السماء في الخرطوم أزرق والصبح يتنفس
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
د. عبدالمنعم عبدالمحمود العربي
لك الدعاء يا الخرطوم يا رب تسلمي
من هذا الاقتتال وسيول حمامات الدم
رغم هول الموت ودمار واطلال تتكدس
فالسماء جميل أزرق من فوقك يحرس
وصبح العارفين صحوا بعافية الحياة يتنفس
انهضي انتشي تبسمي مسرة ورواحا
كلما شقشق عصفور يعلن الإصباح
فالصبح جميل عندك صبوح أخضر
فالق أنواره الكونية زاهية تسحر
وورود الحدائق منتشية تنشر العبير
وحمائم السلام ما أجملها ولحنها المثير
من المنافي البعيدة إني اليك مسرعا أطير
قبل أن يداهمني عارض وسمي أوأصيل
فأجنحة شوقي والله لا لسواك تميل
عندك اتنفس أرتاح على شط النيل
قبل أن تفضحني دموع حرى تسيل
فمياه النيلين يا خرطوم تعرفني
جروفك الخضراء كلها تعرفني
النخيلات صاحبة العمر تعرفني
وشوارع تشهد آثار مشيٍ وجَيّْ
ومنازل كثيرة ووجوه أعرفها تشتاق إليٌْ
أذكرها أحن إليها كل أصيل وضُحَىّْ
لأنني أحبها كلها وأهلها مذ كنت صِبَىّْ
فمتى يتحقق حلمنا الكبير والرجاء
لنسعد يا صحاب قريباً بحرارة اللقاء
فى وطن ليته ونحن عائدين يقبلنا
من جديد يفرح بنا يأوينا ويسترنا
فرغم الإحباط ووهن خيوط الأمل
ودمار ظالم كاسح مدمر حصل
وعنف قبيح في التعامل والجفاء
وتعاظم العداء والهرج و الهراء
بتدخل شياطين إنس علينا غرباء
على الله وحده يبقى أمل اللقاء
و شفاء من السرطان بناجع الدواء
الكل متفائل ينتظر تحقق الرجاء
بأننا عائدون تظللنا رحمة السماء
زادنا خالص الحب وصدق الوفاء
حتما سنعود يا وطن الجدود والانتماء
بالعزم نبنيك نحن ليعم الرخاء والنماء
أنت محترم كبيرووطن قوم جدا عظماء
ستعود قويا يا دار الطيبين الكرماء
أنت العز فلتبقى يارب بيتا للشرفاء
بفضل الله حتما لك الحياة وسيتم البناء
عبدالمنعم
aa76@me.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
فراشة لا تحترق
من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
تمنيت أن أكتبنا يوماً، أكتب عن نور رغم قربه ظل بعيداً، وعن فراشة شغفها الاحتراق حباً لكنها لا ارتوت فانتهت ولا حلقت بعيداً فتحررت، أستعيد العرافة التى أمسكت بكفى لتقرأها ولم يكن الزمن قد خط بها خطوطه بعد، طفلة مازلت أركض فى المروج باحثة عن عشب ندى أجمع الأطفال عنده لأقص عليهم حكايتى معك، كنت الشاطر دائما وأنا لست بست الحسن.
«لن تحترقى بالنور، لست الفراشة المختارة، نورك أقوى من ناره»
أهز رأسى لأنفض كلماتها عسانى أنساها، وألملم النور المنساب من فم النجمات لأسكبه من حولك وأقترب رويدا رويدا بغية ارتواء واحتراق يدحض النبوءة ويملأ السماء برمادى فأكون عبرة لفراشات تأتى من بعدى كى لا تقترب وتظل أنت وحيدا، لكن النار زهدتنى، صارت بردا وسلاما لم أنشده، ركلتنى خارج بوتقتها ونادت على باقيات قابعات فى قائمة انتظار امتلأت بالغبار وأحاطتها خيوط العنكبوت الكئيبة حتى تعبقت السماء برائحة الاحتراق، رائحة جعلتنى أبتعد قدر ابتعاد مشرق شمسى عن مغربها وأرتكن عند العشب الذى جف بعد انفضاض الأطفال من حولى وقد ملأهم الضجر من تكرارى لقصتى، وأظل أبكى وأبكى بعد أن صَدَقَت النبوءة وأنظر لسمائى فأراها قد أظلمت إلا من بقعة ضوء بعيدة أدرك أنك تتوسطها وقد جمعتك الصدفة بفراشة تعرف طريقها وتأبى الاحتراق بينما ألعق رماد هزيمتى وحدى، أمسك دفترى لأكتب تفاصيل أوشكت على التلاشى والتشتت بين غيمات العقل البيضاء المتوحشة التى تقتات على الذكريات، أكتب عن فراشة ضلت الطريق إلى سربها، لا هى ارتوت فانتهت، ولا حلقت فتحررت، فراشة فقدت هويتها، فراشة ضالة لن تعود ولو عاد السرب.