انقطاع الإنترنت يغير حياة السودانيين وStarlink بديل رغم الحظر
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
غيّر انقطاع خدمات الإنترنت لأكثر من أسبوعين حياة ملايين السودانيين في جميع أنحاء البلد مترامي الأطراف الذي تمزقه الحرب المستعرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل الماضي.
وأدى انقطاع خدمة الإنترنت والاتصالات بعد أن خرجت الشركات الثلاث التي توفرها عن الخدمة في معظم أرجاء البلاد، إلى توقف خدمات التحويلات المالية التي تعتمد على التطبيقات الإلكترونية للبنوك التي تعطلت معظم فروعها في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة المجاورة وجزء كبير من ولايات إقليم دارفور غربي البلاد، ما فاقم من معاناة السكان حتى في المناطق الآمنة التي لم تصلها الحرب بعد.
ومنذ 4 فبراير الجاري، انقطعت خدمة الاتصالات عن جميع أنحاء السودان، وتلقى المشتركون بيانات منفصلة من 3 شركات تعمل في مجال الاتصالات والإنترنت تعتذر فيها عن انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات لظروف خارجة عن إرادتها.
واتهمت هيئة تنظيم الاتصالات الحكومية السودانية، قوات الدعم السريع بإغلاق مشغلات الاتصالات والإنترنت في العاصمة الخرطوم ومدينة ود مدني بولاية الجزيرة تحت تهديد السلاح.
نفاد المؤن والنقود
وقال مهند وهو أحد السودانيين المتأثرين بانقطاع الاتصالات لـ”الشرق”، إن المؤن والنقود نفدت بعد تعطل التطبيقات البنكية، لافتاً كذلك إلى أن “التجار لا يقبلون إلا الدفع نقداً في ظل انقطاع خدمة الإنترنت”.
وأضاف مهند الذي تحرك بسيارته من إحدى قرى ولاية الجزيرة وسط البلاد باتجاه مدينة القضارف المجاورة شرقي السودان: “أحمل معي ورقة فيها مجموعة وصايا لأكثر من 20 أسرة، منهم من يريد طمأنة أهله داخل السودان أو خارجه، ومنهم من يريد تحويل مبلغ مالي لاستلامه نقداً”.
ولفت إلى أنه جاء للقضارف لـ”الحديث مع شقيقي خارج السودان لتحويل مبلغ مالي وصرفه نقداً لأعود به لقريتنا حتى نتمكن من شراء احتياجات للأسرة”.
Starlink بديل رغم الحظر
وفتح انقطاع الاتصالات، في ظل الحرب الدائرة منذ أبريل الماضي بين الجيش والدعم السريع، الباب نحو خيارات بديلة أولها خدمة الإنترنت الفضائي “Starlink” التي تُقدمها شركة “SpaceX” المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك.
وكانت هيئة تنظيم الاتصالات حظرت أواخر العام الماضي، استيراد أجهزة الإنترنت الفضائي إلا بإذن منها، إلا أنه من الملاحظ تساهل السلطات في مصادرة هذه الأجهزة عقب ظهور أزمة الاتصالات والإنترنت في بداية الشهر الجاري.
مع طول انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات وعدم عودتها حتى الآن في ولايات الجزيرة ,سنار ,النيل الأبيض وإقليم كردفان ودارفور، ازدهرت تجارة جديدة وهي بيع أجهزة الإنترنت الفضائي.
وفي بورتسودان شرقي السودان، وتوقف التاجر حسين، الذي فضل الاكتفاء باسمه الأول فقط، عن بيع أجهزة “Starlink” وذلك بسبب عودة خدمة الإنترنت والاتصالات للمدينة، بعد أن وصل سعر الجهاز الواحد لنحو 3 آلاف دولار، لكنه انخفض إلى 2000 دولار مع تراجع نسبة الإقبال عليه.
وفي الخرطوم والتي تعد السوق الأعلى سعراً، قال حافظ وهو يعمل متعاوناً مع بعض تجار هذه الأجهزة: إن “التجار هنا يتبعون لقوات لدعم السريع وأنا أعلم ذلك حيث يقومون بتوفير أجهزة (Starlink)”.
ولفت حافظ لـ”الشرق”، إلى أن “سعر الجهاز الواحد وصل في العاصمة إلى 4 آلاف دولار، وذلك بسبب قلة كميات الأجهزة التي تصل في ظل الظروف الأمنية”.
ويقوم بعض المشترين لهذه الأجهزة بتأجيرها للمواطنين بقيمة 3 دولارات للساعة الواحدة، بعدها يغادر صاحب الجهاز إلى مكان آخر وذلك حسب قدرته على الحركة. وبحسب مواطنون، ينتشر التجار بصورة أكبر في مناطق سيطرة الدعم السريع في شرق وجنوب العاصمة الخرطوم.
لكن الوضع يختلف في غرب وجنوب دارفور، حيث تأثرت خدمة الإنترنت بشكل كبير منذ بداية الصراع، وذلك بسبب الاشتباكات التي أدت إلى تلف كبير في البنية التحتية لشركات الاتصالات، مما تسبب بحجب الخدمة جزئياً.
وعرف إقليم دارفور الإنترنت الفضائي منذ أشهر ولكن على استيحاء، وذلك عكس الوضع الحالي حيث تباع أجهزة الإنترنت الفضائي بصورة علنية وفي مناطق عدة.
وتقل أسعار الأجهزة عن بقية الأقاليم بسبب دخولها عن طريق التهريب نسبة لضعف المراقبة في الحدود مع تشاد وجنوب السودان وغيرها من الدول منذ اندلاع الحرب.
وقال حسن عبدالله وهو من سكان شرق دارفور لـ”الشرق”، إن “الساعة تتراوح ما بين الدولار ونصف الدولار إلى دولارين، لكن هذه الوسيلة الوحيدة لتواصلنا مع أهلنا وأدعو الشركات إلى ضرورة استئناف الاتصالات نسبة لما يسببه انقطاعها من مشاكل تضر بالمواطن”.
وأشار عدي محمد من مدينة الضعين لـ”الشرق”، إلى أنهم “منقطعون تماماً عن العالم الخارجي، وأن هناك صعوبة في التواصل مع أهلهم داخل الولاية ناهيك عن بقية أجزاء السودان”.
وتتركز تجارة الإنترنت الفضائي في عواصم ولايات إقليم دارفور، لكنها تندر في بقية المدن، فيما تعتبر ولايات الجزيرة وسنار وسط السودان الأقل حظاً في الحصول على هذه الخدمة، إلى جانب كردفان والنيل الأزرق.
أحمد العربي – الشرق للأخبار
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الإنترنت والاتصالات الإنترنت الفضائی خدمة الإنترنت لـ الشرق إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما بين الإيجابيات والسلبيات.. معرض الكتاب يناقش «الإنترنت في حياة الأطفال»
استضافت قاعة «ديوان الشعر»، ندوة «الإنترنت في حياة الأطفال» ضمن محور «مؤسسات»، في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، بحضور المهندس زياد عبد التواب، خبير التحول الرقمي وآمن المعلومات، والدكتورة سلمى فوال، مدير برنامج حماية الأطفال بمكتب اليونيسف بالقاهرة، والمهندس طارق سعد، مستشار وزير التضامن للتحول الرقمي، واللواء محمود الرشيدي، مساعد أول وزير الداخلية لأمن المعلومات الأسبق، والمهندسة هدى دحروج، مستشار الوزير للتنمية المجتمعات الرقمية بوزارة الاتصالات، وأدارتها هيام نصيف، نائب رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، والدكتور نور أسامة، من المجلس القومي للطفولة والأمومة.
تهديدات أمنية وصحيةوقال نور أسامة: «إن الطفل عانى خلال السنوات الماضية من استخدامات الإنترنت، وواجه تهديدات أمنية وصحية، فعلينا أن ندرك أن بناء الأطفال هو البداية الحقيقية لبناء البلاد».
ومن جانبها، أوضحت هيام نصيف، أن دور الإنترنت في حياة الطفل من ضمن الفعاليات العديدة التي ينظمها المجلس للطفولة، ويأتي ذلك في إطار الحرص على نشر الوعي، وتشكيل الهوية للطفل، ومعرض القاهرة للكتاب يعد ملتقى الإبداع والثقافة والعلم، ويعد من أكبر المعارض في الشرق الأوسط، كما دعت هيام، زوار معرض القاهرة، لزيارة جناح الطفولة والأمومة، للمشاركة في الفعاليات والأنشطة والمتاحة، والاستفادة ببعض الخدمات الإرشادية للأسر.
ولفتت إلى أن استخدامات الشاشات، يأتي بغرض التسلية والترفيه، أو شغل أوقات الفراغ، ولكن يصاحب ذلك كثير من المشاكل، منها التعرض لممارسات ضارة وعنف ومشاهدة محتويات جنسية، وقد يتعرضون للإعلانات الاستهلاكية، ومعلومات خاطئة ومضللة، بالإضافة إلى مشاكل صحية، منها: اضطرابات النوم، ضعف التحصيل الدراسي، التأخر في اكتساب المعارف اللغوية، مشكلات في الانتباه، ومن هنا علينا تقديم إرشادات خاصة للتعرض للشاشات طبقا للأكاديمية الطبية لطب الأطفال.
جانب من الندوة %15 يعانون من إدمان استخدام الإنترنتوأكدت هيام، أنه غير مسموح للطفل قبل سنتين مشاهدة الشاشة، ومن سنتين إلى 5 سنوات عليه التعرض لمدة ساعة فقط وثلاث ساعات في أيام العطلة، ومن 6 الى 9 سنوات مشاهدة 3 ساعات، موضحة أن هناك 15% يعانون من إدمان استخدام الإنترنت.
وأشارت إلى أن من يرى أي انتهاكات للطفل لا يتردد في إرسال الشكاوى والبلاغات على الخط الساخن 161000 للمجلس القومي للطفولة والأمومة.
وقال زياد عبد التواب: Jإن الإنترنت في حياة الأطفال موضوع مستمر، وليس جديد، فهو موجود من عام 2000، ويحمل إيجابيات وسلبيات تتضمن مختلف المخاطر، وأوضح أن لدينا خطورة كبيرة في درجة الوعي باستخدام الإنترنت، ونحن الآن نشاهد مخاطر تتضمن الابتزاز الإلكتروني، والذي يصل عقوبته حاليا، وفقا للقوانين إلى السجن، فأصبحنا الآن نرى أن الإنترنت ليس سببًا في الترفيه فقط، ولكن سوء استخدامه ممكن أن يصل بك في النهاية إلى السجن».
جانب من الندوةوأشار عبد التواب، إلى أن الإنترنت هو عالم المعارف التي لا غنى عنها، فهي تدخل في أدوات التعليم والعلاج والمذاكرة وغيرها من الاستخدامات الإيجابية، خاصة بعد دخول الذكاء الاصطناعي، أن التكنولوجيا تتطور بصورة رهيبة وتخلق معها مشاكل، منها إدمان الإنترنت، فقد يصل استخدام الإنترنت في حياة الطفل إلى 8 ساعات، وخاصة على موقع التواصل الاجتماعي، أبرزها «تيك توك» الذي يصدر قيم فاسدة للعالم كله، وأكد أن أهم شيء في الهرم العقلي هو الوصول إلى الحكمة من خلال مشاهدة المحتوى وتقييمه وتحليله باستمرار.
وقالت هدى دحروج: «إن وزارة الاتصالات تعمل على حماية الأطفال وتعزيز البيئة المحيطة، والأمية الرقمية لا تزال موجودة، على الرغم من أن أغلبية الخدمات التي تقدم للمواطنين أصبحت إلكترونية، وخلال عام 2006 شكلت وزارة الاتصالات لجنة لحماية الأطفال بالفعل، ولدينا بنية تحتيه قوية جدًا، ولكن الحل في التقليل من المخاطر من خلال التوعية والتدريب».
وقال طارق سعد: «إن الأطفال هم المستقبل وبعد 10 سنوات هم الآباء والأمهات، والإنترنت حمل العديد من الإيجابيات، وخاصة وقت جائحة كورونا، فالإنترنت ساعد على بث رسائل حول الصحة والتعليم ومتابعة سير العمل، وتابع: "إن وزارة التضامن الاجتماعي قدمت برنامج «مودة» لفحص المقبلين على الزواج، وكان يضم منهج لمخاطر الإنترنت، والتي توضح أن 15% من نسب الطلاق سببها الإنترنت، لذا يجب تقديم التوعية من قبل الحكومة والمجتمع والأسر كلها».
جانب من الندوةوقال اللواء محمود الرشيدي: «إن هناك العديد من المشاكل والجرائم في المجتمع المصري، بسبب الواقع الافتراضي داخل كل بيت، فنسبة الأمان في استخدام الإنترنت صفر، والإنترنت دائما يتعامل معك كسلعة، لا نستطيع الإنكار أن الثورة التكنولوجية أحدثت تغييرًا بشكل جذري، ونحن الآن نعتمد على الإنترنت في جميع مناحي الحياة، وأصبح استخدام الإنترنت ركيزة أساسية».
وألقى الرشيدي الضوء على عصابة كانت تبيع الأعضاء وتستغل الأطفال من خلال الألعاب الإلكترونية، وأيضا الفتيات التي تتعرضن للابتزاز الإلكتروني بسبب صورهن الشخصية، وغيرها من الجرائم التي لا بد من الإبلاغ عنها عن طريق الاتصال بمباحث الإنترنت على رقم 108.
وتحدثت سلمى فوال، عن حقوق الطفل بشكل عام، وعن استخدامات الإنترنت وما تحمله من إيجابيات وسلبيات، وحق الطفل في التعليم وإبداء الرأي والتعبير، وحقه في اللعب والترفيه أيضا، وتناولت سلمى، مخاطر المحتوى الضار الذي يُعرض على الإنترنت، مشيرة إلى أن الأطفال الأكثر تعرضا لهذه المخاطر، وأكدت أن الحل ليس في المنع، وإنما في التواصل، ودور الإعلام مهم جدًا من خلال التأكيد على احترام سرية البيانات، ومراعاة المعايير المهنية والأخلاقية وقت نشر البيانات الخاصة.
اقرأ أيضاً«محمد الباز» يناقش شهادة البابا تواضروس في معرض القاهرة الدولي للكتاب
معرض الكتاب 2025.. الصالون الثقافي يحتفي بمئوية الدكتور أحمد عبد الرحيم مصطفى
خبراء يرسمون «خريطة أجيال وسائل التواصل» في معرض الكتاب 2025