عبرت مصادر إسرائيلية اليوم الأحد عن تفاؤلها بإمكانية التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى بين تل أبيب وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبل شهر رمضان، في وقت أفادت فيه تقارير بإحراز تقدم بعد جولة جديدة من المحادثات في باريس.

ونقلت هيئة البث الرسمية عن مصادر إسرائيلية أن هناك تفاؤلا بأن يتم التوصل إلى تفاهمات قبل شهر رمضان الذي يبدأ خلال أقل من أسبوعين.

كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول أمني أن الصفقة المحتملة لن تمنع العملية البرية في رفح جنوبي قطاع غزة.

من جهتها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر قوله إن ثمة تفاؤلا كبيرا بالتوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل محتملة للأسرى.

وقالت القناة الإسرائيلية إن مجلس الحرب قرر السماح لوفد إسرائيلي بالتوجه لقطر خلال الأيام المقبلة لمواصلة محادثات صفقة التبادل، مؤكدة بذلك معلومات كشف عنها مسؤولون ووسائل إعلام إسرائيلية أخرى أمس.

والليلة الماضية، اجتمع مجلس الحرب بعد عودة الوفد الإسرائيلي من محادثات في باريس لمناقشة اتفاق محتمل على هدنة جديدة وتبادل الأسرى.

وكان رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع شارك الجمعة في جولة جديدة من المحادثات بشأن اتفاق محتمل يشمل تبادلا للأسرى وهدنة موسعة في غزة، إلى جانب رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس إن حكومته تعمل على التوصل إلى اتفاقية إضافية لتحرير المحتجزين، وأضاف أنه أرسل لهذا الغرض وفدا إلى باريس، وسيناقش الخطوات التالية من المفاوضات، متوعدا في الأثناء بالمضي في خططه لاجتياح رفح المكتظة بالنازحين.

وأضاف نتنياهو أن الدمج بين الضغط العسكري وما سماها المفاوضات الحازمة سيؤدي إلى استعادة المحتجزين والقضاء على حماس وتحقيق جميع أهداف الحرب، بحسب تعبيره.

وتعليقا على محادثات باريس، قال مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي إن هناك على الأرجح مجالا "للمضي قدما نحو اتفاق"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

لكن هنغبي قال إن الاتفاق المحتمل لا يعني نهاية الحرب، وهو نفس الموقف الذي ردده مرارا نتنياهو وأركان حكومته.

مظاهرة في تل أبيب ضد نتنياهو (رويترز) مظاهرات ضد نتنياهو

وكانت الشرطة الإسرائيلية قمعت الليلة الماضية مظاهرة وسط تل أبيب تطالب بابرام اتفاق لتادل الأسرى، بحجة أنها غير قانونية وتخل بالأمن العام.

وأفادت مراسلة الجزيرة بأن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 18 متظاهرا بينهم منظم مظاهرة تطالب بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو والذهاب إلى انتخابات مبكرة.

وشهدت حيفا وإيلات وبئر السبع مظاهرات مماثلة تزامنت مع استمرار حراك عائلات الإسرائيليين المحتجزين في غزة لمطالبة الحكومة بإبرام صفقة تبادل للأسرى بشكل فوري.

وتقدر تل أبيب عدد الأسرى الإسرائيليين المتبقين لدى المقاومة في قطاع غزة بنحو 130، وترجح أن 30 منهم قتلوا.

إطار جديد

في غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع على المحادثات أن لقاءات باريس خلصت إلى "خطوط عريضة" يمكن أن تفضي في النهاية إلى هدنة في غزة.

من جهتها، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصدرين مطلعين على محادثات باريس أن المسؤولين الأميركيين والمصريين والقطريين عرضوا إطارا أكثر تفصيلا لاتفاق محتمل بين إسرائيل وحركة حماس

وقالت الصحيفة إن الإطار الجديد المفاصل يقترح أن تفرج حماس في مرحلة أولى عن 40 من الأسرى الإسرائيليين مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين وهدنة في غزة لمدة 6 أسابيع.

وتتضمن المقترحات الجديدة بدء عودة البعض من سكان شمالي قطاع غزة إلى مناطقهم، بحسب ما ورد في تقرير الصحيفة.

وذكرت الواشنطن بوست أن إطار الاتفاق السابق كان يتضمن أيضا هدنة لستة اسابيع لكنه لم يكن مفصلا مثل الإطار الجديد الذي تم عرضه في محادثات الجمعة بباريس.

وقال المصدر للصحيفة الأميركية إن لقاءات باريس الجديدة سمحت بإحراز تقدم من شأنه أن يفضي إلى مفاوضات أكثر جدية على اتفاق جديد في الأيام القليلة المقبلة.

وفي المحادثات التي جرت قبل أسابيع في باريس ثم في القاهرة، تم التوصل إلى إطار، وتلقى الوسطاء ردا من إسرائيل ومن حركة حماس، ورفضت تل أبيب مطالب الحركة واعتبرتها غير واقعية.

وكانت حماس والفصائل الأخرى أكدت أن أي اتفاق يجب أن يفضي إلى وقف العدون وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، وهو ما ترفصه حكومة نتنياهو حتى الآن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التوصل إلى قطاع غزة تل أبیب فی غزة

إقرأ أيضاً:

صفقة السبت| حماس وإسرائيل تنهيان الدفعة الثانية من تبادل الأسرى وسط أفراح في قلب غزة.. وخبراء: الدور المصري في الوساطة محوري.. ويهدف للحفاظ على استقرار المنطقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

غزة تتجه نحو الاستقرار بعد أشهر من الحرب، وذلك بعد إتمام الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس التي قامت بتسليم 4 أسيرات إسرائيليات من المحتجزين لديها مقابل الإفراج عن 200 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.

وفي الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، بدأت إجراءات تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، وفي الظهيرة وفي وسط غزة حان موعد تسليم الرهائن، حيث بدأت مراسم تسليم المحتجزات الإسرائيليات الأربعة تحمل أحداهن الجنسية البلغارية إلى جانب الإسرائيلية، حيث وقع ممثل حماس مع ممثل الصليب الأحمر وثائق تسليم المجندات الإسرائيليات في مشهد حظي بحضور جماهيري كبير من أهالي غزة وسط حراسة مشددة من عناصر المقاومة. 

وخلال ساعات خرجت حافلات الصليب الأحمر من سجن عوفر حاملة على متنها عشرات الأسرى، حيث تشمل الدفعة الثانية الإفراج عن 200 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، مقابل الأسيرات المجندات بالجيش الإسرائيلي هن دانييلا جلبوع ونعمة ليفي وكارينا أريف وليري إلباغ.

في المقابل، نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ومكتب إعلام الأسرى أسماء الأسرى الفلسطينيين المحررين ضمن الدفعة الثانية من صفقة التبادل في المرحلة الأولى والتي تضم 200 أسير، من بينهم 16 أسيرًا من قطاع غزة.

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومقرها سويسرا، أمس السبت، إتمام المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأوضحت اللجنة في بيان أنها أجرت مقابلات مع الأسرى الفلسطينيين للتحقق من هوياتهم وضمان حالتهم الصحية قبل إطلاق سراحهم، حيث تم نقل 128 أسيرًا إلى قطاع غزة والضفة الغربية، فيما تولت السلطات المحلية متابعة عملية نقل باقي المفرج عنهم.

وشهدت "صفقة السبت" إطلاق أقدم أسير فلسطيني محمد طوس، البالغ من العمر 69 عامًا، والذي أمضى نحو 40 عامًا في السجون الإسرائيلية.

جهود مصرية مستمرة للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار

العديد من أساتذة العلوم السياسية أكدوا أن إتمام صفقة الأسرى تعد خطوة جديدة للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس والاحتلال، مشددين على أن مصر تقوم بجهود مكثفة للحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة.

وفي هذا الشأن، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر تقدم دعمًا غير مسبوق للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، موضحًا أن هناك تقدير كبير من دول العالم لجهود مصر في الوساطة بين الفلسطينيين والاحتلال.

وأضاف "فهمي" أن الدور المصري في التوصل للهدنة ووقف إطلاق النار في غزة، كما تقدم دعمًا كبيرا للفلسطينيين، حيث تمثل مصر واحة أمان للجميع حيث تبذل جهود كبيرة في عملية تبادل الأسرى من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن مشهد تبادل الأسري شاركت فيه قيادة وحكومة للوصول لتنفيذ وقف إطلاق النار، موضحًا أن التحرك المصري هو من أول المنطقة لهذه النقطة وتنفيذ الاتفاق.

وعلى صعيد متصل، أشاد اللواء أركان حرب أيمن عبد المحسن، الخبير العسكري، بالدور المصري المهم في عملية تبادل الأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيل، مشيرا إلى أن جهود مصر في الوساطة من أجل التوصل للهدنة وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. 

وأضاف "عبد المحسن" أن الجهود الحثيثة والمتواصلة التي بذلتها مصر خلال الفترة السابقة والمستمرة بهدف التوصل إلى اتفاق الهدنة ودخوله حيز التنفيذ تؤكد حرص مصر على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، كما تسعى مصر بكل جهد لتحقيق الالتزام الكامل ببنود هذا الاتفاق لتحقيق الاستقرار.

وأوضح الخبير الاستراتيجي، أن هناك دور إنساني كبير تقوم به مصر في تنفيذ اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى، مشيرا إلى أن عملية نقل الأسرى المستبعدين تمت عبر الحافلات إلى مصر، حيث استقبلتهم السلطات المصرية ونقلتهم إلى المستشفيات لإجراء الكشف الطبي عليهم، في خطوة تؤكد الدور الإنساني لمصر في هذا الاتفاق.

مقالات مشابهة

  • صفقة السبت| حماس وإسرائيل تنهيان الدفعة الثانية من تبادل الأسرى وسط أفراح في قلب غزة.. وخبراء: الدور المصري في الوساطة محوري.. ويهدف للحفاظ على استقرار المنطقة
  • حماس: حكومة نتنياهو تُماطل في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار
  • حماس: ننتظر انسحاب الاحتلال وفق بنود اتفاق غزة وبدء عودة النازحين
  • نتنياهو يهدد بوقف اتفاق غزة لعدم الإفراج عن أربيل يهود
  • عاجل:- كتائب القسام تسلم 4 أسيرات إسرائيليات للصليب الأحمر في إطار عملية تبادل الأسرى
  • "حماس" تسلم 4 مجندات إسرائيليات للصليب الأحمر في إطار صفقة تبادل الأسرى
  • بعد ساعات قليلة .. ترقب لعملية تبادل الأسرى الثانية بين حماس و إسرائيل وضغوط على نتنياهو للإلتزام ببنود الصفقة
  • تظاهرة وسط تل أبيب تطالب نتنياهو بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل: قائمة الرهائن المقرر أن تفرج عنهم حماس غدا تخالف اتفاق تبادل الأسرى
  • الشرطة الإسرائيلية تعتقل 3 متظاهرين وعائلات الأسرى تطالب نتنياهو بتنفيذ الاتفاق