البوابة - مع اقتراب شهر رمضان الفضيل، نستعرض معكم مجموعة من الكتب التي تحدثت عن شهر هذه فضائل الشهر وعبادة الصوم وأهميتها ضمن العبادات الأخرى.
ليس هناك أروع من ذكريات الماضي حين نتذكر طفولتنا وما تحويها من مناسبات خاصة، حفرت بداخلنا مواقف من المستحيل نسيانها. أتحدث عن أفضل مناسبة وهي حلول الشهر الكريم.
1. عدنان وطبق رمضان – للكاتبة هيا صالح
يتحدث الكتاب عن الطفل عدنان الذي يقوم بالصيام لأول مرة وقد أحس بالجوع الشديد وينتظر موعد الإفطار بلهفةٍ. تقوم والدته بإعداد طعام الإفطار ويتمنى لو يأكل طبقه المفضل على مائدة الإفطار. يا ترى ما هو ذلك الطبق المفضل له؟
ينقل لنا هذا الكتاب دفء شهر رمضان الكريم وعادات المجتمع العربي، فلقد استمتعت كثيراً بالمعاني الجميلة ومن أهمها: الحرص على ثواب إفطار الصائمين، الترابط الأسري الذي يظهر في اجتماع العائلة على طاولة الطعام، التواصل الاجتماعي وتهنئة الناس برمضان عن طريق أجمل العبارات الإنسانية وغيرها الكثير من القيم مثل: العطاء وحسن الجيرة والصبر وطاعة الوالدين. أما عن الرسومات، فقد تم الإبداع فيها وتوصيل الهدف الرئيسي بصورة مبتكرة وجذابة للأطفال.
2. عندما دق الباب للكاتبة تغريد النجار
يتحدث الكتاب عن الطفلة نغم وصديقتها اللتان تقومان بالقيام بعدد من فوانيس رمضان بنفس عدد أيام الشهر الفضيل. حيث وضعتا أحجية في كل فانوس ومن ثم بعد كل إفطار تقوم العائلة باختيار فانوس وأيضاً تقوم بحل الأحجية. أعجبني في هذا الكتاب ليس فقط تعليم الأطفال الأنشطة الجميلة في شهر رمضان ولكن أعجبني أيضاً مدى ترابط القيم والعادات. الاجتماعية كما تدعو الأطفال إلى احترام وتقبل عادات الآخرين المختلفة وتعزيز حب المشاركة الإنسانية في المناسبات الاجتماعية.
3. المحبة في رمضان للكاتبة ميثاء الخياط
يروى بطل القصة – الطفل الصغير – عن عادات كل فرد من أفراد أسرته في شهر رمضان الفضيل حيث الأعمال الخيرية، العادات والتقاليد، الأنشطة الفنية وغيرها الكثير من الأعمال.
أحببت القصة بكل تفاصيلها وما تحويها من معاني وأهداف تزرع في الطفل منذ صغره وتجديد الصورة النمطية للصوم عند الطفل. كما أحببت الرسومات التي كانت عاملاً رئيسياً لتأكيد الفكرة الهادفة من القصة وهي الحب والمحبة والتي تكمن واضحة على غلاف القصة حيث تم وضع نقاط كلمة "رمضان" على شكل قلوب صغيرة وأيضاً صورة لطفل يحمل ورقة تحتوي على "قلب".
كما أعجبني أيضاً السجع في كثير من الجمل في القصة بطريقة مبدعة ومبهجة ومسلية. أما الجزء المضحك في القصة فهو عندما سُأل الطفل عن أفضل شئ يحبه في رمضان فقد قال أنه ينتظر سماع مؤذن المغرب بفارغ الصبر لكي يتناول الأطعمة اللذيذة. فقد نرى براءة الأطفال وربطهم الشهر بتناول الطعام والشراب اللذيذين.
4. هلال رمضان – للكاتبة خنساء هيتو
يعتبر كتاب هلال رمضان هو كتاب متكامل وتعليمي لبدء الأطفال على الصيام ختاماً بالعيد. يحتوي الكتاب على جدولٍ فيه جميع أيام رمضان حتى يتم تشجيعه على الصيام. يتعلم الطفل العبادات اليومية مثل الصلاة والصيام وقراءة القرآن والمواظبة على أذكار الصباح والمساء ويتعلم أيضاً المهارات اليدوية مثل القص واللصق والتلوين كما سيقرأ عن قصص الأنبياء. أحببت فكرة الشجرة المثمرة وهي عبارة عن فاكهة لكل يوم من أيام الشهر وعندما يتم صيامه، سيقوم بقص فاكهة اليوم الذي صامه وسيلصقها على الشجرة المثمرة.
5. ما المانع؟ للكاتبة تغريد النجار
وصل الكتاب إلى القائمة القصيرة لجائزة اتصالات لكتاب الطفل في عام 2013. من منا لم يستمتع بزيارة المسحراتي في الشوارع مع ألحانه وكلماته المميزين؟ يتمحور الكتاب على دور المسحراتي الذي يعتبر من أهم رموز شهر رمضان الفضيل. ففي القصة يمرض المسحراتي وتقرر ابنته ان تحل محله وتقوم بعمله لليلة واحدة. أعجبني مضمون القصة وهو إظهار بعض القيم مثل الشجاعة والتضامن والعادات الأصيلة. يعتبر عمل الفتاة كـ مسحراتي وهو بمثابة تغيير للنمط الوظيفي للمرأة، وأنه يمكن لأي إنسان مهما كان جنسه القيام بأي عمل إن اجتهد. تميزت القصة بذكر آلات موسيقية شرقية مختلفة، وبذلك سوف يتعرف الطفل على جمال التراث الشرقي الأصيل .
المصدر: arblog.elfdubai.org
اقرأ أيضاً:
أفضل روايات الكاتب المصري إحسان عبد القدوس
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: رمضان أطفال فانوس صوم صيام عبادة شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
المحافظة على روحانية الشهر الفضيل
قبل أن يهل هلاله، تجتمع اللجان المختصة وعامة الناس لاستطلاع ثبوت رؤيته بعد أن ينقضي شهر شعبان المبارك، رغم أنه تطور العلم حاليا في رصد الكواكب وأهلة الشهور من خلال استخدام أجهزة حديثة مزودة بالتقنيات المتقدمة.
وبعد ثبوت رؤيته يبث الخبر في جميع القنوات الإخبارية ليتم الإعلان رسميا عن بداية شهر الرحمة والغفران، ويتبادل الناس التهاني بقدوم شهر رمضان الفضيل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تتزين الشوارع العامة بالأنوار، والمنازل بالفوانيس الرمضانية، وتقوم المؤسسات التجارية بعمل العروض والتخفيضات الرمضانية، أما المنازل فإنها تعج بقراءة القرآن وتنتشر بداخلها الطقوس الرمضانية والاستعدادات المختلفة.
ويحرص الجيران على زيارة بعضهم البعض خلال فترة المساء في الشهر الفضيل هذه الزيارات توطد علاقات المحبة والمودة، كما يتبادل البعض قبل الإفطار الأطباق الرمضانية بأصناف مختلفة من المأكولات التي يشيع تقديمها على المائدة الرمضانية في هذا الشهر العظيم الذي هو خير الشهور وأجملها، فشهر رمضان يملأ منازل المسلمين بالروحانية والسكينة، فهو يأتي كل عام ليطهرنا وينقينا ويحقق أمانينا ويجمعنا على المحبة والتواد والتراحم فيما بيننا وبين الآخرين.
إن لشهر رمضان المبارك مكانة خاصة ومميزة عند المسلمين لأنه شهر التوبة والمغفرة وتكفير الذنوب والسيئات، شهر الصيام الذي يعد ركنا من أركان الإسلام، وفيه فرضت عبادة الصوم التي لم يحدد الله عز وجل أجرها كون الصيام يكون خالصا لله سبحانه وتعالى فهو يجزي به الصائمين.
ورمضان، شهر عظيم ينتظره المسلمون في بقاع العالم كل عام للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة كالصيام وكثرة الصلاة وكثرة الدعاء والصدقات طمعا في المغفرة والأجر الكثير.
إن شهر رمضان يعج بالكثير من الفضائل والحكم العظيمة والفوائد العديدة بما فيه من صوم وتقرب إلى الله تعالى منها: أنه سبب لاستجابة الدعاء وقد ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ»؛ لذلك على المسلم أن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله في شهر رمضان لما فيه من فضل كثير ودعوات مستجابة.
كما أن رمضان هو شهر القرآن فقد خصه الله سبحانه وتعالى بنزول القرآن الكريم على سيد البشرية وهاديها إلى الطريق المستقيم، وقد روي عن عثمان بن عفان أنه كان يختم القرآن الكريم كل يوم في رمضان.
إلى ذلك كله في رمضان ليلة من أعظم الليالي المباركة وهي «ليلة القدر» التي ميزها الله تعالى عن باقي الليالي وتقع في أواخر هذا الشهر الفضيل، وجاء ذكرها في القرآن الكريم وسيرة النبي عليه الصلاة والسلام فقال الله تعالى: «ليلة القدر خير من ألف شهر»، أي أن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله خير من العمل في ألف شهر، فما أعظمها من ليلة مباركة!
وأخيرا علينا أن نعي بأن لشهر رمضان منزلة عظيمة عند الله تعالى، ففيه يفتح الله أمام العباد أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتغل الشياطين، لذا فهو فرصة كبيرة أمام المسلم للتوبة والمغفرة وتجنب ارتكاب المعاصي والذنوب، إضافة إلى أنه فرصة لعبادة الله على أكمل وجه.
إن هذه الفضائل التي ذكرتها لتعد نقطة في بحر ممتد لكثرتها ومنافعها؛ لذا وجب على المسلم الفطن أن يستغل أيام هذا الشهر وما بقي من لياليه في الأعمال الصالحة ابتغاء وجهه تعالى؛ ولذا ندعو الله ونسأله أن يعيننا على صيامه وقيامه ويتقبل منا خالص الأعمال ويجعلنا المولى عز وجل وإياكم ممن يقومون بحق رمضان خير قيام.