الرأى اليوم
صلاح جلال
(١)
???? الزملاء والأصدقاء فى منبر زملاء الهند الوطنيين التحية لكم جميعاً لدعوتى للمشاركة فى هذا المنبر الحيوى والجاد لكوكبة من العقول المستنيرة الوطنية التى ترفض الحرب وتعمل على وقفها ، وأشكر لكم جمعى وصديق درب النضال الطويل الأستاذ ياسر عرمان ، لقد خصصت هذا العمود اليوم لمخاطبتكم لإستنهاض همتكم لنعمل سويا فى التعبئة والحشد والإستنفار الحميد ، من أجل وقف هذه الحرب اللعينة التى أزهقت أرواح الألوف ودمرت البنيات التحتية ونهبت ممتلكات المواطنين وأستباحت أعراضهم ، لايجب علينا إستغلال آثار الحرب على الأحياء والأشياء من إجل التحشيد لمزيد من الحرب ، بل يجب توظيفها لقفل المصنع الذى ينتج الإنتهاكات ،و بحشد كل الناس فى صف وقف الحرب وتحقيق السلام المتفاوض عليه ، للخروج من مستنقع حرب لا رابح فيها مهما تطاولت أيامها وشهورها وسنواتها لابد أن تنتهى على طاولة مفاوضات هذه سُنة الحياة وتجارب التاريخ.
???? الزملا الأعزاء البلاد مقبلة على مجاعة حقيقية كل مؤشراتها تقول أنها مجاعة مدمرة غير مسبوقة لاتشبة آخر مجاعة ونقص حاد فى الطعام كالتي حدثت فى العام ١٩٨٣م ولكن من الممكن أن تحمل ملامح مجاعة سنة ستة التى أكل فيها بعض الناس جثامين الموتى ، ولم تسلم القطط والكلاب وتتبع الفقراء بيوت النمل للحصول على مخزون من طعامها هذه المجاعة القادمة تهديد جدى لوجود شعب السودان على قيد الحياة ، كلام جد ليست تهويل وخطر حقيقى لايحتمل الإستخفاف أو التأجيل ، لايمكن أن نكون واقفين دون تحرك مدنى كبير لمواجهة السبب الذى قادنا للمجاعة وهى الحرب الراهنة وتحلل الدولة .
????لابد لنا لمواجهة هذا المنعطف الحاد من عمل مدنى جاد للضغط على طرفى الحرب اليوم قبل الغد لإيقاف هذه المهزلة فوراً ، بالإصطفاف المدنى فى كل المناطق الممكنة والآمنة للمناداة بوقف الحرب ، لابد من المظاهرات الحاشدة أمام السفارات بالخارج فى كل دول العالم من الجاليات السودانية للمطالبة بالوقف الفورى للحرب ، لابد من العمل المنظم فى الخارج لتعبئة أكبر حركة تضامن مع شعبنا لمواجهة مخاطر هذه المجاعة وسط الشعوب الصديقة والمحبة للخير والسلام ، خيارنا كمدنيين هو التنظيم والحركة بالداخل والخارج ، الصمت ليس خيار وهو الدفع نحو الهاوية ، الأمور وصلت حد إنقاذ حياة الملايين أو الموت ، الحياة أصبحت مستحيلة ، تقرير مساعد الأمين للأمم المتحدة للشئون الإنسانية يحمل مؤشرات مرعبة تقول ٩٥% من عدد السكان متأثرين بنقص الغذاء و حوالى ٢٥ مليون نسمة لايملكون وجبة يومية بانتظام ، منهم الآن ٥ مليون فى حالة جوع لدرجة الموت بينهم أكثر من ٣ مليون طفل ، قضايا أساسية بدأت تسقط من سلم الأولويات المشافى والعلاج والأدوية المنقذة للحياة أصبحت معدومة ، و إنقطاع ١٩ مليون طفل عن التعليم أصبحت حقيقة كعاهة مستديمة تصادر بها الحرب العبثية الحاضر والمستقبل
مواقع الهشاشة السابقة حيث فقراء هامش المدن والأطفال فى معسكرات النزوح يموتون يومياً بالعشرات ، المواطن المغلوب يدفع الآن فواتير الحرب موت مجانى فى معسكرات اللجؤ والنزوح مشهد مفزع يفوق تصورات كافكا للرعب لايحتمل السكوت أو الإبطاء .
???? بينما الفريق البرهان وقيادات الحرب من كبار الجنرالات والقادة وأسرهم مازالت ضرورياتهم مؤمنة مع بعض الرفاهية
وقيادات الدعم السريع كذلك ، الجمرة بتحرق الواطيها وهو المواطن العادى صاحب المصلحة الحقيقية فى وقف الحرب يجب أن تتحزم القوة المدنية للنضال وتستعد لدفع ثمن مقاومتها للحرب مهما كانت التكلفة والمخاطر من أجل أن تكون صوت من لاصوت لهم ، ويفرض عليهم الموت بلا ضوضاء وإزعاج لقادة الحرب ولورداتها من كبار الجنرالات ، ومن خلفهم بعض المترفين أغنياء كل العصور الذين ينادون على الفقراء لحمل السلاح وأسرهم فى تركيا وماليزيا وقطر والقاهرة وأطفالهم فى المدارس والمشافى الخاصة جاهزة لإستقبالهم فى أى طوارئ صحية .
????????ختامة
الزملاء،والزميلات يجب علينا الآن النهوض والإستنفار فى الداخل والخارج لإنقاذ الشعب الفضل من براثن الحرب العبثية، لنشمر سواعد الجد للنضال المُر من أجل وقف هذه الحرب وحمل أطرافها غير المسئولة لمائدة التفاوض فوراً بلا إبطاء لوقف العدائيات بأعجل ما تيسر ، والعمل على تأمين وصول الطعام والدواء للمحتاجين فورا ، وتأمين إعادة التلاميذ للتعليم وإعادة المؤسسات الصحية للعمل ، ومن ثم الشروع فى عملية سياسية تعالج قضايا العودة للحكم المدنى الديمقراطى الذى تقوده القوى المدنية ، ويجبر طرفى الحرب القوات المسلحة والدعم السريع الخروج من المشهد السياسى والعودة للثكنات لإكمال متطلبات الترتيبات الأمنية ، لتأسيس قوات مسلحة موحدة ومهنية قومية التكوين من القمة للقاعدة ، لتبدأ بلادنا سطر جديد فى مسار التقدم والإستقرار والإزدهار، لن يحدث كل ذلك دون تنظيم حركة جماهيرية مدنية واسعة فى الداخل والخارج تقود النضال لإجبار المتنطعين من جنرالات الحرب وجرهم لطاولات التفاوض لتحقيق وقف القتال ، وهو مطلب الشعب
لقد قال الخليفة العادل عمر ابن الخطاب لاخير فى أمر جلل أبرم من غير شورى ، لقد وجدنا أنفسنا فى حرب لم نستشار فى إشعالها وليست خيارنا، يجب أن تقف فوراً نقطة سطر جديد.
#لاللحرب
#لالتجييش_المواطنين
#التفاوض_الحل
صلاح جلال
٢٤فبراير ٢٠٢٤م
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
منظمة أممية: الهجمات الأخيرة لقوات الدعم السريع تسببت بنزوح الآلاف في شمال دارفور
الخرطوم - في خلال يومين، فرّت آلاف العائلات من منازلها في ولاية شمال دارفور السودانية، بحسب ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة، في ظلّ تكثيف قوّات الدعم السريع هجماتها في المنطقة.
وجاء في بيان صادر عن المنظمة الأممية "بين 25 و27 كانون الثاني/يناير 2025، نزح ما يقدّر بحوالى 3960 أسرة من بلدات مختلفة في منطقة الفاشر".
واستولت قوّات الدعم السريع التي تتواجه مع الجيش السوداني منذ نيسان/أبريل 2023 على كلّ حاضرة في منطقة دارفور الشاسعة في غرب السودان، ما عدا الفاشر عاصمة شمال دارفور المحاصرة منذ أيّار/مايو.
وفي مسعى جديد إلى الاستيلاء على الفاشر، أصدرت قوّات الدعم السريع تحذيرا الأسبوع الماضي تطالب فيه الجيش والقوى المتحالفة معه بمغادرة المدينة.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة الثلاثاء بأن هذا النزوح الواسع أتى نتيجة الهجمات الأخيرة لقوّات الدعم السريع التي قامت أيضا على "النهب وإحراق أملاك خاصة" بحسب ما أُبلغ عنه.
وقد تصدّت القوّات العسكرية والمجموعات المتحالفة معها مرارا لهجمات قوّات الدعم السريع التي شنّت قصفا مدفعيا ثقيلا على أحياء سكنية في محيط مدينة الفاشر، بحسب ما أفاد ناشطون محلّيون الثلاثاء.
والجمعة، استهدف هجوم بمسيّرة المستشفى الوحيد الذي بقي قيد الخدمة في الفاشر، نسبه مراقبون محلّيون إلى قوّات الدعم السريع وأودى بحياة 70 شخصا، مثيرا استنكار الأمم المتحدة.
وفي ولاية شمال دارفور وحدها، نزح 1,7 مليون شخص بحسب الأمم المتحدة ويقدّر أن نحو مليوني شخص يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي و320 ألفا من المجاعة.
وفي المنطقة المحيطة بالفاشر، تسود المجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين هي زمزم وأبو شوك والسلام. ويتوقع أن تتوسّع رقعة المجاعة لتشمل خمس مناطق أخرى بما فيها المدينة نفسها بحلول أيّار/مايو، بحسب تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.
يشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولا سيما استهداف المدنيين وشنّ قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وعرقلة دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية.
وأدّى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.
Your browser does not support the video tag.