخ، فمع غروب الشمس ينتهي اليوم، وتبدأ (الليلة) وهي تابعة لليوم الجديد الذي يليها، فيُقال:(مولد النبي ليلة يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول)؛ حيث غربت شمس يوم الأحد، وبدأت ليلة ميلاد النبي(صلى الله عليه وسلم) المباركة واستمر زمنُها حتى طلوع فجر الإثنين. ونقرأ شاهدها اللغويّ الدالّ على زمنها في قول الله تعالى عن (ليلة القَدْر):{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(*) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(*) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ(*) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ(*) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ(*)}(03).[(لَيْلَةِ اِثْنَا عَشَرَ)]؛ أي التي صباحها يوم جديد هو يوم الثاني عشر من ربيع الأول. ومن اللطائف التي ذكرها العلماء عن العدد (12) أنّ مجموع حروف (لا إله إلا الله=12 حرفًا)، ومجموع حروف (محمد رسول الله= 12 حرفًا). وفي علم النحو يُسمى العدد 12 مُرَكَّبًا، ويُعرب العدد 2 إعراب المثنى، فيرفع بالألف وينصب ويجر بالياء، وأمّا العدد (10 عشرَ، أو عشرةَ) فتعرب عددًا مبنيًّا على فتح الجزء. [(مِنْ شَهْرِ رَبِيْعٍ الْأَوَّلِ)] وعن سبب تسميته بـ(ربيع) ذكر ابن كثير- رحمه الله- (ج2، ص:355) سبب هذه التسميات فقال: ذَكَرَ الشيخُ علم الدين السَّخاويّ في جُزءٍ جَمَعَه سمَّاه: (المشهور في أسماء الأيام والشهور)؛ أنّ شهر (ربيع الأول) سُمّي بذلك لـ(ارتباعهم) فيه والارتباع في لغة العرب (الإقامة) في (عِمَارة الرَّبْع) ويُجْمَع على (أَرْبِعَاء) كـ(نَصِيب)، و(أَنْصِبَاء) وعلى (أَرْبِعَة) كـ(رَغِيف) و(أَرْغِفَة).[(شهر ربيع [(الْمُبَارَكِ)]، كلمة (الْمُبَارَكِ) اسم مفعول، ومعناه في سياق الكلام يأتي على معنيين؛ أمّا معناه الأول، فهو (أنّ شهر ربيع مشمول بدوام الخير والنَّماء بمولد خاتم الأنبياء)، وشاهده اللغويّ نقرأه في قول سعيد بن قيس الفزاريّ: [لَعَمْرُكَ مَا حَسَّانُ يَوْمَ بَيَاضَةٍ/ وَلَا يَوْمَ قَوٍّ، بِالرَّشِيْدِ (الْمُبَارَكِ)(04)]، وأمّا المعنى الثاني لكلمة (المبارك)، فهو (المخصوص بالتعظيم والتقديس بمولد النبي الأمين سيد المرسلين)، ونقرأ شاهده اللغوي في قول الله تعالى:{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ (مُبَارَكًا) وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}(05)
حالة حصن ظفار ليلة مولد النبيّ
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(أَمَرَ السُّلْطَانُ بِتَزْيِيْنِ حِصْنِ ظَفَارِ وَمَا حَوْلَهُ بِالْأَعْلَامِ، وَأَغْصَانِ الْأَشْجَارِ الْخَضْرَاءِ)]
[(أَمَرَ)] فعل متعدٍ بمعنى أنّ السلطان تيمور آل سعيد ألزم رجاله وحامية حصن ظفار بتزيينه احتفالًا بليلة مولد النبيّ محمد (صلى الله عليه وسلم). وشاهده اللغوي نقرأه في شعر مالك بن مُلالة الأرحبيّ الهَمْدانيّ، الذي يقول فيه: [(أَمَرْتُ) بِأَشْلَاءِ الِّلجَامِ فَأُحْدِثَتْ/ وَأَنْعَلْتُ خَيْلي فِي الْمَسِيْرِ حَدِيْدَا(06)]. بِـ(تَزْيِيْنِ) مصدر، وجمعه (تَزَايِين)، ومعناه: التحسين والتجميل، وشاهده نقرأه في شعر رَقَاش بنت مالك بن فهم الأزديّ في بيت شهير لها تقول فيه: [أَنْتَ زَوَّجْتَنِي، وَمَا كُنْتُ أَدْرِي/ وَأَتَانِي النِّسَاءُ لِلـ(تَزْيِين)(07)] بِـ[(الْأَعْلَامِ، وَأَغْصَانِ الْأَشْجَارِ)]. كلمة (الأعْلام)، و(عِلَام)، و(عُلْمان) جموعٌ، والمفرد (عَلَم) ومعناه (الراية)، ونقرأ شاهدها اللغوي في قول أبي طالب بن عبد المطلب: [هُوَ الرَّئِيْسُ الَّذِي لَا خَلْقَ يَقْدُمُهُ/ غَدَاةَ يَحْمِي عَنِ الْأَبْطَالِ بِـ(الْعَلَمِ)(08)]. وكلمة (أَغْصَانِ)، و(غُصُون)، و(أَغْصُن)، و(غِصَنَة) و(غِصْنة)، كلها جموع، والمفرد منها:(غُصْن)، وفي لغة أخرى(غُصُن)، ومعناه:ما تشعّب من ساق الشجرة. وشاهده نقرأه في قول هاشم بن عبد مناف القرشيّ: [يَا بَنِي قُصَيّ: أَنْتُمْ كَـ(غُصْنَي شَجَرَةٍ)، أَيُّهُمَا كُسِرَ أَوْحَشَ صَاحِبُه، وَالسَّيْفُ لَا يُصَانُ إِلَّا بِغِمْدِهِ(09)]
ليلة بزوغ القمر النبويّ
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(اِسْتِبْشَارًا وَسُرُورًا بِطُلُوْعِ شَمْسِ الرِّسَالَةِ، وَبُزُوْغِ النُّوْرِ النَّبَوِيّ مِنْ سَمَاءِ الْفَضْلِ وَالْكَمَالِ فَخْرِ الْكَائِنَاتِ نَبِيِّنَا الْهَادِي إِلَى أَقْوَمِ سَبِيْلٍ بِأَوْضَحِ دَلِيْلٍ مُحَمَّدٍ بِنِ عَبْدِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)]
[(اِسْتِبْشَارًا)] مصدر من الفعل السداسي (استبشر) ومعناه: (فرحًا) بحلول ذكرى مولد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). والشاهد اللغوي فيها نقرأه في شعر عنترة بن شداد العبسيّ في بيت يخاطب فيه محبوبته: [يَا عَبْلُ، لا يَحْزُنْكِ بُعْدِي وَ(أبْشِرِي)/ بِسَلَامَتِي، وَ(اسْتَبْشِرِي) بِفِكَاكِي(10)]، وَ[(سُرُورًا)] مصدر من الفعل الثلاثي (سُرَّ)، ومعناه انبساط النفوس وفرحها احتفالا بمولد صاحب الخلق العظيم النبيّ محمد(صلى الله عليه وسلم). وشاهده اللغوي نقرأه في بيت للشاعر عَدِي بن زيد العِباديّ، يقول فيه: [وَلَمْ يَمْنَعْهُ تَدْبِيْرٌ وَحَزْمٌ/ مِنَ الْمَوْتِ الْمُنَغِّصِ لِلسُّرُورِ(11)].[(بِطُلُوْعِ شَمْسِ الرِّسَالَةِ)] العبارة فيها انزياح لغويّ، وكناية عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وفيها تشبيه ليوم مولده بالشمس التي بددت ظلام الجهالة وقشعت عتمة الوثنية برسالة الإسلام والسلام. و[(الرِّسَالَة)] مصطلح في علم أصول الدين، ومعناه: (وحي الله الذي يُبيِّن مُراده من خلقه)، وشاهده نقرأه في قول الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ ۘ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ}(12) وَ[(بُزُوْغِ النُّوْرِ النَّبَوِيّ)] وكلمة (النُّوْر) في هذا السياق لها ثلاثة معانٍ؛ فأمّا المعنى الأول فهو حقيقيّ، يتمثل فيما رأته السيدة آمنة بنت وهب من نور عندما وضعت رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، وشاهده الحديث النبويّ الذي رواه العرباض بن سارية، [قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): إنِّي عبدُ اللَّهِ وخاتمُ النَّبيِّينَ وإنَّ آدمَ لمنجدلٌ في طينتِهِ وسأخبرُكم عن ذلِكَ دعوةُ أبي إبراهيمَ، وبشارةُ عيسى لي، ورؤيا أمِّي الَّتي رأت. وإنَّ أمَّ رسولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) رأت حينَ وضعتْهُ نورًا أضاءت منه قصورُ الشَّامِ](13)، وأمّا المعنى الثاني فهو (القرآن- الحق المبين) وهو مجازيٌّ، وشاهده نقرأه في قول الله تعالى:{فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(14)، وأمّا المعنى الأخير لكلمة (النُّوْر) فهو فلسفيّ بمعنى (الجوهر الإلهيّ الذي مَنَّ الله به على رسوله ليتعلّم الأشياء على ما هي عليه)، ونقرأ شاهده في قول جابر بن حيان: [الْعِلْمُ نُوْرٌ، وَالْعَقْلُ نُوْرٌ، فَاْلعِلْمُ عَقْلٌ، والنُّوْرُ عَقْلٌ(15)] مِنْ [(سَمَاءِ الْفَضْلِ وَالْكَمَالِ)]؛ السماء هنا بمعنى (مصدر الوحي) لقوله الله تعالى:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}(16)ومعنى أنّ السماء مصدر الوحي ورد أيضا في قوله تعالى جلّ شأنه:{وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنْ الْجَاهِلِينَ}(17)، وتأكيد هذا المعنى جاء في حديثه (صلى الله عليه وسلم)، عن جابر بن عبد الله(أنَّهُ سَمِعَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقولُ: ثُمَّ فَتَرَ عَنِّي الوَحْيُ فَتْرَةً، فَبيْنَا أَنَا أَمْشِي، سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَلَ السَّمَاءِ، فَإِذَا المَلَكُ الذي جَاءَنِي بحِرَاءٍ، قَاعِدٌ علَى كُرْسِيٍّ بيْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ، فَجُئِثْتُ منه، حتَّى هَوَيْتُ إلى الأرْضِ، فَجِئْتُ أَهْلِي فَقُلتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ قُمْ فأنْذِرْ}[المدثر: 2] إلى قَوْلِهِ {وَالرُّجْزَ} [المدثر: 5] فَاهْجُرْ)(18)
صفات النبيّ محمد ونسبُه
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(فَخْرِ الْكَائِنَاتِ نَبِيِّنَا الْهَادِي إِلَى أَقْوَمِ سَبِيْلٍ)].
[(الْهَادِي)] من أسماء النبيّ محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومعناه: المُرشد إلى الصواب، ومعناه أيضا: المُهتدي الذي استبان له الطريق الصحيح، وهو المخاطب من الله – جلَّ شأنه - في الآية: (52) من سورة الشورى:{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}، والمخاطب من الله – عزَّ وجلَّ- في الآية:(7) من سورة الرعد{إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}، وسمّى أبو بكر – رضي الله عنه - سيدَنا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) بـ(الهادي)؛ كما في حديث الهجرة عن أنس بن مالك: (لمَّا هاجَرَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) كان رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) يركَبُ وأبو بكْرٍ رَديفُه، وكان أبو بكْرٍ يعرِفُ في الطريقِ لاختلافِه إلى الشَّامِ، وكان يَمُرُّ بالقومِ فيقولونَ: مَن هذا بين يدَيْكَ يا أبا بكْرٍ؟ فيقولُ: هادٍ يَهْديني...)(19)،[(بِأَوْضَحِ دَلِيْلٍ مُحَمَّدٍ بِنِ عَبْدِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)]. [(بِأَوْضَحِ دَلِيْلٍ)]؛ أي الهادي للناس كافة بالقرآن الذي اشتمل على كل شيء. وفي هذا المعنى ذكرالشوكاني في كتابه (إرشاد الثقات):(إن القرآن العظيم قد اشتمل على الكثير الطيب من مصالح المعاش والمعاد، وأحاط بمنافع الدنيا والدين، تارة إجمالا، وتارة عموما، وتارة خصوصا، ولهذا يقول - سبحانه وتعالى-: في سورة يس، الآية: (12){وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}، وفي الآية (38) من سورة الأنعام:{مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ}، ويقول الله - تبارك وتعالى- في الآية (89) من سورة النحل:{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}،ونحو ذلك من الآيات الدالة على هذا المعنى).[(مُحَمَّدٍ بِنِ عَبْدِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)] المصطفى والذي ذكر لنا نسبه كما ورد في الحديث:(إنَّ اللَّهَ اصطَفى كنانةَ من ولدِ إسماعيلَ، واصطَفى قُرَيْشًا من كنانةَ، واصطَفى هاشمًا من قُرَيْشٍ، واصطفاني من بَني هاشمٍ)(20) ونَسَبُ النَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم) إلى عَدنانَ مُتَّفقٌ عليه؛ فَهو مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المُطَّلبِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ قُصيِّ بنِ كِلابِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعبِ بنِ لُؤيِّ بنِ غالبِ بنِ فِهرِ بنِ مالكِ بنِ النَّضرِ بنِ كِنانةَ بنِ خُزَيمةَ بنِ مُدرِكةَ بنِ إِلياسَ بنِ مُضرَ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدنانَ). [(إِلَى أَقْوَمِ سَبِيْلٍ)]، أي الأفضل استقامةً وسَدَادًا. ونقرأ شاهده في حديث أُمّ المؤمنين أمّ سلمة الذي تقول فيه:(كانَ إذا تَعَارَّ من الليلِ قالَ: رَبِّ اِغْفِرْ وارْحَمْ، وَاهْدِنِي السَّبيلَ الأَقْوَمَ)(21)
تقاليد ظفاريّة يوم المولد النبويّ
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْبِلَادِ جَمِيْعًا بِالْحِصْنِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَقُرِأَتْ قِصَّةُ الْمَوْلِدِ الشَّرِيْفِ)].
[(أَهْلُ الْبِلَادِ)]، كلمة (أهل)؛ جمعها:(آهال)، و(أهالي)، والمقصود بهم في سياق الكلام (عشائر ظفار، وذووها، وساكنوها). وشاهدها اللغوي نقرأه في شعر منسوب إلى مالك بن فهم الأزديّ الذي يقول فيه: [فَحَلُّوا بِالسَّرَاةِ، وَ حَلَّ (أَهْلِي)/ بِأَرْضِ عُمَانَ فِي صَرْفِ الزَّمَانِ(22)].[(جميعًا)] وردت هذه الكلمة في 46 موضعًا في القرآن الكريم، ومعناها (كَافَّةً)، ويُؤتى بها لتوكيد معنى الجمع. وإذا لَزِمَت حالة النصبّ والتنوين فإنها تُعرَبُ: حالًا منصوبًا مؤولا بمشتق اسم فاعل؛ أي: "مجتمعين". [(بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ)]، و(العشاء الآخرة): مصطلح دالّ على زمن الصلاة، وشاهدُه نجده في حديث مواقيت الصلاة من صحيح البخاري:(حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ المُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَخَّرَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) صَلاَةَ العِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ قَالَ: قَدْ صَلَّى النَّاسُ وَنَامُوا، أَمَا إِنَّكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا، وَزَادَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ لَيْلَتَئِذٍ)(23). أما وقت (صلاة العشاء الآخرة) ففيه أقوال: أحدها أنه: (ربع الليل)، حكاه ابن المنذر عن النخعي، ونقله ابن منصور، عن إسحاق. والقول الثاني: إلى (ثلث الليل)، روي ذلك عن عمر، وأبي هريرة وعمر ابن عبد العزيز، وهو المشهور عن مالك، وأحد قولي الشافعي، بل هو أشهرهما، ورواية عن أحمد، وقول أبي ثور وغيره. والقول الثالث: إلى (نصف الليل)، وروي عن عمر بن الخطاب – أيضا -، وهو قول الثوري والحسن بن حي وابن المبارك وأبي حنفية، والشافعي في قوله الآخر، وأحمد في الرواية الأخرى، وإسحاق، وحكي عن أبي ثور – أيضا. والقول الرابع: ينتهي وقت العشاء إلى طلوع الفجر. رواه ليث، عن طاوس، عن ابن عباس، وعن أبي هريرة، قال: إفراط صلاة العشاء طلوع الفجر.[(وَقُرِأَتْ قِصَّةُ الْمَوْلِدِ الشَّرِيْفِ)]. وهذا تقليد ظَفاريّ محضّ ومتوارث، وتحتفي به سائر عشائر إقليم (ظَفار العُمانيّ)- بفتح (ظَ) المعجمة، و(ظُفار اليمنيّ) بضم (ظُ) المعجمة-، ولكن ومنذ عصر النهضة الحديثة تكثف اهتمام الدولة العُمانية بإحياء هذه المناسبة الشريفة والاحتفال بها تحت رعاية شخصية سياسية مرموقة، وخاصةً في محافظة ظَفار؛ لأنها جزءٌ أصيل من تراثهم الشعبيّ، وتقليد سنويّ يمارسونه منذ دخول الإسلام أرض عُمان؛ ففي (المناطق الشرقيّة من ظَفار يجتمع الناس في المساجد والمجالس ويقرأ أحد المُعلمين المدائح النبويّة الشهيرة التي تتناول صفات الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وفضائل أعماله، ويردّدها خلفه فريق آخر من الحاضرين، بحضرة الشيوخ والوجهاء وأعيان القرى، وتُقْرأ الموشَّحات أيضا من (الديبعي) أو (البرزنجي)، وبعدها تُقام الولائم. بينما في صلالة يقرأ المحتفلون الموشحات الدينية من كتاب (الحبشيّ)، وهو واحد من علماء حضرموت وظفار المشهورين)(24)
لماذا وكيف نحتفل بالمولد النبويّ؟
أولا- مشروعية الاحتفال بالمولد النبويّ الشريف:
(الاحتفال بذكرى مولد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات وأجلِّ الطاعات؛ لما فيه مِن التعبير عن الحب والفرح بمولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي هو أصلٌ مِن أصول الإيمان؛ فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):"لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" أخرجه الشيخان. وقال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري"(1/48،ط.مكتبة الغرباء الأثرية): [محبَّة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مِن أصول الإيمان، وهي مقارِنة لمحبة الله -عزَّ وجلَّ-، وقد قرنها اللهُ بها، وتَوَّعَدَ مَن قدَّم عليهما محبَّة شيء مِن الأمور المحبَّبة طبعًا مِن الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك].
ثانيًا - كيفية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف:
المراد مِن الاحتفال بذكرى المولد النبوي: تجمع الناس على ذكره، والإنشاد في مدحه والثناء عليه(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقراءة سيرته العطرة، والتَّأسي به، وإطعام الطعام على حبه، والتصدق على الفقراء، والتوسعة على الأهل والأقرباء، والبر بالجار والأصدقاء؛ إعلانًا لمحبته، وفرحًا بظهوره وشكرًا لله تعالى على منته بولادته، وليس ذلك على سبيل الحصر والاختزال، بل هو لبيان الواقع وسَوْقِ المثال. وقد نصَّ جمهور العلماء على أنه يُنْدَبُ تعظيم يوم ميلاد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وإبراز الشكر له؛ وذلك بصيامه والإكثار مِن الذكر والدعاء والعبادة وقراءة القرآن ونحو ذلك من مظاهر الشكر والتعبد لله احتفاءً بمولده الشريف(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو ما جرى عليه عمل أهل الأمصار. فحكى مفتي مكة المكرمة قطب الدين النهروالي الحنفي[ت: 990هـ] في "الإعلام بأعلام بيت الله الحرام"(ص: 196، ط. العامرة العثمانية) عملَ أهل مكة في زيارة موضع ميلاد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)في ليلة المولد المحمدي؛ فقال: [ويُزار في الليلة الثانية عشر من شهر ربيع الأول كل عام، فيجتمع الفقهاء والأعيان على نظام المسجد الحرام والقضاة الأربعة بمكة المشرفة بعد صلاة المغرب بالشموع الكثيرة والمفرغات والفوانيس والمشاعل، وجميع المشايخ مع طوائفهم بالأعلام الكثيرة، ويخرجون من المسجد إلى سوق الليل، ويمشون فيه إلى محل المولد الشريف بازدحام.. ويأتي الناس من البدو والحضر وأهل جدة وسكان الأودية في تلك الليلة، ويفرحون بها، وكيف لا يفرح المؤمنون بليلة ظهر فيها أشرف الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكيف لا يجعلونه عيدًا من أكبر أعيادهم]، ثم ردَّ على المنكرين على ذلك تحت دعوى أنَّ ذلك لا يصحّ شرعًا وأنه بدعة لم تُحْكَ عن السلف؛ بأنه: [بدعة حسنة، تتضمن تعظيم النبي الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) بالذكر والدعاء والعبادة وقراءة القرآن، وقد أشار(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى فضيلة هذا الشهر العظيم؛ بقوله(صلى الله عليه وآله وسلم)للذي سأله عن صوم يوم الإثنين: "ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ"، فتشريف هذا اليوم متضمن لتشريف هذا الشهر الذي هو فيه، فينبغي أنْ يحترم غاية الاحترام؛ ليشغله بالعبادة والصيام والقيام، ويُظهِرَ السرور فيه بظهور سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام]. وقال الإمام ابن الحاج المالكي في"المدخل"(2/ 2-3، ط. دار التراث): [وفضيلة الأزمنة والأمكنة بما خصها الله تعالى به مِن العبادات التي تُفْعَل فيها؛ لِمَا قد عُلِمَ أنَّ الأمكنة والأزمنة لا تتشرف لذاتها، وإنما يحصل لها التشريف بما خُصَّتْ به مِن المعاني، فانظر- رحمنا الله وإياك- إلى ما خص الله تعالى به هذا الشهر الشريف ويوم الاثنين، ألا ترى أنَّ صومَ هذا اليوم فيه فضلٌ عظيم؛ لأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) وُلد فيه، فعلى هذا ينبغي إذا دخل هذا الشهر الكريم أنْ يُكَرَّمَ ويُعَظَّمَ ويُحْتَرَمَ الاحترام اللائق به؛ وذلك بالاتباع له صلى الله عليه وآله وسلم في كونه عليه الصلاة والسلام كان يخص الأوقات الفاضلة بزيادة فعل البر فيها وكثرة الخيرات](25)
....
المراجع والمصادر:
([01]) شعر الزبرقان الفزاريّ وعمرو بن الاأهتم، دراسة وتحقيق: سعود محمد عبد الجابر، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1984م
([02]) ديوان بني بكر في الجاهلية والإسلام، جمع وشرح وتوثيق ودراسة: عبد العزيز نبويّ، دار الزهراء، القاهرة، ط1، 1989م، ص: 333
([03]) سورة القَدْر، الآيات:1- 5
([04]) شعر قبيلة ذبيان في الجاهلية، جمع وتحقيق ودراسة: سلامة عبد الله السويدي، مطبوعات جامعة قطر، الدوحة، 1987م، ص: 468
([05]) سورة آل عمران، الآية: 96
([06]) شعر همدان وأخبارها في الجاهلية والإسلام، جمع وتحقيق ودراسة: حسن عيسى أبو ياسين، دار العلوم، الرياض، ط، 1983م، ص: 303
([07]) خزانة الأدب ولُبّ لباب العرب، عبد القادر البغداديّ(ت، 1093هـ)، تحقيق وشرح: عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، مطبعة المدنيّ، القاهرة، ط4، 1997م، 8/271
([08]) ديوان أب طالب بن عبد المطلب، صنعة: أبي هفّان المِهْزميّ (ت، 257هـ)، علي بن حمزة البصريّ (ت، 375هـ)، تحقيق: محمد حسن آل ياسين، دار مكتبة الهلال، بيروت، ط1، 2000م، ص: 97
([09]) بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، محمود شكري الآلوسي، عُني بشرحه وتصحيحه وضبطه: محمد بهجة الأثريّ، الكتاب المصريّ، ط2، د.ت، 1/322
([10]) ديوان عنترة، الخطيب التبريزي(ت، 502هـ)، وضع هوامشه وفهارسه وقدّم له: مجيد طراد، دار الكتاب العربيّ، بيروت، ط 1، 1992م، ص: 110
([11]) ديوان عدي بن زيد العِباديّ، جمع وتحقيق: محمد جبار المعيبد، شركة دار الجمهورية، بغداد، 1965م، ص: 134
([12]) سورة الأنعام، الآية: 124
([13]) الراوي: العرباض بن سارية، المُحَدِّث: الذهبي، المصدر: تاريخ الإسلام، ص: أو رقم: 1/42، خلاصة حكم المُحدِّث: إسناده حسن
([14]) سورة الأعراف، الآية: 157
([15]) رسائل جابر بن حيّان (ت، 200هـ)، إعداد: أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 2006م، ص: 317
([16]) سورة البقرة، الآية: 144
([17]) سورة الأنعام، الآية: 35
([18]) الراوي: جابر بن الله، المُحَدِّث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، ص: أو رقم: 3238، خلاصة حكم المُحَدِّث: [صحيح]
([19]) الراوي: أنس بن مالك، المُحَدِّث: شعيب، المصدر: تخريج مسند شعيب، ص أولرقم: 12234، خلاصة حكم المُحدِّث: إسناده صحيح على شرط مسلم.
([20]) الراوي:واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة، المُحَدِّث:الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، ص أو رقم: 3606، خلاصة حكم المُحدِّث: صحيح، التخريج: أخرجه مسلم (2276)، والترمذي (3606)، وأحمد (16986).
([21]) الراوي:أم سلمة أم المؤمنين، المُحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الضعيفة، ص: أو رقم: 4179، خلاصة حكم المحدث: ضعيف.
([22]) شعراء عمان في الجاهلية وصدر الإسلام، جمع وتحقيق: أحمد محمد عبيد، المجمع الثقافي، أبوظبي، 2000م/ ص: 83
([23]) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب مواقيت الصلاة، ( 5555 , 824 , 641 , 584)
([24]) الأعراف والعادات الاجتماعية والثقافية في ظفار، سعيد بن مسعود المعشني، ط1، مطابع ظفار الوطنية، صلالة، سلطنة عمان، 2003م، ص: 83، 84
([25]) كيفية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، من فتاوى: الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، دار الإفتاء المصرية، تاريخ الفتوى: 04 أكتوبر 2022 م، رقم الفتوى: 7957، https://www.dar-alifta.org/ar/fatwa/details/19416