بعد هزيمتها في مسقط رأسها أمام ترامب.. هايلي: لن أتخلى عن هذه المعركة
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
هزم دونالد ترامب السبت نيكي هايلي، آخر منافسيه الجمهوريّين، في الانتخابات التمهيديّة لحزبه في كارولاينا الجنوبيّة، وفق ما أظهرت توقّعات بثّها عدد من وسائل الإعلام الأمريكيّة.
ويُمثّل فوز ترامب انتكاسة لهايلي التي تُجسّد جناحاً أكثر اعتدالاً في الحزب الجمهوري، خصوصاً أنّ هذه الانتخابات جرت في الولاية التي كانت حاكمةً لها لستّ سنوات.
وفي أوّل تصريحات يُدلي بها بُعيد فوزه، وفي مؤشّر إلى أنّه لم يعد يرى في هايلي تهديداً له، توجّه ترامب من كولومبيا، عاصمة الولاية، إلى الرئيس الأمريكي بالقول: «جو (بايدن) أنت مطرود!»، وكان ترامب يتحدّث أمام جمع من أنصاره، وسط الهتافات والتصفيق.
وتوقّعت وسائل الإعلام الأمريكيّة فوز ترامب بعد ثوانٍ قليلة على إغلاق مراكز الاقتراع.
وقال ستيفن تشيونغ، المتحدّث باسم ترامب، في بيان «الليلة تنتهي الانتخابات التمهيديّة. حان وقت الانتقال إلى الانتخابات الرئاسيّة حتّى نتمكّن من هزيمة جو المعتوه»، مستخدماً أحد التعابير المفضّلة لدى الرئيس الجمهوري السابق.
من جهتها، أعلنت هايلي السبت عزمها على البقاء في السباق للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكيّة، رغم هزيمتها أمام ترامب.
وقالت هايلي لمؤيّديها خلال تجمّع في تشارلستون «لن أتخلّى عن هذه المعركة».
ويواجه الرئيس الجمهوري السابق أربع لوائح اتّهام جنائيّة، وأوضح الخبير السياسي جوليان زيليزر لوكالة فرانس برس أنّ «هايلي تبقى في السباق بسبب احتمال إدانة» ترامب، وقال إنّ «أملها الوحيد هو أن تصمد فترة كافية»، ريثما تأخذ الإجراءات القانونيّة مجراها.
ومع فرز أكثر من 85% من الأصوات، تقدَّم قطب العقارات بفارق كبير، بحصوله على حوالى 60% من الأصوات، ورداً على النتائج، حذر بايدن قائلاً: «كل يوم نواجه التهديد الذي يشكله دونالد ترامب على مستقبلنا».
وتوعّد ترامب بأن يُبرهن لبايدن والديموقراطيّين «أنّنا آتون بسرعة قطار شحن في تشرين الثاني/نوفمبر»، في الانتخابات الرئاسيّة.
ولم يتعيّن على سكّان كارولاينا الجنوبيّة الإشارة إلى ميولهم الحزبيّة عند تسجيلهم للتصويت.
واعتمدت هايلي على أصوات المعتدلين، وهي تُعدّ محافظة تقليديّة تدافع عن تشكيل حكومة محدودة وتبنّي سياسة خارجيّة قويّة.
وحضّت المرشّحة الخمسينيّة المحافظين على اختيار «جيل جديد من القادة المحافظين»، بدلاً من «سنواتٍ أربع أُخَر من فوضى ترامب»، لكنّها سبق أن خسرت الانتخابات التمهيديّة أمام ترامب في أيوا ونيو هامبشر ونيفادا.
وأثنى ناخبون أجرت معهم وكالة فرانس برس مقابلات الخميس في كولومبيا على كلا المرشّحَين، رغم أنّ أحد الناخبين شعر بأنّ هايلي غير مستعدّة لتولّي المنصب، بينما وجّه آخر انتقادات لترامب لأنّه مثير للانقسام.
– أتعاب قانونية
جرت هذه الانتخابات وسط مؤشّرات إلى أنّ ترامب يُشدّد قبضته على الحزب الجمهوري، بينما يدفع لإجراء تعديل لتثبيت أفراد من عائلته وحلفائه على رأس اللجنة الوطنيّة للحزب الجمهوري.
وتعهّدت زوجة ابنه، لارا ترامب، إنفاق «كلّ قرش» من أموال الحزب على حملته الرئاسيّة إذا أصبحت رئيسة مشاركة للّجنة، وقالت إنّ تسديد أتعاب محاميه يحظى باهتمام الناخبين الجمهوريّين.
وسعت هايلي إلى التركيز على «الفوضى» التي تقول إنّها تنبع من ترامب، مشيرة إلى 8 ملايين دولار من التبرّعات الانتخابيّة التي أنفقها على الرسوم القانونيّة في كانون الثاني/يناير، وتوقّعت أن يصل إجمالي إنفاقه على القضايا المعروضة على المحاكم هذا العام إلى 100 مليون دولار.
واتّهمت المتحدّثة باسم حملة هايلي، أوليفيا بيريز-كوباس، ترامب بأنّه حوّل حملته الرئاسيّة إلى صندوق تبرّعات لقضاياه أمام المحاكم، ولن تتبقّى لديه موارد أو يكون قادراً على التركيز لمواجهة جو بايدن والديموقراطيّين.
وعلى غرار الديموقراطيّين، وجّهت هايلي انتقادات حادّة لترامب بسبب مواقفه الدوليّة وإعجابه بقادة الأنظمة الأكثر استبداداً في العالم.
وانتقدت ردّ فعل ترامب على وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني وتجنّبه انتقاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأحدث ترامب مؤخراً صدمة أيضاً في صفوف حلفاء واشنطن الغربيّين، بعدما قال إنّه سيشجّع روسيا على مهاجمة أعضاء في حلف شمال الأطلسي لا يفون بالتزاماتهم الماليّة.
وكانت هايلي متأخّرة عن ترامب بأكثر من 50 نقطة مئويّة في الانتخابات التمهيديّة الجمهوريّة، لكنّها شدّدت على أنّ فرصها أكبر في التغلّب على بايدن في الانتخابات الوطنيّة.
ويُرجَّح أن تُطرح قضيّة الحقوق الإنجابيّة في الانتخابات بشكل بارز، مع تجنّب ترامب اتّخاذ موقف واضح من المقترحات بشأن منع الإجهاض على المستوى الوطني بعد تعيينه ثلاثة قضاة تمكّنوا من إلغاء الحماية الفدراليّة لحقّ الإجهاض.
وأضيفت مشكلة أخرى بعد قرار أصدرته المحكمة العليا في ولاية ألاباما الجنوبيّة قضى بأنّ الأجنّة المحفوظة بالتجميد يمكن اعتبارها «أطفالاً»، ومن شأن ذلك أن يفتح جبهة جديدة ويطرح أسئلة حول عيادات الإخصاب في المختبر.
صحيفة الخليج
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الانتخابات التمهیدی ة فی الانتخابات الرئاسی ة
إقرأ أيضاً:
ترامب يكسر قيود بايدن على الذكاء الاصطناعي ويأمر بالتوسع في استخدامه
أعلن البيت الأبيض، إلغاء قيود سابقة على استخدام الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الفيدرالية، وتوجيه الوكالات الحكومية إلى تطوير استراتيجيات جديدة لتوظيف هذه التكنولوجيا، وذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز الابتكار الحكومي وتقليل العقبات البيروقراطية.
وأصدر مكتب الإدارة والموازنة الأمريكي مذكرة تطلب من الوكالات تنفيذ ممارسات جديدة لإدارة المخاطر المتعلقة بالاستخدامات عالية التأثير للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تطوير سياسات واضحة للذكاء الاصطناعي التوليدي خلال الأشهر المقبلة.
ووفقا للمذكرة، فإن الحكومة الأمريكية تسعى إلى تبني نهج أكثر انفتاحا على التكنولوجيا، حيث أكدت أن "على الوكالات أن تتبنى نهجا متقدما ومؤيدًا للابتكار يستفيد من هذه التكنولوجيا للمساعدة في تشكيل مستقبل العمليات الحكومية"، حيث يأتي هذا القرار في إطار رؤية الإدارة الأمريكية لتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة العمل الحكومي، مع تقليل اللوائح التي كانت مفروضة خلال عهد الرئيس السابق جو بايدن.
وشمل القرار الجديد إلغاء أمرين تنفيذيين كانا قد صدرا خلال إدارة بايدن، أحدهما فرض قيودا على استخدام الذكاء الاصطناعي لضمان حماية حقوق الأفراد وتعزيز الشفافية، فيما سعى الآخر إلى تقييد بعض العمليات الحكومية المرتبطة بهذه التكنولوجيا.
كما ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا آخر وقّعه بايدن عام 2023، والذي كان يهدف إلى تقليل مخاطر الذكاء الاصطناعي من خلال مطالبة المطورين بمشاركة البيانات المتعلقة بهذه التقنية.
وقال البيت الأبيض إنه لن يفرض بعد الآن "قيودًا بيروقراطية غير ضرورية على استخدام الذكاء الاصطناعي الأمريكي المبتكر في السلطة التنفيذية"، مضيفًا أنه يتعين على الوكالات أن "تعمل على زيادة استخدام الذكاء الاصطناعي الأمريكي الصنع"، في إشارة إلى سعي الحكومة لتعزيز دور الشركات المحلية في هذا المجال ودعم الابتكار التكنولوجي.
ويأتي هذا القرار في وقت تتسابق فيه الدول الكبرى للاستفادة من التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي، حيث تحاول الولايات المتحدة الحفاظ على تفوقها التكنولوجي من خلال دعم شركات التكنولوجيا والباحثين. غير أن هذه الخطوة أثارت تساؤلات حول كيفية تحقيق التوازن بين تعزيز الابتكار وضمان عدم إساءة استخدام هذه التقنية، خاصة فيما يتعلق بالخصوصية والأمان السيبراني وحماية الحقوق الفردية.
ويُتوقع أن تُحدث هذه التغييرات تحولا كبيرا في طريقة استخدام التكنولوجيا داخل المؤسسات الحكومية الأمريكية، حيث سيتم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر لتحسين الكفاءة وتطوير الخدمات الحكومية، في ظل تأكيد الإدارة الأمريكية على ضرورة الاستفادة القصوى من إمكانيات هذه التكنولوجيا مع وضع الضوابط اللازمة لتجنب أي مخاطر محتملة.