قيادي بالاستخبارات السودانية للجزيرة: رحلنا بن لادن إلى أفغانستان بطائرة رئاسية
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
قال ضابط الاستخبارات السوداني الأبرز الفاتح عروة للجزيرة إن السلطات السودانية رحَّلت زعيم تنظيم القاعة أسامة بن لادن إلى أفغانستان بطائرة رئاسية، وأضاف أنهم طلبوا إذن هبوط في العاصمة السعودية الرياض، بيد أن الطائرة واصلت رحلتها وحطت في مدينة جلال آباد شمالي أفغانستان.
وتطرق الفاتح الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي للرئيس عمر البشير إلى تفاصيل علاقة الخرطوم بأسامة بن لادن، وكيف وصل إلى السودان وغادره بعد ذلك إلى أفغانستان.
وتحدث لبودكاست "حكايات أفريقية" عبر منصة الجزيرة "أثير"، وإلى جانب بن لادن تطرق في حديثه المطول (أكثر من 5 ساعات) إلى قضايا مهمة كان لها تأثير مهم جدا في المشهد السياسي السوداني؛ مثل: ترحيل اليهود الفلاشا إلى إسرائيل، والثورة في إثيوبيا وإريتريا، ومحاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا في 1995، وغيرها من القضايا السودانية الأخرى.
وشدد الفاتح على ألا علاقة له مباشرة بقدوم بن لادن مستثمرا وصاحب شركات إلى السودان بداية 1989 "لكنني تعاطيت مع المسائل التي جعلته يدخل إلى ملفاتي الأمنية".
وقال إن أول لقاء جمعه بزعيم تنظيم القاعدة كان في مكتب بن لادن في جدة "يومها كنت مكلفا بملف القرن الأفريقي، وكنت على علاقة بالدوائر والاستخبارات السعودية، وتحديدا تركي الفيصل".
وبشأن الاتهامات الأميركية للسودان بشأن دعم "المنظمات الإرهابية" تحدث الفاتح عن محادثات جرت مع المسؤولين الأميركيين، بينها ضرورة مغادرة بن لادن الأراضي السودانية.
وأشار إلى رفض الحكومة الأميركية تسلّم بن لادن يومها "لأنها لم تكن تملك أدلة ولا ملفات عليه"، مثلما رفضت السعودية استقباله؛ "لأنه لم يعُد سعوديا بعدما سُحبت منه الجنسية".
وذكر الفاتح أن أسامة بن لادن اختار الذهاب نحو أفغانستان بدل الصومال، بعدما أخبره الرئيس المخلوع عمر البشير بالقرار "كي لا يتعرض لا هو ولا السودان للخطر".
ونقل الفاتح عن بن لادن قوله للبشير "حتى وإن خرجت من السودان فإن الأميركيين لن يتركوكم وشأنكم، وسيجدون لكم أسبابا أخرى من غير بن لادن".
وأوضح الفاتح أن المجموعات التابعة لبن لادن غادرت السودان في طائرات استأجرتها الحكومة السودانية من جمهورية لاتفيا، بينما سافر زعيم تنظيم القاعدة على متن طائرة سودانية رئاسية باتجاه مدينة جلال آباد.
وقال ضابط الاستخبارات إن خروج بن لادن ومجموعاته كانت عملية أمنية، ورفضنا إعطاء الأميركيين أيّ تفاصيل بشأنها، وطلبنا منهم ألا يسألوننا بعدها عن ذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بن لادن
إقرأ أيضاً:
بيعت في مناطق حدودية وجنوب السودان”.. اتهامات لسلطات جوبا بإهمال مناشدات ضبط الآثار السودانية المسروقة
منتدى الإعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة
إعداد وتحرير: سودان تربيون
الخرطوم 20 يناير 2025 – كشف مسؤولون ومصادر حكومية سودانية عن متابعة وملاحقة الآثار السودانية المسروقة من عدد من المتاحف، خاصة تلك التي مرت عبر جنوب السودان أو عبر الحدود.
ولم يتسن بعد تحديد حجم أو قيمة المسروقات؛ بسبب صعوبة وصول المسؤولين إلى المتحف القومي بالخرطوم والمتاحف الأخرى في أنحاء مختلفة من البلاد، والتي تقع جميعها في مناطق اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وخسر السودان تاريخاً كاملاً، معززا بآثاره الثقافية، بعد سرقة مخزن رئيسي لآثاره في المتحف القومي بالخرطوم. وتعرض المتحف للنهب، ولم يتم التأكد بعد من حجم الآثار المسروقة، حيث لم يتمكن المسؤولون من الوصول إليها.
آثار ضائعةوأكدت مديرة المتاحف بالهيئة القومية للآثار السودانية ورئيسة لجنة استرداد الآثار السودانية الدكتورة إخلاص عبد اللطيف، في حديث لـ«سودان تربيون» أن المتحف القومي بالسودان تعرض لعملية نهب كبيرة من قبل قوات الدعم السريع.
وتم افتتاح المتحف القومي عام 1971، وهو يقع في العاصمة، ويطل مدخله على ضفة النيل الأزرق، ويضم مقتنيات وقطعا تؤرّخ لجميع فترات الحضارة السودانية بدءا من العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية، مرورا بالآثار النوبية والمسيحية.
وفي ذات السياق أكدت إخلاص، أن الآثار الموجودة في المتحف تم نقلها بشاحنات كبيرة عبر أم درمان إلى غرب السودان، ومن هناك إلى الحدود خاصة إلى دولة جنوب السودان.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر خاصة في جوبا لـ«سودان تربيون» قيام مجموعة من تجار الآثار من بعض الدول الأوروبية والأفريقية بشراء هذه الآثار ونقلها خارج البلاد.
وفي مقابل ذلك، اتهم مسؤول حكومي في حديث لـ«سودان تربيون» السلطات في جوبا بإهمال التواصل مع السودان بشأن آثاره المسروقة، وتورط مسؤولين جنوبيين في تهريب آثار سودانية مسروقة إلى الخارج بعد بيعها بجوبا.
وأوضح المسؤول أن السودان خاطب دولة جنوب السودان رسمياً لتعقب هذه الآثار ومنع نقلها وبيعها وخروجها ومصادرتها، إلا أن السلطات في جوبا لم تستجب له.
وقال إن السلطات في جوبا لم تهتم بالأمر، مؤكدا أن هناك آثاراً تم بيعها بتسهيلات من مسؤولين في حكومة جوبا- لكنه لم يقدم أدلة على ذلك خلال حديثه-.
صورة تظهر تدمير متحف السلطان علي دينارفي هذه الأثناء أكدت مديرة المتاحف بالهيئة القومية للآثار السودانية الدكتورة إخلاص عبد اللطيف، تعرض متاحف أخرى للنهب والتدمير، مؤكدة أن متحف نيالا بدارفور تعرض لنهب كل ممتلكاته ومقتنياته، بالإضافة إلى الأثاث وخزائن العرض.
كما تعرض متحف الخليفة عبد الله التعايشي بأم درمان للسرقة وتدمير أجزاء من المبنى وفقا لحديث إخلاص.
وأوضحت في الوقت نفسه، أنّ المجاميع المتحفية ترجع إلى جميع العصور التاريخية القديمة منذ العصر الحجري وحضارة كرمة ونبتا ومروي وما قبل المسيحية والمسيحية والإسلامية، حيث إن مخازن متحف السودان القومي تُعتبر المستودع الرئيس لكل آثار السودان.
ويعدّ متحف السودان القومي، أكبر المتاحف في البلاد، ويحتضن تطور الحياة السودانية وحضارتها منذ الفترة النوبية بآثارها والمسيحية والعصور الحجرية حتى الفترة الاسلامية.
مطاردة بالإنتربولوأكد المسؤول الحكومي أن السلطات السودانية، عبر أجهزة الأمن والمخابرات، رصدت آثاراً سودانية معروضة في مدينة جوبا، خاصة مجموعة نادرة من الكنوز (القطع الأثرية) في أحد الفنادق.
وتحدث عن عرض مجموعة من القطع الخاصة بالعصر الحجري ومعها قطع أخرى تخص الحضارة النوبية، وكشف أن عمليات المتابعة تجري حاليا مع الإنتربول لتعقب هذه القطع وغيرها بالتنسيق مع اليونسكو، وأن كل الآثار تُعتبر سُرّقت رغم عدم التأكد من ذلك.
وقال المسؤول، “إن رصد وتتبع كل الآثار الموجودة في المتحف يعزز فرص حمايتها، ولا يوجد يقين بأنها كلها مسروقة، لكن لضمان حمايتها فضلت السلطات الإبلاغ عن سرقة محتويات المتحف بالكامل”.
وذكر أن الآثار المتتبعة حاليًا تشمل منحوتات وتماثيل وأسلحة وآنيات أثرية ذات قيمة تاريخية ومادية عالية جداً.
وتعرضت آلاف القطع الأثرية السودانية للسرقة خلال الحرب من المتحف القومي، وعرضت قطع منها على موقع (إي باي) مقابل 200 دولار، وكانت عبارة عن 3 تماثيل على قاعدة واحدة تضم رجلاً وامرأة وطفلاً، لكن الموقع قام لاحقاً بحذف تلك المعروضات.
وفي نوفمبر الماضي، ألقت المباحث الجنائية في ولاية نهر النيل شمال السودان، القبض على مجموعة مكونة من عشرة أشخاص أجانب كانوا في طريقهم لتهريب قطع أثرية نادرة مسروقة من متحف السودان القومي.
وأعلنت المباحث حينها عن ضبط قطع أثرية أخرى مسروقة من متحف نيالا بجنوب دارفور، حيث تم إخفاء القطع الأثرية لفترة في أحد المصانع بمدينة عطبرة، وبعضها أُخْفِي في أحد المنازل.
وشملت الآثار المضبوطة تمثالين أثريين نادرين مزخرفين بنقوش قديمة، 7 أباريق نحاسية تاريخية، بالإضافة إلى خنجر ومدق أثريين يعودان إلى عهود قديمة.
وقبل فترة قصيرة تعرضت المعالم التاريخية في متحف وقصر السلطان علي دينار بالفاشر للقصف من قبل قوات الدعم السريع ما أدى إلى حرق أجزاء كبيرة من القصر وتدمير محتويات القصر وأثاثه.
وقالت مصادر في المدينة لـ«سودان تربيون»، إن المتحف تعرض لأضرار بالغة، حيث أتت النيران على متعلقات السلطان الشخصية، بالإضافة إلى تدمير واسع للمبنى.
ودعت اليونسكو في بيان قبل شهرين، الجمهور والأفراد العاملين في تجارة السلع الثقافية في المنطقة، وفي كل أنحاء العالم إلى الامتناع من حيازة ممتلكات ثقافية من السودان أو المشاركة في استيرادها أو تصديرها أو نقلها.
وأكدت أن مجموعات رئيسية عديدة أخرى تشهد على تاريخ السودان الغني، أُبلغ عن سرقتها من متحف بيت الخليفة ومتحف نيالا.
ومع ذلك، أبدى خبراء في الآثار مخاوفهم من تعرض التماثيل الكبيرة بالمتحف القومي للتدمير؛ بسبب المواجهات العسكرية المحتدمة بين الجانبين بالقرب منه.
كما يخاف الخبراء من العبث وتدمير النصب التذكارية والتماثيل الكبيرة للدمار؛ بسبب محاولة تحريكها ونقلها أو اقتطاعها لتسويقها، فيما تؤكد اليونسكو تعرض 10 متاحف ومراكز ثقافية للنهب والسرقة والتخريب في السودان منذ ظهور الحرب.
منتدى الإعلام السودانيينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني
الوسومآثار السودان الآثار المسروقة حرب الجيش والدعم السريع دولة جنوب السودان