الحرة:
2025-02-02@11:11:38 GMT

الحرب تدفع اقتصاد السودان نحو الانهيار

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

الحرب تدفع اقتصاد السودان نحو الانهيار

شكلت الحرب الدائرة في السودان منذ 10 أشهر ضربة قاضية للاقتصاد السوداني الذي كان أصلا مستنزفا بعد سنوات من الحروب والعزلة، مع استمرار إغلاق المصارف وتوقف حركة الاستيراد والتصدير وانهيار قيمة العملة المحلية.

واندلعت المعارك في البلاد منتصف أبريل من العام الماضي بين الجيش بقيادة، عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو، حيث  خلفت الآف القتلى.

كما أدى القتال إلى نزوح أكثر من 10 ملايين سوداني داخل البلاد وإلى دول الجوار. 

وكان رجل الأعمال السوداني، أحمد الخير (اسم مستعار)، الذي يعمل في تصدير الصمغ العربي قد خزن قبل الحرب، كمية كبيرة من الصمغ جنوب الخرطوم من أجل تصديرها.

وقال لوكالة فرانس برس: "دفعت لإخراج كمية الصمغ من العاصمة أموالا كثيرة لأفراد من قوات الدعم السريع. وعند وصولي إلى منطقة سيطرة الحكومة طُلب مني دفع رسوم أخرى".

وتحمل أحمد الخير هذه الرسوم من أجل نقل بضاعته إلى مدينة بورتسودان في الشرق، حيث الميناء الوحيد العامل في البلاد، قائلا: "طلبت مني السلطات المحلية في بورتسودان رسوما جديدة، كما تضاعف إيجار المخازن 6 مرات".

ويُستخلص الصمغ من عصارة صلبة مأخوذة من شجرة الأكاسيا، وهو مستحلب ذو أهمية كبيرة يُستخدم في صناعات شتى، من المشروبات الغازية إلى العلكة مرورا بالمستحضرات الصيدلانية.

والسودان في صدارة البلدان المنتجة للصمغ، ويستحوذ على حوالى 70 بالمئة من تجارته العالمية، بحسب الوكالة الفرنسية للتنمية.

ورغم كل هذه التكلفة وإيصال البضاعة إلى المدينة السودانية المطلة على البحر الأحمر، لم تكف أموال رجل الأعمال السوداني لإتمام عملية التصدير. وقال: "لم أستطع تصدير الصمغ حتى الآن".

"وسط ظروف صعبة".. حقيقة تصريح البرهان عن ديون للجيش على الحكومة بعد مرور نحو عشرة أشهر على اندلاع النزاع المدمر في السودان، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحا منسوبا لقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، يتحدث عن ديون للجيش على الحكومة بقيمة مليار و400 مليون دولار، بما يوحي بأنه يرغب بتحميل الحكومة المدنية تكاليف الحرب التي تخوضها قواته مع قوات الدعم السريع منذ أبريل الماضي.

وأفاد تقرير لهيئة الموانئ السودانية بتراجع حجم الصادرات والواردات في العام 2023 بنسبة 23 بالمئة، مقارنة بالعام السابق له.

"غياب الدولة"

ولا تتوقف التعقيدات عند هذا الأمر، إذ زادت معاناة المصدرين بشكل عام إثر قرار من وزارة المالية السودانية برفع قيمة "الدولار الجمركي"، أي مؤشر تعرفة الجمارك في حال تذبذب أسعار الصرف، ليسجل 950 جنيها بدلا من 650 جنيها. 

وقال الرئيس السابق للغرفة التجارية السودانية، الصادق جلال، "هذا القرار بمثابة تدمير للاقتصاد".

وانخفضت قيمة العملة المحلية السودانية مقابل الدولار الأميركي منذ اندلاع الحرب ليسجل سعر صرف الدولار حاليا 1200 جنيه مقابل 600 جنيه في أبريل الماضي.

كما أدت الحرب إلى توقف 70 بالمئة من فروع المصارف في مناطق القتال، بحسب تقرير لبنك السودان المركزي، و"تم نهب ممتلكات وأصول وموجودات البنوك".

وقال المحلل الاقتصادي السوداني، محمد شيخون، إن "الحرب زادت من قتامة وضع القطاع المصرفي السوداني الذي يعاني بالفعل من مشكلات هيكلية".

وللعام الثاني على التوالي، لا تقر موازنة الدولة في السودان، حيث يرى الخبير الاقتصادي، هيثم فتحي، أن ما يحدث "يعكس الغياب التام للدولة السودانية، ما يؤثّر على الاقتصاد بكل قطاعاته". 

مشروع الجزيرة

وأفاد صندوق النقد الدولي في تقرير الشهر الماضي بأن "الصراع في السودان أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، كما توقف النشاط الاقتصادي في أجزاء كبيرة من البلاد، ما ساهم في استمرار معدلات النمو السالبة عقب الانكماش الحاد الذي شهده عام 2023".

ماذا تعني العقوبات الأميركية على شقيق حميدتي في السودان؟ بعد قرابة خمسة أشهر من الحرب في السودان، فرضت واشنطن العقوبات على نائب قائد قوات الدعم السريع السودانية، عبد الرحيم دقلو لدوره في "أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان".

وكانت المؤسسة المالية الدولية توقعت انكماش اقتصاد السودان لعام 2023 بنسبة 18 بالمئة.

ومع توسع الحرب إلى ولاية الجزيرة في وسط السودان، والتي تضم أحد أكبر المشروعات الزراعية في القارة الأفريقية على مساحة مليوني فدان، تراجعت المساحة الزراعية في البلاد لتصبح المحاصيل المزروعة تغطي مساحة 37 في المئة فقط من إجمالي الأراضي المهيئة للزراعة، بحسب تقرير أعده مركز "فكرة" السوداني للدراسات والتنمية.

وأوضح المحلل الاقتصادي السوداني، محمد الناير، أن "امتداد العمليات العسكرية إلى ولاية الجزيرة أثر على  الإنتاج الزراعي في البلاد". 

وحذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الأربعاء، من أن الحرب  في السودان دفعت البلاد إلى "شفير الانهيار"، إذ تعاني الغالبية العظمى من السكان من الجوع.

وقال مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان، إيدي رو، لصحفيين في بروكسل، "في هذه المرحلة، أقل من 5 بالمئة من السودانيين يستطيعون تأمين وجبة كاملة في اليوم".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الدعم السریع فی السودان فی البلاد

إقرأ أيضاً:

الوطنيون الجدد ومرحلة بناء السودان

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن الحرب في السودان تعد مرحلة جديدة في عملية البناء الوطني، و إفرازاتها بالضرورة سوف تضع معايير جديدة للتربية الوطنية التي سوف يتعلم منها النشء في المراحل التعليمية المختلفة، و تختتم بالتدريب العسكري لكل مواطن لكي يكون معدا اعدادا جيدا لمقابلة أي طاريء و مؤامرة تستهدف السودان و وحدته و سيادته.. صحيح لن تكون هناك ميليشيات و حركات مسلحة مرة أخرى، و جميعها سوف يمر بمرحلة الترتيبات الأمنية، لاستيعاب من تنطبق عليه شروط الخدمة العسكرية، و البقية الأخرى تحل مشاكلهم خارج دائرة المؤسسة العسكرية... سوف تصبح هناك مؤسسة عسكرية واحدة محتكرة للسلاح تشكل العمود الفقري لعملية التربية الوطنية في البلاد..
أن المؤامرة التي تعرضت لها البلاد بالعملية الانقلابية التي دبرتها الميليشيا مدعومة بدول خارجية في الإقليم و خارج الإقليم، و أحزاب سياسية قد بينت أن السودان سوف يتعرض لمؤامرات متواصلة مستقبلا، و ليس أمامه غير بناء مؤسسة عسكرية قوية و مؤسسات شبه عسكرية أخرى " شرطة و جهاز أمن و مخابرات و مؤسسة جمركية إلي جانب أجيال تكون قد دربت عسكريا، و أعدت إعدادا وطنيا جيدا و عسكريا قبل خروجها إلي سوق العمل، و هي سوف تشكل أكبر رصيد احتياطي للجيش يتم استدعائها كلما كانت هناك ضرورة لذلك.. أن فكرة الاستنفار و المقاومة الشعبية و التلاحم بين كل المكونات العسكرية إلي جانب المشتركة هؤلاء من خلال تلاحمهم في المعارك في مناطق السودان المختلفة، قد خلقت عندهم وعيا وطنيا جديدا، لقد امتزجت دمائهم الطاهرة مع بعضها البعض وروت أرض الوطن.. و الذين لم يستشهدوا في المعارك يكون قد تخلق عندهم وعيا جديدا بالانتماء لهذا الوطن الكبير بكل مكوناتهم الثقافية و الدينية و المناطقية و السحنية و الأثنية.ز و هؤلاء هم القوى المدنية الجديدة..
أن انتصار الجيش على الميليشيا ليست هي نهاية للحرب، و لكنها نهاية لاستخدام زناد البندقية و وقف قصف المدافع و الراجمات، لكي تبدأ حرب جديدة في المجتمع ضد كل رواثب الثقافة التي قادت للحرب، إعادة النظر في التعاريف المختلفة للمصطلحات المتعلقة بالوطنية و الممارسة السياسية و الإدارة الأهلية و مؤسسات المجتمع المدني و النقابات و الأحزاب، جميع هذه المكونات تحتاج إلي هزة عنيفة لكي يتساقط منها كل التالف و الأوراق الجافة، و إعادة النظر في قوانينها و تكويناتها و الضوابط التي تحكم مسارها.. فالنقابات الغرض منها خدمة المهن من خلال رفع القدرات لعضويتها و من خلال التدريب و الدراسة و تحقيق الرفاهية للعضوية و أسرهم و المطالبة بحقوقهم.. و شغلها بالعمل السياسي يعرضها للمحاسبة القانونية، باعتبار أن هناك مؤسسات سياسية ينتمي لها كل من يريد العمل السياسي.. و منظمات المجتمع المدني يتعلق عملها بأجندة و موضوعات تفرزها القضايا المتعلقة بشأن المجتمع، و أي دعم خارجي يجب أن يكون معروف لجهة الاختصاص في الدولة حتىيتجنب الوطن الإملاءات الخارجية.. الأحزاب يجب أن تكون أحزاب بالفعل ديمقراطية من خلال انتخاب قياداتها بصورة دورية منصوص عليها قانونا على أن لا ينتخب العضو في القيادة أكثر من دورتين، لكي نعيد للأحزاب دورها الذي يساعد في تأسيس التربية الوطنية الصحيحة، و الولاء أولا للوطن ثم الحزب.. و دور الأحزاب في إنتاج الثقافة الديمقراطية، و نهضة البلاد في كل الحقول.. البلاد بالفعل في حاجة إلي أحزاب يتم إعادة بنائها على أسس جديدة و أجيال جديدة..
أن خلق واقع جديد يحتاج إلي إعادة النظر في مناهج التعليم و في السلم التعليمي، حتى تبدأ التنشئة الوطنية من مرحلة الروضة مرورا ببقية السلم التعليمي، و تنتهي بالتدريب العسكري الإجباري لكل مواطن.. لكي تنجح عملية التغيير الشامل في البلاد و تخلق ثقافة جديدة، أن البلاد في حاجة إلي مؤسسات الإعلامية حكومية منتشرة في أقاليم السودان المختلفة، و لكن وفق مفهوم جديد للأداء الإعلامي و جديد للتكوين المؤسسي لا يخضع للسلطة التنفيذية بالصورة التي تجعل الدولة مسيطرة على السياسة الإعلامية، و تصبح كل الأجهزة خاضعة لأمرة شخص واحد أو للسلطة التنفيذية لكي تبرر أخطائها، أنما تكون تابعة " مجلس قومي للإعلام و الثقافة" يتكون من خلال ممثلين لمؤسسات أهلية و حكومية و غيرها هؤلاء يمثلون المركزية تنتخب من داخلها مكتب تنفيذي هو الذي يشرف على الخطط التي تضعها المركزية.. نفصل فيما بعد...
أن أزمة البلاد و عدم نهضتها و الفساد و عدم النزاهة التي تضرب النظم السياسية دائما تبدأ من قمتها، و الذين يديرون المؤسسات الخدمية و الاقتصادية في الدولة.. إذا صلحت القيادة و كانت نزيهة و شفافة و قضاء فاعل غير منحاز للسلطة السياسة، أو تعرض لابتزاز من قبل المؤسسات الأخرى الأمنية و غيرها، ثم نضمن حقيقة بداية طيبة لمسار الدولة لكي تضع البنات الأولي للتربية الوطنية، و السودان له ثروات كبيرة لم تستغل بعد و سوف نتجاوز النمور الأسيوية و غيرها من الدول التي وضعت قدمها في سلم الحضارة الإنسانية.. فالسودان لا تنقصه الموارد و لكن تنقصه الإدارة النزيهة و الشفافة التي تنظر للوطن قبل مصالحها الخاصة، قيادة لابد أن تفصل بين السلطة فصلا كاملا و كل يؤدي الدور المنوط به بعيدا عن التأثرات السالبة خاصة على سلطة القضاء و حرية الإعلام.. نسأل الله التوفيق و حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • الوطنيون الجدد ومرحلة بناء السودان
  • النفط يتكبد خسائر أسبوعية مع ترقب رسوم أمريكية
  • النفط يتكبد خسائر أسبوعية مع ترقب رسوم أمريكية على دولتين
  • الفيلم السوداني «الخرطوم» يشارك في مهرجانين بأمريكا وألمانيا 
  • الفيلم السوداني ( الخرطوم ) يشارك في مهرجانين بامريكا وألمانيا 
  • 96 بالمئة من الإسرائيليين يؤكدون فشل تحقيق أهداف الحرب على غزة
  • تداعيات الحرب السودانية تفاقم معاناة جبال النوبة
  • الإعيسر يبحث مع المشرفين على مشروع حماية التراث الحي في السودان سبل حماية الآثار السودانية
  • 4% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن دولة الاحتلال حققت أهداف الحرب على غزة
  • الجيش السوداني يعلن استعادته مدينة أم روابة بشمال كردفان جنوب البلاد