الموقع بوست:
2024-11-16@04:28:13 GMT

ما مآلات تطور التصعيد في البحر الأحمر؟

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

ما مآلات تطور التصعيد في البحر الأحمر؟

إعلان الحوثيين إدخال سلاح الغواصات في عملياتهم يقلل من تأثير غارات وضربات التحالف الثنائي؛ ما قد يدفع واشنطن ولندن للانتقال إلى مرحلة جديدة من التصعيد، حفاظًا على ماء الوجه.

 

صنعاء ـ «القدس العربي»: شهد الأسبوع الماضي تصعيدًا عسكريًا لافتًا في منطقة البحر الأحمر؛ فتزايدت عمليات قوات جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) لأكثر من عشر عمليات، وفي المقابل شنت مقاتلات أمريكية وبريطانية مزيدًا من الغارات على محافظة الحديدة بشكل يومي مستهدفة نفس المناطق أكثر من مرة؛ الأمر الذي يرشح الوضع لمزيد من التصعيد؛ لاسيما وأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مرشح للاستمرار، وبمزيد من الوحشية التي لم يسبق للعالم أن شاهدها وعاشها، يقابله تأكيد الحوثيين على مزيد من التصعيد مقابل التصعيد، مع إعلانهم إدخال سلاح الغواصات في عملياتهم؛ وهو ما يقلل من تأثير غارات وضربات التحالف الثنائي؛ لتظهر وكأنها لم تنل لو من جزء بسيط من قدراتهم؛ ما قد يدفع واشنطن ولندن للانتقال إلى مرحلة جديدة من التصعيد، على الأقل حفاظًا على ماء الوجه؛ وحينها يمكن القول إن حربا إقليمية قد بدأت، ولن نعرف أين ستتوقف؛ الأمر الذي يفرض مناقشة سؤال اللحظة: إلى أي مدى يمكن أن يذهب إليه التصعيد في البحر الأحمر؟ وماذا عن مآلات تطور هذا التصعيد؟

 

يأتي تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في ظل استخدام واشنطن للفيتو للمرة الثالثة، في مجلس الأمن ضد مشروع قرار لإيقاف الحرب على قطاع غزة؛ في إشارة إلى استعداد أمريكي غربي للمضي بالحرب على غزة إلى أبعد مدى؛ متجاهلين بشكل لافت جرائم ومجازر لم يسبق لمحتل أن ارتكبها في التاريخ الحديث والمعاصر؛ وهو ما قد يدفع بالمنطقة إلى أتون حرب مشتعلة في حال أقدمت واشنطن وحلفائها على توسيع دائرة الحرب والتصعيد في البحر الأحمر؛ فمساحة اللامعقول فيما يجري تتسع يومًا بعد آخر؛ ما يجعل القراءة المنطقية غير قادرة على استيعاب المشهد، والتعاطي معه وفق منطق ما مضى وما يمضي؛ لاسيما وأن التحشيد للقطع الحربية الغربية مستمر إلى البحر الأحمر؛ ما يدفع بمخاوف كثيرة في حال خرجت الحرب عن السيطرة؛ وهو ما حذرت منه الصين، الخميس الماضي.

 

على ما هو عليه

 

في إجابته على السؤال يرى الباحث اليمني عادل دشيلة لـ «القدس العربي» أن التصعيد الراهن سيبقى على وضعه، ولن يقود إلى تصعيد أخطر، ولن ينعكس تطورًا في العملية السياسية في البلاد، وسيبقى الوضع لا سلم ولا حرب، ولا عمليات عسكرية واسعة النطاق.

 

وقال: «في تصوري أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تُصعّد عسكريًا بشكل أكبر في العمق اليمني. ولا يمكن أن تدخل في حرب شاملة مع جماعة الحوثي؛ لكنها ستظل مفتوحة في إطار الفعل وردة الفعل. لكن هل هذه العملية ستشل من قدرات الحوثيين؟ لا أتوقع ذلك، يعني ستؤثر على قدرات الحوثيين العسكرية. ولهذا هناك ثلاثة اتجاهات يمكن طرحها: الاتجاه الأول: أن تكون هذه العمليات العسكرية مفتوحة مع جماعة الحوثي؛ ويعني اعتراض أسلحتها الموجهة ضد السفن، من خلال هذا التحالف الموجود في البحر الأحمر. الاتجاه الثاني: إجراء الحوار مع جماعة الحوثي عبر سلطنة عُمان على أساس أنه بالإمكان أن نقدم تنازلات، أي حوار سياسي، وهو يجري في الوقت الراهن. الاتجاه الثالث: وهذا مُستبعد، أن يتم دعم القوات الموالية للتحالف العربي غير قوات الحكومة اليمنية الشرعية، كالقوات الموجودة على ساحل البحر الأحمر في المخا وفي جنوب البلاد، للقيام بعمليات عسكرية ودعمها ضد جماعة الحوثي. لكن هذا لا أعتقد أنه سينجح؛ لأن المصالح الإقليمية ستكون في مرمى جماعة الحوثيين؛ وبالتالي لن تتسرع القوى الإقليمية، التي ترعى هذه الأطراف، بدعمهم عسكريًا، للدخول في مواجهة مباشرة مع جماعة الحوثي. وسيتم تصنيف هؤلاء على أنهم يقفون في الجانب الآخر المعادي للقضية الفلسطينية. أقصد بذلك قوات طارق صالح وقوات المجلس الانتقالي».

 

واستطرد: «العملية معقدة في الوقت الراهن، والدخول في تسوية سياسية في ظل الوضع الراهن لا أعتقد أنه سينجح. وبقاء الوضع بهذا الشكل بكل تأكيد له انعكاسات على السلم الأهلي والنسيج المجتمعي وعلى الوضع الإنساني والاقتصادي، بل وعلى العملية السياسية برمتها مستقبلا. إلى أين تسير الأوضاع في ظل هذا التصعيد؟ لا يمكن القول إن هذا التصعيد سيقود إلى تسوية سياسية، ولا يمكن القول، أيضًا، إنه سيقود إلى تصعيد أخطر، ولكن ما يمكن أن أقوله هو بقاء الوضع على هذا الشكل. يعني لا سلم ولا حرب، لا عملية سياسية، ولا عمليات عسكرية واسعة النطاق. وهذا بكل تأكيد يزيد من مصاعب ومتاعب اليمنيين الكثيرة، والتي طال أمدها».

 

المعركة في اتساع

 

فيما يرى الكاتب والباحث المصري، سامح عسكر، أن المعركة في إتساع، وأن الخاسر الأكبر هو الأمريكي والبريطاني.

 

وقال لـ «القدس العربي»: «أمريكا تُحارب في أرض غير أرضها، وفي مكان غير مكانها، وفي منطقة غير مناسبة للحرب. حتى في العلوم العسكرية لا يمكن السيطرة على البر من البحر إلا بقوات برية. لذلك أنا قلت إن قصة أو طموح منع اليمنيين من إطلاق الصواريخ على السفن، هذه قصة منتهية مسبقًا، هذه القصة مستحيلة، ولن تنجح. لابد من قوات برية لغزو اليمن، وهذا طبعًا صعب جدًا أن يحدث في اليمن، والولايات المتحدة ليس لديها مشروعات في ذلك، وهم غير قادرين على ذلك. القدرة العسكرية لديهم على ايقاف الصواريخ اليمنية، هذه القصة، كما سبقت الإشارة، صعبة جدا جدا. مستقبل الصراع أن أمريكا تخوض معركة فاشلة في باب المندب، وهم يُستنزفون، هم يحاربون في منطقة ليست منطقتهم. جميع شعوب ودول المنطقة، وأهم هذه الدول السعودية ومصر، هم رافضون للعمليات الأمريكية في البحر الأحمر؛ ويتهمون الولايات المتحدة وحليفها البريطاني بعسكرة البحر الأحمر. هم يعلمون أن قدوم الأمريكيين والإنكليز للمنطقة هو لحماية السفن الإسرائيلية فقط. هم لا تهمهم التجارة الدولية ولا الملاحة الدولية، بل بتدخلهم منعوا سفنا أخرى غير السفن الإسرائيلية من العبور».

 

وأضاف: «يعني كان في البداية يتم منع سفن إسرائيل. لكن الآن صار يتم منع سفن أمريكا وبريطانيا وأي سفن تتعامل مع إسرائيل. المعركة في اتساع، وستشتعل أكثر، والخاسر الأكبر في هذه المعركة هو الأمريكي والبريطاني؛ الذي يُستنزف عسكريًا ومعنويًا وماديًا وسياسيًا على المستويين الإقليمي والدولي؛ فعلى المستوى الإقليمي كإيران وعلى المستوى الدولي كالصين وروسيا، هؤلاء لا يتركون الأمر يمر مرور الكرام، إنهم ينتقدون الموقف الأمريكي؛ ويستغلون قصة ضربه لليمن بمزيد من الضغط، ومزيد من التشهير؛ وبالتأكيد يخسر في المقابل كثيرًا من الأرباح الاقتصادية والسياسية».

 

مسار التسوية

 

الكاتب محمد عبد الوهاب الشيباني، رئيس تحرير منصة «خيوط» الإعلامية، يرى، من جانبه، أن الخوف الحقيقي أن تؤثر هذه الأحداث على مسار التسوية السياسية في اليمن. وقال لـ«القدس العربي»: «الخوف الحقيقي لهذا التصعيد هو أنه سيبدد كل التراكمات التي قطعتها التسوية اليمنية فيما يتصل بخريطة الطريق التي أعلنها أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي المبعوث الأممي، والتي عوّل عليها اليمنيون للخروج من محنة الحرب والتأسيس لمرحلة سلام مستدام».

 

وأضاف: «عسكرة البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن وتحويلها إلى مناطق نزاع ستدخل اليمن من جديد في دوامة الأزمات الاقتصادية والسياسية، التي سيدفع ثمنها السكان، وستعزز سلطات الأمر الواقع في شمال البلاد بعيدًا عن حكومة موحدة تدير البلاد بقوة جيش موحد ومؤسسات فاعلة تُبنى على قاعدة التشارك بعيدًا عن المحاصصة المناطقية والطائفية ونزعات التفكيك».

 

حرب حقيقية

 

الصحافي والكاتب باسم الشعبي، رئيس مركز «مسارات» للدراسات الاستراتيجية والإعلام بعدن، يرى أن الولايات المتحدة ترتكب أكبر خطأ عندما توفر كل هذه الحماية للكيان الصهيوني. وقال لـ«القدس العربي»: «سيذهب هذا التصعيد إلى إدخال أمريكا في حرب واسعة بالمنطقة، ربما ستؤدي إلي إضعافها، وإضعاف نفوذها لصالح إيران وحلفاءها الصين وروسيا».

 

وأضاف: «ما يحدث في البحر الأحمر حرب حقيقية خلفها دول وأطراف كبرى، وهي تؤشر فعلاً إلى انهيار أمريكا كقطب عالمي واحد متحكم بالعالم، لصالح أقطاب أخرى في مقدمتهم العالم الإسلامي وروسيا والصين وربما الهند. على أمريكا أن تدرك أن لله جنود في السماوات والأرض، وأيضا في البحر، وهي اليوم، ترتكب أكبر خطأ حينما توفر الحماية للدولة الصهيونية وجرائمها في غزة وفلسطين؛ وبالتالي لن تفلت من العقاب إن لم تعد لرشدها».


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر مع جماعة الحوثی القدس العربی هذا التصعید من التصعید لا یمکن عسکری ا

إقرأ أيضاً:

تداول 13 ألف طن 779 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر

أعلن المركز الإعلامي لهيئة موانئ البحر الاحمر أن إجمالي عدد السفن المتواجدة على أرصفة موانئ الهيئة 10 سفن وتم تداول 13000 طن بضائع عامة ومتنوعة، 779 شاحنة  بضائع و145 سيارة حيث شملت حركة الواردات 4500 طن بضائع عامة ومتنوعة و332 شاحنة بضائع  و132 سيارة بينما شملت حركة الصادرات 8500 طن بضائع عامة ومتنوعة و447 شاحنة بضائع و13 سيارة. 
حيث يستعد ميناء سفاجا البحري اليوم لاستقبال السفينة Alcudia Express  وتغادرالميناء  السفينتين بوسيدون اكسبريس والحرية  واستقبل الميناء بالأمس العبارتين امل ودليلة وغادرت  الميناء السفينة Alcudia Express، كما تم تداول 1500 طن  بضائع عامة متنوعة و210 شاحنةبضائع  بميناء نويبع البحري  من خلال رحلات مكوكية (وصول وسفر) لثلاث سفن وهى سينا، آور وآيلة.
وسجلت مواني الهيئة وصول وسفر 1390 راكبا بموانيها.

وحققت الهيئة العامة لموانئ البحر الاحمر تداول 650 ألف طن بضائع عامة بمواني الهيئة خلال شهر سبتمبر الماضي بنسبة زيادة 29% عن الفترة المثيلة للعام الماضي حيث سجلت الصادرات تفوق ملحوظ بكمية تداول 382 ألف طن بنسبة زيادة 29% عن صادرات الفترة المثيلة للعام الماضى2023 كما حققت زيادة بنسبة 43% عن الواردات خلال نفس الفترة التي سجلت 268 ألف طن، حيث شهد ميناء سفاجا تداول 400 ألف طن بضائع بنسبة زيادة 27% عن الفترة المثيلة للعام الماضي بكمية وارد 248ألف طن وصادر 152 ألف طن.
بينما شهد ميناء السويس تداول 38 ألف طن بكمية وارد ألف طن وصادر 37 ألف طن بضائع، فيما شهد ميناء نويبع تداول 84 ألف طن بضائع بنسبة زيادة 28% عن الفترة المثيلة للعام الماضي بكمية وارد 19 ألف طن وصادر65 ألف طن بضائع، وشهد ميناء الحمراوين تصدير 128 ألف طن فوسفات.
وصرح اللواء مهندس محمد عبد الرحيم، رئيس الهيئة، بأن زيادة طاقة تداول البضائع وزيادة الصادرات جاءت نتيجة لتقليل زمن الإفراج الجمركي وأعمال التطوير التي شهدتها الموانئ، كما أشار إلى أهمية الشراكات الجادة بين الدولة والقطاع الخاص في استغلال البنية التحتية الحالية لتطوير وصيانة الأرصفة والوحدات البحرية، وإنشاء خطوط ملاحية تخدم طموحات مصر بإنشاء أسطول يخدم أهداف الدولة في التصدير، وأضاف أن الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة على مدى السنوات الماضية أسفرت عن تنفيذ مشروعات ضخمة في مختلف المجالات، والتي تهدف جميعها إلى تنمية الصادرات وتأهيل البنية التحتية في مصر.

وأشار أيضًا إلى أن تحسين الموانئ التابعة للهيئة جاء نتيجة لأعمال التطوير وتقديم التسهيلات اللازمة للصادرات والواردات بالتنسيق مع أعضاء المجتمع المينائي، وأكد أن زيادة حركة الصادرات المصرية يعزز من القدرة التنافسية للموانئ على المستوى العالمي، كما شدد على أهمية ربط الموانئ البحرية والجافة والمناطق اللوجستية عبر شبكة نقل متكاملة من الطرق والسكك الحديدية، مما يسهل نقل البضائع والمحاصيل.

مقالات مشابهة

  • مسئول بـ”البنتاغون”: اليمن يُنتج الصواريخ الباليستية بتقنية لا يمكن القيام بها إلا في الدول المتقدمة فقط
  • الشيوخ الفرنسي يصوت على قرار يُدين الهجمات الحوثية في البحر الأحمر
  • المبعوث الأميركي لليمن يحذر من سلوكيات الحوثيين المتهورة ويدعو لخفض التصعيد
  • مهرجان البحر الأحمر الدولي يكشف عن 38 مشروعًا سينمائيًا
  • تداول 13 ألف طن 779 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر
  • شاهد | النهاية شكلها في البحر الأحمر ..كاريكاتير
  • جنايات البحر الأحمر: الإعدام لقاتل صديقه في الغردقة
  • أمريكا تجرب المجرب.. واليمن يؤكد جهوزيته
  • فرقاطة فرنسية تغادر البحر الأحمر وتعود إلى قاعدتها جنوب فرنسا
  • مليشيا الحوثي توسع مصادر تمويلها وتحصل على ملايين الدولارات من السفن في البحر الأحمر