بوابة الوفد:
2025-03-01@19:36:42 GMT

بالصور.. ليلة من الإثارة والتشويق في سيرك "الحلو"

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

يعبق المكان بعبير البخور الهندي فيضفي توليفة من الغموض والحذر على نفوس جماهير سيرك الحلو، الكائن في الطريق المفضي لميدان الحصري بمدينة السادس من أكتوبر، وبينما يحكم السكون الممزوج بالترقب قبضته على المكان، تتركز أنظار جميع الحضور على المسرح؛ حلبة واسعة تتوسط المكان تتراقص عليها الإضاءة المنبعثة من عشرات "الكشافات" التي تشغل مكانا برأس الخيمة، يدوي قرع الطبول التي تتسارع على وقعها دقات القلوب فيشق المذيع الصمت بصوته المبهج معلنا البدء في فقرات اليوم.

عم ناصر ينقذ صناعة "الكليم" من براثن الاندثار حكاية مسجد السيدة رقية.. تعرض لسنوات من الإهمال وتم تطويره ضمن مزارات آل البيت


تشدو " كريستينا أجيليرا" بأغنيتها Lady Marmalade فتعيدك إلى ماقبلها بعقدين إلى أجواء ثمانينات القرن العشرين حيث أمجاد السيرك المصري ورواده الأوائل العالمي حسن الحلو وشقيقه ممدوح وشقيقتهما محاسن الحلو وأبنائها من عائلة كوتة، مروضي الوحوش وصناع الألعاب والحيل التي طواها الزمن كما ضمر أصحابها.


يستوي قرص الشمس في السماء، يغالب محمد ممدوح الحلو آثار النعاس عقب يوم عمل طويل أمس أنهى به عرضان لترويض الأسود والنمور البنجالية بسيركه الخاص، يستعيد ذكريات أول مرة يجد نفسه فيها وجهًا لوجه أمام المفترس الأعظم، ليس واحدًا فقط ولكن عصبة قوامها 6 أسود تكالبت على والده الراحل كابتن ممدوح الحلو محاولة إفتراسه بينما كان يؤدي "بروفة" صباحية للعرض قبل ماحوالي عقدين من الزمان.


ألقى محمد الحلو لباس الحيطة والحذر واقتحم القفص، شابًا لم يتم بعد العشرين من عمره، يهرع لنجدة والده من بين مخالب الأسود، يخز كبيرهم بالعصا ويجابه صغيرهم بالكتف، جراءة استرعت الانتباه وهم المساعدين للمساعدة ونجدة والده المصاب والهرولة إلى أقرب مشفى.

محمد الحلو 


خطة القدر المتقنة أحادت محمد الحلو عن مسار رسمه لنفسه بالعمل في مجال السياحة عقب التخرج من الكلية نفسها حتى استقرت به الدروب إلى داخل قفص حديدي يواجه فيه أعتى مخاوف البشر وأبشع أحلام اليقظة، تقف "دينا" زوجة الحلو، على مقربة من قفص العرض داخل الكواليس تقبض بيدها على راحة يد طفلتها "دانة" بينما يتحرك فاهها تاليًا ماتيسر لها من آيات الذكر الحكيم والدعاء لرب العالم فقط أن "يسلم" زوجها هذه المرة أيضَا، تراقب دينا وطفلتها محمد الحلو يصارع الأسود يأمر "جميلة" فتطيعه، يوخز "مادي" فيقفز عبر حلقة من النار ويبسط يده إلى الأسد "روماريو" فيلقي إليه مخالبه الحادة تحية منه.  

 

"بينكا"، ليونة حد الخطر

تسطع الإضاءة البيضاء التي يحملها كشاف ضخم من رأس خيمة السيرك لتسقط على طاولة ظهرت فجاءة من العدم تعتليها "بينكا"، لاعبة الإكروبات برازيلية النشأة مصرية الهوى، تتحدى بأعجايب حركات البلهلوانات صلابة الهيكل العظمي فيتحول جسدها في ثواني مطاط يمكنه التمدد بشتى الطرق تثني ركبتها مرة بينما يلتف جسدها من حولها كالعقدة، وتفرد ساقيها مرة أخرى في الهواء فيما فتتشبث فقط بأسنانها بالطاولة.

بينكا


تحتاج فراشة سيرك "الحلو"، "بيكا" إلى نحو نصف الساعة قبل أن يكشف ستار المسرح عنها مؤدية عرضها، تستغرق تلك المدة فقط لتجهيز جسدها وممارسة تمارين الإحماء والتمدد، درعها الواقي من الإصابات وتيبس المفاصل، وقعت عروض السيرك من قلب بيكا ما وقع فاستقر في قلبها هوى الإكروبات بينما كانت لازال في الحادية عشر من العمر، تتلمس خطواتها الأولى على درب الأماني فتودع أحلام الطفولة لتستقبل شغف الشباب تجوب عدد من بلدان العالم من تشيلي وبوليفيا والبرازيل بلدها الأم وحتى بريطانيا بالقارة العجوز وصولاً إلى محطتها الحالية، مصر الحبيبة.


المهرج المهرج

تأتي فقرة المهرج فتضج الصفوف بالتصفيق، يجوب المكان بخفة بين صفوف الجمهور حاملاً كرة مطاطية ضخمة لرسم البسمة على وجوه الأطفال بينما ينتهي فريق المساعدين من إعداد المسرح للفقرة التالية.


يرص الكراسي فيتجمع الأطفال للمشاركة المهرج الرقص ولعب الكراسي الموسيقية تدور الأغاني فينطلق الأطفال وتعاد الأدوار حتى النهائي منافسة بين صغيرين تفوز بها فتاة ذات شعر طويل يهديها المهرج بالون وردي يشبه فستانها مكافأة لها.


"المهرج"، محمود،  تتخفى ملامحه الثلاثينية أسفل ضربات الفرشاة التي تشغل حيزًا من قسمات وجهه لصالح الألوان الأساسية، يرتدي حلة تستمد بهجتها من لون الشمس موشاة بالأحمر الواثق والأخضر المريح، قادته دروب الحظ إلى العمل بسيرك الحلو منذ 5 سنوات ذاق خلالها حلاوة النجاح وطربت أذناه بتصفيق الجماهير يقاوم صانع البهجة في الحزن والإجهاد في الكثير من الأيام يغلبه مرات ويستسلم أخرى فلايجد بدًا من الإنعزال بنفسه قليلاً قبل الخروج على المسرح ورسم إبتسامة عريضة على وجهه النحيل.


كواليس من الغموض والكرة الحديدية

في جانب صغير من ستار العرض يفتح عالم من السحر أبوابه عن مصراعيها إلى دنيا ما وراء الستار الكواليس، نور خافت باللون الأحمر يبث مزيج من الحذر والترقب في النفوس وكرة حديدية في حجم الحافلة يستقبلانك إلى ماوراء ستار الكواليس حيث يقف لاعب الإكروبات كوكو، من المكسيك، قبل لحظات من بدء العرض الخاص به ليمارس تمارين الإحماء على عشرات الكرات التي يتقاذفها بسلاسة بين يديه، دقائق ويضج الجمهور بالتصفيق معلنًا احتفاءه بالعرض ويرفع المساعدون ماانسدل من الستار كاشفين عن الكرة الحديدية لتتوسط مسرح سيرك "الحلو".

فقرة الكرة الحديدة-السيرك-


يرفع الستار فيظهر راكب الدراجات البخارية، حيدر من كولومبيا، مرتديًا حلته كاملة مع زوائد للأمان على الذراعين والساقين يدخل إلى القفص بدراجته بعد تحية الجمهور طالبًا منهم بإشاراته المزيد من التشجيع والتصفيق فتضج به الصفوف، يضغط على دواسة البنزين فتزمجر الدراجة لثوان قبل يترك حيدر زمامها فتنطلق في دوائر عكس الجاذبية داخل الكرة الحديدية، دقائق ويفتح باب الكرة ليشارك المساعدين في فقرة الخطر، لحظات تحبس الأنفاس تتصاعد خلالها زمجرة الدراجة البخارية ثم ترتفع لتحاصر المساعدين الذين يقفون ظهرًا إلى ظهر في مركز الكرة.

محمد الحلو وأسرتهفقرة الثعابينفقرة الثعابين 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مدينة السادس من أكتوبر محمد الحلو حسن الحلو المهرج سيرك الحلو الكرة الحديدية محمد الحلو

إقرأ أيضاً:

وزير المعادن محمد بشير عبد الله: جهود كبيرة لتذليل كافة المعوقات التي تواجه قطاع التعدين

وزير المعادن محمد بشير عبد الله: جهود كبيرة لتذليل كافة المعوقات التي تواجه قطاع التعدين بالتنسيق مع شركاء العملية التعدينية، وخطة هذا العام أكثر طموحاً وستسهم في استقرار العمل في القطاع.الجزيرة – السودان إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محمد رمضان: فائز محظوظ سيحصل على مليون جنيه في ليلة العيد
  • أستراليا أول دولة تعلن ثبوت رؤية هلال شهر رمضان.. وإندونيسيا تتبع بينما ماليزيا وبروناي تؤجلان
  • وزير المعادن محمد بشير عبد الله: جهود كبيرة لتذليل كافة المعوقات التي تواجه قطاع التعدين
  • بالصور .. صدقي صخر من كواليس مسلسل الشرنقة
  • الجماز: الدوري السعودي يقترب من الإنجليزي في الإثارة والتنافسية.. فيديو
  • ليلة الأمير عبدالرحمن بن مساعد تجمع نجوم الفن في موسم الرياض.. فيديو
  • مدرب إنجلترا السابق: الكرة الذهبية لن تذهب إلى محمد صلاح مهما فعل!
  • غموض مصير الكرة الذهبية.. وهذا النادي يقتحم سباق التعاقد مع محمد صلاح
  • في ليلة محمد صلاح التاريخية.. ليفربول يعزز صدارة الدوري الإنجليزي
  • محمد أشرف روقا يلجأ إلى اتحاد الكرة للحصول على مستحقاته المتأخرة من الزمالك