إيمان بالقضية الفلسطينية وسعي وراء تقديم يد العون والتخفيف من معاناة أهل غزة، تواصل الدولة المصرية مساندتها عن طريق إقامة معسكر جديد للنازحين كمرحلة ثانية، بعد فترة وجيزة من الإعلان عن الانتهاء من المرحلة الأولى في ديسمبر الماضي، الذي يستوعب آلاف النازحين. 

تفاصيل المرحلة الأولى من مخيم النازحين

وترجع بداية تلك الخطوة إلى نهاية ديسمبر 2023، حينما خرجت القيادة السياسية المصرية، موجهةً بإنشاء مخيم إغاثي الخاص بالنازحين في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة؛ لتوثق قناة «القاهرة الإخبارية» في مقطع فيديو بداية الاستعداد من جانب الهلال الأحمر المصري المكلف بمهمة الانتهاء من المخيم الذي يتكون من 300 خيمة تتسع لـ1500 شخص.

ووقتها قال محمد أبوالعطا، مدير الإمداد بالهلال الأحمر الفلسطيني، إنّهم عملوا خلال المرحلة الأولى المرتبطة بإقامة المخيم المصري للنازحين على قدمٍ وساق، مشيرًا إلى أنّ هناك مراحل أخرى ترتبط بإقامة ألف خيمة تستوعب نحو 5 آلاف لاجئ ونازح.

ويتم التعاون بين الهلال الأحمر المصري والفلسطنيي، حيث يقوم الأول بتمديد جميع التجهيزات للمخيم من غذاء وإيواء؛ إذ صنّفه عبدالعزيز أبوعيشة، مدير الأزمات بالهلال الأحمر الفلسطيني، بأن ما يتم إقامته وتجهيزه يعد أول مخيم منظم يستهدف إيواء النازحين، والذي يتم بناؤه بحسب المعايير الدولية حيث توفير كل الاحتياجات اللازمة للنازحين من خدمات المياه والغذاء والكهرباء.

المرحلة الثانية من المخيم

وبعد فترة وجيزة من العمل على المرحلة الأولى، أعلنت الدولة المصرية إقامة معسكر النازحين رقم 2 بخان يونس يسع لنحو 4 آلاف شخص حيث يتكون من 400 خيمة مزودة بدورات المياه والكهرباء، وفقًا لـ«القاهرة الإخبارية». 

وأكدت مصادر، لـ«القاهرة الإخبارية»، أنّ إقامة المعسكر الخاص بالنازحين يليه الاستعداد لإنشاء مستشفى ميداني داخل مدينة رفح الفلسطينية، ومعسكر آخر يقع شمال دير البلح، إضافة إلى ذلك يتم تخصيص مركزي توزيع مساعدات برفح الفلسطينية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مخيم مصر غزة الاحتلال الإسرائيلي الاحتلال المرحلة الأولى

إقرأ أيضاً:

“في خيمة واحدة”

تلتقي الجدران مع السقف، وتثبت الخشبة بجسدها النحيل تفزع العدو وتحمي قلوب النازحين، لكن ليس بوسعها دفع الغارات القادمة إلى هذا المكان، يتفاهم الجميع مع شظايا الحرب، ويعيشون ضمن المتاح. هناك ترقد جذور المعاناة في الأرض، بينما تتكرر المحاولات للوصول إلى مهد السماء.
ينبعث صوت من كل خيمة، ينادي الجثث الطاهرة بأن تقاتل معهم، ويطالب المركبات حولها بالالتفات نحوها لتحتضن بأذرعها المتربة عشرات الأسر الغزاوية، خيمة واحدة تولد شمسا صغيرة وتفرش طبيعة بلا ألوان. تطهو طعامًا غير مرئي يُنتظر بلا أمل. يتصاعد الدخان، لكنه يحمل دلالات ثقيلة على عبثية البقاء، تتقلص أمعاؤهم في صبر الانتظار، ولا مجال للهزيمة على أية حال.
تتنامى المأساة في عيونهم الغارقة، وأجسادهم البارزة. تتوسع قمصانهم وتتبدل ملامحهم، فيما تبقى أسماؤهم كما هي: أحمد هو أحمد، ياسين هو ياسين، وفاطمة هي فاطمة؛ لكن علامات النزوح استعمرت خلاياهم، فأصبحوا غرباء بين آلاف البشر. تأوي الخيام وحدها جميع النازحين، تشغلهم عن الموت، ولكنها لا تستطيع إطلاق أي رصاصة أو دك مستعمرات المحتل.
تمتلئ بالخدوش والدخان الأسود، وطسوتها المفتوحة تتشابه مع المغلقة، تشتركان في النظرة الفارغة إلى اللا شيء. لكنها لا تزال تستر جزءًا من معاناتهم، وتذكرهم بأنهم لا يزالون بين الأحياء المجاهدين.
حياتهم في تلك المساحة الضيقة لا تعترف بالشعور ولا بالتفكير، ولا حتى بالهروب، فكل الدول خائنة، وكل الوجوه تشارك شيطانًا أخرس يسبح في الصباح، ويشارك في قتلهم بالمساء. السواعد العربية مقطوعة الأصابع تجيد فقط الرقص على مرأى أحزانهم، بينما يبارك إعلامهم المعيب فسادهم السنوي.
تعيش قلوبهم في لحظة ممتدة، ولا علاقة للوقت بما هو قادم. يعرفون أن مصاصي الدماء سيهبون في أي غارة بلا شفقة، وليس هناك من يمنعهم. تلك القلوب مدهونة بالشقاء، تتأمل مصابيح معتمة بلا جدوى، لكنها تُبدع معجزة البقاء في خيمة واحدة. المسافات صغيرة لا تكفي لمرور شخص واحد، لكنها تكفي لتصنع صبرًا مقاومًا يغنيهم عن فقاعات العالم. لا مجال للمبيت أو حتى الاستلقاء بعد كل فاجعة، فالنار وحدها تشتعل، وتحاول العيش لأجلهم، وهم يحاولون ضم كل منهم الآخر دون أي صوت.
العالم كبيرٌ حولهم في غزة، والدول الأخرى تضج بالحياة وتنعم بالرخاء. الأذان يرتفع فوق كل مسجد، ويتعلم الناس حب الفضيلة كأنه الطريق الوحيد إلى الجنة. ولكن ماذا عن النازحين في غزة؟ أصبحت الخيمة مؤتمنة على كل روح، أكثر من أي دولة أخرى.

مقالات مشابهة

  • “في خيمة واحدة”
  • ناسا تعرض وظيفة سهلة بمبلغ 3 ملايين دولار .. ما التفاصيل؟
  • «تعليم الإسكندرية» تطلق مسابقة المبتكر الصغير.. اعرف التفاصيل
  • عودة البرد والشتاء.. الأمطار تُغرق خيام النازحين في خان يونس
  • «معلومات الوزراء»: إنشاء 4.5 مليون ملف صحي لمواطني محافظات «التأمين الصحي»
  • القاهرة الإخبارية: العملات المشفرة «بتكوين» تقترب من حاجز الـ 100 ألف دولار للمرة الأولى
  • «القاهرة الإخبارية»: القضية الفلسطينية محور رئيسي في العلاقات العربية الأمريكية
  • الداخلية تضبط كميات من المخدرات بقيمة 11 مليون جنيه.. التفاصيل
  • منصور بن محمد يشهد إطلاق المرحلة الأولى من «مشدّ دبي»
  • وفاة والدة مي عز الدين| معلومات غير متوقعة عن مرضها