موقع النيلين:
2025-02-01@16:55:10 GMT

السودان :الأجور حرب أخرى ضد العاملين بالدولة

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT


بنسبة 60 بالمئة تحاول وزارة المالية والتخطيط الإقتصادي أن تفي برواتب العاملين بالدولة الذين يخوضون حرباً شرسة مع الأوضاع المعيشية وانفجار معدلات التضخم في ظل الحرب والصراع المستمر خلال عشرة أشهر بالسودان.

وتحاول المالية تغطية الرواتب وسط عجز كبير في الإيرادات وتوقف شبه كامل لحركة الإنتاج.

شكاوى وتذمر في أوساط العاملين بسبب تفاوت الإلتزام بالأجور من قبل وزارة المالية، فهنالك وحدات حكومية يتم الإيفاء بمرتباتها بصورة شهرية بينما هنالك وحدات استلمت مرتب شهر يونيو الماضي خلال الأيام القليلة الماضية.

وكشفت مصادر مطلعة عن أن الوزارات السيادية والوحدات الحكومية الإتحادية استلمت مرتباتها حتى شهر يناير الماضي.
وقالت المصادر لـ(المحقق) هنالك شرائح من العاملين بالخدمة المدنية لديها أكثر من خمسة أشهر متأخرات وأن آخر مرتب تم استلامه هو عن شهر يونيو الماضي.

وأوضحت المعلمة بالمرحلة الثانوية، سامية علي أن المعلمين هم أولى الشرائح التي لم يتم الالتزام بمرتباتها، لافتة إلى وجود خمسة أشهر لم توف الدولة بمرتبات العاملين.

وأشارت إلى أن أجور المعلمين أصبحت هي المرتب الأساسي فقط مع سحب البدلات التي كانت ترفع من قيمة المرتب لمجابهة الأوضاع المعيشية.

وأكدت في حديثها مع (المحقق) على أن معظم المعلمين أصبحوا يعانون من أوضاع مأسوية في ظل الغلاء الفاحش المستشري في أنحاء البلاد على خلفية الأوضاع الراهنة.

وأبدت سامية استغرابها من التفاوت والتمييز الذي تمارسه الدولة ممثلة في وزارة المالية تجاه العاملين بالخدمة المدنية حيث إنها تفي بمرتبات بعض الوحدات وتأخر البعض.

وفي أكتوبر الماضي قال وزير المالية السوداني د. جبريل إبراهيم إنه من غير الوارد زيادة رواتب الموظفين في الوقت الحالي بينما الدولة عاجزة أصلاً عن دفع هذه الرواتب كاملة بسبب الحرب الدائرة بين الجيش ومليشيا الدعم السريع منذ منتصف أبريل.

وأضاف الوزير السوداني: “جزء كبير من موظفي القطاع العام لا يحصلون على أكثر من 60 % من أجورهم”.

وتابع: “الموظفون الآن يحصلون على 60 % من رواتبهم. نحن نسعى إلى منحهم 100 % من هذه الرواتب، ولو كان لديهم علاوات أخرى انقطعت يمكن أن نعيدها لهم في وقت قريب مع اطراد زيادة الإيرادات، لكن لم نتحدث عن زيادة مرتبات”.

ويؤكد الخبير الاقتصادي، د. محمد الناير أن الدولة لم تستطع الإيفاء بالأجور والمرتبات العاملين بالدولة بصورة منتظمة.
وأوضح أن الدولة بدأت في الدفع للوحدات الاتحادية وحاولت أن تنتظم في الوحدات المركزية والتي تتكون من الوزارات والمؤسسات والهيئات الاتحادية فقط، والتي يصل عددها إلى مئتي وحدة.

وأشار د. الناير في حديثه مع (المحقق) إلى أن المتأخرات الكبيرة تشمل الجامعات والدعم الولائي الذي ينعكس بالكامل على التعليم وعلي المؤسسات الصحية.

وكشف أن التأخر في الالتزام بالوفاء بالالتزامات الولائية أثر على التعليم والقطاع الصحي والذي انعكس بدوره على تقديم الخدمة حتى في الولايات الآمنة والمستقرة.

وقطع الناير بأن متأخرات العاملين مهما تأخرت فإنها لا تسقط، وأشار إلى أنه من المفترض أن تضم الموازنة العامة للدولة للعام 2024 هذه المتأخرات وأن يتم الإيفاء بها خلال هذا العام.

ولفت الناير الإنتباه إلى أن نسبة كبيرة من العاملين في الدولة لم تقم بعملها بالشكل المطلوب نتيجة اعتبارات منطقية ولأسباب أمنية إلا أن الدولة عليها الالتزام بهذه الأجور لجهة أنها مصدر الدخل الوحيد لهم.

وأكد على تأثير عدم مواظبة العاملين بالدولة على الدوام في الاقتصاد السوداني بصورة سالبة وتنعكس على نمو الناتج المحلي وتياطؤه وانكماشه بسبب الحرب وتراجع معدلات النمو.

بينما ورهن المحلل الاقتصادي، د. عبد الله الرمادي عودة الأمور إلى طبيعتها بشأن المرتبات أن يتم القضاء على التمرد واستتباب الأمن وأن تهدأ الأحوال في كل ربوع السودان.
وقال ل (المحقق) إن العملية الاقتصادية بكاملها لن تستقيم في ظل عدم استقامة الشأن السياسي.

وقطع بعدم وجود مؤسسات دولة في الوقت الراهن حتى تضع مقترحات بمعالجات إقتصادية، مضيفاً أن هذه المؤسسات عائبة الآن.

المحقق – نازك شمام

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: العاملین بالدولة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الزيادات في الأجور والتعويضات.. هذا ما أمر به وزير الصحة

شدّد وزير الصحة عبد الحق سايحي، على ضرورة الإسراع في تطبيق القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بقطاع الصحة.

ويأتي هذا خلال اجتماعه بمدراء الصحة للولايات و المؤسسات الصحية التابعة لها بحضور إطارات الإدارة المركزية، عبر تقنية التحاضر المرئي بمدرج الوزارة “بيار شولي” .

وحسب بيان الوزارة، فقد خصص هذا الاجتماع لمناقشة موضوع تسيير مصالح الاستعجالات الطبية و تطبيق التعليمة رقم (01) المتعلقة بالقوانين الأساسية و الأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بقطاع الصحة.

وفي بداية هذا الاجتماع، استمع الوزير إلى عرض بخصوص التدابير الإضافية التي تم إقرارها ضمن النسخة الثانية من مخطط عمل للمريض لتعزيز الآداء و الخدمات المقدمة على مستوى مصالح الإستعجالات الطبية.

كما تمّ عرض الآليات المعتمدة لتطبيق التعليمة رقم (01) المتعلقة بالقوانين الأساسية و الأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بقطاع الصحة، للتسوية المالية الناجمة عن الزيادات في الأجور والأنظمة التعويضية للمستخدمين مع شهر مارس على أقصى تقدير.

وبعد الإستماع إلى العروض المقدمة ، أكد الوزير على أن تعزيز و تحسين الآداء والخدمات المقدمة على مستوى مصالح الاستعجالات الطبية تعد نقطة جد مهمة وذات أولوية في مخطط العمل للتكفل بالمريض، و تقييم الخدمات الصحية المقدمة للمريض تكون عن طريق تقييم آداء الاستعجالات الطبية باعتبارها الوجهة الأولى للمريض.

كما شدّد الوزير على ضرورة الإسراع في تطبيق التعليمة رقم (01) المتعلقة بالقوانين الأساسية و الأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بقطاع الصحة، و التي يترتب عنها زيادات في الأجور والأنظمة التعويضية للمستخدمين، قبل شهر مارس على أقصى تقدير.

و تحدّث الوزير عن عمل اللجنة المستحدثة على مستوى الوزارة لدراسة بعض الإختلالات التي تضمنتها القوانين الأساسية و تصحيحها في أقرب الآجال بعد الإستماع لمختلف آراء كل النقابات.

مقالات مشابهة

  • جعجع: لتعطيل تأثير ميليشيات ومافيات الفساد المتحكمة بالدولة
  • الحرب في السودان: بعض تحديات الاستقرار والتعافي الاقتصادي واعادة الاعمار
  • الزيادات في الأجور والتعويضات.. هذا ما أمر به وزير الصحة
  • بهدف مكافحة الانحراف الوظيفي والفساد الإداري .. جهاز الكسب غير المشروع يبدأ تلقى إقرارات الذمة المالية من موظفي الدولة الأحد القادم.. الفئات الثلاثة وعقوبات تنتظر المتخلفين
  • امتداد منخفض جوي في طبقات الجو العليا بالدولة حتى الاثنين
  • مرفت الكسان: دعم الاستثمار يعزز الموارد المالية للدولة
  • وهم السيطرة!
  • مقرر أكاديمي في علم الأوبئة لإعداد قادة الصحة بالدولة
  • أمين سر «حقوق الإنسان بالشيوخ»: العرض المصري في جنيف قدم صورة شفافة عن الوضع الحقوقي بالدولة
  • مكتوم بن محمد يستعرض إنجازات وزارة المالية في 2024 وآليات تعزيز الاستدامة المالية في 2025