أردوغان يدعو لفضح الممارسات الإسرائيلية
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تسليط الضوء على ما وصفها بالهمجية الإسرائيلية ضد سكان غزة تبقى الأولوية الأولى لمؤسسات الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي.
وشدد على أهمية منع جهود التضليل الإعلامي الإسرائيلية.
.المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أنقرة الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة تل أبيب رجب طيب أردوغان قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
“أردوغان” نموذج استبدادي يتفوق على السيسي
يمانيون../
لا ينفك إعلام المحور الإخواني عن التشنيع بنظام عبدالفتح السيسي في مصر، واتهامه بالعمالة في وقت يمارس فيه -خاصةً قناة الجزيرة- تلميعاً بطرق مختلفة لنظام رجب طيب أردوغان التركي، رغم أن الأخير لا يقل عن نظيره المصري صهينةً وخدمةً للكيان المؤقت على أكثر من صعيد، أهمها قمع كل الأطراف المناوئة لـ”إسرائيل”، كما رأينا آخراً في سورية، حيث نجحت أنقرة في تحييد دمشق من معسكر العداء لـ”إسرائيل”، مما يعكس استعداد أردوغان للتعاون مع القوى التي تتعارض مع المصالح العربية والإسلامية، بخلاف ما يدعيه من مواقف داعمة لها.
يُعرف أردوغان بقمعه للمعارضة، حيث يتم اعتقال الصحفيين والنشطاء بشكل منتظم، مما يجعل حرية التعبير في تركيا تحت وطأة السيطرة. بينما يسعى السيسي في مصر إلى إسكات الأصوات المعارضة، فإن القمع في تركيا يظهر بشكل أكثر شمولية، مما يعكس استبدادًا واضحًا.
إلا أن المميز في أردوغان هو براغماتيته التي يسخرها لخدمة الدولة التركية، ولو على حساب القضايا الإسلامية، ولكنه يبقى وفياً للثوابت الوطنية التركية، ويستغل أزمات البلاد العربية لاستثمارها للصالح التركي، وتوسيع نفوذه في المنطقة، وهو ما لا يحققه أي نظام عربي متصهين، بما فيها النظام المصري، حيث تنجر كل الأنظمة العربية العميلة إلى خدمة المشروع الصهيوني بشكلٍ مطلق، ولو على حساب مصالح أوطانهم الخاصة، فلا هم أنصفوا شعوبهم، ولا خدموا ثوابت الأمة العربية والإسلامية.
وبما أن القضية الفلسطينية تمثل التحدي الصعب الذي يكشف حقيقة الجميع، يظهر أردوغان متاجراً بها على أرقى مستوى، رغم أنه لم يقدم رصاصة واحدة لحماس والفصائل الأخرى، واستطاع بذلك أن يكسب شعبية واسعة في الوطن العربي، لأنه يتقن الخطابات العاطفية ويتظاهر بتعصبه للإسلام رغم أنه في الواقع يخدم الكيان الصهيوني بامتياز.
وفي ظل هذه السياسة النفاقية لأنقرة، فإن نفوذها مستمر في التوسع بالوطن العربي، حيث من المتوقع أن يسقط أنظمة أخرى، كما فعل في سورية، وتبقى الأردن ومصر والسعودية الأهداف الأكثر هشاشة أمام الطموح التركي، سيما والرياض قد تخلت علناً عن الإسلام، وحان الوقت – في نظر أردوغان- في أن تستعيد مكانتها السابقة في بلاد الحرمين، وقد مهد بن سلمان كثيراً لسقوط النظام السعودي، وبات من الواجب استبداله، برأي أغلب المسلمين.
ومن غير المنطقي أن يفوت أردوغان هذه الفرصة، لكنه قبلها يحتاج إلى مد نفوذه إلى مصر، حيث حكمت السلطنة العثمانية أغلب البلاد العربية من القاهرة، وقد وفر نظام السيسي الكثير من الذرائع لإسقاطه، يكفي منها خيانته لفلسطين ومشاركته في إبادة مسلمي غزة، وهذا تفريطٌ ستظهر نتائجه مع الأيام، فالأنظمة المصرية تتساقط توالياً مع كل عدوان للكيان الصهيوني على القطاع.
تتجلى تعقيدات الوضع في المنطقة في قدرة أردوغان على المناورة بين مختلف القوى الدولية والإقليمية، مما يعكس براجماتيته السياسية. ومع ذلك، فإن هذا التكتيك لا يخلو من المخاطر، حيث قد يؤدي إلى تفاقم الصراعات وتعزيز الانقسامات في الأمة العربية والإسلامية. وبالتالي، فإن ما يبدو كنجاح سياسي لأردوغان قد يتحول إلى عبء على المدى البعيد، إذا ما استمر في اتباع سياسات تكرس الاستبداد وتغذية الفتن.
السياسية || محمد الجوهري