استسهال رجال الأعمال للاستيراد والتوكيلات التجارية تسبب فى اختفاء المنتج الوطنى
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
4 مستهدفات للشركة فى عام 2024
لا تحكم على الكتاب من غلافه، فلا يمكن قراءة قصة بمجرد النظر إلى غلافها.. اكتب نص مسيرتك، ولا تدع آخرين يخطون سطرا فى صفحاتها.. لا تسمح أن يخفى بريقك، فأنت من تحمل مصيرك،.. أنت لست متميزًا لأنك أفضل من غيرك، بل لأنك لا تشبه أحدا سواك، أنت مسئول عن ترك بصمة وأثرا، ربما قد تختلف قليلاً أو كثيرًا عما تركه وسيتركه الآخرون.
كل منا يسعى إلى أن يكون متفردا، فقد اخترنا جميعا أن نفعل هذا، فمن الأفضل أن تكون جيدًا، ومن الأفضل أن تستحق ما تريد، فيمكنك تحقيق أحلامك، عندما تكون لديك الشجاعة للسير ورائها.. وعلى هذا كانت رحلة الرجل منذ الصبا.
على عزت الرئيس التنفيذى لفروع شركة الجذور لتداول الأوراق المالية.. النجاح فى قاموسه ليس إنجازا بقدر ما هو قدرة مستمرة على الإنجاز، مسيرته كلها اعتماد على النفس، وهو سر قوته، يسعى دائما ليكون أفضل مما كان، سعادته فى خدمة الآخرين، يحمل الشكر والعرفان لكل من ساهم فى صناعته وأولهم والداه وزوجته.
مساحة خضراء، أرضية عشبية مستطيلة، مصممة بشكل هندسى فريد، يشكل لوحة ساحرة من الزهور، والنباتات العطرية، وأشجار الزينة، وبعض النباتات المثمرة، يتوسطها مبنى من عدة طوابق، بالطابق الأرضى، وعند الواجهة اتخذ ديكورها شكلا بطراز إسلامى أكثر تناسقا، ممتزجا باللون الذهبى، بالمدخل الرئيسى، صممت ألوان الحوائط بعناصر خاصة تعمل على تخفيف التوتر، وتحقيق الراحة، والهدوء، اللوحات تتسم بالرسومات الطبيعية لتستكمل براعة تناسق الزهور، مع لون الأثاث.
على بعد أمتار تبدو حجرة مكتبه، تتسم بالتصميم المكتبى، امتلأت الأرفف بكتب القانون، ومجال عمله، ومجموعة أخرى من المجلدات النادرة لمجالات مختلفة، بعضها تاريخى، والآخر يتعلق بالروايات والسيرة الذاتية، سطح مكتبه اتسم بالنظام، والترتيب، أوراق وكتب دراسته فى القانون.. أجندة ذكريات تسرد سطورها مسيرته ورحلته بكل مطباتها، وعثراتها بدأ افتتاحيتها بقوله «تجاهل كل الذى يؤدى بك فى النهاية إلى الاستسلام، تجاهل كل من يردد كلمات المستحيل وكلمات الإحباط، ركز على ما ترغب أن تحققه، اعمل كل يوم من أجله، سوف تصل فى النهاية».
مزيج من الحماسة، والعقلانية، دقة فى التحليل، يخضع المشاهد للدراسة قبل أن يفسر تفاصيلها، رؤية خاصة للمستقبل، تبنى على الأرقام، ويتحفظ إذا تطلب الأمر ذلك، تجده أكثر بساطة فى تفسيراته للمشهد الاقتصادى.. يرى أن القادم أفضل فى ظل التحركات الحكومية، للعمل على ضبط ايقاع الاقتصاد، وتدفق الاستثمارات الخارجية، من خلال الأموال العربية، على اعتبار أن السوق المحلى يذخر بالفرص المناسبة، رغم المتغيرات الخارجية التى كان لها دور كبير فى أزمات الاقتصاد، منذ جائحة كورونا، والصراعات السياسية للعديد من الدول، وكذلك عدم استقرار الأوضاع فى المنطقة، وكلها مؤثرات أثرت على حركة الاقتصاد والقطاعات المهمة، التى تعتبر موردا سياديا للعملة الصعبة، التى تمثل أهم التحديات فى السوق، لذلك ليس أمام الحكومة سوى تحرير سعر الصرف، لمحاولة إعادة السوق للاستقرار.
الوضوح والصراحة عاملان مهمان يبنى عليهما رؤيته، تجده حينما يتحدث عن التضخم، يكون أكثر قلقا، إذا يرى أن معدلات التضخم سوف تظل فترة فى حالة ارتفاع، بسبب استمرار زيادة أسعار السلع الاستراتيجية على مستوى الاقتصاديات الكبرى، وبالتالى تأثر السوق المحلى بهذه الزيادات، رغم محاولات الحكومة اتخاذ إجراءات لمواجهة هذه الارتفاعات عبر أدواتها النقدية فى سحب السيولة من السوق، إلا أن ذلك لم يجد أمام ارتفاع الأسعار عالميا.
على عزت- بهدوء وثقة يجبنى قائلا إن «الإنتاج والتصنيع، وإحلال محل الواردات العلاج السحرى، لمواجهة أزمة الدولار، وتوافر العملة الصعبة، حيث يعمل الإنتاج على ترشيد فاتورة الاستيراد، مع العمل أيضا على دعم التصدير، وتشجيع المصدرين بتوفير كل محفزات زيادة الحصيلة التصديرية للخارج، وكلها عوامل تسهم فى دفع حركة الاقتصاد، خاصة أنه واجه أزمات عديدة فى السنوات السابقة، بسبب استسهال رجال الأعمال إلى الاستيراد وعدم الاهتمام بالإنتاج الوطنى، مما ساهم فى تفاقم أزماته».
التفاصيل قد تكون مغرقة للبعض، لكن الآخرين يهتمون بقراءتها جيدا، ومنهم محدثى لإيمانه أن النتائج تتكشف عبر التفاصيل، لذلك تجده يتحدث عن السياسة النقدية، ودورها فى تحقيق الاستقرار، يعتبر أن البنك المركزى اتجه فى أكثر من اجتماع إلى الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، إلا أنه مع القفزات الكبيرة فى معدلات التضخم، أجبر على زيادة أسعار الفائدة، فى محاولة لسحب السيولة، واستعادة الأموال التى سبق وأن تخارجت مرة أخرى إلى السوق، رغم أن رفع أسعار الفائدة يعوق عملية الاستثمار، والتوسعات الاستثمارية نظرا لارتفاع تكلفة الإقراض، لكن ليس أمام مثل هذه الازمات سوى رفع الفائدة.
بمنطق التفكير المبتكر يطرح الرجل رؤية العودة إلى فلسفة المبادرات، مثلما قامت الحكومة قبل ذلك بإطلاق مبادرات لاستقطاب العملات الصعبة من المصريين العاملين فى الخارج، كونه أيضا وسيلة أفضل من الاقتراض، الذى يمثل أعباء كبيرة على الاقتصاد، والأجيال القادمة، خاصة أن الاقتراض يكون إيجابيا فى حالة توجيهه إلى المشروعات الاستثمارية التى تحقق عوائد، من شأنها تسد أعباء هذا الديون.
الاعتماد على النفس الهدف الأساسى الذى استمده من والده، لذلك تجده عندما يتحدث عن السياسة المالية يفسر بهدوء اعتماد الدولة على المنظومة الضريبية، كواحدة من الأدوات المهمة التى تسهم فى تحقيق إيرادات الدولة، رغم أن بعض المحللين والخبراء يرون أن منظومة الضرائب مهمة، وبالتالى لا داعى إلى تخفيضها، حيث أن المستثمرين يحظون بالعديد من المميزات والتسهيلات بعيدا عن الضرائب، كما أن الحكومة تحاول أن تعمل على التحول الرقمى، لضم المنظومة الضريبية غير الرسمية إلى الرسمية، مما يعزز إيرادات الدولة، مع تقديم حزمة محفزات إلى العاملين فى القطاع غير الرسمى، لحثهم على الانضمام، مع توفير كافة احتياجاتهم.
يظل ملف الاستثمار الأجنبى المباشر مثارا للجدل بين الخبراء والمراقبين فى ظل تراجع قيم الاستثمارات الأجنبية، وتدنى أرقامها، لكن لمحدثى رؤية خاصة فى هذا الملف تقوم على استقرار سعر الصرف، والاتجاه إلى الطروحات، بما يسهم فى استعادة الأموال والاستثمارات الأجنبية، والاستفادة منها، مع تقديم خريطة استثمارية، واسترشادية، تساعد فى تحديد الرؤية أمام المستثمر للبدء فى مشروعاته، مع أيضا عودة وزارة الاستثمار، للترويج للمشروعات القومية، خاصة فى ظل اتساع الاتجاه إلى الاعتماد على القطاع الخاص الاجنبى، والوطنى، وإتاحة الفرصة كاملة أمامهما، بعيدا عن المنافسة الحكومية، وكذلك العمل على تسهيلات العقبات، وتقديم محفزات ضريبية، وإتاحة أراضى صناعية بأسعار منخفضة، وأقساط طويلة الأجل، حتى يتمكن المستثمر من استكمال مشروعاته الاستثمارية، وإتاحة فرصة أكبر أمامه لإدارة المشروعات برؤيته الخاصة.
- لحظات صمت تسود المكان قبل أن يجيبنى قائلا إن «القطاع العقارى من أهم القطاعات القادرة على تحقيق ذلك، نظرا لحالة النشاط، والإقبال على هذا الاستثمار، خاصة من المستثمرين سواء المحليين أو الأجانب، بالإضافة إلى القطاع السياحى، والأدوية، والأغذية وكلها قطاعات تعمل على دعم الاقتصاد».
لا يُخفى انشغاله بمجال عمله فى البورصة، إذ تجده أكثر اهتماما بسوق الأوراق المالية المصرى، وقدرة البورصة على تحقيق النجاح للطروحات كانت حكومية أو خاصة، بسبب السيولة، والإقبال الكبير من جانب المستثمرين، بحسب قوله فى ظل فرص النمو، الكبيرة للشركات العاملة بالسوق المحلى، وأيضا فى ظل أسعار الأسهم الجاذبة للشراء بالعديد من الشركات، والتى لا تعبر أسعارها بشكل حقيقى عن القيم الحقيقية للشركات، خاصة لو وضع فى الاعتبار فرق أسعار الصرف للدولار، والذى كان له دور فى زيادة قيم أصول الشركات والقيم العادلة للشركات، بالإضافة إلى أن سوق الأسهم يعتبر من أوجه الاستثمار التى لديها معدل عائد كبير، وقابلة للتحويل، وتنوع الاستثمار من عقارى وسياحى وبنوك وصناعة وأغذية وأدوية، مع تعويم العملة سوف يزداد الإقبال على الأسهم، إذ يكون لها تأثير كبير على إعادة التوازن لسوق الصرف المحلى.
ما يجعل الحياة تستحق أن نحياها هو الإيمان بشىء والتحمس له، وهكذا كان الرجل فى محطات حياته، وما خاض من تجارب أصقلت خبراته، حقق فى مسيرته نجاحات متتالية، إلى أن وصل بالشركة مع مجلس الإدارة إلى مكانة جيدة، استطاع خلالها أن يحقق استراتيجيته المخطط لها، مما دفعها إلى تحقيق أرباح، مع إعادة الثقة للمستثمر والشريك الأجنبى فى الشركة بضخ استثمارات كبيرة فى شركات تابعة، سيكون تداعياتها الإيجابية على الشركة، وكذلك استحواذ شركة تابعة على 25% من حصة السمسرة، بالإضافة إلى الهيكلة المالية والإدارية للشركة، وبذلك يكون تم تحقيق 100% من استراتيجية الشركة.
لا يأتى النجاح عندما تسير الأمور معك على خير ما يرام، ولكنّها تأتى عندما يتمّ اختبارك وعندما تتعرّض لبعض العقبات، ومن هنا تكون قوة الرجل لذلك ليس فى قاموسه مستحيلات، وإنما يسعى دائما إلى تحقيق مستهدفاته مع مجلس الإدارة، حيث يستهدف تحقيق 4 مستهدفات فى عام 2024 تتركز على استكمال على حصول باقى تراخيص السمسرة الشورت سيلينج، السندات، ونقل ملكيات خارج المقصورة، وكذلك تأسيس وحدة أبحاث مالية، وفنية لخدمة العملاء، والتوسع جغرافيا من خلال زيادة فروع الشركة بالمحافظات، بالإضافة إلى العمل على استقطاب عملاء جدد مؤسسات، وعملاء أصحاب ملاءة مالية، بما يصب بمصلحة الشركة، وتحقيق مراكز متقدمة للشركة.
كل ناجح ستجد سيرته مكونة من مجموعة خطوات فى الاتجاه السليم، وكذلك أسلوب يحرص على انتهاجه، لذلك كانت نجاحاته المتتالية، تجده أكثر حرصا على حث أولاده على الصراحة والأمانة، كونهما الطريق إلى النجاة والنجاح، لكن يظل شغله الشاغل الوصول مع مجلس الإدارة بالشركة إلى الريادة.. فهل ينجح ذلك؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: على عزت الاستثمارات الخارجية حركة الاقتصاد البنك المركزي منظومة الضرائب التحول الرقمي وزارة الاستثمار البورصة سوق الأسهم بالإضافة إلى
إقرأ أيضاً:
رئيس الصومال: "مقديشيو الجديدة" مشروع وطني ستفتخر به الأجيال القادمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد رئيس الصومال حسن شيخ محمود، أن مشروع "مقديشيو الجديدة" الذي يهدف إلى تعزيز مكانة العاصمة كمركز تجاري إقليمي، يعد مشروعا وطنيا يشارك فيه رجال الأعمال وستفتخر به الأجيال القادمة.
وأشاد الرئيس الصومالي - في تصريح أوردته وكالة الأنباء الصومالية (صونا)، اليوم السبت - بمدى إلتزام رجال الأعمال في المساهمة بتنفيذ المشروع، مقدما إليهم الشكر على دورهم البارز الذي يلعبونه في النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وتعزيز السلام، وحثهم على دفع الضرائب والمشاركة في إعادة إعمار البلاد.
وأطلقت الحكومة الصومالية بالتعاون مع رجال الأعمال، مبادرة "تنمية مقديشو الجديدة"، التي تستهدف بناء عدد من المشاريع التنموية الكبرى في العاصمة مقديشيو، وتحويل المدينة إلى مركز للنقل والأعمال في المنطقة وتعزيز التنمية الاقتصادية في البلاد.
وتتضمن المرحلة الأولى من المبادرة، بناء مطار مقديشيو الدولي الجديد، وميناء مقديشيو ومنطقة اقتصادية خاصة. وتأتي هذه الخطط كجزء من خطة التحول الوطني (2025-2029) وتهدف إلى جذب الاستثمارات المحلية والدولية، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الاقتصاد الصومالي.
وتأمل الحكومة الصومالية في مشاركة رجال الأعمال والمغتربين الصوماليين في تمويل هذه المشاريع. وتتضمن الخطة الجديدة، مشاركة عامة مباشرة في الاستثمار، مما يسمح للحكومة والجمهور، والمستثمرين، والمؤسسات المالية بالقيام باستثمارات مشتركة.
وتقدر تكلفة المرحلة الأولى من بناء مطار مقديشيو الدولي بحوالي مليار دولار أمريكي وتوفر الحكومة الأرض، كما ستقوم بتسهيل التصاريح المطلوبة لهذا المشروع الكبير.
وكان الصومال، قد وضع حجر الأساس لمطار مقديشيو الدولي منذ ما يقرب من 50 عامًا، لكن المشروع لم يتحقق بسبب الظروف الاقتصادية، والحروب الأهلية، والحكومات الانتقالية.
ومع النظام الاستثماري المبتكر الجديد، يأمل الصومال في تحقيق هذه المشاريع الطموحة خلال المرحلة الأولى.