موقع النيلين:
2025-04-17@19:24:59 GMT

محاكمة القرن في مواجهة المليشيا.. مَن سيقيمها؟

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT


الأرقام والإحصاءات التي نتجت عن تمرد قوات الدعم السريع في منتصف أبريل من العام الماضي، قياسية في أي جانب أخذتها، وهي في غالبها الأعم لم تصدر من طرف يمكن أن توجه إليه تهمة الانحياز، اللهم إلا أن يكون انحيازاً للمليشيا !!

ومع إن الحرب لم تضع أوزارها بعد، وبالتالي فإن الكثير من الإحصاءات لم تظهر أو لم تكتمل، إلا أن الذي ظهر منها يثير الدهشة، ويشيب له الولدان !
فتقارير الأمم المتحدة أفادت أن نحو 25 مليون شخص في السودان بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية العاجلة، من بين هؤلاء حوالي 14 مليون طفل، وأن الحرب أدت إلى نقص حاد في الأمن الغذائي، فنحو 37% من السكان، أي حوالي 17.

7 مليون شخص، يعانون من الجوع الحاد !!
منظمة الهجرة الدولية تتحدث عن نحو 9 ملايين سوداني نزحوا داخلياً، والمفوضية السامية للاجئين تتحدث عن نحو خمسة ملايين لجأوا إلى دول الجوار، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة تتحدث عن عدم قدرة أكثر من 20 مليون طفل على الانتقال إلى المدرسة في السودان، أي حرمانهم من حقهم في التعليم.
عدد سكان ولاية الخرطوم بالإضافة إلى سكان ولاية الجزيرة وسكان ولايات دارفور الخمس – وهي الولايات التي تأثر سكانها مباشرة بالحرب – يفوق ال 25 مليون من الرجال والنساء، بينهم الأطفال وكبار السن والمرضى، وكل واحد من هؤلاء تضرر بسبب الحرب أضراراً مختلفة، منهم مَن فقد حياته ومنهم مَن فقد كل ما يملك، ومنهم مَن فقد ماله أو سيارته أو ذهبه أو متعلقاته الشخصية، ومنهم مَن فقد حقه في التعليم أو الرعاية الصحية أو حقه في الإتصال.

وكجزء من سلوكها الأرعن، لم تترك المليشيا جريمة مصنفة بأنها ضد الإنسانية إلاّ واقترفتها وروجت لها عبر إعلامها وحسابات منسوبيها، فتعرضت أعداد من الرجال والشباب إلى الإعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب والسخرة، وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات نهائية في هذا المجال، بسبب السلوك الإجرامي للمليشيا، إلا أن الأرقام المتداولة تقول إن هنالك ما لا يقل عن عشرة آلاف معتقل سياسي أو مخفي قسرياً في سجون المليشيا التي لا تستوفي الحد الأدنى من المعايير الآدمية، مات بعضهم جراء التعذيب، وبقي بعضهم بين الحياة والموت، هذا فضلاً عمّن أستُخدموا دروعاً بشرية !!

أما الجرائم في حق النساء، من قتل واغتصاب وتحرش وتعنيف وإذلال، فمن العسير وضع إحصاءات لها قريبة من الواقع، نظراً لطبيعة المجتمع السوداني ولضعف آليات المجتمع المدني التي ترصد ذلك وتحقق فيه، لكن ما تمّ توثيقه منها سيصبح منافساً لأية أرقام سبق توثيقها ضمن جرائم الحروب.

إن الأسئلة التي تتبادر إلى الذهن، حين يستعرض المرء هذه الأرقام القياسية من الجرائم المتنوعة، وهذه الأعداد المهولة من الضحايا، هي: كيف يمكن أن تتحقق العدالة لهؤلاء جميعاً، وكم عدد البلاغات التي تحتاج أن تنظرها النيابات والمحاكم، وكم عدد الأفراد والكيانات والدول التي يمكن أن يُوجه إليها الإتهام بالضلوع أو المشاركة أو التواطؤ في هذه الجرائم، وما هي الآلية الناجعة التي يمكن أن يتقدم عبرها أصحاب الحق الخاص وأصحاب الحق العام لعرض شكواهم، وهل كل مَن تسببت الحرب في تجويعه أو تشريده أو حرمانه من حقوقه الأساسية أو قتله أو نهبه، يحق له أو لأولياء دمه أن يتقدموا بشكوى ؟

عشرات الأسئلة التائهة تتزاحم بحثاً عن إجابات، وأعتقد أن محاولة الإجابة عليها دون الاستعانة بتجارب الشعوب التي نُكبت قبلنا، أو تجارب الأمم المتحدة، ستكون نوعاً من المغامرة غير محمودة العواقب، لكن الأهم من هذا كله هو التصميم على حصر جميع الضحايا مهما بلغوا من الكَثَرة، وجميع أنواع الجرائم، وملاحقة كل مَن وقع في دائرة الاشتباه، وتقديمهم للمحاكمة ليقول القضاء الوطني أو الدولي كلمته بشأنهم.

العبيد أحمد مروح

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: یمکن أن م ن فقد

إقرأ أيضاً:

بحثًا عن الأمان.. 13 مليون نازح سوداني خلال عامين من الحرب

أدت الحرب في السودان الى نزوح نحو 13 مليون شخص، لجأ أكثر من 3 ملايين منهم الى دول الجوار، حسبما كشفت الأمم المتحدة الاثنين، مع دخول الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع عامها الثالث من دون أي أفق لتسوية.

واندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، في 15 أبريل 2023، على خلفية صراع على السلطة بين حليفين سابقين، وحولت البلاد الى مناطق نفوذ متقاسمة تواجه أزمة انسانية تعد من الأسوأ على مر الأعوام.

أخبار متعلقة أبو الغيط يشيد بتقدم الدول العربية في مسيرة التنمية المستدامةجراء الاعتداءات الإسرائيلية.. خروج آخر مستشفى في غزة عن الخدمةفرار النساء والأطفال

وقال مسؤول إقليمي في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عبد الرؤوف غنون كوندي في دكار عقب زيارته السودان، إن "النزاع أسفر عن تهجير 13 مليون شخص، بينهم 8.6 مليون من النازحين، و3.8 مليون من اللاجئين".

أضاف: "تشكل النساء والأطفال نحو 88% من هؤلاء الذين فروا بحثًا عن الأمان قبل أي شيء آخر.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 13 مليون نازح في السودان مع دخول الحرب عامها الثالث - tagesschau

ويشهد إقليم دارفور في غرب السودان، والذي يشكل نحو خمس مساحة البلاد، أكثر المعارك حدة في الأشهر الماضية، خصوصًا مع محاولة قوات الدعم السريع السيطرة على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي آخر مدينة رئيسية لا تزال خارجة عن سيطرتها في الاقليم.

نزوح 80 ألف أسرة

وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن "ما بين 60 ألف و80 ألف أسرة نزحت من مخيم زمزم للنازحين بسبب تزايد انعدام الأمن"، وذلك بعدما سيطرت قوات الدعم على هذا المخيم، وهو الأكبر في إقليم دارفور.

وأشارت منظمة أطباء بلا حدود الى أن نحو 10 آلاف شخص فروا الى مدينة طويلة الواقعة على مسافة نحو 70 كيلومترًا الى الغرب من الفاشر خلال 48 ساعة.

وأشارت الى أن المدنيين، وغالبيتهم من النساء والأطفال، وصلوا "في حال متقدمة من الجفاف والارهاق وتحدثوا عن وقوع أعمال عنف مروعة".

مقالات مشابهة

  • تهريب النمل.. أغرب وأحدث الجرائم التي تستدعي المحاكمة في كينيا
  • نهبوا 300 مليون جنيه.. موعد محاكمة المتهمين بعصابة كيو إف في طنطا
  • استمع: بيان الانقلاب الذي سجلته المليشيا بصوت عماد عبد الرحيم (كادر حزب الأمة )
  • إخلاء سبيل خالد يوسف فى اتهامه بسب وقذف هالة صدقى
  • مصر تدين بأشد العبارات المخططات الإرهابية التي تستهدف المساس بأمن الأردن
  • زيلينسكي: السلام الدائم مع روسيا لا يمكن تحقيقه سوى بموقف حاسم
  • بيلينجهام قبل مواجهة آرسنال: سمعت كلمة “الريمونتادا” مليون مرة ولسنا أغبياء
  • رئيس الجمعية العامة: يجب مكافحة العبودية الحديثة التي يرضخ لها 50 مليون شخص حول العالم
  • بحثًا عن الأمان.. 13 مليون نازح سوداني خلال عامين من الحرب
  • نائب رئيس حزب الامة القومي: الحرب التي شنتها المليشيا هدفت الى طمس هوية السودان