بعد نافالني.. تحذيرات من وفيات قادمة في السجون الروسية
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
حذر نشطاء حقوق الإنسان وصحفيون من أن العشرات من السجناء السياسيين في روسيا قد يكونون معرضين لخطر الموت، بسبب سوء المعاملة المتعمدة للنزلاء المرضى، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وقال ديمتري موراتوف، رئيس تحرير صحيفة "نوفايا غازيتا" الحائز على جائزة نوبل، في تصريحات لصحيفة "الأوبزرفر" إن موت المعارض البارز، إليكسي نافالني، في سجنه، الجمعة الماضي، كان بمثابة نداء واضح للعالم لإنقاذ السجناء السياسيين الروس الذين قد يلقون المصير ذاته.
وأضاف أن "هناك العديد من السجناء في حالة سيئة، وأقول لكم بشكل واضح إنه سوف يكون هناك حالات وفيات قادمة".
وتوفي نافالني، أبرز معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 16 فبراير في مجمّع سجني روسي في شمال سيبيريا، حيث كان يقضي عقوبة بالحبس 19 عاما لإدانته بتهم اعتُبرت على نطاق واسع بمثابة انتقام سياسي منه بسبب مواقفه المعارضة، بحسب فرانس برس.
وفي نداء عام، أدرجت صحيفة"نوفايا غازيتا" أسماء 13 سجينا سياسيا محتجزين "يمكن إنقاذ صحتهم وحياتهم إذا تمكنا من إجبار الدولة بإطلاق سراحهم".
وقال موراتوف إنه مارس ضغوطا دون جدوى على الصليب الأحمر الدولي، العام الماضي، للمطالبة بالوصول إلى نافالني في السجن.
ومن بين المهددين بخطر الموت، موراتوف فلاديمير كارا مورزا، وهو منتقد بارز للكرملين قضى 25 عاما في السجن بسبب قيامه بالضغط على الحكومات الغربية لفرض عقوبات على كبار مساعدي الرئيس بوتين.
وتضم القائمة أيضا المعارض، إيغور باريشنيكوف، المدان بنشر "معلومات كاذبة عن الجيش الروسي" ويعاني من سرطان البروستاتا.
وهناك كذلك الناشط السياسي، أليكسي غورينوف، الذي حكم عليه بالسجن 7 سنوات بتهمة "نشر معلومات كاذبة عن الجيش الروسي عن عمد"، وعنه يقول الصحفي موراتوف، إنه يعاني من مرض رئوي مزمن حيث جرى استئصال ثلث رئته في العام 2016.
وأضاف موراتوف:" هو في السجن يختنق الآن.. لقد تحول لونه إلى الأزرق".
وكان غورينوف من أوائل النشطاء الروس الذين حُكم عليهم بموجب القوانين الصارمة التي أقرها بوتين في عام 2022 لردع انتقادات بشأن غزو قوات الكرملين لأوكرانيا.
وقالت داريا فوليا، وهي صديقة مقربة لغورينوف، لصحيفة: "أعتقد أن أليكسي (غورينوف) يُجري قتله السجن بشكل متعمد لأن خطورة حالته الصحية معروفة، وبالتالي فإن عدم تقديم العلاج المناسب له بسرعة هي جريمة قتل مؤلمة تجري بطريقة بطيئة".
وأوضحت فوليا أن غورينوف كان بالفعل في حالة صحية سيئة قبل اعتقاله بسبب التبعات فيروس كورونا، لافتة إلى أن حالته ساءت في السجن.
وفي حملتها القمعية المتواصلة على المعارضين المناهضين للحرب، لم تكتف الحكومة الروسية بسجن السياسيين المخضرمين مثل كارا مورزا، بل قامت أيضا بملاحقة الفنانين والمبدعين مثل الفنانة الموسيقية، ساشا سكوشيلينكو.
ففي نوفمبر الماضي، حكمت السلطات على سكوشيلينكو، بالسجن لمدة 7 سنوات في مستعمرة لاستبدالها 5 بطاقات أسعار في متجر برسائل مناهضة للحرب على أوكرانيا.
وتعاني تلك الفنانة، البالغة من العمر 33 عاما، من اضطرابات في الجهاز الهضمي وحالة مزمنة في القلب.
وقالت شريكتها، سونيا سوبوتينا، "ساشا لا تحصل على الرعاية الطبية المناسبة ونحن نشعر بالقلق من أن الظروف الصحية المزمنة التي تعاني منها قد تكون سببا لموتها في السجن".
وزادت: "ساشا تعاني من الاكتئاب بالإضافة إلى اضطراب ما بعد الصدمة الذي نتج عن اعتقالها"، مضيفة: "جرى اقتحام شقتها من قبل 5 رجال شرطة، حيث جرى إهانتها وتهديدها بالاغتصاب ... هي لا تنام جيدا وتعاني من كوابيس مستمرة".
ورغم ذلك، بقيت روح التحدي لدى سكوشيلينكو عالية، إذ قالت للمدعين العامين خلال إحدى الجلسات: "ماذا ستقولون لأطفالكم؟ هل سوف تخبرونهم أنكم اعتقلتم فنانة مريضة للغاية بسبب 5 قطع من الورق".
وتابعت خلال حديثها في المحكمة: "أنا لست خائفة، وربما هذا هو بالضبط سبب خشية حكومتي مني، ولذلك تحتجزني في قفص مثلما يتم مع الحيوانات الخطيرة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی السجن
إقرأ أيضاً:
القضاء التركي يفرج عن 107 طلاب أوقفوا خلال الاحتجاجات
أمرت محكمتان في إسطنبول اليوم الخميس بالإفراج عن 107 طلاب على الأقل اعتقلوا خلال احتجاجات حاشدة إثر توقيف رئيس بلدية إسطنبول المعارض في 19 مارس/آذار.
وأوقف قرابة ألفي شخص، من بينهم أكثر من 300 طالب، في حملة قمع لأكبر مظاهرات في تركيا منذ أكثر من عقد اندلعت بعد توقيف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في 19 مارس/آذار.
ويعد إمام أوغلو من بين أبرز الشخصيات المعارضة، وكان يرجح أن يكون المنافس الأساسي للرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية التي من المفترض إجراؤها بحلول منتصف عام 2028.
وانتقد محامون وسياسيون مؤيدون لإمام أوغلو "وحشية الشرطة" تجاه الطلاب المعتقلين لمشاركتهم في المظاهرات.
وقال المحامي فرحات غوزيل إن محكمتين في إسطنبول أمرتا بالإفراج عن 107 طلاب الخميس، وأضاف أنه تم أيضا رفع الإقامة الجبرية المفروضة على 25 طالبا.
وشارك أغلب المتظاهرين الشباب الذين تناهز أعمار معظمهم 20 عاما في احتجاجات لأول مرة في حياتهم، لكنهم وجدوا أنفسهم في قفص الاتهام.
وأصبح توقيف الطلاب أيضا موضوع نزاع سياسي بين حكومة أردوغان وحزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي الذي ينتمي إليه إمام أوغلو.
والشهر الماضي اعتقلت السلطات التركية إمام أوغلو بتهم "فساد" و"مساعدة جماعة إرهابية". وهو يعد المنافس السياسي الأبرز لأردوغان ويتقدم عليه في بعض استطلاعات الرأي.
إعلانوندد حزب الشعب الجمهوري المعارض بالاعتقال وقال إن دوافعه سياسية ودعا إلى التظاهر، وأكد زعيم الحزب أن المعارضة تعتزم مواصلة احتجاجاتها قائلا "سنكون في الشوارع من الآن فصاعدا. احذرونا، الشوارع لنا، والساحات لنا".