بالصور.. ليلة من الإثارة والتشويق في سيرك "الحلو"
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
يعبق المكان بعبير البخور الهندي فيضفي توليفة من الغموض والحذر على نفوس جماهير سيرك الحلو، الكائن في الطريق المفضي لميدان الحصري بمدينة السادس من أكتوبر، وبينما يحكم السكون الممزوج بالترقب قبضته على المكان، تتركز أنظار جميع الحضور على المسرح؛ حلبة واسعة تتوسط المكان تتراقص عليها الإضاءة المنبعثة من عشرات "الكشافات" التي تشغل مكانا برأس الخيمة، يدوي قرع الطبول التي تتسارع على وقعها دقات القلوب فيشق المذيع الصمت بصوته المبهج معلنا البدء في فقرات اليوم.
تشدو " كريستينا أجيليرا" بأغنيتها Lady Marmalade فتعيدك إلى ماقبلها بعقدين إلى أجواء ثمانينات القرن العشرين حيث أمجاد السيرك المصري ورواده الأوائل العالمي حسن الحلو وشقيقه ممدوح وشقيقتهما محاسن الحلو وأبنائها من عائلة كوتة، مروضي الوحوش وصناع الألعاب والحيل التي طواها الزمن كما ضمر أصحابها.
يستوي قرص الشمس في السماء، يغالب محمد ممدوح الحلو آثار النعاس عقب يوم عمل طويل أمس أنهى به عرضان لترويض الأسود والنمور البنجالية بسيركه الخاص، يستعيد ذكريات أول مرة يجد نفسه فيها وجهًا لوجه أمام المفترس الأعظم، ليس واحدًا فقط ولكن عصبة قوامها 6 أسود تكالبت على والده الراحل كابتن ممدوح الحلو محاولة إفتراسه بينما كان يؤدي "بروفة" صباحية للعرض قبل ماحوالي عقدين من الزمان.
ألقى محمد الحلو لباس الحيطة والحذر واقتحم القفص، شابًا لم يتم بعد العشرين من عمره، يهرع لنجدة والده من بين مخالب الأسود، يخز كبيرهم بالعصا ويجابه صغيرهم بالكتف، جراءة استرعت الانتباه وهم المساعدين للمساعدة ونجدة والده المصاب والهرولة إلى أقرب مشفى.
خطة القدر المتقنة أحادت محمد الحلو عن مسار رسمه لنفسه بالعمل في مجال السياحة عقب التخرج من الكلية نفسها حتى استقرت به الدروب إلى داخل قفص حديدي يواجه فيه أعتى مخاوف البشر وأبشع أحلام اليقظة، تقف "دينا" زوجة الحلو، على مقربة من قفص العرض داخل الكواليس تقبض بيدها على راحة يد طفلتها "دانة" بينما يتحرك فاهها تاليًا ماتيسر لها من آيات الذكر الحكيم والدعاء لرب العالم فقط أن "يسلم" زوجها هذه المرة أيضَا، تراقب دينا وطفلتها محمد الحلو يصارع الأسود يأمر "جميلة" فتطيعه، يوخز "مادي" فيقفز عبر حلقة من النار ويبسط يده إلى الأسد "روماريو" فيلقي إليه مخالبه الحادة تحية منه.
"بينكا"، ليونة حد الخطر
تسطع الإضاءة البيضاء التي يحملها كشاف ضخم من رأس خيمة السيرك لتسقط على طاولة ظهرت فجاءة من العدم تعتليها "بينكا"، لاعبة الإكروبات برازيلية النشأة مصرية الهوى، تتحدى بأعجايب حركات البلهلوانات صلابة الهيكل العظمي فيتحول جسدها في ثواني مطاط يمكنه التمدد بشتى الطرق تثني ركبتها مرة بينما يلتف جسدها من حولها كالعقدة، وتفرد ساقيها مرة أخرى في الهواء فيما فتتشبث فقط بأسنانها بالطاولة.
بينكا
تحتاج فراشة سيرك "الحلو"، "بيكا" إلى نحو نصف الساعة قبل أن يكشف ستار المسرح عنها مؤدية عرضها، تستغرق تلك المدة فقط لتجهيز جسدها وممارسة تمارين الإحماء والتمدد، درعها الواقي من الإصابات وتيبس المفاصل، وقعت عروض السيرك من قلب بيكا ما وقع فاستقر في قلبها هوى الإكروبات بينما كانت لازال في الحادية عشر من العمر، تتلمس خطواتها الأولى على درب الأماني فتودع أحلام الطفولة لتستقبل شغف الشباب تجوب عدد من بلدان العالم من تشيلي وبوليفيا والبرازيل بلدها الأم وحتى بريطانيا بالقارة العجوز وصولاً إلى محطتها الحالية، مصر الحبيبة.
المهرج المهرج
تأتي فقرة المهرج فتضج الصفوف بالتصفيق، يجوب المكان بخفة بين صفوف الجمهور حاملاً كرة مطاطية ضخمة لرسم البسمة على وجوه الأطفال بينما ينتهي فريق المساعدين من إعداد المسرح للفقرة التالية.
يرص الكراسي فيتجمع الأطفال للمشاركة المهرج الرقص ولعب الكراسي الموسيقية تدور الأغاني فينطلق الأطفال وتعاد الأدوار حتى النهائي منافسة بين صغيرين تفوز بها فتاة ذات شعر طويل يهديها المهرج بالون وردي يشبه فستانها مكافأة لها.
"المهرج"، محمود، تتخفى ملامحه الثلاثينية أسفل ضربات الفرشاة التي تشغل حيزًا من قسمات وجهه لصالح الألوان الأساسية، يرتدي حلة تستمد بهجتها من لون الشمس موشاة بالأحمر الواثق والأخضر المريح، قادته دروب الحظ إلى العمل بسيرك الحلو منذ 5 سنوات ذاق خلالها حلاوة النجاح وطربت أذناه بتصفيق الجماهير يقاوم صانع البهجة في الحزن والإجهاد في الكثير من الأيام يغلبه مرات ويستسلم أخرى فلايجد بدًا من الإنعزال بنفسه قليلاً قبل الخروج على المسرح ورسم إبتسامة عريضة على وجهه النحيل.
كواليس من الغموض والكرة الحديدية
في جانب صغير من ستار العرض يفتح عالم من السحر أبوابه عن مصراعيها إلى دنيا ما وراء الستار الكواليس، نور خافت باللون الأحمر يبث مزيج من الحذر والترقب في النفوس وكرة حديدية في حجم الحافلة يستقبلانك إلى ماوراء ستار الكواليس حيث يقف لاعب الإكروبات كوكو، من المكسيك، قبل لحظات من بدء العرض الخاص به ليمارس تمارين الإحماء على عشرات الكرات التي يتقاذفها بسلاسة بين يديه، دقائق ويضج الجمهور بالتصفيق معلنًا احتفاءه بالعرض ويرفع المساعدون ماانسدل من الستار كاشفين عن الكرة الحديدية لتتوسط مسرح سيرك "الحلو".
فقرة الكرة الحديدة-السيرك-
يرفع الستار فيظهر راكب الدراجات البخارية، حيدر من كولومبيا، مرتديًا حلته كاملة مع زوائد للأمان على الذراعين والساقين يدخل إلى القفص بدراجته بعد تحية الجمهور طالبًا منهم بإشاراته المزيد من التشجيع والتصفيق فتضج به الصفوف، يضغط على دواسة البنزين فتزمجر الدراجة لثوان قبل يترك حيدر زمامها فتنطلق في دوائر عكس الجاذبية داخل الكرة الحديدية، دقائق ويفتح باب الكرة ليشارك المساعدين في فقرة الخطر، لحظات تحبس الأنفاس تتصاعد خلالها زمجرة الدراجة البخارية ثم ترتفع لتحاصر المساعدين الذين يقفون ظهرًا إلى ظهر في مركز الكرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مدينة السادس من أكتوبر محمد الحلو حسن الحلو المهرج سيرك الحلو الكرة الحديدية محمد الحلو
إقرأ أيضاً:
بالصور.. مهرجان كتارا لآلة العود بقطر يحتفي بالموسيقار محمد القصبجي
في أجواء طربية موسيقية استثنائية، وبعد النجاحات الكبيرة التي حققتها الدورات السابقة، أطلقت المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، النسخة الرابعة من مهرجان كتارا لآلة العود، الذي يحتفي هذا العام بالموسيقار الكبير محمد القصبجي، ويقام خلال الفترة من ٢٢ إلى ٢٥ يناير الجاري في العاصمة القطرية الدوحة، تحت عنوان "القصبجي الذي سبق عصره".
مهرجان كتارا
أبرز المشاركين:
بمشاركة نخبة من أبرز وأمهر الفنانين والعازفين في العالم، وشهد حفل الافتتاح زخمًا فنيًا متنوعًا، وتم عرض فيلم تسجيلي عن المحتفى به الموسيقار محمد القصبجي، وإلقاء الضوء على إسهاماته في عالم الموسيقى العربية.
قدم الحفل عبدالعزيز صالح الذي رحب بسعادة الاستاذ الدكتور خالد إبراهيم السليطي مدير عام الحي الثقافي كتارا، الذي رحب في كلمته الإفتتاحية بالحضور في الحي الثقافي كتارا في دورته الرابعة مؤكدًا ان هذا الحدث أصبح علامة بارزة في ثقافتنا، وهو من ضمن المهرجانات المهمة في أجندة المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، وفي قائمة أبرز الفعاليات الموسيقية والفنية في منطقتنا العربية.
وأضاف ان كتارا حرصت أن تكون النسخة الرابعة للمهرجان متميزة وان يكون أيقونتها الموسيقار الكبير محمد القصبجي الذي قدم اسهامات لا تنسى للموسيقى العربية وترك إرثًا خالدًا يلهم الأجيال، كرمز للإحتفاء به وكشخصية المهرجان لهذا العام، بالإضافة لتسليط الضوء على دوره الرائد في عالم الموسيقى العربية، وتقديرًا له في تطوير الموسيقى الشرقية، معربًا عن سعادته بمشاركة 21 عازفًا من جميع أنحاء العالم، يمثلون مدارس وأساليب مختلفة في عزف العود، مما يجعل من هذا المهرجان منصة مثالية لتلاقي الثقافات وتبادل الإبداعات الموسيقية.
لتنطلق بعدها واحدة من أجمل الحفلات، بمشاركة مجموعة من العازفين الذين قدموا معزوفات الموسيقار محمد القصبجي، منهم، إسلام القصبجي، كين ماثيس، يوسف المدني، عبدالعزيز الشنان، عارف جمّن، د. بيلان اشكتاش، عبدالله نمّور، أسامة بدوي، وغناء الأمريكية جينيفر جراوت، بالإضافة لمعزوفات من فرقة التخت الشرقي.
مهرجان كتارا مهرجان كتارا مهرجان كتارا
المكرمين أثناء الحفل:
وتم خلالها الحفل تكريم إسم كبير في عالم الموسيقي وهو الفنان القطري عبدالعزيز جاسم العيدروس، تقديرًا لمسيرته الفنية، وتم عرض فيلم تسجيلي عن إبداعاته، وقام د.خالد بن إبراهيم السليطي، والأستاذ محمد المرزوقي مدير المهرجان بتكريم العيدوس، كما تم تكريم كل العازفين المشاركين في حفل الإفتتاح.
يأتي المهرجان، استمرارًا لرسالة كتارا في الاحتفاء بالتراث الموسيقي وتعزيز مكانة آلة العود كجزء أصيل من الهوية الثقافية العربية. ويشهد المهرجان مشاركة نخبة من العازفين المحترفين والموسيقيين البارزين من مختلف دول العالم، مما يجعل منه منصة عالمية للإبداع الموسيقي، كما يتيح المهرجان الفرصة للجمهور للتعرف على التجارب الموسيقية المختلفة، ومشاهدة الأداء الحي لعازفين عالميين يجسدون الروح الفنية لهذه الآلة العريقة، التي تعد رمزًا للإبداع والعمق الموسيقي.
كما يحتضن المهرجان سلسلة من الجلسات الحوارية والندوات وورش العمل التفاعلية يشارك فيها كل من: د. أحمد يوسف "محمد القصبجي الريادة في العزف والتلحين"، د. مهمت باتماز: موسيقى محمد القصبجي "حوار وعزف "، د. مصطفى سعيد:"تطور عزف العود ذاتيا.. طريقة القصبجي مثالا"، فيما تعقد ورشة لنزيه أبو الريش حول كيفية بناء بصمة خاصة للعازف المنفرد " السويلست".
مهرجان كتارا مهرجان كتارا مهرجان كتارا مهرجان كتارا