أجواء رمضان في لبنان.. الخير لا يزال موجوداً!
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
درجت العادة في لبنان أن يتم استقبال شهر رمضان المبارك بالزينة التي تحمل معاني الصوم، وتُدخل البهجة والفرحة الى القلوب. وقد كانت هذه الزينة كالفوانيس الرمضانية واليافطات المرحبة والأضواء المشعة وغيرها تترك أثرًا بالغًا في تفاعل الناس، فتجد المساجد ممتلئة بالمصلين ومظاهر الصوم منتشرة في الأرجاء. دعوة الخير في رمضان في رمضان اعتاد الأقرباء والأصدقاء وحتى الزملاء في المؤسسات المختلفة تنظيم إفطارات جامعة بدعوة من أحدهم ثم يتم تداول ذلك بينهم.
كما كانت الجمعيات الخيرية تجد فرصة لها لتنظيم إفطارات جامعة لأصحاب الأعمال بحيث يكون الإفطار لقاءً لهم من ناحية، وفرصة لجمع التبرعات للجمعيات من ناحية أخرى. وفي الشهر الفضيل، تكثر المبادرات الفردية والجماعية التي يتولى فيها عدد من الأشخاص مسؤولية السعي لجمع تبرعات من أجل دعم بعض العائلات المحتاجة وغالبًا ما تكون هذه المبادرات في محيط الأشخاص الذين يكونون محل ثقة في محيطهم.
وللتخفيف من أعباء مصاريف الشهر الكريم على العائلات عمدت بعض الهيئات والأفراد إلى اقتراح أفكار جديدة بحيث يتم الإعلان في بعض الأحياء في المدن أو البلدات والقرى عن تأمين بعض المواد الغذائية الخاصة برمضان بأقل من نصف ثمنها، بحيث يتبرع بعض الميسورين بتسديد النصف الآخر وهو ما يخفف من الأعباء عن كاهل العائلات ويؤمن إفطارًا كريمًا لهم. ما بقي من العادات الرمضانية
سيبانة رمضان: يعرف اليوم الذي يسبق أول أيام رمضان في لبنان باسم "سيبانة رمضان" وأصل الكلمة هو "استبانة"، حيث كان أهالي بيروت يتجهون في هذا اليوم نحو البحر لاستبيان هلال شهر رمضان، وأصبح مع الوقت اسمها "سيبانة " بسبب سهولة لفظها. ويودّع اللبنانيون الإفطار في هذا اليوم، فيذهبون للتنزه وتناول الغداء خارج المنزل، والترويح عن أنفسهم استعدادًا لاستقبال شهر الصيام. المسحراتي: اشتهرت مهنة المسحراتي في لبنان في فترة ما قبل الحرب . وتميز المسحراتي بطربوشه وبالطبل الذي يحمله بيده، وبصوته القوي الذي كان يصدح في الشوارع والأحياء: "يا نايم وحد الدايم" و"قوموا على سحوركم إجا رمضان يزوركم". المشروبات الرمضانية: الجلاب والعرقسوس والتمر الهندي يكاد ينساها الناس في الأيام العادية، ويعود إليها وهجها قبل رمضان بأيام. وهي أنواع شراب تعتبر تقليدية في لبنان، وعادة ما يباع السوس أو العرقسوس وعصير قصب السكر في محلات العصير التي تزدهر في الشهر الفضيل.
مقبلات وحلويات: يتمتع اللبنانيون بسفرة مميزة في رمضان، نظرا إلى غنى المطبخ اللبناني، إضافة إلى الأكلات المعروفة المتوارثة بين العائلات، والحلويات كالقطايف المشبك والشعيبيات. وتشهد محلات الحلويات والمخابز في كل المناطق زحامًا شديدا خلال نهار شهر رمضان حيث يتوق الصائمون لشراء حلويات شهية، مقرمشة أو ناعمة مغموسة في شراب سكري أو محشوة بالمكسرات والتمر للاستمتاع بها بعد الإفطار من الغروب وحتى بزوغ فجر اليوم التالي.
ويشهد الوسط التجاري لمدينة بيروت، احد أهم مهرجاناته، يستمرّ طوال شهر رمضان من الإفطار وحتى موعد السحور.
وتفتح المطاعم والمقاهي أبوابها للزوّار الذين يتهافتون للإفطار أو للسحور، مع عروض فنية، بالإضافة إلى قصص يرويها الحكواتي وبرامج ترفيهية للأطفال.
في بيروت، يمكن لبقية العائلات أن تسهر بعيدا عن المطاعم والمقاهي، فيكتظ الكورنيش المطل على البحر المتوسط بحركة المرور والسيارات المصفوفة في الليل، حيث تأتي العائلات بالنرجيلة والمقاعد البلاستيكية وتجلس حتى الفجر تتسامر خلال شهر رمضان. أن ضغوطات العمل قد فرقت أفراد العائلة عن بعضها ففي الأيام العادية قد لا تجتمع أفراد الأسرة لتناول الطعام نظرا لاختلاف أوقات عملهم. أما في شهر رمضان المبارك فالجميع يجتمعون الى مائدة الإفطار بحيث يتم توحيد أوقات الدوام وقد بات من الضروري أن يجتمع الجميع على مدفع الإفطار مهما كانت التزاماتهم خلال اليوم وهذا يقربهم إلى بعض أكثر ويجعل بينهم ألفة ومحبة. في شهر رمضان تكثر الفرص امام الافراد لتهذيب النفس وإعادة إصلاح الأخلاق وتوجيهها والتخلص من العادات السيئة، فرمضان لا يهدف فقط إلى الامتناع عن الطعام بقدر ما يعني الالتزام بالعادات والأخلاق والقيم الدينية التي تزهر في النفوس وتنمو لتشمل جوانب الحياة كافة.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: شهر رمضان فی لبنان
إقرأ أيضاً:
الموت الأسود.. اكتشاف مثير في مومياء مصرية عمرها آلاف السنين
بغداد اليوم- متابعة
كشف تحليل لمومياء مصرية عمرها 3290 عاما، عن أقدم حالة مؤكدة للطاعون "الموت الأسود" خارج أوراسيا، حيث عثر في المومياء على الحمض النووي للمرض.
والطاعون الدبلي المعروف أيضا بالموت الأسود، تسببه بكتيريا Yersinia pestis وانتشر في جميع أنحاء أوروبا بالقرن الرابع عشر؛ ما أدى إلى القضاء على ملايين الأشخاص، لكن هذه الحالة تشير إلى أن المرض كان موجودا قبل آلاف السنين خارج منطقة أوروبا وآسيا.
وكانت جميع الحالات التي عُثر عليها مؤخرا لحالات قديمة مصابة بالمرض في منطقة أوراسيا التي تشكل حاليا قارتي أوروبا وآسيا.
وحلل باحثون مومياء مصرية قديمة محفوظة في متحف إيجيزيو في تورينو بإيطاليا، وكشفوا أن الطاعون المروع كان موجودا في شمال إفريقيا خلال العصر البرونزي.
وأظهرت نتائج فحص الكربون المشع أن المومياء تعود إلى نهاية الفترة الانتقالية الثانية أو بداية الدولة الحديثة، واحتوت على آثار من الحمض النووي للبكتيريا المسببة للمرض في كل من أنسجة العظام والأمعاء، ما يشير إلى أن المرض كان في مرحلة متقدمة عندما توفي المصاب.
وكتب الباحثون أن "هذا هو أول جينوم ما قبل التاريخ لـYersinia pestis خارج أوراسيا يوفر دليلا جزئيا على وجود الطاعون في مصر القديمة، على الرغم من أننا لا نستطيع استنتاج مدى انتشار المرض خلال هذا الوقت".
وبحسب موقع "آي إف إل ساينس"، فإن دراسات سابقة قد أشارت إلى احتمال تفشي مرض الطاعون على طول ضفاف النيل في العصور التاريخية. فعلى سبيل المثال، قبل أكثر من عقدين، عثر باحثون على براغيث في قرية أثرية في تل العمارنة حيث عاش العمال الذين بنوا مقبرة توت عنخ آمون ذات يوم.
ولأن البراغيث هي الناقل الرئيسي للبكتيريا، فقد بدأ الباحثون يشتبهون في أن الطاعون الدبلي ربما كان موجودا في مصر القديمة.
ويعزز هذه الفرضية نص طبي عمره 3500 عام يسمى بردية إيبرس، والذي يصف مرضا "أنتج دملا وتحجر القيح".